نظام الحكم الحكومة الوطنية الحكومة المحلية الأحزاب المحاكم القوات المسلحة السكان أعداد السكان وسلالاتهم الدين اللغة سكان الحضر البوادي أنماط المعيشة الأزياء الطعام والشراب التعليم الفنون الخدمات الاجتماعية الترويح الاتصالات السطح والمناخ الموقع الأقاليم الأنهار المناخ النباتات الطبيعية الاقتصاد الزراعة صيد الأسماك الثروة الحيوانية منتجات الغابات الصناعة صناعة الخدمات التعدين الطاقة النقل والاتصالات التجارة الناتج الوطني الإجمالي نبذة تاريخية العصور القديمة الفتح العربي البحارة والأشراف السيطرة الفرنسية والأسبانية الاستقلال الملكية الدستورية الخلاف حول الصحراء الغربية المغرب حاليًا الرباط عاصمة المغرب تقع على المحيط الأطلسي. وقد بني هذا الجدار لحماية الرباط من هجمات الأعداء عن طريق البحر. ويقيم حوالي نصف سكان المغرب في المدن. المغرب
دولة عربية تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة إفريقيا، وكان يطلق
عليها أيضًا اسم مراكش. ويحيط بها البحر الأبيض المتوسط من الشمال،
والمحيط الأطلسي من الغرب، كما يفصلها مضيق جبل طارق ـ الذي يلتقي فيه
البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي ـ عن أسبانيا بنحو 13كم فقط. وتوجد سهول خصبة على
امتداد السواحل المغربية، كما تمتد الجبال المغطاة بالغابات عبر وسط
الدولة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. وتمتد وراء أطلس الصحراء أكبر
صحاري العالم المعروفة باسم الصحراء الكبرى، وهو إقليم متسع قاحل يغطي
مساحة تبلغ نحو تسعة ملايين كيلو متر مربع. والرباط عاصمة المغرب، والدار
البيضاء أكبر المدن. ويتكون سكان المغرب من مجموعتين عرقيتين متميزتين: العرب، والبربر، وهو تقسيم يعتمد ـ بشكل رئيسي ـ على اللغة التي يتكلمونها. وسكان المغرب مسلمون، وتُعدّ الزراعة والفلاحة وتربية المواشي النشاط الاقتصادي الأول. ويعيش حوالي نصف السكان (51%) في المناطق الريفية. حكمت كل من فرنسا وأسبانيا المغرب منذ أوائل القرن العشرين الميلادي حتى نالت استقلالها عام 1956م. ومنذ السبعينيات من القرن العشرين عاشت المغرب في حرب ضد أعضاء من حركة الاستقلال المعروفة باسم جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، وهي منطقة تقع على حدودها الجنوبية. وفي عام 1975م نظم المغرب المسيرة الخضراء واسترجع سلميًا صحراءه بعد نزوح القوات الأسبانية من المنطقة. نظام الحكم
|
Add caption |
البوابات التاريخية تحيط بمدينة مراكش القديمة. الحكومة الوطنية. المغرب دولة ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية. والملك أمير المؤمنين والممثل الاسمي للأمة ورمز وحدتها والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات. صدر
أول دستور بالمملكة المغربية في ديسمبر 1962م وتمت مراجعته سنوات 1970
و1972 و1992م، كما تم تعديل المادة 49 منه سنة 1995م. وفي سنة 1996م تم
تعديل دستور 1992، ويتعلق التعديل بإنشاء نظام برلماني ذي غرفتين. ويفوض
دستور 1996 جلالة الملك تعيين الوزير الأول، كما يعين جلالة الملك باقي
أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول. هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x600. مراكش الحديثة، جوهرة مدن الجنوب المغربي ويتكون
البرلمان من مجلسين، مجلس النواب ومجلس المستشارين، ويستمد أعضاؤه
نيابتهم من الأمة. ويتم انتخاب أعضاء مجلس النواب بالإقتراع العام المباشر
لمدة خمس سنوات. ويتكون مجلس النواب من 325 عضوًا، بينما يتكون مجلس
المستشارين من 270 عضوًا. وينتخب
أعضاء مجلس المستشارين لمدة تسع سنوات، ويتجدد ثلث المجلس كل ثلاث سنوات،
وتعين بالقرعة المقاعد التي يشملها التجديدان الأول والثاني. ولهذا
المجلس سلطات تقريرية شبيهة بسلطات مجلس النواب الذي تبقى له الكلمة
الأخيرة. كما أن لمجلس المستشارين سلطة إسقاط الحكومة ضمن شروط محددة.
ويحق لجميع المواطنين المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة فأكثر أن يدلوا
بأصواتهم في الانتخابات. الحكومة المحلية. تنقسم
المملكة المغربية إلى 16 جهة اقتصادية و10 ولايات بها 13 إقليمًا و20
عمالة. وبالمغرب 1,517 جماعة حضرية وقروية. ويعين الملك الولاة والعمال.
وتشتمل الولايات على عمالات، وتشرف وزارة الدولة في الداخلية على سير الجماعات المحلية. الأحزاب. بلغ
عدد الأحزاب بالمغرب 16 حزبًا عام 1997م، وهي: حزب الاستقلال، الاتحاد
الاشتراكي للقوات الشعبية، الاتحاد الدستوري، التجمع الوطني للأحرار،
الحركة الشعبية، الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الحركة الوطنية الشعبية،
الحزب الوطني الديمقراطي، حزب التقدم والاشتراكية، الحركة الشعبية
الدستورية، جبهة القوى الديمقراطية، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، منظمة
العمل الديمقراطي الشعبي، حزب العمل، حزب الشورى والاستقلال، الحركة من أجل
الديمقراطية. المحاكم. القضاء
مستقل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية. ويعين الملك القضاة بظهير شريف
باقتراح من المجلس الأعلى للقضاء. ويستمد النظام القضائي قوانينه من
الشريعة الإسلامية وبعض القوانين الفرنسية. ويتألف النظام القضائي من
المحكمة العليا التي تختص في الجنح والجنايات التي يرتكبها أعضاء الحكومة
أثناء ممارستهم لمهامهم ومحاكم الجماعات والمقاطعات والمحاكم الإدارية
والمحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف والمجلس الأعلى ومحكمة العدل الخاصة
والمحكمة العسكرية. القوات المسلحة.
بلغ عدد القوات المغربية المسلحة في يونيو عام 1997م نحو 196,300 فرد،
وتتكوّن من جيش قوامه 175,000 جندي تقريباً، ومن قوات بحرية عددها 7,850
فردًا وقوات جوية قوامها 13,540 جنديًا. أما قوات الحرس الملكي فعددها
10,000 فرد، إلى جانب قوة إضافية عسكرية قوامها 30,000 فرد (تضم قوات تدخل
آلية من 5,000 فرد). ويشارك
في الخدمة الإلزامية العسكرية كل مغربي يبلغ من العمر 18 سنة ولمدة 18
شهرًا. وقد بلغت النسبة المئوية للنفقات الدفاعية من الناتج الوطني
الاجمالي عام 1995م حوالي 4,3%. السكان مراكش مازالت تحافظ على دورها التاريخي، مركزًا تسويقيًا شعبيًا يجمع أهل الصحراء بأهل الجبل. أعداد السكان وسلالاتهم. زاد عدد سكان المغرب
بشكل مستمر خلال الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي. ففي إحصاء 20
يوليو عام 1971م كان عدد السكان 15,321,210 نسمة، وفي 3 سبتمبر عام 1982م
زاد العدد إلى 20,388,217 نسمة، بينما بلغ 28,060,000 نسمة عام 1998م،
ويتوقع أن يصل عددهم إلى 34,426,000 عام 2010م. بلغت معدلات المواليد في المغرب
عام 1995م نحو 27,9 لكل ألف، بعد أن كانت 39,4 لكل ألف خلال الفترة بين
عامي 1972م و1980م. كما بلغت معدلات الوفيات ستة أفراد لكل ألف عام 1995م
بعد أن كانت 13 لكل ألف خلال الفترة من 1975-1980م. وبلغت معدلات وفيات
الأطفال 45,8 لكل ألف من المواليد الأحياء عام 1995م، بالمقارنة بمعدل
العالم البالغ 70 فردًا لكل ألف. وبلغت نسبة الزيادة الطبيعية عام1995م
نحو 21,9%، بينما المعدل العالمي 15,7. ويبلغ عدد السنوات اللازمة لمضاعفة
السكان بالمغرب 27 سنة. كذلك
تصل معدلات الخصوبة للمرأة المغربية 3,7 طفل في المتوسط، ويشكل الذكور
50,06% من جملة السكان، بينما تشكل الإناث 49,94%. ويشكل الأطفال (أقل من
15 سنة) 36,1% من جملة السكان، بينما يشكل متوسطو العمر (15-60 سنة) 57,7%
من السكان، وكبار السن (ما فوق 60 سنة) 6,2%. وتبلغ نسبة السكان بين 15
و29 سنة حوالي 29,8%، بينما يشكل الذين بين 30 و44 سنة حوالي 76% من جملة
السكان. ويبلغ متوسط الأعمار 65 سنة في المتوسط للجنسين (64 سنة للذكور،
67 سنة للإناث). ويتكون معظم سكان المغرب
من خليط من العرب والبربر. ويعيش البربر فيما يعرف الآن بالمغرب منذ
3,000 سنة مضت، وهم من سلالة البحر الأبيض المتوسط، وهي نفس السلالة التي
ينتمي إليها العرب، وقد احتفظوا بسمات خاصة تميزهم من حيث التركيب
الاجتماعي والسياسي. وقد استعصوا على الحكم الروماني والغزو الوندالي حتى جاء الإسلام فتمكن من قلوبهم. الرياضة.
