maanantai 7. syyskuuta 2015

وطننا المغرب يحتاج اليوم إلى أبنائه المخلصين


وطننا المغرب يحتاج اليوم إلى أبنائه المخلصين
الوطن لفظ تحبه القلوب وتهواه الأفئدة وتتحرك لذكره المشاعر ، إن وطننا المغرب الحبيب اليوم يحتاج إلى أبنائه المخلصين كل من موقعه، إن وطننا يحتضن الجميع ويتسع صدره للجميع، فهل آن الأوان لأن نتسابق وأن نتنافس في كيفية خدمة الوطن وبنائه، والتصدي لكل الذين يحملون معاول الهدم والتخريب فلليمن حق يجب أن نؤديه، وعلينا مسئولية الحفاظ على أمن ووحدة وطننا إننا جميعا سوف نسأل ماذا قدمنا له وسوف نحاسب على ما نرتكبه في حق وطننا وحق أجيالنا القادمة.
إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث الإنسان على حب الوطن، ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبكِ من بلد، وأحبكِ إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنت غيرك.
ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معلم البشرية يحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كل إنسانٍ مسلم معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر.
وإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها، ونشأ على ترابها، وعاش من خيراتها، فإن لهذه البيئة عليه ( بمن فيها من الكائنات، وما فيها من المكونات ) حقوقاً وواجباتٍ كثيرةً تتمثل في حقوق المواطنة، حقوق الأُخوة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة، وغيرها من الحقوق الأُخرى التي على الإنسان في أي زمانٍ ومكان أن يُراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب وفاءً وحباً منه لوطنه.
إننا جميعا مطالبين بالحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً متماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة التي تواجه الوطن، قال تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ).
إن الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء كان ذلك الإسهام قولا أو عملا أو فكراً، وفي أي مجالٍ أو ميدان،لأن ذلك واجب الجميع، وهو أمرٌ يعود علينا بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والجماعي.
إن تربية أبناء الوطن على حب وتقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته التي من حق الجميع أن ينعُم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص، وفي التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانيات الممكنة والمُتاحة والدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل، ولكي نميز بين من يحب الوطن ومن لا يحب إلى نفسه علينا الرد على بعض الأسئلة.
هل الذي يستولي على المال العام يحب وطنه؟ إن حب الوطن يظهر في المحافظة على المال العام، والمحافظة على ثروات الوطن من الإهدار.
هل الموظف الذي يتأخر أو يغيب عن عملة سوا كان ذلك في إدارة حكومية أو في مدرسة أو في أي موقع من مواقع العمل يحب وطنه؟ حب الوطن يظهر في إخلاص الموظف في إدارته، والعامل في مصنعه، والمعلم في مدرسته.
هل من يرفع السلاح في وجه الدولة أو الأفراد يحب وطنه؟ إن حب الوطن يظهر في المحافظة على أمنه واستقراره، وحمل اسمه وساما على الصدر في الخارج، والإحساس بالمسؤولية تجاه ذلك بما ينعكس على كل ما يظهر من الفرد من سلوكيات.
هل حب الوطن أن يقوم بعض التجار بإخفاء السلع الغذائية لزيادة أرصدتهم بالبنوك؟ إن حب الوطن يعني الأمانة والخوف من الله وعدم محاربة الفقراء في لقمة عيشهم وأن نتحسس حاجة المحتاجين.
هل حب الوطن يعني استيلاء أصحاب المناصب العليا على حقوق ومقدرات من هم دونهم؟ حب الوطن يظهر في إخلاص أصحاب المناصب العليا في عملهم والأمانة فيما تحت أيديهم من مسؤوليات.
هل حب الوطن يعني أن نعلم أبنائنا الخروج إلى الشوارع للتكسير والعبث في ممتلكات الآخرين؟ الذي يحب وطنه، هو من يربي أبنائه على التقوى ويزرع فيهم السلوكيات والأخلاق الحميدة يعلمه كيف يزرع ولا يقطع، إن حب الوطن: خصلة شريفة، وخلة رفيعة، وخلق حميد، وأدب سام، وصفاء السريرة، يتميّز بها الكرام، ويتمايز بها الأبطال، ويهفو إلى اكتسابها الشرفاء، وهو من الخصال التي لا تنبت إلا في نفس كريمة، وبيئة صالحة.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يحمي وطننا وأن يوحد قلوبنا في حب الوطن وأن ينصر مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين سيدي محمد السادس نصرا عزيزا مؤزرا وأن يبعد المتربصين بهذا الوطن وأن يرد كيدهم في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .



  • Ahmed Benmira's photo.


Ei kommentteja:

Lähetä kommentti