المملكة المغربية الشريفة
ابتدأت حركة الجيلالي الزرهوني سنة 1902 ، وكانت مظهرا من المظاهر الرئيسية على تردي الأوضاع الداخلية بالبلاد في مطلع القرن العشرين بعد وفاة المولى الحسن الأول، وقامت كجرس إنذار على الانقسام الذي يتهدد البلد والذي يلزم الواجب الوطني العمل على توقيفه ، كما استشرت مظاهر الضعف والمديونية الخارجية بشكل لافت، مما جعل الدول الأوروبية تتكالب على المغرب، وتفرض عليه شروطها، أوفاقها ومعاهداتها المجحفة، الأمر الذي انعكس سلبا على مبادراته المستقلة في معالجة أوضاعه الداخلية المأزومة، وتبعيته في قراراته التي يصدرها إلى الدول الأوروبية النافذة، مما أثر بجلاء على خططه وتصميمه القاضي بوضع حد لتمرد (بوحمارة) الذي أرهب البلاد والعباد بظلمه وادعاءاته الكاذبة.
وتتمثل قصة( بوحمارة) المسمى الجيلالي بن عبد السلام بن إدريس اليوسفي الزرهوني من مدينة زرهون بمكناس، والمزداد في ستينات القرن التاسع عش، والملقب( بالروكي) ، في كونه انتحل صفة الأمير مولاي امحمد الذي كان آنذاك لا يزال سجينا، ودعا الناس إلى الجهاد ضد مولاي عبد العزيز، متهما إياه بأنه "باع نفسه للأجانب" .
كان بوحمارة طوبوغرافيا سابقا في الجيش، ذا مهارات عسكرية حقيقية، يجمع بين قوة الإقناع وقساوة الطبع، وتمكن من الوصول إلى الإحراز على ختم ملكي، كما تعلم السحر والشعوذة وأصبح ماهرا فيهما، ومن بين أهدافه الزحف على فاس واحتلالها وتسلم الحكم لصالحه، واستغل هشاشة الوضع الكبير في البلاد، وترقب الشعب وتطلعه إلى من يخلصه من أطماع الدول الاستعمارية، فضم إلى جانبه منهم عددا كبيرا في الجيش الذي أنشأه.
وتكون جيش بوحمارة من قبائل: تمسمان وبني توزين وبني وليشك وبني سعيد وتفرسيت وامطالسة وبني سيدال وبني بوغافر وبني شيكر ومزوجة وبني بويفرور .... وهي أربعة عشر قبيلة، باستثناء قبيلة آيث ورياغل التي رفضت الدخول في طاعته، وهذه القبائل انقلبت ضده بمجرد اكتشاف حقيقة أمره وانهزامه بالريف، بالإضافة طبعا إلى قبائل تازة ومناطق أخرى من المغرب كانت داخل جيشه، دون أن ننسى الدعم الذي كان يتلقاه من بعض الدول الاستعمارية.
وقد ألحق بوحمارة خسائر كبيرة بجيش السلطان، كما أن الحرب التي واجهت المخزن كنتيجة لتمرد بوحمارة ساهمت في إضعاف الدولة، وإفراغ الخزينة، رغم محاولات الإصلاح الجبائي التي قام بها مولاي عبد العزيز، وساهمت الضغوطات الأروبية هي الأخرى في إسقاط هيبة السلطان، ولم يكن هدف( بوحمارة) من مروقه وخيانته لبلده إلا الوصول لتحقيق مصالحه الشخصية، عن طريق بيع معادن جبل الحمام بآيث ورياغل ومد طريق السكك الحديدية من مليلية إلى جبل "وكسان" بالناظور لنهب مستخرجاته الأرضية من المعدن وبيعه للأروبيين والنصارى، ولأنه قد ألف حياة البذخ والأبهة فإن المصاريف المالية التي يحتاجها كانت خيالية وكبيرة، وحتى الجيش الذي قام بتجنيده، ألف بدوره مظاهر الحياة المترفة.
إن قبيلة آيث ورياغل كانت مطلعة على أوضاع المخزن، وبالتالي قادرة على معرفة علاقة (بوحمارة) بالأسرة الحاكمة بفاس، ويرجح أنها كانت تدرك حقيقة ( بوحمارة) عن طريق بعض العائلات التي كان لها مكانة كبيرة ومحترمة بالريف، مثل عائلة الخطابي وعائلة الخمليشي، اللتين ارتبطتا بمحيط السلطان، فقد بايعت قبيلة آيث ورياغل السلطان الجديد مولاي عبد الحفيظ وتبعتها باقي قبائل الريف، بعد أن أثارت أفكاره الجديدة التي أفصح عنها إعجابها، وطلبت منه المساعدة العسكرية لمواجهة ( بوحمارة ).
وعرف عن( بوحمارة) تمرسه الكبير بطرق السحر والشعوذة التي كان ينظمها أمام القبائل فيثير دهشتها، مما أدى إلى سيطرته على عقول ساكنيها وتدجينهم، ليصبحوا من أنصاره الذين يشدون من عضده وينفخون في إصراره وقوة شكيمته، ويأتي ذلك في صورة "كرامات" ، ومن خوارقه الغريبة أنه كان يدفن بعض مريديه في سهول بجوار القرى والتجمعات السكانية، فيعمل على ترك رؤوسهم ظاهرة وأجسامهم في أعماق التراب، وحين ينزل الليل بظلامه الدامس، يصيحون بأعلى صوتهم :"عاش مولاي امحمد " وفي هدوء الليل تخرج أصواتهم الصادحة وهي تخترق أسماع الخلائق ، فتتحقق "كراماته المعجزة"، وقبل أن تشرق الشمس ، يذبح المدفونين نحرا من الوريد إلى الوريد بالسكين حتى لا يفتضح أمره بعد ذلك.
ولا يسعنا في مقالنا هذا، إلا أن نشاطر الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني في الحقيقة الهامة التي أكدها بخصوص القاضي والفقيه عبد الكريم والد المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، في كتابه: "مذكرات حياة وجهاد، حرب الريف " الجزء الثاني ، من كونه هو الذي وضع التصميم ودبر الخطة الحربية للإيقاع ب"بوحمارة" وقائده (مول الوضوء)، بعد أن فتح الطريق في وجه الفتان إلى أن توغل بجميع قواته في أرض بني ورياغل، فتكبد فيها هزيمة ماحقة، هزت أركان جيشه، في موقع "بوسلامة" الذي جرت فيه أطوار المعركة التي خلدها التاريخ.
فدارت رحى الهيجا عليهم فأصبحوا *** هشيما طحينا في مهب الصبا مذ رى .
وللحقيقة والتاريخ، لابد أن نستحضر الدور البارز الذي قام به الفقيه السيد محمد بن حدو العزوزي من دوار سيدي عيسى حيث يوجد موقع قبره، وهو من خريجي جامعة القرويين، فقد كان الذراع الأيمن للقاضي عبد الكريم، وساهم معه في الإطاحة بأسطورة ( بوحمارة) المخربة، بحيث اتفق الفقيهان على ابتداع حيلة تخدم المصالح العليا للوطن، فحررا رسالة كتباها في اسم السلطان مولاي عبد الحفيظ ، موجهة إلى أعيان بني ورياغل، ومكنا بها رجلا مجهولا، وكأنه قد أتى توا من فاس إلى القبيلة المذكورة بعد أن تجشم أهوال الطريق وعناء السفر.
كان اللقاء الأول بإمزورن، والثاني بسيدي بوعفيف أياما قليلة قبل الإجهاز على ( بوحمارة) ، وفي إمزورن سلم الرجل الرسالة للفقيه العزوزي الذي كلفه القاضي عبد الكريم بتلاوتها، والرسالة كتبت من طرف الفقيهان عبد الكريم الخطابي ومحمد العزوزي كما ذكرت سابقا، ونسبت إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ ، بقصد تحميس الساكنة وتشجيعهم على التصدي (لبوحمارة) الذي عاث في وطنه فسادا وخرابا، وسمى نفسه زورا وبهتانا بمولاي امحمد بن مولاي الحسن الأول، نظرا للتقدير والاحترام والحظوة الروحية التي كانت لسلاطين الدولة المغربية لدى أهل الريف.
ومما ورد في رسالتهما تلك : "...... إلى خدامنا المخلصين الأوفياء أعيان قبيلة بني ورياغل، سددكم الله ورعاكم وثبت خطاكم، وبعد ، فإني لمسرور جدا بالنبأ العظيم حول ما عزمتم القيام به من محاربة الفتان المسعور، المشعوذ المغرو، الأثيم المقهور المسمى ( بوحمارة) ...... وبذلك تنالون أعظم مزية تضاف إلى المزايا السابقة التي نلتموها في سبيل خدمة وصيانة وحدة تراب مملكتكم، حتى كسبتم بذلك رضانا وعطفنا واهتمامنا بما تستحقونه من الجزاء الأوفى ...." .
وبعد الهجوم والتقاء الجمعان، أسفرت المعركة عن قتل القائد الأسود( لبوحمارة) واختفاء السلطان المزعوم وفراره من قصبة سلوان، متجها إلى طنجة حيث قبض عليه في قبيلة "مسارة"، وقدم إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ سنة 1909 ، لتنتهي بذلك إحدى أحلك الصفحات المظلمة والقاتمة في تاريخ بلادنا المعاصر، التي ذاق فيها الشعب والحكام على حد سواء الأمرين على يد بوحمارة، الذي استقر أحد قواده ( الحاج فاضل ) في فترات معينة بقصبة " سنادة" التاريخية، محاولا إخضاع المنطقة وتوجيهها، وانتهاج سياسة الترغيب والترهيب مع أعيان وشرفاء المنطقة، ولكن بدون أية نتيجة تذكر.
إن الأحداث التي عرفها المغرب إبان ثورة ( بوحمارة )، لا ينبغي أن تؤخذ من جانب الحكي والاستطراد التاريخي، بل إنها تؤكد حقيقة واحدة وخطيرة، وهي تفاقم الضغط الأجنبي على المغرب، وتزايد أطماع وجشع الدول الأروبية للدخول إليه، وإلا كيف نفسر رفضها قتل (بوحمارة) ومحاولة تدخل قادتها في الموضوع، فحكاية ( بوحمارة ) خلقتها فرنسا وطورتها إسبانيا بشمال المغرب لأهداف استعمارية لها علاقة بخدمة مصالحهما الحيوية والإستراتيجية بالمنطقة، كما كان جزءا من مخطط استعماري حيك في أقبية دهاء الاستعمار ضد الوطن.
وعندما ننتقل إلى شخصية الشريف مولاي أحمد الريسوني، فإننا نجد أن الأمر يختلف كثيرا عن وضعية الروكي (بوحمارة)، فقد انقسم المؤرخون ودارسو التاريخ في شأنه إلى مدافع عن دور ومكانة الرجل البطولية في التاريخ، ومنهم من ذهب عكس ذلك، وهذا الواقع أكده الأستاذ أحمد البوعياشي في الجزء الثاني من كتابه "حرب التحرير الريفية" ، وعلى أي حال، فالعائلة الريسونية مشهورة بالصلحاء والعلماء والمجاهدين الأبرار، ومنهم مؤسس زاوية الريسونيين "بتزروت"، الشيخ سيدي محمد بن علي بن ريسون المولود في حدود 920 هجرية والذي تلقى العلم في فاس.
وفي هذا الصدد، ذهب المؤرخ والأستاذ محمد ابن عزوز حكيم في جزئه الأول من كتاب : "الشريف الريسوني والمقاومة المسلحة في شمال المغرب" إلى القول: ( إني أتوفر على مئات الوثائق الاستعمارية السرية التي تثبت أن الحركة المسلحة التي دارت رحاها في الناحية الغربية من شمال المغرب فيما بين سنة 1913 و1925 ، كانت حركة وطنية مسلحة تهدف إلى مقاومة التدخل الاستعماري بواسطة السلاح، وهذا قبل أن تنشأ الحركة الوطنية التي ارتأت أن مقاومتها كان يجب أن تكون سياسية سلمية.
وبما أن نفس الوثائق المذكورة تشهد على أن قطب الرحى لتلك الحركة كان هو الشريف الريسوني، قلت أنه إذا كان هناك تاريخ يجب أن يكتب اعتمادا على الوثائق ولا شيء دونها ، بسبب ما أصاب هذا التاريخ من تزوير وتحريف ومسخ وتشويه قل نظيره، وهذا التاريخ الذي يجب أن يكتب هو تاريخ الشريف مولاي أحمد الريسوني، بل هو تاريخ الحركة المسلحة برمتها، والذي ليس من حقنا أن نغض عنه الطرف، لأننا بذلك سنكون قد ساهمنا في غصب حق آلاف الشهداء المغاربة الذين جاهدوا تحت قيادته، واستشهدوا من أجل كرامة وعزة وحرية واستقلال ووحدة هذا الوطن العزيز.
ثم جئت بأدلة قاطعة تدحض ما كتبه بعض المؤرخين المغاربة وغيرهم من الأجانب عن تلك المقاومة المسلحة ورجالاتها الأبطال، ومن بينهم، وعلى رأسهم، الشريف الريسوني، ثم شرحت وجهة نظري في الأسباب التي جعلت الكتاب المغاربة لا يتعرضون لهذا الجانب التاريخي المهم والذي لا يتعلق فقط بالشريف الريسوني وحده، بل كذلك بالمجاهدين الأبرار، وأخيرا قلت: أنه من الواجب علينا اليوم أن نقوم بمحاكمة الشريف الريسوني محاكمة تاريخية نزيهة تتاح له الفرصة أثناءها ليدافع عن نفسه، وبالتالي عن باقي المجاهدين الذين ناضلوا تحت قيادته ) ... (ص: 10).
ومن جانب آخر، فقد أورد الأستاذ أحمد البوعياشي في الجزء الثاني من كتاب "حرب الريف التحريرية" نقلا عن الأستاذ محمد الخطيب التطواني في محاضرة قيمة ألقاها ما يلي: "وفي شمال المغرب شهدت الحكومة ما أفزعها، وما أقدم عليه مولاي أحمد الريسوني من إثارة الفتنة وتقويض بعض الاطمئنان الذي عرفته المنطقة، وبالضبط في جبل "الزينات" على بعد 70 كلم من طريق طنجة .... وعن حركة التمرد التي قادها الريسوني في شمال المغرب، فقد وجهت الدولة ضده حملة من الجيوش قدر عددها بأربعين ألف جندي، في الوقت الذي كانت قوات الريسوني لا تزيد عن ثمانية آلاف، الشيء الذي جعله يتفادى الاشتباك، وعمد إلى حرب العصابات واختطاف الأجانب والامتناع عن إطلاق سراحهم، كطريقة لكسب الأموال، وإثارة للرأي العالمي، وهكذا كان الضغط من الخارج والتآمر على البلاد بين إنجلترا وفرنسا وإسبانيا " ( ص : 289 – 291 ).
ومن بين المهام التي أسندت إليه آنذاك، باشا مدينة أصيلا، وقد احتج أفراد من أعيان عائلته على لفظة باشا، ويقولون أنه كان واليا على أصيلا وجميع قبائل "جبالة"، وحسب أحمد البوعياشي، فإنه لما تكررت الشكاوى ضده كانت النتيجة أن أمر السلطان مولاي عبد العزيز، بأن يلقى عليه القبض، بأية طريقة كانت .... وكانت هذه مناسبة لكي يقبض عليه، فأودع في السجن وأرسل مكبلا إلى سجن الصويرة الذي مكث فيه ست سنوات، وباءت بالفشل محاولة فراره، بعد صدام عنيف ذهب ضحيته أربعة أشخاص ..... وعندما تولى الملك المولى عبد العزيز في سنة 1894 أعاد الشرفاء العلميون مسعاهم لإطلاق سراحه بالاستعانة بالسيد العباسي الفهري الذي تدخل لدى السلطان فأطلق سراحه ... وبعد العفو عنه عاد من جديد إلى أعماله (ص: 288 – 290 ).
وفي كتاب "محمد بن عبد الكريم الخطابي – نادرة القرن العشرين في قتال المستعمرين" أشار مؤلفه محمد بن علي العزوزي الجزنائي، نقلا عن محمد محمد عمر بلقاضي صاحب كتاب " أسد الريف – محمد عبد الكريم الخطابي " إلى ما يلي: " لما قام الأمير الخطابي بحركته المباركة، وصار يدعو إلى الجهاد، وإلى الاتحاد والعمل الجدي لمحاربة الاستعمار، والدفاع عن وحدة التراب الوطني المغربي، بادر الريسوني إلى إبرام صلح مع الحكومة الإسبانية، رغم أن الخطابي لم يترك جهدا إلا واستعمله لإقناعه بالعدول عن موقفه تجاه هذا الصلح مع العدو ..... " ( ص : 188 ).
ولخص المؤلف الأستاذ العزوزي الجزنائي ما جاء في كتاب "روبرت فورنو" ( عبد الكريم أمير الريف ) الحقائق التالية، وفي تصريح لابن عبد الكريم الخطابي، قال: "إننا بعثنا له مندوبا يعرض عليه مركز الحاكم في الريف، رغبة في توحيد الصفوف، وإزالة سوء التفاهم، ولكنه رفض ما عرضنا عليه، فاضطرت جنودنا لمهاجمته وأسره، وتم نقله إلى منطقة الريف بتماسينت، وبعد فترة من الزمن توفي في أسره ودفن هناك ( ص: 190 ).
ويقول العزوزي الجزنائي : " ...... وعندما وقع أسيرا سمح له أن يصطحب من نسائه البالغ عددهن إحدى وأربعين امرأة، أربعة فقط، وثلاث جواري، على أن يصحب معه ما شاء من الحلي والثياب والبسط والوسائد ..... ويروي أحد الفقهاء أن ابن عبد الكريم جاء متنكرا إلى الريسوني في إقامته بتماسينت، واستأذنه في الجلوس معه، وقيل إنه امتنع، ولكن بعد أن قالوا له إنه فقيه يريد رؤيتكم وزيارتكم فقط، والتبرك بكم، أذن له، وتحدثا طويلا، وعرف إبن عبد الكريم كيف يستغل فرصة الحديث معه، خصوصا بشأن الحرب الدائرة بين المغاربة والدولتين المستعمرتين، والأهداف التي يريد الأروبيون تحقيقها، بدخولهم عنوة إلى بلادنا بزحفهم وجيوشهم الهائلة، وأسلحتهم الفتاكة والمدمرة التي يقاتلوننا بها كمغاربة.
وفي الأخير، ودعه متمنيا له الشفاء من مرضه الذي كان قد ألم به، ومتمنيا له أيضا العودة إلى بلدته وقريته "تزروت" في بلا د "جبالة" ، وحين خرج مغادرا، سأل من يكون هذا الفقيه؟ فأجابوا، إنه ابن عبد الكريم، فقال: " لو كنت أعلمه هكذا لقاتلت إلى جانبه، ودخلت تحت حكمه، إنه رجل مقاتل يستحق التقدير والاحترام، والدخول في طاعته ......" ( ص : 194 ) .
وبعد ذلك، تطورت مجريات الأحداث ووقائع التاريخ المتسارعة، بشكل درامي ومأساوي متلاحق، خاصة وأن المنطقة والبلد كانا تحت نير الاستعمار، وفي غمرة الحرب العدوانية الغاشمة، تطور ذلك إلى النهايات المعروفة لكل من محمد بن عبد الكريم الخطابي والشريف مولاي أحمد الريسوني، اللذين أصبحا في ذمة التاريخ، فرحمة الله عليهما رحمة واسعة.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti