في 3 مارس ذكرى عيد العرش .. "الثورة الموؤودة" التي خطط لها رفاق الفقيه البصري لإسقاط مملكة الحسن الثاني
______________________________________________________________________
الثالث من مارس يعيد إلى الأذهان ذكرى عيد العرش في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ويعيد الذاكرة الشعبية إلى طقوس هذا اليوم، والتي كانت تبدؤ بأيام قبل ذلك للاحتفال بالمناسبة، لكن الثالث من مارس لم يكن مناسبة رسمية فقط، بل كان يوما له طعم آخر استعد فيه اتحاديون للثورة على نظام الملك الراحل.
كل شيء بدأ منذ زمن بعيد، حينما قرر رفاق الفقيه البصري ومحمود بنونة تنظيم صفوفهم في السر استعداد للثورة، وقد بدأت تفاصيل الاستعدادات منذ ولادة التنظيم السري الموازي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
مر عهد الستينيات من القرن الماضي، وفكرة الثورة تتزايد قوة لدى الرفاق في التنظيم السري، وينتصف العقد الساخن، وتتزايد الأحداث الساخنة بدورها، خاصة مع اندلاع أحداث 23 مارس 1965، واختطاف المهدي بنبركة، وبداية حالة الاستثناء، وما تلاها من أحداث خطيرة بلغت مستوى التخطيط وتنفيذ محاولتين انقلابيتين عسكريتين، الأولى شهد قصر الصخيرات أطوارها، والثانية هي الشهيرة بمحاولة إسقاط الطائرة الملكية في غشت 1973.
كان الشعور السائد آنذاك لدى رفاق الفقيه البصري أن الأجواء مناسبة لتحقيق الثورة، ولذلك كان الكثير منهم كانوا قد رحلوا بداية إلى الجزائر ثم إلى سوريا للتدرب على الأسلحة.
كان معسكر الزبداني بسوريا واحدا من المعسكرات التي احتضن العشرات من رفاق الفقيه البصري، وفي فبراير 1973، أي حوالي ستة أشهر على المحاولة الانقلابية العسكرية الثانية الفاشلة، كان رفاق الفقيه البصري قد بدأوا تنفيذ الخطة، وكان البداية بالهجوم بوجدة ثم خنيفرة ومولاي بوعزة وبعدهما تنغير ... لتصل إلى الرباط التي تقرر تفجير بعض المتفجرات في بعض الأماكن بها في الثالث من مارس، أي تزامنا مع احتفالات البلاد بعيد العرش، لكن كل هذه الترتيبات فشلت، واعتقل العديد من رفاق الفقيه البصري، كما سقط في الميدان بعض من رموز التنظيم وخاصة محمود بنونة وسليمان العلوي في مواجهات مسلحة بمنطقة تنغير.
في مارس أيضا، أعلنت حالة من الاستنفار، وتحركت آلة الجنرال الدليمي، وبلغ عدد المعتقلين حوالي 149 عنصرا أحيلوا على ردهات المحاكم في يونيو من نفس السنة، حيث عرفت المحاكمة أطوارا قوية بين الهيئة ودفاع المعتقلين، وبعد أسابيع، أصدرت المحكمة 16 حكما بالإعدام، والمؤبد في حق 16 آخرا، وعشرون سنة لـ28 عنصرا، وعشر سنوات لحمسة معتقلين، وخمس سنوات لخمسة آخرين...
كانت "الثورة الموؤودة" كما يحلو للبعض تسمية أحداث 3 مارس 1973، آخر عمل مسلح مفكر فيه بشكل جماعي من طرف التنظيم الموازي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما أصبحت حدثا فاصلا في العلاقة بين التنظيم والحزب، حيث ستتواتر بعدها الكثير من الخلافات بينهما، والتي ستتكلل بتنظيم المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب، بعد تغيير اسمه من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد الاشتراكي، وستتزايد الهوة بين العديد من قادة الحزب والفقيه البصري ورفاقه.
______________________________________________________________________
الثالث من مارس يعيد إلى الأذهان ذكرى عيد العرش في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ويعيد الذاكرة الشعبية إلى طقوس هذا اليوم، والتي كانت تبدؤ بأيام قبل ذلك للاحتفال بالمناسبة، لكن الثالث من مارس لم يكن مناسبة رسمية فقط، بل كان يوما له طعم آخر استعد فيه اتحاديون للثورة على نظام الملك الراحل.
كل شيء بدأ منذ زمن بعيد، حينما قرر رفاق الفقيه البصري ومحمود بنونة تنظيم صفوفهم في السر استعداد للثورة، وقد بدأت تفاصيل الاستعدادات منذ ولادة التنظيم السري الموازي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
مر عهد الستينيات من القرن الماضي، وفكرة الثورة تتزايد قوة لدى الرفاق في التنظيم السري، وينتصف العقد الساخن، وتتزايد الأحداث الساخنة بدورها، خاصة مع اندلاع أحداث 23 مارس 1965، واختطاف المهدي بنبركة، وبداية حالة الاستثناء، وما تلاها من أحداث خطيرة بلغت مستوى التخطيط وتنفيذ محاولتين انقلابيتين عسكريتين، الأولى شهد قصر الصخيرات أطوارها، والثانية هي الشهيرة بمحاولة إسقاط الطائرة الملكية في غشت 1973.
كان الشعور السائد آنذاك لدى رفاق الفقيه البصري أن الأجواء مناسبة لتحقيق الثورة، ولذلك كان الكثير منهم كانوا قد رحلوا بداية إلى الجزائر ثم إلى سوريا للتدرب على الأسلحة.
كان معسكر الزبداني بسوريا واحدا من المعسكرات التي احتضن العشرات من رفاق الفقيه البصري، وفي فبراير 1973، أي حوالي ستة أشهر على المحاولة الانقلابية العسكرية الثانية الفاشلة، كان رفاق الفقيه البصري قد بدأوا تنفيذ الخطة، وكان البداية بالهجوم بوجدة ثم خنيفرة ومولاي بوعزة وبعدهما تنغير ... لتصل إلى الرباط التي تقرر تفجير بعض المتفجرات في بعض الأماكن بها في الثالث من مارس، أي تزامنا مع احتفالات البلاد بعيد العرش، لكن كل هذه الترتيبات فشلت، واعتقل العديد من رفاق الفقيه البصري، كما سقط في الميدان بعض من رموز التنظيم وخاصة محمود بنونة وسليمان العلوي في مواجهات مسلحة بمنطقة تنغير.
في مارس أيضا، أعلنت حالة من الاستنفار، وتحركت آلة الجنرال الدليمي، وبلغ عدد المعتقلين حوالي 149 عنصرا أحيلوا على ردهات المحاكم في يونيو من نفس السنة، حيث عرفت المحاكمة أطوارا قوية بين الهيئة ودفاع المعتقلين، وبعد أسابيع، أصدرت المحكمة 16 حكما بالإعدام، والمؤبد في حق 16 آخرا، وعشرون سنة لـ28 عنصرا، وعشر سنوات لحمسة معتقلين، وخمس سنوات لخمسة آخرين...
كانت "الثورة الموؤودة" كما يحلو للبعض تسمية أحداث 3 مارس 1973، آخر عمل مسلح مفكر فيه بشكل جماعي من طرف التنظيم الموازي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما أصبحت حدثا فاصلا في العلاقة بين التنظيم والحزب، حيث ستتواتر بعدها الكثير من الخلافات بينهما، والتي ستتكلل بتنظيم المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب، بعد تغيير اسمه من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد الاشتراكي، وستتزايد الهوة بين العديد من قادة الحزب والفقيه البصري ورفاقه.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti