كيف كان الحسن الثاني يرسم خطط المنتخب ويحدد تشكيلته؟
الاثنين 06 يناير 2014 - 20:00
ظل الملك الراحل الحسن الثاني مرتبطا بشكل كبير بكرة القدم، إلى الحد
الذي جعله يتدخل في تشكيلة المنتخب الوطني في العديد من المناسبات، كما كان
يرسم الخطط التكتكية التي لعب بها المنتخب في العديد من المباريات
المصيرية، حسب ما أفاد به العديد من المدربين واللاعبين الذين مروا من
المنتخب الوطني خلال فترة السبعينات وثمانينات القرن الماضي.مقابلة المنتخب المغربي ضد زامبيا للتأهل إلى مونديال 1994، جسّدت هذا "التدخل". فقد تواصل فيها الحسن الثاني مع مدرب المنتخب، حينها، الراحل عبد الله بليندة قبل الوصول إلى مركب محمد الخامس، ليقول له ما يجب وما لا يجب داخل رقعة الملعب من أجل التأهل إلى مونديال "العم سام".
كما أن بوجمعة بنخريف الذي لعب للمنتخب المغربي في فترة السبعينات أكد من خلال تصريح صحفي أن الملك الراحل الحسن الثاني تدخل شخصيا لتحديد تشكيلة المنتخب المغربي في مباراة الإياب أمام المنتخب الجزائر المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية سنة 1972 بالكامرون.
تدخل الحسن الثاني لتحديد الأحد عشر لاعبا الذين سيدخلون إلى رقعة الميدان، جاء بعد أن انهزم المنتخب المغربي في مباراة الذهاب أمام "محاربي الصحراء" لهواري بومدين بثلاثة أهداف لواحد. وهو ما اعتبره الحسن الثاني، حينها، إهانة شخصية له، خصوصا وان العداء بينه وبين بومدين كان كبيرا إلى حد لا يطاق.
هذه الهزيمة التي كانت ستحرم المنتخب المغربي من أول مشاركة في الكأس الإفريقية، دفعت بالحسن الثاني لأن يتدخل شخصيا في كل التفاصيل التي تتعلق بالمنتخب المغربي الذي كان مقبلا على استضافة المنتخب الجزائري بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في مقابلة مصيرية.
الملك الراحل والمُحب لـ"مخدر" الكرة أعطى التشكيلة ورسم الخطة التي سيدخل بها "أسود الأطلس" إلى "المعركة"، التي فاز فيها منتخب الحسن الثاني على منتخب هواري بومدين بثلاثة أهداف نظيفة، ونجح في العبور لأول مرة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي نُظمت، حينها، بالكامرون سنة 1972.
عشق الحسن الثاني لكرة القدم جعله يعلن يوم عودة المنتخب الوطني الفائز بكأس إفريقيا للأمم، إلى ارض الوطن، يوم عطلة، من أجل أن يخرج الكل لتحيته، ورؤية تلويحات النصر الذي جعت الحسن الثاني أسد إفريقيا بحق.
عزيز بودربالة وفي تصريح سابق له، أكد هو الآخر أن الحسن الثاني كان شديد التعلق بكرة القدم وبالمنتخب الوطني، إلى الحد الذي جعله يحُل جامعة كرة القدم، ويعيد ترتيب تشكيلة المنتخب الوطني، ويشرف شخصيا على الخطط التي يلعب بها، فور الهزيمة القاسية التي تلقاها المغاربة أمام نظرائهم الجزائريين في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد موسكو سنة 1979 في الدور الأخير من التصفيات، حيث خرج المنتخب المغربي منهزما، على أرضية الملعب الشرفي (مركب محمد الخامس حاليا)، بخمسة أهداف لصفر أمام المنتخب الجزائري، وهو ما دفع بالحسن الثاني لأن يقلب الطاولة على الجامعة، ويُقْدِم على حلها والإشراف الشخصي على المنتخب وتشكيلته.
وكان للحسن الثاني عشق خاص بكرة القدم، التي اعتبرها دائما قضية وطنية مثل أي قضية تتعلق بالأمة. لهذا كان حريصا أثناء الاستعمار على التواجد كمشجع لفريق الوداد البيضاوي، قبل أن يؤسس فريقه الخاص، الجيش الملكي.
ظل الحسن الثاني، يتدخل شخصيا في المنتخب الوطني، حيث ينزع جُبّة الملك ليرتدي بذلة المدرب الذي يعرف أسرار كرة القدم، ويدرك أهميتها، ويستمتع بسحرها، وهو الذي اعترف في كتابه "التحدي" أنه يمارس رياضة الغولف لكنه يعشق كرة القدم حتى النخاع.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti