tiistai 16. syyskuuta 2014

الأسرة الملكية الشرفاء بالمملكة المغربية الشرفاء

في العالم بأسره يهتم الناس كثيرا بحياة الملوك والأمراء والأميرات

وقد ظلت حياة القصر بالمغرب تحيط بها قدسية من نوع خاص، لكن اليوم، مع العهد الجديد تغير الوضع وتم اعتماد مسار نحو التفتح عبر التخفيف من البروتوكولات وظهور أفراد العائلة الملكية في وسائل الإعلام أكثر مما كان سائدا في السابق.

بالأمس القريب، كانت حياة الملك والأسرة الملكية يحجبها جدار سميك من السرية ولم يكن أحد يتجرأ على التفكير في تناولها كموضوع إعلامي رغم أن كافة المغاربة ظلوا شغوفين بمعرفة كل شيء عن ملوكهم وأمرائهم وأميراتهم وكانوا يفتخرون فيما بينهم بما يملكونه من أخبار ومعلومات عن الملك والقصر والأسرة الملكية، في حين أن العقلية المسكونة بالهاجس الأمني ظلت تعتبر هذا المجال من المحرمات على الشعب، آنذاك كان المغاربة "يتقززون" من تصرفات رجال السلطة الذين كانوا يفرضون عليهم أساليب معينة للتعبير عن وطنيتهم وحبهم للملك ويحرمونهم من التعبير عنها بتلقائية وصدق وأصحاب هذه العقلية هم الذين يرون حاليا أن تناول الصحافة المستقلة، لجوانب من الحياة الخاصة للملك وأفراد الأسرة الملكية، بمثابة تطاول وجب مواجهته بالردع الشديد، متناسين أن اهتمام المغاربة بهذا الخصوص هو نابع أصلا من حبهم للملك ومن وطنيتهم الصادقة النقية وليس من الوطنية "المفبركة" التي تألق أصحاب هذه العقلية تلقينها للمغاربة رغما عنهم.

إن التطرق إلى مثل هذه المواضيع لا يضر البلاد كما يعتقد هؤلاء، بل على العكس من ذلك، يؤكد على أن المغرب من أفضل البلدان العربية من حيث احترام حرية الصحافة وتعددية الأحزاب السياسية من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية ومن حيث شعور المواطن بالأمن والأمان.

وفي هذا الملف، نعرض على القارئ ثلة من الأوراق عن مراحل تاريخية تعكس خبايا ومواقف ومشاهد وأحداث وطرائف مرتبطة بشكل أو بآخر ببعض خبايا القصر والحياة خلف أسواره.

الطقوس القديمة
إن عادة تقبيل يد الملك ظلت من الطقوس القديمة الساري بها المفعول إلى حد الآن، علما أن الرعايا كانوا يسجدون للملوك العلويين ويقبلون أحذيتهم.وعادة تقبيل يد الملك يعتبر الكثيرون من قبيل واجب الاحترام لشخص الملك، في حين يرى البعض أنها أضحت لا تتلاءم مع مفهوم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا.
ففي عهد الملك الراحل الحسن الثاني، على كل مغربي مسلم كان أم يهودي أن يقبل يده ما عدا "العلماء"، الفئة الوحيدة المعفاة من هذا التقليد، إذ عوض تقبيل يد الملك كانوا يكتفون بتقبيل كتفه. وقد عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني أنه لم يكن ليتنازل عن هذه العادة، لكن مع عهد الملك محمد السادس لم تعد هذه المسألة إجبارية وملزمة، بل أضحت أمرا اختياريا يتعلق بكل شخص. وفي هذا الصدد، فقد سبق لإحدى البرلمانيات أن صرحت أنها كانت تحمل هما ثقيلا قبل لقائها مع الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية قبل بضع سنين، وقالت إن مبادئها لا تسمح لها بالانحناء لتقبيل يد الملك، لكن البرلمانية اجتازت هذا الامتحان بسلام إذ لم تكن الوحيدة التي صافحت الملك دون الانحناء لتقبيل يده وقد تأكد لها آنذاك أن تقبيل يد الملك أضحى أمرا اختياريا وليس إجباريا كما كان الحال في عهد الملك الحسن الثاني.
وعندما استقبل الملك محمد السادس وفد المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يقبل بعض أعضائه يد الملك، فقام عبد الحق المريني (حارس التقاليد المخزنية) بتنبيههم بشدة آمرا إياهم بضرورة وإلزامية تقبيل يد الملك.
وللإشارة فإن ملك السعودية قد أعلن رسميا عن التخلي عن تقبيل اليد بمملكته وأن هذه العادة قد تم إلغاؤها من البروتوكول الملكي السعودي وتمنى العديد من المغاربة أن يكون المغرب سباقا لمثل هذه التغييرات بفعل الخطوات التي حققتها

من التقاليد التي أثارت الكثير من التساؤلات في السر، تقليد تقبيل الظهائر الشريفة أو الرسائل الملكية قبل تلاوتها، إذ كان المكلف بتلاوة الرسالة الملكية أو أحد الظهائر الخاصة بالتعيينات السامية، ملزما بتقبيل الأوراق المحتوية للنص ثلاث مرات قبل الشروع في قراءتها وأحيانا كانت تحضر فرقة من "مخازنية" القصر لترديد عبارة "الله يبارك في عمر سيدي".
وأكد جملة من المؤرخين أن هذا التقليد كان معمولا به في القرن السادس عشر كرمز لحضور الملك رغم غيابه عن المكان وقد عمل الملك الراحل الحسن الثاني على إعادة إحياء هذا التقليد، في كل مناسبة أتليت فيها رسالة أو كتاب ملكي أو بمناسبة تعيين القضاة أو شخصيات وازنة في مواقع سامية
الثلاثة

7919148_m

يرى الكثير من المحللين أن صورة الملك محمد السادس في مخيلة العديد من المغاربة هي أقرب إلى جده الملك الراحل محمد الخامس منها إلى والده الملك الراحل الحسن الثاني، فإذا كان هذا الأخير يلقب بـ "ملك المغرب" أكثر من أي لقب آخر، فإن أول لقب نعت به الملك محمد السادس بعد اعتلائه عرش البلاد (بعد لقب M6) هو لقب "ملك الفقراء" وهو لقب قريب جدا من اللقب الذي أطلقه الفرنسيين على جده الملك الراحل محمد الخامس "ملك كاريان سانطرال" وهما اشتركا معا في ميزة لاحظها الجميع، وهي توحيد المغاربة ولفهم حول الأمل في الغد. علما أن الملك الراحل الحسن الثاني دأب على الاستشهاد بجده السلطان الحسن الأول أكثر من أي سلطان آخر وفي هذا الصدد قال الصحفي "إينياس دال" : "إن الحسن الثاني، مثل محمد السادس تشنجت العلاقة بينه وبين والده في أواخر حياته
طفولة الأميرات

عاشت الأميرات طفولتهن في عالم سحري، في إقامات كبيرة وسط آلاف اللعب وكانت تحت تصرفها قاعات سينما وحدائق تحتضن المئات من أنواع الزهور وحديقة للحيونات ومدرسة ومعهد ومربيات ومدرسين خاصين، من أحسن رجال التعليم بالمملكة.
في هذا الفضاء، كانت الأميرات يخضعن لتربية خاصة بتربية الأميرات.
وعاش أبناء الحسن الثاني في إقامات خاصة بهم تحت إمرة مربيات أجانبيات وفي جو من البروتوكولات الواجب احترامها بالحرف.
ولإخراجهم من الوحدة، عمل الملك على إحاطتهم بعدد من أقرانهم وهكذا كان الحال بالنسبة للأمراء والأميرات، أبناء الملك محمد الخامس.
وفي مرحلة الشباب، استقر الأمراء في إقامات خاصة، محاطين بأناس يسهرون على تلبية حاجياتهم في أحسن الظروف وكانوا يستقبلون أصدقاءهم ويشاركونهم في اهتماماتهم وهوايتهم وهم أصدقاء الدراسة الذين ظلت تربطهم علاقة بالأمراء والأميرات بعد نهاية المشوار الدراسي.
حياة الأميرات اليومية

إن البرنامج اليومي للأميرات يختلف حسب وجودهن بالمغرب أو خارجه. علما أن بعضهن يسافرن بكثرة إلى الخارج وتبقى الأميرة للا مريم أكثرهن سفرا إلى الخارج، لاسيما لأوروبا وفرنسا بالتحديد.
ويتوزع يومهن عموما بين إلتزامتهن العائلية والاجتماعية والرسمية.
وغالبا ما يخصصن بعد الزوال للبيت والتفرغ للأبناء.
وقد أكدت إحدى الأميرات أن كل واحد من أبناء الملك الراحل الحسن الثاني يتميز عن الآخر وقد يختلفون في هذا الأمر أو ذاك، لكنهم متلاحمون على الدوام.
لكل أميرة من الأميرات ذوقها وأسلوبها في اللباس، لكن يوحدهن إعجابهن بالقفطان واللباس التقليدي المغربي، لاسيما اللباس المخزني المتميز بطوله وأكمامه الواسعة، وهو اللباس الذي كان الملك الراحل الحسن الثاني يفرضه على الأميرات في كل المناسبات المقامة بالقصر الملكي. وبخصوص مفهوم السعادة، فإن الأميرات اللواتي يملكن كل شيء يعتبرن أن السعادة بالنسبة إليهن ترتبط بالتمتع بالصحة والعافية والاستمتاع بالجو العائلي أكثر من أي شيء آخر

عهد الحسن الثاني
ظل الكثيرون يعتقدون أن حياة القصور في عهد الحسن الثاني مطبوعة بمشاهد ألف ليلة وليلة ومؤثثة بالأواني الذهبية والفضية والبلور القح (الذي ينفجر بمجرد احتوائه لمادة مسمومة) والعربات الذهبية والعبيد وحريم يضم العديد من النساء والسهرات الباذخة.كما شاعت في الأوساط الشعبية جملة من الاعتقادات، من قبيل الاجتهاد في الحصول على روث الحصان الذي يمتطيه الملك وذلك للتبرك منه وسادت جملة من المعتقدات عسيرة التفسير من قبيل "التبارود" الخليط الخاص الذى كان يدهن به الملك وجهه وحرص الملوك العلويين على عدم عبور واد ماسة والتشاؤم من مصادفة عيد الفطر أو عيد الأضحى ليوم الجمعة والامتناع عن زيارة مدينة وزان وعدم إلزامية الملوك للقيام بالحج وكلها أمور بقيت مستعصية على الفهم لدى عموم المغاربة.
ومن التقاليد التي كانت قائمة في القصر أن المكلفين بإلباس السلطان الزي السلطاني الرسمي دأبوا على احترام جملة من القواعد ومن الإشارات الدالة عليها احترام مقاييس مضبوطة للجزء الظاهر من "الشاشية الحمراء" تحت العمامة البيضاء وقيل أن كبر أو صغر الجزء الظاهر من "الشاشية" يشير إلى مزاج السلطان ذلك اليوم، إذ إن كبر ذلك الجزء يفيد أنه غاضب، والعكس بالعكس
ميزانية القصور
نشرت "تيل كيل" في إحدى أعدادها تعليقات على ميزانية القصر ونفقات الملك الخاصة، حيث قدرت ثروة الملك بما يناهز 20 مليار دولار.وأجرت جملة من المنابر الإعلامية مقارنة بين ميزانية القصور في بعض البلدان وكانت الحصيلة كالتالي: تقدر ميزانية القصور بالمغرب بـ 144.6 مليون جنيه استرليني في العام، وتكلفة الملكة إليزابيت الثانية (بريطانيا) بما يناهز 8 ملايين جنيه، أما الميزانية المخصصى للرئيس الفرنسي، جاك شيراك فتبلغ ما يناهز 23 مليون جنيه في السنة.
وحتى ميزانية القصور لم تنج من وباء الفساد الذي ما زال مستشريا عندنا، كما عانت من النهب والاختلاسات وهذا ما أكدته نازلة محافظ القصر الملكي بأكادير ومتابعته بتهمة الاختلاس وتحويل مبالغ مالية هامة لحسابه الخاص بمشاركة بعض معاونيه، إلا أنه يبدو أن المسطرة قد توقفت، بعد مفاوضات مع المعني بالأمر، قيل إنها تمت تحت إمرة إحدى الشخصيات الوازنة. ويبلغ عدد القصور الملكية بالمغرب 15 قصرا رسميا وجملة من الإقامات في مختلف المدن المغربية وتعتبر رسميا ملكا للدولة ومصاريف تدبيرها وصيانتها وتسيير شؤونها موكولة لمحافظين وموظفين تابعين للكتابة الخاصة للملك وتحت إمرة كاتبه الخاص وتغطى كل تلك المصاريف من طرف ميزانية الدولة.
والقصر الملكي في المعتقد الشعبي، ليس مجرد بناية فاخرة تحوي ما لا تحويه أي بناية بالبلاد من تجهيزات،لوازم، مرافق، ديكورات إكسيسوارات وإنما فضاء مقدسا، تفوق درجة قدسيته قدسية الأضرحة والمساجد وهذا ما أكده تدخل النيابة العامة في ملف متابعة الصحفي علي المرابط، التي اعتبرت أي حجر من بناية القصر الملكي من المقدسات بالمغرب وهذا ما استعصى فهمه على الكثيرين، سواء منهم المتخصصين في القانون أو عامة الناس.
انصاف الشمال
قليلون هم الذين يعرفون أن الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن يسمح للملك محمد السادس، ولي العهد آنذاك، بالتوجه إلى مدينة طنجة لممارسة هواياته المفضلة، (جيط سكي) بشواطئ البحر الأبيض المتوسط الهادئة التي يعشقها ويفضلها وبعد اعتلاء العرش بمدة وجيزة قام الملك محمد السادس بجولة رسمية إلى المناطق الشمالية (بما فيها الريف) التي ظلت مهمشة منذ أحداث 1958 وبذلك يكون قد كرس المصالحة، التاريخية والحضارية، مع هذه الأقاليم وأنصفها بعض دام مدة طويلة.
المكلفون بمهام خاصة جدا
هناك جملة من الأشخاص كانوا قريبين جدا من الملك الراحل الحسن الثاني مكلفين بمهام خاصة لا يعلم طبيعتها أحد، من هؤلاء يمكن ذكر "الدكتور روبير" والإغريقي المهدي و "الدكتور بيهي".
فالدكتور روبير والمهدي كانا حاصلين على درجة سفير وفي حوزتهما جوازي سفر ديبلوماسيين ورهن إشارتهما طائرتين خاصتين ونفس الشيء بالنسبة للدكتور بيهي، الذي كان سفيرا خاصا ويقطن بالقصر ومكلف بمهمة خاصة.
رواية الإيطالية
من القصص التي راجت بين المغاربة كثيرا، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي قصة حب الملك الراحل الحسن الثاني، عندما كان شابا وليا للعهد، لإحدى الإيطاليات وهي قصة انتشرت كثيرا بين الفئات الشعبية بالرباط وسلا، اختلطت فيها روائح الخيال مع رحيق الحقيقة ربما لأن رواتها شاؤوا أن يكون ولي العهد بطلها.آنذاك، كان جلالته قد تألق في جملة من المواقف أعلن عنها في فرنسا، سواء بخصوص حاضر المغرب ومستقبله أو بخصوص احترام فرنسا لتاريخها ولجوهر ما قامت عليه الجمهورية الفرنسية من عدل ومساواة وأخوة وقيل إن فتيات فرنسا كن ترين في الملك الحسن الثاني، الشاب الذي تنبض أفكاره بالثورة ونموذجا لفارس الأحلام الذي كان شامخا حتى في جلوسه بمدرج الكلية أو المقهى الذي اعتاد لقاء أصدقائه و"شلته" فيها، ويرين فيه أيضا الفتى القادر على فعل كل ما يريد مهما كانت المخاطر والصعوبات والعراقيل والمثبطات.
وظلت هذه القصة منتشرة وترددت على الكثير من الألسنة، وشاعت أكثر عندما تناولتها إحدى الجرائد الأوروبية آنذاك

وفضول المغربيات
الكثير من النساء المغربيات يهتم بتتبع حركات الأميرات ويفضلن ظهور سموهن بكثرة في وسائل الإعلام، لاسيما المرئية منها.
تعشق المغربيات معاينة الأميرات عن قرب وملاحظة تصرفاتهن وحركاتهن وشكل لباسهن وتسريحة شعرهن ومجوهراتهن والأكسيسوارات والحقائب والأحذية التي يفضلن.
وتتطلع المغربيات، لاسيما الشابات، دائما لمعرفة من أين تقتني الأميرات لباسهن وهناك مغربيات أصبحن خبيرات في هذا الأمر، فبمجرد رؤية اللباس الذي يظهرن به، يتمكن من معرفة مصممها الذي قد يكون "شانيل"، "ديور"، "جون بول كوتيي"، "دولشي كابانا"، "كوسي"، "برادا" وكلها دور تصميم الأزياء ذائعة الصيت عالميا، علما أن الأميرات يقتنين ثيانهن من هذه الدور، كما أن أحذيتهن وحقائبهن مصممة من طرف أكبر المصممين العالميين من أمثال "ماسارو" و "فراتيلي روسيتي" و "هوكان" وهؤلاء من أشهر مبدعي الأحذية في العالم الآن.
أما عطور أميرات المغرب، فهي فريدة ومن صنع وتوقيع أكبر خبراء العطور في العالم وأشهرهم وغالبا ما تهيأ تحت الطلب لتكون عطورا تليق بمقامهن الخاص ومن ضمن هؤلاء: "كيرلان" و "إيف سان لوران" و "باتو".
وأغلب الظن أن الأميرات المغربيات لا يتوجهن إلى محلات الحلاقة وإنما يجدن تحت تصرفهن متخصصين في الحلاقة والتجميل يقومون بواجبهم بمحل إقاماتهن كلما دعت الضرورة لذلك. ويظل القفطان هو اللباس المعتمد في المناسبات والسهرات الرسمية وهو اللباس الذي تفضل أغلب المغربيات أن يشاهدن الأميرات يرتدينه.
وعموما، تظل حياة الأميرات شبيهة بحياة نساء الأسر المغربية الثرية، لكنها خاضعة لقواعد وإجراءات وخصوصيات تقلص من حرية التحرك وتستجيب لمقتضيات البروتوكول وجملة من التقاليد الملكية المحضة.
وقد صرحت إحدى الأميرات أن المرأة تظل امرأة حتى ولو كانت أميرة وقد تستولي الغيرة على قلبها أحيانا وقد تغضب وتهدأ وقد تفرح أو تحزن وقد تصيب وتخطئ وقد يقبل طلبها أو يرفض.. وعموما لازالت الحياة الخاصة للأميرات بالمغرب تخضع لجملة من الشروط والقواعد تجعلهن
ومن المعروف أن الملك الراحل الحسن الثاني، كان يهتم شخصيا بهندام الأميرات ومظهرهن الخارجي منذ صغر سنهن وكان دائما يفرض أن يتجاوز الفستان الركبة، وهذا بشهادة الأميرات أنفسهن.
بعيدات عن المواطنين العاديين.
الفنان الذي حلم بالزواج بالأميرة
بعد إحياء جملة من السهرات الخاصة بحضرة الملك الراحل الحسن الثاني وشق طريقه في مجال الأغنية المغربية، أراد أحد الفنانين المعروفين أن يصبح من علية القوم ووجهائهم فقرر خطبة إحدى الأميرات من الملك.لم يكتف ذلك الفنان بحدود دوره، المتمثل في إحياء سهرات خاصة في حضرة الملك، فخطط لمصاهرته معتقدا أن قربه من الملك إبان السهرات الخاصة سيشفع له اقحام نفسه ضمن ذوي الحظوة الخاصة.
كان مجرد إقدامه على خطبة أميرة من قبل المخاطرة والمغامرة، وكانت عاقبة تصرفه معروفة إذ شاعت القصة وترددت على كل الألسن، بمن فيهم زملائه الفنانين والعازفين، غاب الفنان المغامر عن الأنظار وقيل أنه غادر المغرب.
وعندما طوى النسيان قصته، ظهر بالعاصمة على مثن سيارة من نوع "موستانك" زرقاء اللون تحمل لوحاتها الأمامية والخلفية اسمه مكتوبا باللون البرتقالي

بالتعويض عن المنفى القسري
كشف الصحفي "إيناس دال"، الذي عمل خمس سنوات كمراسل للوكالة الفرنسية للأخبار (AFP) بالمغرب، عن برقية "لأندري لويس ديبوا" مؤرخة في 3 يناير 1956، جاء فيها أن السلطان محمد الخامس كان يرغب أن تقوم فرنسا بتعويضه بشكل مناسب عن 26 شهرا التي قضاها رفقة أسرته الملكية في المنفى بكورسيكا ومدغشقر وكان قد قدر ما صرفه بما يناهز 70 مليون فرنك فرنسي آنذاك خلال المنفى بكورسيكا.
كما أشار "إيناس دال" إلى أن فرنسا وافقت بسرعة فائقة على تخصيص ما قدره 600 مليون فرنك فرنسي كتعويض عن الضرر الذي لحق السلطان محمد الخامس.
وفي 4 يناير 1956 أذن "آلان سافاري" بتحويل التعويض لحساب السلطان.
لكل أميرة نشاطها
شاركت أميرات المغرب في الحياة العامة مبكرا، فالأميرات، بنات الملك الراحل محمد الخامس وعمات الملك محمد السادس، اضطلعن بمهام رسمية وتكلفن بقطاعات اجتماعية وإنسانية ورياضية، وبهذا ساهمن في إقلاع الحركة النسوية بالمغرب منذ السنوات الأولى من استقلال المغرب وسارت على دربهن الأميرات للا مريم وللا حسناء وللا أسماء، بنات الملك الراحل الحسن الثاني وشقيقات الملك محمد السادس.فالأميرة للا مليكة ظلت على رأس الهلال الأحمر المغربي منذ ولادته في نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى أن غطت شبكته مختلف التراب الوطني (71 فرعا في مختلف جهات المملكة). أما الأميرة للا أمينة، فقد اختارت تشجيع ألعاب القوى بفعل اضطلاعها برئاسة الألمبيات المغربية الخاصة وكذلك بمهمات على الصعيد العالمي بهذا الخصوص. علما أنه سبق للأميرة أن ساهمت في تقريب رياضة ركوب الخيل إلى الأوساط الشعبية بعدما كانت حكرا على الفئات الميسورة.
واهتمت الأميرة للا أسماء بإشكالية الطفل، لاسيما الأطفال الصم البكم وتعمل المؤسسة التي تحمل اسمها (مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم البكم) على تحقيق جملة من الأهداف، منها تسهيل ظروف وشروط تمدرس هذه الفئة من الأطفال وتمكينهم من تعليم أساسي يحترم البرامج المعتمدة وتكوين مهني يستجيب لأوضاعهم ومواهبهم (فنون تشكيلية، حلاقة، تصميم الأزياء، خياطة..) وللإشارة، فإن مؤسسة للا أسماء تستقبل 130 تلميذا وتوفر لهم شروط تعليم وتكوين جيد وقد تمكن الكثير منهم من الاندماج بسهولة في الحياة المهنية وحقق بعضهم نجاحات استحسنها الجميع.
وتخصصت الأميرة للا حسناء في البيئة والحفاظ عليها رغم اضطلاعها بمهام أخرى كالرئاسة الشرفية للعصبة الوطنية للنساء الموظفات في القطاعات العمومية وشبه العمومية وجمعيات قرى الأطفال (SOS) والجمعية المغربية للأركيولوجيا والتراث ورئاستها الفعلية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وتعتبر الأميرة للا حسناء مهندسة حملة "شواطئ نظيفة" منذ سنة 1999.
أما الأميرة للا مريم، فقد اهتمت بالطفولة وبالأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، كما تترأس الجمعية المغربية لمساندة اليونسيف ومؤسستي الحسن الثاني، الأولى تعنى بالمغاربة المقيمين بالخارج والثانية بقدماء المحاربين وتترأس كذلك المرصد الوطني المغربي لحقوق الطفل وتبقى للا مريم، الأميرة المغربية أكثر ظهورا في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية.
محمد الخامس يفاجأ بوجود قنابل نووية بالمغرب
بعد حصول المغرب على الاستقلال، فوجئ الملك الراحل محمد الخامس بوجود قنابل نووية على التراب المغربي ولم ينكشف أمرها للقصر إلا بعد عودة الملك من فرنسا بعد نهاية مفاوضات "إيكس ليبان".في يناير 1952، في خضم أجواء الحرب الباردة، أصدر الرئيس الأمريكي هنري ترومان أمره لترحيل قنابل نووية ساكنة (أي لا تحتوي على حمولة نووية من اليورانيوم والبلوتونيوم) إلى المغرب ووافق على تسليح بعضها وإيداعها بثلاث قواعد إستراتيجية في نظر واشنطن آنذاك، وهي: قاعدة بن كرير (ناحية مراكش)، قاعدة النواصر (الدار البيضاء) وقاعدة سيدي سليمان (ناحية القنيطرة) وقد تأكد أن تلك القنابل النووية ظلت مودعة بتلك القواعد الأمريكية من مايو 1954 إلى شتنبر 1963، علما أن قرار إيداعها لم يكن في علم فرنسا أو المقيم العام الفرنسي بالمغرب قبل الاستقلال.
وخلافا لما كان سائدا من قبل، أن أولى القنابل النووية المودعة خارج التراب الأمريكي، كانت بالمغرب وليس ببريطانيا كما تم الترويج لذلك.
وقيل أن الملك محمد الخامس تعرف على وجود القنابل النووية الأمريكية بالمغرب من أحد المسؤولين الأمنيين الأمريكيين في إطار حديث يخص تقوية العلاقات الإستراتيجية الأمريكية المغربية مباشرة بعض حصول المغرب على استقلاله.
المهمة الخاصة التي دفعت المذبوح إلى التفكير في الانقلاب
قبل انقلاب الصخيرات بشهور، كلف الملك الراحل الحسن الثاني المذبوح بمهمة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء تهيئ الزيارة الخاصة لأمريكا التي كانت مقررة في الأسبوع الأخيرة من شهر أبريل 1971.علما أن المهمة الحقيقية كانت هي البحث عن الأسباب الحقيقية لغضب حكومة واشنطن من المغرب.
وحسب مجلة "إكسبريس" الفرنسية تمكن المذبوح من معرفة السبب بسهولة إذ أن الأمر يتعلق برسالة وجهها المدير العام لشركة "باناميريكان إيرويز" إلى صديقه "وليام روجرس"، كاتب الدولة، مرفوقة بنسخة من كتابات واردة من المغرب وتهم قطعة أرضية بمدينة الدار البيضاء كانت الشركة ترغب في اقتنائها لتشييد فندق راق. وفي إحدى الرسائل المرفقة، أضاف أحد المقربين للقصر بخط يده العبارة التالية: "يجب دفع كذلك 600 مليون...".
إضافة لهذا اكتشف المذبوح بالمغرب شبكة منظمة لتهريب المعادن النفيسة تحت إمرة شخصيات وازنة.
وقد قيل، إن هذين الاكتشافين هما اللذان دفع المذبوح إلى التفكير في إعداد انقلابه بسرعة
محمد الخامس
يوم الأحد 10 رمضان، في منتصف النهار خرج الملك الراحل الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) من المصحة التي كان يتواجد فيها الملك الراحل محمد الخامس والتي وافته المنية آنذاك وبمجرد ظهوره بمدخل المصحة توجه نحو بعض المقربين المتجمهرين بالبهو لسؤاله عن حال الملك، فأجابهم بعبارات عامة دون إخبارهم بالحقيقة.اتجه الملك الراحل الحسن الثاني إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية وأشرف على تنظيم مصالح لحفظ الأمن بمدينتي الرباط والدار البيضاء وأعلن حالة الطوارئ في صفوف رجال الأمن.
بعد ذلك، دعا لاجتماع المجلس الوزاري وأخبر الحاضرين بوفاة الملك وبعد صلاة العصر تم إخبار الشعب المغربي بالمصاب الجلل عبر الإذاعة وبواسطة "البراح" في مختلف أرجاء المملكة.


لغز السياسة الخارجية في عهد الحسن الثاني
تساءل الكثيرون بخصوص الضوابط التي كانت تتحكم في السياسة الخارجية المغربية في عهد الحسن الثاني. وبعد سنوات تبين أن لغز هذه السياسة ارتبط بالأساس بتعريف فحوى ومضمون الدولة المغربية من جهة ومن جهة أخرى بطبيعة العلاقة بين الملك والأحزاب السياسية المنبثقة عن الحركة الوطنية (لاسيما المعارضة منها) فيما بين 1961 و 1999.وقد تحكم هذان العنصران في السياسة الخارجية المغربية الحسنية، لكن كيف كان الملك الحسن الثاني يحدد اختياراته الديبلوماسية في مرحلة مطبوعة بتشنج العلاقة بين القصر والمعارضة وإكراهات الموقع الجيوسياسي للمغرب وضغوطات النظام العالمي آنذاك؟
تعتبر الديبلوماسية عموما والسياسة الخارجية على وجه الخصوص، من المجالات التي تبين بجلاء دور كل من المقرر الأول والأخير وهو الملك وبعض المساهمين في صناعة القرار الديبلوماسي في الكواليس والدور المقزم للأحزاب السياسية المغربية والباطرونا والهيآت الوطنية غير الحكومية.
لقد ظلت السياسة الخارجية المغربية في عهد الملك الحسن الثاني مطبوعة بالحضور الدائم لحرص الملك على ضمان قوة واستقرار النظام السياسي وبتدبير الصراع القائم بين القصر وأحزاب المعارضة في اتجاه يقوي المؤسسة الملكية آخذا دائما بعين الاعتبار إلتزاماته وتوافقاته، العلنية والسرية، مع حلفائه وأصدقائه الخارجيين الذين كانوا يضمنون لهـ مقابل ذلك، توازنا إقليميا مغاربيا دون الإضرار بالمغرب آنيا واستراتيجيا
السر
بعد فشل انقلاب 16 غشت 1972، اعتقلت عائلة أوفقير واقتيدت الأم وأطفالها إلى الجنوب لوضعهم في سجن خاص بهم.كل صباح وعلى امتداد سنوات وكان القصر الملكي يتوصل ببرقية عبر الراديو موجهة لشخص واحد دون سواه، الجنيرال مولاي حفيظ العلوي، أحد أقارب الملك ووزير القصور والتشريفات الملكية والذي تكلف بكل القضايا الشائكة والسرية بالقصر الملكي.
كل صباح كان من يوصل البرقية يبدأ كلامه بالعبارة التالية" "C.L.T 55" قبل سرد مستجدات اليوم بتفصيل دون ذكر أي اسم. كانت البرقيات اليومية تتحدث عن "الأم" و"البنت البكر" و"الأطفال" دون التفوه بأي اسم واستمر الوضع على هذا الحال على امتداد 15 سنة.
الملك يأمر بترحيل عائلة أوفقير من ورزازات إلى بير الجديد.
في أحد أيام سنة 1974 توصل القصر الملكي بالبرقية اليومية من تازناخت (ضواحي ورزازات) بعد الإعلان عن كلمة السر "CLT55" والأخبار بالمستجدات وأحوال "الأم" و "الأطفال".وخلافا للسابق، أجاب المستمع (الجنيرال مولاي حفيظ) قائلا: "عليكم اتخاذ كل التدابير اللازمة لترحيل "الأم" و "الأطفال" إلى مكان آخر".
في هذا السنة، توصل القصر الملكي إلى معلومات تفيد أن المخابرات الجزائرية يحاولان التخطيط لعملية تهريب عائلة أوفقير من المغرب وقيل أن الخطة تكلف بتنفيذها عناصر جزائرية جاءت للمشاركة في مسابقة التزلج على الجليد بمنحدرات "أوكايمدن".
للإشارة كان الجنيرال محمد أوفقير على علاقة بالجزائر في عهد بومدين، لاسيما مع أحمد المدغري وزير الداخلية والكولونيل عبد القادر شابو، الكاتب العام للرئاسة الجزائرية ورفيقه في حرب الهند الصينية.
بلعالم أقرب للملك من جميع الوزراء
بلعالم، أحد المسؤولين بوزارة الداخلية، كان أقرب للملك في الستينيات من كل الوزراء وهي الشخصية التي لازال لم يكتشف عنها الكثير رغم دورها في جملة من المحطات البارزة وعلى رأسها قضية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة. وقد اضطلع بلعالم بمهمة سكرتير الديوان ثم عين كاتبا عاما لوزارة الداخلية وهو في واقع الأمر من كان يسير فعلا وفعليا وزارة الداخلية عندما كان الجنرال أوفقير على رأس هذه الأخيرة.
محمد السادس و "الفيراري

