المغرب يستفيد من "غضبة" روسيا على الاتحاد الأوروبي و"كود" تكشف سبب زيارة رجال أعمال روس لأكادير
يتوقع أن يكون المغرب أكبر المستفيدين من توتر العلاقة بين روسيا
والاتحاد الأوروبي، بعد ظهور مؤشرات حول زيادة مستوى التعاون بين البلدين،
في الفترة الأخيرة، خصوصا في قطاع تصدير المنتوجات الفلاحية والبحرية.
وتأتي جهة سوس ماسة درعة على رأس المناطق المستفيدة من هذا التوتر، وهو
ما بدأت تتضح ملامحه صيف هذه السنة، إذ علمت "كود" أن مجموعة من رجال
الأعمال الروس يوجدون حاليا في مدينة أكادير، حيث يستعدون لإبرام عدة صفقات
لاستيراد منتوجات فلاحية من المنطقة.
ويأتي هذا، في وقت تميزت فيه العلاقات الروسية المغربية بنشاط أكبر، في
العقد الأخير من القرن الماضي، والتي توجت بوثيقة حول الشراكة الاستراتيجية
الاقتصادية بين البلدين.
وقال عبد اللطيف عبيد، القنصل الشرفي لجمهورية روسيا الاتحادية بمدينة
أكادير، "بعد القرار الروسي المتمثل في مقاطعة الاستيراد من دول الاتحاد
الأوروبي أضحت المملكة المغربية، إلى جانب تركيا، والمكسيك، والبرازيل،
والشيلي، من الدول المتاح لها أكثر تصدير جميع أنواع المنتوجات نحو روسيا،
خاصة المنتوجات الفلاحية والصيد البحري والخدمات السياحية، مشيرا إلى أنه
"من المرجح أن تكون جهة سوس ماسة درعة أهم جهة وطنيا ستستفيد في هذه
الظرفية فلاحيا وسياحيا لتسويق منتجاتها نحو هذا البلد".
إشارات من موسكو
ينتظر أن تحصل العلاقات بين الرباط وموسكو على جرعة إضافية ستكون وراء
زرع روح التعاون في مجالات أخرى، خاصة بعد الزيارة المرتقبة للملك محمد
السادس إلى روسيا، في أكتوبر المقبل.
وتزامن هذا التطور في العلاقات مع تلقي المغرب إشارات إيجابية من موسكو،
كانت أبرزها دعم روسيا جهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي للصحراء، لإيجاد
حل سياسي توافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء، وموقفها الإيجابي من القضية
الوطنية، كما جاء في تصريحات متعددة للسفير الروسي بالمملكة المغربية.
وقال عبد اللطيف عبيد، الذي وشحه رئيس فيدرالية روسيا، فلاديمير بوتين،
بداية السنة الجارية، بوسام الصداقة، إن "الموقف الإيجابي الروسي من الوحدة
الترابية للمملكة في مجلس الأمن الدولي، وما تضمنه خطاب العرش لهذه السنة
من إشادة واضحة بالعلاقات التاريخية المغربية الروسية، والزيارة الملكية
المرتقبة لموسكو ستفتح آفاق أرحب لتطوير هذه العلاقات بين البدين على مختلف
الأصعدة".
وأضاف عبيد، في تصريح ل "كود". "لابد من التذكير بأن العلاقات المغربية
الروسية ذات عمق تاريخي يعود إلى القرن ال 18 (سنة 1777)، وبالضبط في عهد
السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله والإمبراطورة الروسية كاترين
الثانية، إذ أعطى السلطان سيدي محمد بن عبد الله أوامره لفتح الموانئ
المغربية أمام السفن الروسية للتزود بحاجياتها واعتبارها سفن صديقة. في
المقابل أمرت الإمبراطورة الروسية البحرية الروسية بتقديم المساعدة عند
الحاجة للسفن المغربية في البحر والمحيطات".
وذكر أن "زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية سنة
2002 أعطت دفعة مهمة لهذه العلاقات. كما جاءت زيارة فخامة الرئيس الروسي
فلاديمير بوتن، في سنة 2006، إلى المغرب، لتوطيد هذه العلاقة بتشكيل مجلس
الأعمال الروسي المغربي، وهو مجلس يجسد الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية
بين البلدين في مجال تصدير المنتوجات الفلاحية والصيد البحري والبحث العلمي
وتكوين الأطر، علما أنه جرى التوقيع، في الزيارة، على 26 اتفاقية في
مجالات مختلفة".
وقال "من المنتظر أن يتعزز التعاون أكثر بعد الزيارة المرتقبة لجلالة
الملك لروسيا، خلال شهر أكتوبر المقبل، حيث أن الاستعدادات جارية من أجل
إنجاحها وجعلها زيارة تاريخية لتقوي أواصر التعاون بين البلدين"، مشيرا إلى
أن "جهة سوس ماسة دعة تعتبر الوجهة المفضلة للسياح الروس، كما أنها أضحت
المزود الأول وطنيا لروسيا بالمواد الفلاحية، خاصة الحوامض والطماطم".
وأضاف "لابد من الإشادة بالعمل الكبير الذي يقوم به السفير الروسي في الرباط، فاليري فاروبييف، لدعم هذه العلاقات وتقويتها".
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti