lauantai 27. syyskuuta 2014

خطاب الملك محمد السادس يقطع مع لغة الخشب

محللون: خطاب الملك محمد السادس يقطع مع لغة الخشب


محللون: خطاب الملك محمد السادس يقطع مع لغة الخشب
"لغة ثورية..نبرة صارمة..خطاب أشبه بخطابات كاسترو وتشافيز"..تلك نعوت من أخرى وصف بها مراقبون الكلمة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، وألقاها بالنيابة عنه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران.
العاهل المغربي لم يتردد في وسْم الغرب وسياسته اتجاه البلدان النامية، خاصة دول القارة الإفريقية، بأنه "لا يعرف سوى إعطاء الدروس"، وبأنه يُكثر من الوعود الكاذبة، وفي أحسن الأحوال يقدم بعض النصائح، لكن دون أفعال حقيقية على أرض الواقع.
واتهم الملك محمد السادس الاستعمار الغربي بكونه خلف "أضرارا كبيرة للدول التي كانت تخضع لحكمه"، مشددا على أنه "ليس من حق الغرب أن يطالب بلدان الجنوب بتغيير جذري وسريع، وفق منظومة غريبة عن ثقافتها ومبادئها ومقوماتها..".
هذا الخطاب الجديد للملك محمد السادس قال محللون إنه يكسر نموذج الخطاب الدبلوماسي المهادن، ويقطع مع لغة الخشب المعهودة في مثل هذه المحافل الدولية، غير أنه يسير في نفس اتجاه موجة الخطب الملكية الأخيرة التي تنتقد عددا من الأوضاع الداخلية في البلاد.
الصديقي: الابتعاد عن لغة الخشب
الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، قال إن الدور الذي يود المغرب الاضطلاع به على الساحة الإفريقية يفترض خطابا ونهجا دبلوماسيين متميزين، والابتعاد عن لغة الخشب، وتناول القضايا الدولية بوضوح أكبر".
وأوضح الصديقي أن انتقاد نفاق الخطاب السياسي الغربي، وفضح تعامله بمعايير مزدوجة في مجال الدعم الاقتصادي ومساندة التجارب الديمقراطية في دول الجنوب سيعطي للدبلوماسية المغربية نفسا جديدا، وسيقربها أكثر إلى مجموعة من الدول الصاعدة".
ولفت المحلل ذاته، في تصريحات لجريدة هسبريس، أن عددا من هذه البلدان الصاعدة في العالم يتميز خطابها الدبلوماسي بالوضوح، وتبني قضايا الشعوب النامية، مثل البرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا وتركيا والهند.
وأفاد الصديقي أن تعزيز النفوذ في القارة الإفريقية يستدعي تبني قضاياها العادلة والدفاع عنها في المنتديات الدولية، وفضح الصورة النمطية حول هذه القارة لدى الرأي العام العالمي، والضغط على الدول الاستعمارية الأوربية سابقا لتحمل مسؤوليتها التاريخية للمساهمة في تنمية إفريقيا".
وبما أن القارة الإفريقية ستواجه، يضيف المتحدث، تحديات سياسية واقتصادية وبيئية كبيرة في المستقبل، فإنه على المغرب أن يعمل على صياغة تصور شامل نحو القارة السمراء، بما يشبه "إستراتيجية كبرى" تسمح له بالاضطلاع بدور محوري.
وأكد الأستاذ الجامعي على أنه "لا يمكن للمغرب أن ينجح في هذه الإستراتيجية الكبرى، إلا إذا شكل هو نفسه نموذجا سياسيا واقتصاديا متميزا وملهما لباقي المجتمعات الإفريقية، ذلك أن أي إستراتيجية خارجية كبرى ينبغي أن تنطلق أولا من "الداخل".
وذهب الصديقي إلى أن "اعتماد "شراكات ذات النفع المتبادل" و"الاعتماد بالأساس على قدراتها الذاتية" هما مقومان أساسيان لمثل هذه الإستراتيجية، بهدف التحرر من الإرث الاستعماري الثقيل الذي لا يزال يرخي بظلاله على بلدان إفريقية كثيرة".
بوخبزة: الملك وضع الأصبع على الجرح
ويعلق الدكتور محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، على هذه النبرة الجديدة في خطاب الملك في محفل دولي هام مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة يحضره عدد من زعماء الدول، بأنه "يقطع مع الخطابات المنمقة".
وقال بوخبزة، في تصريحات لجريدة هسبريس، إن "خطاب الملك بدا بعيدا عن المصطلحات الغارقة في الدبلوماسية الجامدة، وأصبح يسمي الأسماء بمسمياتها في خطاب اتسم بالصراحة وإيصال رسائل مباشرة إلى من يعنيهم الأمر خاصة في الدول الغربية".
واستطرد المحلل ذاته أن خطاب العاهل المغربي استطاع ان يضع الأصبع على الجرح كما يقال، حتى أن هناك من وصفه بالخطاب الثوري، خاصة من حيث طريقة صياغة المفردات والتعابير، من قبيل الاستعمار العالمي، أو الوعود الكاذبة وغيرها من مضامين الخطاب.
ولفت بوخبزة إلى أن الكلام الصادر عن الملك لم يأت هكذا بدون تمحيص أو تأمل، فهو رئيس دولة ويعرف ما يقوله من أقوال وأفعال، كما يدرك تماما وضعية المغرب داخل المحافل الدولية، مضيفا بأن "المؤكد أن الملك لن يقول كلاما غير قادر على تحمل تبعاته".
واسترسل الأستاذ الجامعي بأن "خطاب العاهل المغربي في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر كلاما في الصميم، حيث أصاب كبد الحقيقة في المواضيع التي تطرق إليها، مردفا أنه خطاب لاق استحسانا واضحا من لدن الكثير من المتتبعين والفاعلين السياسيين".

Ei kommentteja:

Lähetä kommentti