عناية الدولة بالرياضة أدت إلى وصول فريق كرة القدم الوطني إلى نهايات
كأس العالم في أمريكا عام 1994م، وإلى نهايات كأس العالم بفرنسا عام 1998م أما
العرب فقد بدأت هجرتهم إلى المنطقة خلال القرن السابع الميلادي، وتعاقبت
موجاتهم بين القرنين الأول والعاشر الهجريين (السابع والسابع عشر
الميلاديين)، فضلاً عن عرب الأندلس الذين توافدوا على
البلاد حتى نهاية القرن العاشر الهجري (السابع عشر الميلادي). وعبر
السنين تصاهرت جماعات العرب والبربر بالزواج بدرجة كبيرة بحيث لا يوجد
الآن إلا عدد قليل من المغاربة غير مختلطين. ويعرف
السكان عربًا كانوا أو بربرًا ـ بشكل رئيسي ـ عن طريق لغتهم الرئيسية:
العربية أو البربرية. ويشكل العرب ـ حسب المصادر المغربية الرسمية ـ حوالي
25% من جملة السكان، بينما يشكل البربر أغلبية النسبة الباقية. ويعيش
معظم العرب في المدن أو على
امتداد ساحل المحيط الأطلسي، بينما يعيش معظم البربر في المناطق
الجبلية، وتزداد نسبتهم بشكل واضح في شرق جبال الريف، كما يشكلون أغلبية
السكان في جبال أطلس المتوسط وأطلس الكبير. وتوجد بالمغرب أعداد من الزنوج الذين وفدوا على البلاد خلال الحكم الإسلامي. أما الأوروبيون فيتكونون من الفرنسيين والأسبان، ويبلغ عددهم 50,181 نسمة، وكانوا قبل ذلك قرابة نصف المليون نسمة قبل استقلال البلاد. وبلغت كثافة السكان في المغرب
39,5 نسمة/كم² عام 1997م، وتتفاوت الكثافة بشدة من منطقة إلى أخرى. فهي
ترتفع في المناطق الساحلية إلى 60 شخصًا/كم²، كما ترتفع في المناطق
الزراعية إلى ما بين 50 و100 شخصً/كم²، على حين تنخفض في المناطق الصحراوية إلى شخص واحد في كل خمسة كم²، وتبلغ 10 أشخاص/كم² في شرق المغرب وفي أطلس الصحراء. مسجد القرويين تم بناؤه في القرن التاسع الميلادي (منظر داخلي). الدين.الإسلام هو
الدين الرسمي للمغرب، وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 99,8% من جملة السكان،
كلهم تقريبًا من أتباع السنة من المذهب المالكي. وتنظم التعاليم الإسلامية
حياة الأسرة والمجتمع. وتضم المغرب
عددًا من النصارى واليهود تبلغ نسبتهم أقل من 1% من جملة السكان. ويبلغ
عدد النصارى بالمغرب نحو 50,000 نسمة تقريبًا معظمهم من الرومان
الكاثوليك، كما توجد كنائس إنجيلية في الدار البيضاء وطنجة، وكنيسة
بروتستانتية في الدار البيضاء. أما اليهود فيشكلون أقلية، هاجر منهم عدد
كبير إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفلسطين المحتلة، ولم يبق منهم
سوى النذر القليل. اللغة. تعدّ
العربية اللغة الرسمية في المغرب، ولا يتحدث بها العرب وحدهم وإنما
العديد من البربر إلى جانب لغتهم الأصلية. كذلك يتحدث عدد كبير من البربر
والعرب اللغة الفرنسية أو الأسبانية. ولا يزال أكثر سكان الجبال من البربر
يتحدثون البربرية التي سرعان ماينسونها بعد إقامتهم في المدن، وتساعدهم
العزلة في المناطق الجبلية على الاحتفاظ بلغتهم ولهجاتهم. سكان الحضر. تبلغ نسبة سكان المدن في المغرب حوالي 48,9% في عام 1996م، بينما بلغت نسبة سكان الريف 51,1%. وعلى الرغم من بطء نمو الحياة الحضرية في المغرب
في السنوات الأخيرة، إلا أنها شهدت تطورًا مطردًا في هذه الظاهرة منذ
بداية القرن العشرين. ففي عام 1926م لم تكن نسبة سكان المدن تزيد على
10% من جملة السكان، زادت إلى 16% عام 1936م، ثم إلى 30% عام 1960م،
و35,1 طبقًا لإحصاء عام 1971م، و38% عام 1975م، وبلغت 41% عام 1983م.
وتفسر هذه الزيادة في سكنى المدن بالمغرب بالهجرة الريفية هربًا من الظروف
المعيشية في الريف، وبحثًا عن عمل أو أجر أفضل في المدن، مما تسبب في نمو
ضواحي الأكواخ على هوامش المدن الكبيرة. ستوديو التلفاز في المغرب. وتوجد في المغرب مدينتان مليونيتان هما الدار البيضاء والرباط، مما يجعل المغرب تشغل المركز السابع بين دول العالم الإسلامي في ظاهرة المدن المليونية. وتوجد
بالمغرب حاليًا مدينة واحدة من فئة نصف المليون نسمة هي فاس، وخمس مدن
يتراوح حجمها بين ربع المليون وأقل من نصف المليون نسمة وهي: مراكش ومكناس
ووجدة والصويرة وطنجة. كما توجد ست مدن من فئة المائة ألف نسمة وأكثر هي:
تطوان وآسفي والمحمدية وخريبجة (خريبكة) والقنيطرة وأغادير. البوادي. ويعيش سكان الريف المغربي في مناطق تعرف
باسم البوادي. وتتميز قرى الجنوب بأنها محصنة، وتسمى الواحدة منها
أغادير، أو تكون في شكل مساكن حصينة تسمى قصورًا. أما في جبال أطلس الكبير
وأطلس المتوسط فتسمى الحصون الكبيرة المربعة الشكل تيرمت، وتسكنها عادة
بضع عائلات. ويعيش بدو المغرب في المناطق الصحراوية ـ خاصة الدقيبات ـ في منطقة ساقية الذهب وقرب الحدود مع الجزائر. أنماط المعيشة.
تتكون الأسرة المغربية التقليدية من أبوين، وأطفالهما غير المتزوجين،
وأولادهما المتزوجين، وزوجات الأبناء وأطفالهم. وعندما يموت الأب يبدأ كل
ابن متزوج في بناء مسكنه الخاص. وتقام في المناطق الحضرية المزدوجة الكثير
من مساكن الأسرة قبل موت الوالد، لعدم وجود حجرات كافية لكل فرد للعيش معًا. تتنوع المساكن في ريف المغرب
تبعًا للمناخ ومواد البناء المتاحة. ويعيش كثير من السكان في الجزء
الجنوبي من الدولة في مساكن مبنية من الطوب المجفف. وتبنى المساكن في
مناطق ريفية أخرى من الأخشاب والأحجار. ويوجد في كثير من المساكن حجرة
واحدة كبيرة تستخدم مطبخًا وحجرة للمعيشة، وأجزاء للنوم، ومستودع للحبوب.
ويتجمع السكان في سوق خارجي أسبوعي لبيع وشراء السلع والحديث مع الجيران.
ويتبع بعض السكان المغاربة في الأقاليم الريفية حياة بدوية، ويقطنون في
مساكن مشيدة، ولكنهم يستعملون الخيام في تنقلهم أثناء الرعي. ويعيش
كثير من المغاربة ـ سكان المدن ـ في مساكن صغيرة متجاورة، بينما يعيش
السكان الأكثر غنى في مساكن واسعة فخمة أو في مبانٍ تضم وحدات سكنية.
وتحيط بالمدن الكبرى أحياء الأكواخ والصفيح، وتسمّى مدن الصفيح. ويأتي
الاسم من علب القصدير التي تسطح وتستخدم لبناء هذه الأكواخ. وتشتهر مدن المغرب الكبيرة بالازدحام الشديد. والمدينة هي مركز الاستقرار المدني الأصلية، نمت عنها وتطورت المناطق العمرانية الكبيرة. بعض نماذج العمارة تبين مدى غنى التراث المغربي. الأزياء. يلبس السكان في أنحاء المغرب ملابس تقليدية الطراز، على
الرغم من أن سكان المدن يلبسون، إضافة لذلك، الملابس الغربية. ويلبس
الرجال خارج المنزل الجلباب. ويعدّ السلهام ملبسًا مشابها وإن كان أثقل
ويستخدمه رجال الريف أساسًا. ويلبس معظم الرجال عمامة أو قبعة ليس لها
حواف. وهناك نوع آخر من القبعات يسمى الطربوش الوطني، ويستخدم هذه القبعة،
بشكل شائع الآن، الموظفون الرسميون وغيرهم ممن أراد ذلك. وتلبس النساء ـ على
غرار الرجال ـ الجلباب لباسًا خارجيًا، أما في المنازل وفي المناسبات،
فتلبس النساء جلبابًا طويلاً جميلاً يسمى القفطان، وتلتزم بعض النساء
بتغطية وجوههن بالنقاب. الطعام والشراب. يتكون الطعام المغربي اليومي من الطاجين، الذي يشتمل على
الدجاج أو اللحم والمرق والخضراوات. ويعتبر السمك طعامًا أساسيًا في
المغرب. ويمتاز المطبخ المغربي بمجموعة أكلات أخرى منها: البسطيلة والكسكس
والمشوي وشروبة الحريرة. التعليم.
توفّر الدولة التعليم الابتدائي (الأساسي) والثانوي بالمجان، ويتم
التدريس باللغتين العربية والفرنسية. ويلزم الأطفال بحضور المدرسة من سن 7
إلى 13 سنة ولمدة ست سنوات على
الأقل في التعليم الابتدائي، لكن الملاحظ أن أقل من 70% منهم ينتظم في
الدراسة بالفعل. وقد عرف النظام التربوي ابتداء من عام 1990م، هيكلة جديدة
حلت محل النظام القديم، قسمت بموجبها مراحل الدراسة إلى نظام أساسي مدته 9
سنوات وآخر ثانوي مدته ثلاث سنوات، وقسم التعليم الأساسي إلى سلكين:
السلك الأول ومدة الدراسة به ست سنوات، والسلك الثاني ومدة الدراسة به
ثلاثة أعوام، ويستقبل التلاميذ الذين أكملوا السلك الأول الأساسي. ساحة مدرسة العطارين التي بنيت عام 747هـ، 1346م، وتظهر روعة الزخرفة في البناء. أما
في التعليم الثانوي فتبدأ الدراسة من سن 16 - 18سنة، وقد بلغت نسبة
تلاميذ المدارس الثانوية 10% من جملة التلاميذ في سن الدارسة (44% ذكور،
30% إناث). بلغ
العدد الإجمالي للمدرسين في مرحلتي الأساسي والثانوي نحو 190 ألف مدرس،
بينما بلغ عدد المدارس أكثر من 6,600 مدرسة، بها أكثر من 109,680 قاعة
دراسية. تتميز
نسبة الانتظام بالتعليم في المناطق الريفية بالانخفاض بسبب افتقادها إلى
المدرسين والمدارس. ويبقى الكثير من أطفال القرى في المنزل لمساعدة أسرهم
في زراعة الأرض، كما أن الآباء يولون تعليم البنات أهمية أقل من تعليم
البنين. بلغت نسبة الأمية في المغرب
80% بين جميع المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر عام 1986م، ولكن
هذه النسبة انخفضت إلى 56,3% عام 1995م، حسب تقديرات منظمة اليونسكو
(43,6% بين الذكور، 69% بين الإناث). وتوجد بالمغرب 13 جامعة فهناك على
سبيل المثال جامعة القاضي عياض في مراكش، وجامعة الحسن الثاني في الدار
البيضاء، وجامعة ابن زهر، وجامعة محمد الأول، وجامعة محمد الخامس بالرباط،
التي تعدّ أكبر الجامعات المغربية، حيث يدرّس بها نحو 27,000 طالب
وطالبة، وجامعة القرويين، وجامعة سيدي محمد بن عبدالله. وتضم هذه الجامعات
8,795 أستاذًا و 245,084 طالبًا حسب إحصائية العام الدراسي 1995 / 1996م. كما
توجد بالمغرب نحو 68 كلية جامعية ومعهدًا فنيًا ومدرسة عليا. وبلغ عدد
الطلبة في كليات تدريب المدرسين 13,189 طالبًا وطالبة في العام الجامعي
1987م. وقد
بلغت نفقات قطاع التعليم الذي حظي بأولوية خاصة من الدولة حوالي 26,3% من
ميزانية الدولة عام 1997م، بينما ارتفعت الاعتمادات المخصصة للتعليم
العالي الجامعي إلى 4,3% من ميزانية الدولة، بعد أن كانت 3,76% عام 1995م. إحدى القاعات في المغرب ـ وهي غاية في الإبداع الزخرفي. الفنون. اشتهر
المغاربة منذ زمن بعيد بالسلع الجلدية الجميلة، وبالسجاد، والآنية
الزجاجية، والآنية المعدنية. وتعكس الكثير من الفنون المغربية التأثير
الأسباني والفرنسي إلى جانب العادات والتقاليد العربية والبربرية. ومثال
ذلك ارتباط الموسيقى والرقص الشعبي المغربي ـ في أغلب الأحوال ـ بالنماذج
الموجودة في إقليم الأندلس بجنوب أسبانيا، ومدى التأثيرات الفرنسية في
التصوير التشكيلي والنحت والمسرح. وللمؤلفين المغاربة الجدد ـ سواء أكانوا
يكتبون بالعربية أم الفرنسية ـ ارتباط واضح بمشكلات الشخصية الثقافية، وقد
عارضوا باستمرار التأثير الفرنسي في المغرب. الخدمات الاجتماعية. نهج المغرب منذ حصوله على الاستقلال سياسة تعتمد على
القطاعين الخاص والعام في مجال الصحة. وأنشأت الدولة شبكة الرعاية
الصحية العمومية التي تمتد من المركز الصحي إلى المستوى الثلاثي من
المستشفيات (مستشفى المنطقة، الإقليم، مستشفى وطني). وقد بلغ عدد الأطباء الحكوميين في المغرب
عام 1995م نحو 4,158 طبيبًا، و36 طبيبًا للأسنان، كما بلغ عددهم في
القطاع الخاص 4,787 طبيبًا و473 طبيب أسنان. وبلغ عدد المستشفيات عام
1995م 85 مستشفى، و16 مستشفى للولادة والأطفال، و660 مركزًا صحيًا. وبلغ
عدد الصيدليات 1,243 صيدلية. أما عدد الأِسرّة في المستشفيات فكان 26,407
أسرة، وبلغ عدد أعضاء الجهاز شبه الطبي 24,959 موظفًا، بينما بلغ عدد
صيادلة القطاع الخاص 2,675. أما في مجال الوقاية الاجتماعية، فهناك تسع
منظمات تعاضدية أعضاء في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي تمثل
أغلب قطاعات الشعب، هواة التراث والألعاب الشعبية يزاولون ألعابهم في ساحة الفناء التي شهدت كثيرًا من الأحداث التاريخية بمراكش. الترويح. تشمل الرياضات الشعبية في المغرب
كرة القدم وكرة السلة والمسابقات الرياضية . وتعدّ الزيارات الأسرية
والتجمع في المقاهي المجاورة من الأشكال الشائعة للترويح، كما يتمتع
السكان بكثير من الأعياد المحلية والدينية خلال السنة. الاتصالات. تصدر في المغرب
14 صحيفة يومية، توزع أكثر من 335 ألف نسخة يوميًا. وتصدر هذه الصحف
بالعربية والفرنسية والإنجليزية والأسبانية واللهجات المحلية. وأهمها:
البيان؛ الاتحاد الاشتراكي؛ رسالة الأمة؛ العلم؛ الأنباء؛ المغرب؛ الميثاق
الوطني؛ النضال الديمقراطي. وتصدر
بالمغرب 699 مجلة أسبوعية وشهرية ودورية. كذلك تصدر 34 دورية (منها 21
تصدر في مدينة الدار البيضاء، و11 في الرباط، واثنتان في طنجة). وهناك
أربع دور للنشر في المغرب، منها دار الخطيب. ويوجد بالمغرب ـ طبقًا لتقديرات منظمة اليونسكو ـ 5,1 مليون مذياع، و1,21 مليون جهاز تلفاز مستخدم عام 1995م. وتستطيع المغرب استقبال الإرسال من محطات الإذاعة الأسبانية، كما يستطيع شمال المغرب
استقبال قنوات التلفاز الرئيسية من أسبانيا. ويمتلك كل 5,1 شخص من السكان
مذياعًا، و21,7 شخص منهم تلفازًا واحدًا. وفي عام 1989م بلغ عدد محطات
الإذاعة والتلفاز المغربية أربع محطات. السطح والمناخ المغرب الخريطة السياسية الموقع.
تقع المملكة المغربية في الزاوية الشمالية الغربية من قارة إفريقيا،
وتحدها الجزائر من الشرق والجنوب، وموريتانيا من الجنوب، والبحر الأبيض
المتوسط من الشمال، بساحل طوله 468كم، والمحيط الأطلسي من الغرب، بساحل
يتجاوز طوله 2,500كم، ولا يفصلها عن أوروبا سوى مضيق جبل طارق. الأقاليم. تنقسم المغرب إلى أربعة أقاليم كبيرة، هي: الأراضي الساحلية المنخفضة، سلسلة جبال أطلس، الصحراء، السهول. الأراضي الساحلية المنخفضة. وتقع على
امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وترتفع الأرض
بالتدريج من الساحل الأطلسي مكونة هضبة تمتد باتجاه الجبال. وتروى أراضي
المزارع الخصبة في المنخفضات الساحلية بوساطة المياه التي تجلبها الأنهار
الضحلة العديدة بالإقليم. وتزرع هنا أكثر المحاصيل المغربية. سلسلة جبال أطلس. تنقسم الجبال في المغرب
إلى سلسلتين رئيسيتين: الأولى ساحلية بجوار ساحل البحر الأبيض المتوسط
وتعرف باسم الريف أو أطلس الساحلية، والثانية إلى الداخل قليلاً وتعرف
باسم جبال أطلس أو أطلس الداخلية. تنقسم الأخيرة إلى ثلاث سلاسل متميزة:
أطلس الكبير، وأطلس المتوسط، وأطلس الصغير (جبال أطلس الصحراوية). وتقطع
هذه الجبال أودية عميقة خصبة. الأراضي الخصبة تشغل واديًا في منطقة جبال أطلس قرب مدينة فاس. تخترق جبال أطلس المغرب من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وتفصل السهول الساحلية عن المناطق الصحراوية. جبال الريف. تقع شمالي المغرب ممتدة بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط على شكل أقواس واسعة من مضيق جبل طارق حتى نهر ملوية. ويبلغ ارتفاعها 2,456م في الوسط، و1,800م في الشرق، ثم تضيق في الغرب قبل أن تنحدر طبقاتها نحو المحيط. ويعتقد أن هذه السلسلة جزء من جبال سييرانيفادا في أسبانيا، وأنهما كانتا متصلتين قبل أن يتكون مضيق جبل طارق. ويكون الساحل بجوار هذه الجبال صخريًا مرتفعًا كثير الرؤوس. أطلس الداخلية. تخترق وسط المغرب من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وتنقسم إلى: 1- أطلس الكبير، وهي سلاسل جبلية شامخة تمتد من رأس أغادير على
المحيط الأطلسي في اتجاه شمالي شرقي بطول 600كم وعرض 60 - 120كم، وأعلى
قممها قمة جبل طوبقال، الذي يبلغ ارتفاعه 4,165م جنوبي مدينة مراكش، وهي
أعلى قمة جبلية في الوطن العربي. وتتميز هذه الجبال بوجود الممرات
والمضايق التي تسلكها الطرق المعبدة الصالحة لسير السيارات، كما تشتهر
بجمالها وغاباتها التي تجتذب السياح للنزهة والاصطياف والتزلج. وتنقسم
هذه السلسلة بدورها إلى كتلتين تنفصلان عن بعضهما بوساطة ممر تلويت،
والكتلة الغربية أكثر ارتفاعًا من الشرقية وتوجد بها قمم عالية تتجاو
4,000م. 2- أطلس المتوسط، توجد في شمال أطلس الكبير، حيث يفصلها وادي سهل
ملوية، ويتراوح ارتفاعها بين 2,000 و3,000م. وأشهر جبالها جبل برابلات
الذي يرتفع إلى 3,190م، وجبل بونصر. وتمتد هذه الجبال لمسافة 800كم. وتهطل
على
هذه الجبال أمطار غزيرة تتسبب في فيضان أنهار المغرب، وتكثر بها
المنتجعات الصالحة للاصطياف، والبحيرات الجبلية والشلالات. وتمتد هذه
السلسلة على
شكل قوس من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وتقترب من سلسلة الريف
شرقًا، بحيث يفصلها ممر تازة، كما تتصل بجبال أطلس الكبير من الجنوب. وتعد
هذه الجبال بمثابة خزان مياه للمغرب، حيث تنبع منها كل الأنهار المهمة
فيه. 3- أطلس الصغير (جبال أطلس الصحراوية)، وتمتد جنوبي أطلس الكبير،
وتشرف بسفوحها الجنوبية على سهل وادي دراع (درعة)، وبسفوحها الغربية على
سهل وادي سوس، وأعلى قممها جبل سروا الذي يرتفع إلى 3,304م. كما تتميز
سفوحها الغربية بأنها تغطيها الحشائش والغابات، في حين تكون السفوح
الجنوبية شبه جرداء بسبب وقوعها في ظل المطر. وترتفع هذه الجبال في الشرق إلى 2,000م، عند اتصالها بجبال أطلس العظمى، بينما تنخفض في الغرب عند اقترابها من سواحل المحيط الأطلسي. وتحصر السلاسل الجبلية الثلاث السابقة فيما بينها مجموعة من الهضاب العالية تعرف
بالشطوط، يتراوح ارتفاعها بين 700 و900م، وتتميز بضيقها في الأطراف
واتساعها في الوسط، ومنها شط الجفنة والشط الشرقي وهضبة المزيتا أو
المائدة المراكشية التي تقع إلى الشرق من سلسلة أطلس الوسطى. وتمتاز هذه
الشطوط بأن تصريفها داخلي، ولذلك تكثر فيها البحيرات المالحة. ومنها أيضًا
هضبة الفوسفات وهضبة المعمورة. السهول.
تقع بين جبال أطلس بأقسامها المختلفة سهول مرتفعة ذات تربة خصبة، مثل
سهول مراكش وتادلا وفاس ومكناس. كما تحف بساحل الأطلسي بعض السهول الفيضية
الخصبة، يفصل بعضها عن الآخر مناطق من السبخات والمستنقعات، وهي سهول
الشاوية، ودوكالة، وسهل سوس الذي يفصل أطلس العظمى عن أطلس الصحراوية. الصحراء. وتقع إلى الشرق والجنوب من جبال أطلس، وهو إقليم جاف أجرد يغطيه الحصى والرمال والفتات الصخرية والواحات المتناثرة. السدود تكثر في المغرب وتغطي المياه مساحات شاسعة تصل إلى أكثر من خمسمائة وخمسين ألف هكتار. الأنهار. تعدّ المغرب
من أغنى البلاد العربية بالمياه. ففيها شبكة نهرية مهمة من الروافد
المائية الجبلية التي تنحدر نحو المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط،
وتنبع من جبال أطلس الوسطى بصفة عامة. وتنحدر أنهار المغرب جميعًا نحو المحيط الأطلسي، عدا نهر الملوية، الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الحدود الجزائرية. وتفيض أنهار المغرب
في فصل الشتاء وفي مطلع الربيع، بينما تقل مياهها في فصل الصيف، ومن أهم
هذه الأنهار نهر سبو الذي يبلغ تصريفه الأقصى 10,000م§ في الثانية في بعض
السنوات، وهو مايفوق تصريف نهر دجلة، بينما يهبط التصريف في أواخر الصيف
إلى 25م§ في الثانية. ونهر أم الربيع أفضل أنهار المغرب
جريانًا، ويتراوح تصريفه بين 35م§ في الثانية و2,000م§ في الثانية في فصل
الصيف، ثم نهر بورقراق، ونهر دراع (درعة)، ونهر سوس، ونهر الملوية ونهر
تنسنيت. وتتفق أنهار المغرب
جميعًا في سمة واحدة هي أنها سيلية متدفقة الجريان، وتفيض سيول الريف في
أشهر الخريف، كما تفيض في الربيع بعد أن يذوب الثلج فوق الجبال. المناخ. يتراوح مناخ المغرب بين شبه الجاف في الجنوب، إلى المعتدل الدافئ من نمط البحر الأبيض المتوسط في الشمال. وتختلف درجات الحرارة في المغرب
من مكان إلى آخر. فعلى امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط
الأطلسي تكون الحرارة معتدلة في فصل الشتاء ولطيفة في الصيف، بحيث يؤدي
ذلك إلى وجود مناطق مناسبة للسياحة الشتوية بالنسبة للأوروبيين. أما في
داخل البلاد فتظهر الخصائص القارية، إذ تهبط درجات الحرارة كلما زاد
الارتفاع، خاصة في أعالي الجبال. ففي قمة جبل طوبقال سجلت الحرارة 20°م
تحت الصفر، وهي درجة لا يسجل مثلها في البلاد العربية إلا نادرًا. ويعدّ
شهر يناير أقل الشهور حرارة، حيث يبلغ متوسطه 19°م في مراكش ومثلها في
الرباط، وشهر يونيو أعلى الشهور حرارة، إذ يبلغ معدله 33°م في مراكش و25°م
في الرباط. وتبلغ درجة حرارة أغادير 13,9°م في الشتاء، و 22,2°م في
الصيف. أما بالنسبة لكمية الأمطار الساقطة فيوجد في المغرب
فصلان واضحان؛ أحدهما ممطر والآخر جاف. ويمتد الفصل الممطر عادة من
أكتوبر أو نوفمبر إلى أبريل أو مايو، ويسقط معظم المطر ـ تقريبًا ـ في هذه
الفترة. ويختلف المطر السنوي في كل إقليم، إذ يتراوح معدله بين 229ملم في
مراكش و533سم في الرباط. وتبلغ كمية المطر الساقطة أقصاها في جبال الريف،
حيث تسببها الرياح الغربية العكسية القادمة من المحيط الأطلسي وخليج
كاليفورنيا في فصل الشتاء، وتصل إلى 800ملم في أعالي أطلس الوسطى، وتتناقص
كلما اتجهنا نحو الجنوب، بحيث لا تزيد على 200ملم في حوض السوس المحصور بين جبال أطلس العظمى وأطلس الخلفية، كما تقل الأمطار كلما اتجهنا شرقًا. وتحدث فترات من الجفاف بالمغرب في بعض الأحيان خلال الفصل الجاف من السنة، من مايو ويونيو إلى سبتمبر وأكتوبر. النباتات الطبيعية. تسود نباتات البحر الأبيض المتوسط معظم بلاد المغرب، ولكنها تتباين تباينًا كبيرًا من مكان إلى آخر. ففي المناطق الجبلية المطلة على
سواحل البحر الأبيض المتوسط تنتشر غابات الماكي. وتغطي أشجار الشربين
والفلين والبلوط السفوح الغربية لجبال الريف وأطلس الوسطى، كما تنتشر في
هضبة المعمورة خلف الرباط. أما الهضاب فتنتشر فوقها نباتات السهيا، في حين
تغطَّى سهول الأطلسي بحدائق الزيتون، كما تغطي الأشجار القصيرة والمروج
السهول الداخلية الشرقية، وتسود الزراعة المستقرة حيث تسقط كمية من الأمطار
تفوق 400ملم في السنة. وبلغت مساحة الغابات الطبيعية 8,97 مليون هكتار
عام 1995م، منها 526,262 هكتارًا أعيد تشجيرها عامي 88 - 1989م. وتنتشر النباتات الصحراوية على
السفوح الجبلية الجنوبية لأطلس الخلفية وفي مناطق الصحراوات الواسعة،
بينما تغطي غابات الأَرْز جبال أطلس الوسطى التي توجد فيها أجمل غابات
الأرز في العالم وأوسعها انتشارًا. الاقتصاد تتميز المغرب باقتصاد نامٍ يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والتعدين والاستثمارات الأجنبية، وكانت الحكومة تسيطر على
صناعة التعدين ومعظم خدمات النقل والمواصلات وبعض الصناعات حتى عام
1993م، عندما دخل الاقتصاد المغربي مرحلة جديدة من برنامج الخصخصة. فقد
صادق مجلس النواب في ذلك العام على القانون 89-39 الذي يخول تحويل منشآت عامة للقطاع الخاص. وقد
أعاقت، في الماضي، الإصلاح الاقتصادي للمغرب، عدة عوامل تشمل: المعدل
المرتفع للزيادة السكانية، والبطالة، وضخامة القطاع العام، وتعرض الإنتاج
الزراعي لموجات القحط والجفاف، والاعتماد الزائد على تصدير سلعة واحدة هي الفوسفات، والاعتماد على
الطاقة المستوردة من الخارج. وجرت عدة إصلاحات اقتصادية بإشراف صندوق
النقد الدولي، وتمت محاولات لتخفيض الإنفاق العام، وتشجيع التجارة وتشجيع
الصادرات، وتحسين كفاءة القطاع العام، إلى جانب زيادة الاستثمار في القطاع
الخاص، ماعدا صناعة الفوسفات والمرافق العامة الكبرى. كما تم في مايو
1990م تخفيض قيمة الدرهم المغربي في محاولة لتشجيع الصادرات والسياحة
وتخفيض العجز في ميزان المدفوعات. وفي نوفمبر 1995م، أبرم المغرب
اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي لتوطيد التعاون الاقتصادي المتبادل.
فوصلت الاستثمارات الأجنبية بالمغرب في العام 1995 - 1996م إلى حوالي 4
مليارات درهم مغربي. وتمكن المغرب
من توفير مجموعة من العوامل لجلب رؤوس الأموال الأجنبية، ومن ضمنها نظام
مصرفي متطور وبورصة للقيم (سوق للأوراق المالية) أدخل عليها الإصلاحات،
ونهجه لسياسة ليبرالية ونظام ضرائبي تشجيعي. الزراعة. تؤدي الزراعة دورًا مهما في اقتصاد المغرب، بالرغم من زيادة أهمية المعادن ونمو النشاط الصناعي والاستثمار الأجنبي. تبلغ مساحة المغرب
حوالي 71 مليون هكتار، وتعتبر مليون هكتار من هذه المساحة صالحة للفلاحة.
ففي عام 1996م، خصص 5,9 مليون هكتار لزراعة الحبوب و325,000 للخضراوات
و1,4 مليون للفواكه، و312,000 للبقول و57,000 لبنجر السكر و14,000 لقصب
السكر. وتستوعب
حرفة الزراعة حوالي 34% من مجموع القوى العاملة في المغرب، كما تشكل
جانبًا مهمًا من الصادرات، وساهمت في الناتج الوطني الإجمالي بنسبة 19,5%
عام 1994م، ويزيد الدخل الوطني منها بنسبة 6,7% سنويًا. وأهم
المحاصيل الزراعية بالمغرب الحبوب، خاصة القمح والشعير والذرة الشامية
وبنجر السكر والحمضيات والبطاطس والطماطم والزيتون والفاصوليا والبازلاء.
ويمتلك 3% فقط من مزارعي المغرب أكثر من ثلث المزارع بها، تنتج أكثر من 85% من جميع الحاصلات الزراعية، بينما تقل ملكية معظم المزارعين عن أربعة هكتارات. ويساعد على
نمو الزراعة بالمغرب السهول الخصبة والسفوح الممطرة، ولذلك يتنوع
الإنتاج الزراعي في البلاد. والزراعة هنا تقليدية وحديثة. وتشغل الزراعة
الحديثة 20% من جملة المساحة المزروعة، بينما تستوعب الزراعة التقليدية
80% من الأراضي المزروعة (4ملايين هكتار) ويعمل بها 90% من جملة السكان
المشتغلين بالزراعة، وتوزع على
حوالي مليون مزرعة. وتزرع الحبوب، وفي مقدمتها القمح، الذي يزرع في
السهول الشمالية للمغرب الأطلسية، وخاصة في إقليمي غرب والشاوية، ويزيد
الإنتاج في هذه الأقاليم على
مليون طن سنويًا، ثم الشعير غذاء سكان الريف، ويزرع معظمه في الجزء
الجاف الذي يقع شرقي جبال الأطلس، إلى جانب البقول والزيتون، وأهم مناطق
زراعتها سهول فاس ومراكش. أما
الزراعة الحديثة فتقوم في مساحة تبلغ 2,714 هكتارًا من الأرض المروية،
وفي حوالي ربع مليون هكتار من الأراضي المستصلحة، وتمتلكها جمعيات زراعية
تستخدم الأساليب العلميّة في إنتاج المحاصيل للتصدير، وتقع في السهول
الشمالية والشمالية الغربية. وكانت هذه الزراعة قد بدأت على
أيدي الأوروبيين الذين كانوا يستخدمون 100,000 مزرعة بصفة دائمة، وعند
الاستقلال كانت هناك 6,000 مزرعة تبلغ مساحتها نحو مليون هكتار. وأهم
ماتهتم به المزارع الحديثة المحاصيل المعدة للتصدير مثل الخضراوات التي
تصدر إلى أوروبا، والفواكه، خاصة الحمضيات، التي تصدر إلى جهات متعددة،
وتزرع في أقاليم غرب الرباط وسوس، ثم الخوخ والقمح بقصد تغطية حاجات سكان
المدن في إقليم مكناس. مجموعة من قوارب الصيد التقليدية في المغرب. صيد الأسماك. تعد المغرب
واحدة من الدول الرئيسية بالنسبة لإنتاج الصيد في إفريقيا. ويؤدي صيد
الأسماك دورًا مهمًا في الاقتصاد المغربي، فهو يؤمّن حاجات الاستهلاك
المحلية، ويمدّ صناعة تعليب الأسماك للتصدير. وتنتج المغرب
كمية كبيرة من الأسماك سواء من المياه الداخلية أو من المياه المالحة في
المحيط الأطلسي أو البحر المتوسط. ففي عام 1996م، بلغت كمية الأسماك التي
تم صيدها من مياه أعالي البحار 90,855 طناً، أما الصيد البحري الوطني من
الأسماك فقد بلغ 625,193 طناً. وتشمل هذه الأسماك: السردين ـ خاصة السردين
الأوروبي ـ والماكريل، والتونة، والأنشوفة التي يتم صيدها من الأماكن
البعيدة عن السواحل. ويعبأ معظم مايتم صيده بغرض التصدير، أو يحول إلى
مخصبات أو غذاء للحيوانات. ضم
أسطول الصيد المغربي 2,973 سفينة عام 1997م، منها 409 من سفن أعماق
البحار. و تستخدم هذه الصناعة 200,000 عامل. وبلغ الإنتاج عام 1995م
842,500 طن متري، منها 113,800 في أعالي البحار و728,700 في الشواطئ
المغربية. الثروة الحيوانية تمتلك المغرب
ثروة حيوانية كبيرة تتكون أساسًا من الأغنام والماعز والأبقار، التي تربى
لألبانها ولحومها، إلى جانب الجمال وحيوانات الجر والحيوانات الداجنة. منتجات الغابات. تنتج المغرب كمية من أخشاب الغابات، بلغت 2,371,000 متر مكعب عام 1996م، وتبلغ مساحة الغابات في المغرب
8,969,600 هكتار توزيعها حسب المناطق كالآتي: الجنوب 2,128,900، تانسيفت
634,500، الوسط 682,400، الشمال الغربي 766,600، الوسط الشمالي 1,385,500،
الشرق 2,645,400، الوسط الجنوبي 706,300. هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 819x615. مشروع آسفي الصناعي. يستخلص هذا المصنع الفوسفات من صخور الفوسفات. تعتبر المغرب رائدة في مجال تصدير صخور الفوسفات، كما قد بلغت القمة في إنتاج الفوسفات. الصناعة.
تتميز الصناعة المغربية بتنوع بنياتها، وتمثل صادراته الصناعية حوالي 70%
من مبيعاته للخارج. وبلغ حجم الاستثمارات الصناعية 14,2 مليار درهم عام
1995م، منها 92% بوساطة القطاع الخاص و8% عن طريق القطاع العام. وتوفّر
الصناعة العمل لحوالي 7,2% من مجموع القوى العاملة في المغرب، وأسهمت
بنسبة 7,2% من جملة الناتج الوطني الإجمالي في البلاد عام 1994م، زادت ـ
مع التعدين والطاقة والتشييد ـ إلى نحو 30,8%. وقد بلغ عدد المصانع في
البلاد حوالي 4,874 مصنعًا عام 1988م، تستخدم 355,104 عمال؛ منها 1,601
مصنع تستخدم أقل من عشرة أفراد، و76 مصنعًا تستخدم أكثر من 500 فرد. وتتخصص معظم صناعات المغرب
في سد حاجات الاستهلاك المحلية، وتضم صناعة الأغذية، والمنسوجات، والسلع
الجلدية، والإسمنت، والمواد الكيميائية، والورق، والمعادن، والمطاط،
ومنتجات البلاستيك، والأسمدة، ومنتجات تكرير النفط بغرض التصدير أساسًا،
كما تعدّ منتجات الفوسفات ذات قيمة كبيرة في الإنتاج المغربي. وتقوم في
البلاد صناعة تجميع السيارات الصغيرة (الفرنسية والإيطالية)، وقد اتجهت المغرب أخيرًا إلى الاهتمام بالصناعات المعدنية الثقيلة. وتعدّ الدار البيضاء المركز الصناعي الرئيسي في البلاد، كما تعدّ مدينة آسفي على ساحل المحيط الأطلسي المركز الرئيسي لصناعة تعليب الأسماك الفندق الصويرة، على شاطئ المحيط. صناعة الخدمات.
تستخدم هذه الصناعات أكثر من 40% من العمال المغاربة. وتستخدم المطاعم
والفنادق والمصحات معظم عمال هذه الخدمات، كما تستأجر الحكومة والمؤسسات
التي تقوم بتوفير خدمات المجتمع العديد من عمال الخدمات الآخرين، كذلك يضم
عمال صناعة الخدمات أولئك الذين يعملون في التجارة والنقل والمواصلات. وتعتبر السياحة إحدى صناعات الخدمات، وتؤدي دورًا مهمًا في اقتصاد المغرب، وتنمو بسرعة فائقة على شكل فنادق حديثة تحوي كل وسائل الرفاهية. وهناك عدد كبير من السياح، معظمهم من أوروبا الغربية، يزورون المغرب كل سنة. وقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب عام 1995م، دون احتساب المغاربيين منهم، حوالي 1,621,492، وقد سجلت المداخيل السياحية 9,924 مليون درهم مغربي. ويعتبر
المناخ المشمس أحد عوامل جذب السيّاح إلى المغرب، إلى جانب المواقع
الأثرية القديمة (خاصة في مدن فاس ومراكش)، والمناظر الرائعة، فضلاً عن
العديد من مصايف الإجازات الشعبية التي تنتشر على ساحل المحيط الأطلسي وساحل البحر الأبيض المتوسط. التعدين.
يشكل التعدين قيمة كبيرة بالنسبة للاقتصاد المغربي، ويعمل به 1,3% من
مجموع القوى العاملة في البلاد. وقد أسهم بنسبة 1,8% من إجمالي الناتج
الوطني الإجمالي للمغرب في عام 1994م، على
الرغم من أنه يشكل نحو 30% من جملة الصادرات المغربية، وذلك لأن معظم
الخامات المعدنية تصدر للخارج دون تصنيع، بسبب ضعف الصناعة التحويلية، وإن
كانت المغرب قد بدأت ـ منذ فترة قريبة ـ في تصنيع السوبر فوسفات. وتعتبر المغرب
أكبر مصدر في العالم لصخور الفوسفات، التي تستخدم في إنتاج الأسمدة
والمواد الكيميائية الأخرى. كما تعد ثانية دول العالم في إنتاج الفوسفات
بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ احتياطيات الخام بها 70% من جملة
احتياطي العالم بعد استرجاع المغرب للمناطق الصحراوية التي كانت تخضع للمستعمر الأسباني. وتكوّن
ركائز الفوسفات هضبة كبيرة تبلغ مساحتها عدة آلاف من الكيلو مترات.
ويستخرج الفوسفات من منطقتين: خريبكة، واليوسفية. ويصدر الفوسفات من
ميناءي الدار البيضاء وآسفي، ويتم تصنيع نحو 400,000 طن في داخل البلاد.
وإلى جانب الفوسفات، تنتج المغرب
خام الحديد الذي يستخرج من بوعرفة، جنوبي وجدة بنحو 300كم، ويصدر بحرًا
عن طريق أحد الموانئ الجزائرية منذ بدأ استخراجه عام 1930م، كما يستخرج من
سروة في جنوبي مراكش، التي تنتج 75% من حديد المغرب. ويعد
الكوبالت أحد المعادن المهمة في المغرب، وهي تحتل المركز الرابع في
العالم من حيث الإنتاج، ويستخرج من جبال أطلس الصحراوية. كما تعد المغرب ثانية دول العالم في إنتاج الرصاص. ويستخرج
من الأراضي المغربية كذلك الزنك، والألومنيوم والإثمد، والنحاس،
والقصدير، والفحم الحجري، والنيكل، والبوكسيت، كما يتم تعدين المنجنيز،
والملح، والطفل، والفضة، والفلور. الطاقة. تحصل المغرب على
90% من الطاقة اللازمة لها من الواردات، وبخاصة النفط، وتأتي بقية
احتياجات الدولة من مواردها الخاصة من الفحم الحجري والغاز الطبيعي
والمساقط المائية، إلى جانب النفط الخام الذي تنتج منه المغرب كمية قليلة. تُستمد الطاقة الكهربائية في المغرب
من محطات قدرة حرارية تستخدم النفط والغاز المستورد، وبلغت نسبتها 94%
عام 1995م، بينما بلغت نسبة الطاقة الكهرومائية المولدة حوالي 6% فقط، كما
تم تطوير محطات قدرة تستخدم الفحم المحروق في أواخر الثمانينيات وأوائل
التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، كما توجد مشروعات لتنمية الطاقة
الذرية. وقد ازداد إنتاج الطاقة الكهربائية بسرعة بفضل سياسة بناء السدود على الأنهار الهابطة من جبال أطلس منذ عام 1928م، خاصة سد بين الويدان على
نهر العابد، وعلى رافد نهر السبو، ونهر الملوية في الشرق، مما أدى إلى
ارتفاع إنتاج الطاقة من 377 مليون كيلو واط/ساعة عام 1948م إلى أكثر من
10,773 مليون كيلو واط/ساعة عام 1994م. الطرق. تبين الصورتان أعلاه نظام الطرق الحديثة والجسور التي تساعد بدورها في زيادة الاستفادة من النقل البري. النقل والاتصالات. تربط الطرق المملوكة للحكومة جميع المدن المغربية الرئيسية بعضها ببعض، وبشبكة الطرق الرئيسية الزراعية والتعدينية. وفي عام 1995م بلغت أطوال الطرق البرية في المغرب
60,513كم، منها 30,374كم معبدة بنسبة 50%. وتبلغ طاقة الطريق بين الرباط
والدار البيضاء 2,83 مليون راكب و15,23 مليون طن من الحمولة. ويبلغ عدد سيارات النقل في المغرب
273,100 سيارة، وعدد السيارات الخاصة 1,030,000 سيارة، وعدد الدراجات
البخارية ـ النارية ـ 19,286 دراجة. ولا تزيد نسبة من يمتلكون سيارة عن 5%
من مجموع السكان، وإن كانت خدمات الحافلات الحكومية والخاصة تصل إلى جميع
أجزاء الدولة تقريبًا. وقد أعلن عام 1997م أن الحكومة تخطط لتنفيذ مشروع يزيد من أطوال الطرق 1000كم بحلول عام 2004م. السكك الحديدية. بلغت أطوال السكك الحديدية في المغرب 1,907كم حتى عام 1997م، منها 271كم من الخطوط المزدوجة، و1,636 من الخطوط المنفردة. وتمتلك الحكومة كل شبكات الطرق الحديدية. وتربط السكك الحديدية المغرب
بالجزائر بين الدار البيضاء وشرقي الجزائر. وقد أعيد تشغيلها عام 1988م
بعد أن توقفت لمدة 12 سنة، وتكون جزءًا من خط السكك الحديدية الممتد إلى
تونس. وتوجد
عدة خطوط للسكك الحديدية في المغرب، منها الخط الممتد من الدار البيضاء
إلى مراكش، الذي يتفرع إلى خطين رئيسيين، الأول إلى آسفي، والثاني يصل بين
طنجة ومكناس. وإلى جانب ذلك توجد خطوط حديدية تخدم صناعة التعدين، مثل
الخط الممتد من الدار البيضاء إلى خوربيجة (خريبكة) والخط إلى عيون زيم،
الذي يخترق منطقة الفوسفات بالمغرب حتى يصل إلى ميناء آسفي، والخط الذي
يخدم حقول المنجنيز ممتدًا من وجدة إلى بوعرفة ثم تندرارا. وإلى جانب ذلك
يوجد خطان كهربائيان حديثان يخدمان الميناء العميق المياه عند الجرف
الأصغر. وقد بلغت حمولات السكك الحديدية في المغرب عام 1997م نحو 8,39 مليون راكب، و27,33 مليون طن من البضائع. النقل
البحري. يوجد بالمغرب 24 ميناءً بحريًا، بلغت حمولتها أكثر من 40 مليون
طن من البضائع، ونحو 696,834 راكب عام 1997م. وأكثر هذه الموانئ أهمية
بالنسبة لحجم البضائع: الدار البيضاء، المحمدية، الجرف الأصغر، آسفي،
أغادير، بينما تعدّ طنجة الميناء الرئيسي لخدمات الركاب، كما تعدّ آسفي
الميناء الرئيسي لصيد الأسماك. ويوجد
بالمغرب عدد كبير من شركات الملاحة والسفن البحرية. وفي عام 1990م أعلن
عن برنامج لمدة خمس سنوات (1991 - 1995م) يكلف 1,850 مليون درهم، ويشتمل على خط للحاويات في ميناء الدار البيضاء، تم تشغيله أواخر عام 1994م. النقل
الجوي. يبلغ عدد المطارات بالمغرب 19 مطارًا، منها ثلاثة دولية هي
مطارات: الدار البيضاء (مطار الملك محمد الخامس) الرباط وطنجة. أما
المطارات الأخرى فتوجد في أغادير، الحسيمة، مراكش، وَجْدة، الرباط/ سلا،
القنيطرة، فاس، سايس، ورزازات، العيون. وقد بلغت حمولات النقل الجوي
بالمغرب بوساطة الخطوط الملكية المغربية 2,3 مليون راكب، و25,150 طن من
البضائع عام 1997م. الاتصالات.
بلغ عدد خطوط الهاتف بالمغرب عام 1997م، حوالي 993,000 خط، كما بلغ عدد
مكاتب البريد 578 مكتبًا، إلى جانب محطات الإذاعة التي تبث برامجها
باللغات العربية والبربرية، والفرنسية، والأسبانية، والإنجليزية من الرباط
وطنجة. وقد بدأ الإرسال التلفازي عام 1962م. ويوجد بالمغرب 252 دارًا للسينما، بلغ عدد روادها 30,23 مليون متفرج. التجارة.
تتألف الصادرات المغربية من مواد ثقيلة الوزن قليلة الثمن. وفي عام 1996م
كانت أهم الصادرات المغربية صخور الفوسفات ومنتجات الفوسفات التي تشكل
11% من إجمالي قيمة الصادرات، والأطعمة البحرية ومنتجاتها (12,4% من جملة
الصادرات)، والحمضيات من الفواكه وبخاصة العنب والبرتقال واليوسفي (9,7%)،
والخضراوات (9%)، والملابس والجوارب، والصناعات اليدوية، والسلع الجلدية. أما الواردات فتزيد قيمتها بنحو الخمس على
قيمة الصادرات، وتتألف من مواد مصنوعة خفيفة الوزن غالية الثمن. وأهمها
النفط الذي شكل 10,3% من القيمة الكلية للواردات المغربية عام 1996م،
والآلات ووسائل النقل (15%)، والمواد الغذائية، خاصة القمح والشاي
والسكر(15,6%)، والمواد الكيميائية، والحديد والفولاذ. وأهم
شركاء تجارة التصدير: فرنسا التي أسهمت بنسبة 31,7% عام 1997م، وأسبانيا،
واليابان وألمانيا، وإيطاليا. أما شركاء تجارة الاستيراد فكانت فرنسا في
المقدمة (22,6%) والولايات المتحدة الأمريكية، وأسبانيا، وألمانيا،
وإيطاليا. وفي
عام 1995م بلغ العجز في الميزان التجاري المغربي 26,519 مليون دولار، وهو
ما يعادل نحو 9,27% من الناتج الوطني الإجمالي. وبلغ العجز في ميزان
المدفوعات 200 مليون دولار. وبلغ معدل التضخم في البلاد 7,4% خلال الفترة
من 1980 - 1989م. وزادت أسعار الاستهلاك بمعدل 3,1% عام 1989م، وبحوالي
6,9% عام 1990م. وبلغ عدد العاطلين المسجلين في المناطق الحضرية 1,112,000
عامل أو ما يعادل 16% من إجمالي قوة العمل في المغرب عام 1995م. وفي عام 1993م بلغ إجمالي الديون الخارجية على المغرب 21,560 مليون دولار أمريكي، وبلغت فوائدها آنذاك حوالي 23,4% من جملة صادرات البضائع والخدمات. ويبلغ عدد المصارف العاملة في المغرب 17 مصرفًا ماليًا أهمها المصرف المركزي الذي يسمى بنك المغرب. كما توجد 21 شركة تأمين واتحاد للتأمين مقرها الدار البيضاء. والمغرب
عضو في بنك التنمية الإفريقي، والبنك الإسلامي للتنمية، واللجنة العربية
للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها عضو مؤسس في اتحاد المغرب العربي. الناتج الوطني الإجمالي.
بلغ الناتج الوطني الإجمالي للمغرب عام 1996م حوالي 324,206 مليون درهم،
أو ما يعادل 34,936 مليون دولار أمريكي. وبلغ متوسط الدخل الفردي 1,290
دولارًا في العام نفسه. وخلال
الفترة من 1992-1996م بلغ معدل الزيادة في الناتج الوطني الإجمالي 4,8%
سنويًا، وبواقع زيادة في إجمالي الناتج الوطني قدره 10,8% في عام 1996م. نبذة تاريخية منارة الكتيبة تطل بملامحها التاريخية والمعمارية على مراكش، إحدى أهم العواصم التاريخية للمغرب الموحد. العصور القديمة. المغرب قاعدة حضارية عريقة بدأ تاريخها المعروف منذ أسس الفينيقيون مستعمراتهم التجارية على ساحلها نحو القرن الثاني عشر قبل
الميلاد. وقد أدخل الرومان زراعة الرمان والعنب إلى بلاد المغرب، كما
أدخلوا صناعة التعدين، ثم صارت مع بقية بلاد شمالي إفريقيا في نطاق حكم
الرومان الذين أقاموا سورًا رومانيًا يمتد من الرباط حتى تازة لكي يحموا
أنفسهم من هجمات بدو الصحراء. وقد وجدت المجتمعات الزراعية فيما يعرف اليوم بالمغرب منذ 8000 سنة على
الأقل. وفي القرن الحادي عشر الميلادي. هاجر البربر إلى الإقليم ويعتقد
أنهم ربما قدموا من أوروبا وجنوب غربي آسيا أو شمال شرقي إفريقيا. ومنذ
عام 40م وحتى القرن السادس عشر الميلادي حكم الإقليم كل من الرومان
والواندال والبيزنطيين على التوالي. الفتح العربي. فتح المسلمون المغرب سنة 62هـ، 681م على يد عقبة بن نافع، ولكن الفتح النهائي تم على يد موسى بن نصير سنة 88هـ، 707م. وقد دخل الكثير من البربر في الإسلام. وفي
سنة 172هـ، 788م، وحّد القائد العربي إدريس بن عبد الله أقاليم العرب
والبربر تحت حكمه، وأنشأ بذلك أول دولة مغربية. وقد أنشأ كذلك دولة
الأدارسة (وهم مجموعة من الحكام من الأسرة ذاتها) التي حكمت المغرب نحو 200 سنة تقريبًا، وسُمي حُكام الدولة باسم السلاطين. وقد نمت فاس عاصمة الأدارسة إلى أن أصبحت مركزًا دينيًا وثقافيًا كبيرًا. ومنذ نحو عام 1050م إلى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي حَكمت المغرب
ثلاث أسر بربرية إسلامية، وغطت إمبراطورية البربر في عصور مختلفة معظم
شمالي إفريقيا وامتدت إلى داخل الأراضي النصرانية في أسبانيا والبرتغال.
ولكن في القرن الثاني عشر الميلادي بدأ النصارى في إخراج المسلمين من
البرتغال وأسبانيا. حدائق المنارة التي تستقي بالمياه الواردة من جبال أطلس. البحارة والأشراف. خرج آخر المسلمين من أسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي، وأثناء ذلك بدأت أسبانيا والبرتغال في السيطرة على الأراضي على
السواحل المغربية. وقد أدت المنافسة بين المسلمين والنصارى إلى اتساع
الحرب البحرية في غرب البحر الأبيض المتوسط، حيث هاجمت سفن حربية خاصة
يقودها المسلمون السفن والمدن الساحلية للدول النصرانية، إلى جانب ذلك
هاجم بحارة من المسلمين والنصارى سفنًا ومدنًا أخرى، وكان ميناء سلا أكبر
قاعدة تخرج منها سفن البحارة المغاربة المقاتلين. ساعدت القبائل والأسر العربية من الأشراف (أحفاد النبي محمد ³) في تزعم المعارضة المغربية ضد استيلاء النصارى على إقليمهم. وفي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تمكنت أسرة من الأشراف تدعى السعديين من السيطرة على
المغرب، وأسست أسرة حكمت حتى منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وأصبح
العلويون منذ ذلك الوقت (وهم أسرة من الأشراف) الأسرة الحاكمة في المغرب. السيطرة الفرنسية والأسبانية. استطاع الفرنسيون والأسبان ـ عن طريق المعاهدات والانتصارات العسكرية ـ السيطرة على
الشؤون السياسية والاقتصادية للمغرب في أوائل القرن التاسع عشر
الميلادي. وقد حاول السلطان الحسن الأول (الذي حكم من عام 1873 - 1894م)
تطوير وتحديث حكومة المغرب وجيشها، ولكن القوى الأوروبية ضربت أية إصلاحات تهدد مصالحها. وخلف الحسن ابنه عبد العزيز. وفي
عام 1904م اعترفت كل من فرنسا وأسبانيا بمنطقة النفوذ التي تملكها كل
منهما في المغرب. وكانت المنطقة الأسبانية تتكون من شمال المغرب، وميناء
سيدي إفني والمنطقة المحيطة به، وشريط في الجنوب، بينما طالبت فرنسا
بالسيطرة على
بقية البلاد، ولكن ألمانيا رفضت ذلك. والتقت هذه القوى الكبرى عام 1906م
في الجزائر وأسبانيا لبحث النفوذ الفرنسي المتزايد في المغرب، ودعم
المؤتمر استقلال المغرب بالرغم من أن فرنسا وأسبانيا احتفظتا بامتيازاتهما الخاصة. وفي عام 1907م أرسلت فرنسا قوات حربية إلى المغرب بسبب معارضتها المتزايدة لنمو النفوذ الأوروبي في الدولة، وقد أدى وجود القوات الفرنسية إلى سخط المغاربة. وفي
عام 1908م خلع العلماء البيعة عن عبدالعزيز ومنحوها لأخيه عبدالحفيظ،
ولكن استمرت الاضطرابات، وطلب عبد الحفيظ مساعدة الفرنسيين له من أجل
استعادة النظام. وفي عام 1912م وقَّع عبد الحفيظ معاهدة فاس مع الفرنسيين،
ومنحتهم هذه الاتفاقية السيطرة على المغرب، كما أنهت استقلال البلاد. واكتسب الأسبان السيطرة على منطقتهم في المغرب
عن طريق الفرنسيين. ووضعت القوى الأوروبية طنجة تحت الإدارة الدولية في
عام 1923م، وناضل المغاربة بقيادة عبد الكريم الخطابي من أجل استقلال
بلادهم في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، وكبدوا الفرنسيين
خسائر كبيرة، لكن الفرنسيين استطاعوا هزيمتهم (1345هـ، 1926م). وفي
عام 1934م وضعت مجموعة من المغاربة خطة للإصلاحات، وطالبت هذه الخطة
بإعادة تفسير معاهدة فاس من أجل ضمان الحقوق السياسية للمغرب، لكن فرنسا
رفضت هذه الخطة، وتبع ذلك مظاهرات واسعة الانتشار عام 1937م، وقبضت فرنسا على قادة حركة الاستقلال وطردتهم. الزخرفة الإسلامية في مدينة فاس. الاستقلال.
في عام 1943م، إبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، تقابل كل من
فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وونستون تشرتشل رئيس
الوزراء البريطاني، في الدار البيضاء لمناقشة خطط الحرب. وفي السنة ذاتها
أنشئ حزب الاستقلال للعمل من أجل حرية المغرب. وقد
أيد السلطان محمد الخامس حزب الاستقلال، وفي سنة 1947م طالب بإعادة اتحاد
الإقليم المغربي الذي تسيطر عليه فرنسا وأسبانيا، وأن تمنح المغرب حق الحكم الذاتي، ولكن فرنسا رفضت الموافقة على أية إصلاحات كبيرة. وفي سنة 1953م نفى الفرنسيون محمد الخامس وسجنوا بعض قادة حركة الاستقلال. وقد
أدى نفي السلطان إلى غضب المغاربة الذين طالبوا بعودة ملك البلاد المنفي.
فسادت أعمال العنف، وشكل قادة الاستقلال الجدد جيش التحرير الوطني الذي
قاوم القوات الفرنسية، فأعاد الفرنسيون محمد الخامس في أواخر عام 1955م من
أجل استعادة النظام، ووعدوا بمنح المغرب حريته. وفي مارس عام 1956م أصبحت المغرب
مستقلة عن فرنسا. وفي أبريل من العام ذاته تنازلت أسبانيا عن كل مطالبها
تقريبًا في شمال المغرب، وأصبحت مدينة طنجة الدولية مرة أخرى جزءًا من المغرب في شهر أكتوبر 1956م. الملكية الدستورية. ساعدت الشعبية المغربية الكبيرة لمحمد الخامس على تنظيم حكومة رشيدة وقوية قامت على
نهج الشورى والديمقراطية. وفي عام 1957م غير لقبه من السلطان إلى الملك
ضمن خطته لتحديث وعصرنة طريقة الحكم والمصطلحات الخاصة به. ومع ذلك أدى
الصراع بين الأحزاب السياسية إلى تهديد استقرار الدولة. وفي عام 1960م صار
الملك رئيسًا للوزراء، لكنه توفي فجأة عام 1961م، وأصبح ابنه الحسن
الثاني ملكًا ورئيسًا للوزراء. وفي عام 1962م أصدرت المغرب أول دستور لها، وقد نص هذا الدستور على أن المغرب دولة ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية يحكمها ملك، ومجلس للوزراء، ومجلس تشريعي منتخب. ويعتبر
النص الحالي للدستور بعد تعديله عام 1996م خلاصة عمل بدأه الملك الحسن
عام 1962م، وتواصل وخلال سنوات 1970م و1972م و1992م. وهدفت كل التعديلات
الجوهرية إلى ملاءمة المؤسسات الدستورية مع روح العصر، مع الحفاظ على تقاليد وأصالة المملكة. وقد كانت من أهم التعديلات التي أقرت عام 1996م إنشاء نظام برلماني ذي غرفتين. الخلاف
حول الصحراء الغربية. طالبت المملكة المغربية منذ استقلالها عام 1956م
باسترجاع الصحراء الغربية، وهي المنطقة التي كان الأسبان يحكمونها على الحدود الجنوبية للمغرب. وقد ماطلت أسبانيا في البداية كثيرًا في استرجاع الصحراء للمغرب، ثم أعلنت عام 1975م أنها تحرص على
تخويل سكان الإقليم حق تقرير المصير. وطالبت موريتانيا أثناء ذلك بأجزاء
من المنطقة، ولكن جبهة البوليساريو (وهي منظمة في الصحراء الغربية) طالبت
باستقلالها. وفي عام 1976م تخلت أسبانيا عن المنطقة للمغرب وموريتانيا.
وقد طالبت المغرب بالجزء الشمالي، وطالبت موريتانيا بالجزء الجنوبي، وأصبحت المنطقة تعرف باسم الصحراء الغربية. الصويرة المدينة المحصنة. وقد استمرت جبهة البوليساريو في المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، فحاربت المغرب وموريتانيا. وفي سنة 1979م تخلت موريتانيا عن مطالبها في الصحراء الغربية، ولذلك طالبت المغرب
باسترجاع المنطقة كلها وضمتها. وفي سبتمبر 1991م، توصلت المملكة المغربية
وجبهة البوليساريو إلى اتفاق أدى إلى وقف إطلاق النار، ووافق الطرفان على إجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة يحدد مصير الصحراء الغربية. المغرب حاليًا. يشهد الوضع السياسي بالمملكة المغربية عامة، ومنطقة الصحراء خاصة استقرارًا تامًا منذ سنوات عديدة، والدليل على ذلك حالة السلم والأمن الاجتماعي التي يعيشها المغرب
منذ استقلاله. وعلى الصعيد الاقتصادي، فرغم هبوط أسعار السوق الدولية
لصخور الفوسفات، التي تعد واحدة من أهم مصادر الدخل المغربي، إلا أن
الحكومة عملت جاهدة على إنعاش الاقتصاد من خلال بعض الخطط وتطبيق نظام الخصخصة والاهتمام بالصناعة أكثر. في 23 يوليو 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على
توحيد بلاده ودعم استقلالها، وبذل جهوداً كبيرة من أجل لم الشمل
الإسلامي والعربي والإفريقي. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن
البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.
|