"فيراري" من أنواع السيارات التي كانت تجذب الملك محمد السادس منذ أن كان وليا للعهد. و"فيراري" أثارت انتباه شخصيات عالمية مشهورة من أمثال شاه إيران وأغا خان وطوني كورتيس، كل هؤلاء توجهوا بأنفسهم إلى مدينة "مرانيلو" الإيطالية لاستيلام سيارتهم وهذا ما قام به كذلك الملك محمد السادس سنة 2000، لاختيار لون السيارة وأكسسواراتها الداخلية ولتجريبها بالحلبة.
الملوك والصحافة
ظلت علاقة الملوك بالصحافة المغربية علاقة خاصة استعصت على الفهم، فلم يسبق للملك الراحل الحسن الثاني أن أجرى حديثا صحفيا مع منبر إعلامي مغربي وقد سار الملك محمد السادس على هذا النهج، كان الملك الراحل الحسن الثاني يستحسن اللقاءات مع الصحفيين الأجانب، لاسيما الفرنسيين منهم وكان أول لقاء صحفي للملك محمد السادس، بعد اعتلاءه العرش، من حظ إحدى الصحف الفرنكوفونية وبعده أفسح المجال للإعلام الغربي وأجرى لقاءات وحوارات مع منابر أجنبية دون الصحافة الوطنية.
أجرت 6 منابر إعلامية أجنبية حوارات خاصة مع الملك وهي مجلة "تايمز" الأمريكية، "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة بلندن، "لوفيغارو"، "باري ماتش"ـ "ماتش دي موند" الفرنسية و "إلباييس" الإسبانية.
الحسن الثاني يكره الحديث عن الفقر
أقرت الأميرة للا فاطمة الزهراء العزيزية، بنت السلطان مولاي عبد العزيز، أن الملك الراحل لم يكن يحب الحديث عن الفقر ولم يكن يستحسن أن يناقشه أحد من خصوصه.
ولما كلفها الملك بقضية المرأة المغربية وتحررها، كانت تجتهد اجتهادا حتى لا تتفوه بعبارات مرتبطة بالفقر أو بالفقراء في لقاءها معه.
من البلاط توطدت علاقة العرب بإسرائيل
لعب القصر الملكي دورا مهما في تقريب رؤساء العرب من القادة الإسرائيليين وفي التأسيس لمسار السلام بالشرق الأوسط منذ أمد بعيد.فالمغرب أقام علاقات تعاون وثيقة مع الدولة العبرية منذ مطلع ستينيات القرن الماضي وعمل على تكريس التطبيع الديبلوماسي إثر توقيع اتفاقيات "أوسلو". إذ وقع وزيرا خارجية المغرب وإسرائيل سنة 1994 على اتفاق لإقامة علاقات ديبلوماسية وافتتاح مكتبين تمثيليين في كل من الرباط وتل أبيب وفتح هذا الاتفاق الأبواب للقاءات علنية ودورية بين المسؤولين المغاربة والإسرائيليين في أكثر من مجال وإقامة تبادل سياحي وتجاري.
إلا أن المغرب، في هذا الصدد بخلاف كل البلدان المغاربية كان سباقا إلى إقامة علاقات العلنية مع الدولة العبرية، إذ استقبل الملك الحسن الثاني "بيريز" في قصر إيفران أمام عدسات المصورين سنة 1985 غير مبال بموجة الانتقادات الواسعة داخل المغرب وخارجه وقبل هذا كان قد التقى سرا بمسؤولين إسرائيليين بالمغرب من ضمنهم "موشي دايان".
وكشف أكثر من مصدر أن الملك الحسن الثاني لعب دورا أساسيا في إقناع الرئيس المصري أنور السادات بزيارة القدس والتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979.
وتعود قنوات الاتصال المباشرة الأولى بين القصر وإسرائيل إلى ما قبل 1960، عندما كان الملك الحسن الثاني وليا للعهد وطالبا بالديار الفرنسية، لاسيما عندما كشف الإسرائيليون عن مؤامرة ضده في أكتوبر 1959 ومنذئذ تطور التعاون بين الطرفين بعد توليه مقاليد الحكم واعتلاء عرش المغرب سنة 1961 وتأكد التعاون السري في المجال الأمني منذ تلك الفترة حين فتحت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مكتبا لها بالمغرب ولعل عملية اختطاف المهدي بن بركة مثلت أهم محطة للتعاون الأمني المغربي – الإسرائيلي في سنة 1965 وقد كشفت حينذاك صحيفة متخصصة في الصور الخليعة "بول" الإسرائيلية عن هذا التعاون أمام هذه الوضعية الحرجة، أمرت السلطات الإسرائيلية بجمع أعداد الصحيفة من السوق (تم جمع 30 ألف نسخة)، كما قدم كاتب المقال إلى المحاكمة بتهمة إفشاء أسرار الدولة وأدين بسنة سجن نافذ.
ومن المعلوم أن رموز الطائفة اليهودية بالمغرب لعبوا دور الجسر بين الحكومتين، المغربية والإسرائيلية، عبر تفعيل علاقاتهم وصداقاتهم هنا وهناك، علما أن بعض اليهود المغاربة اضطلعوا بمسؤوليات سياسية وقطاعية في عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، مثل "ليون بنزاكن" (وزير البريد والمواصلات في أول حكومة بعد الاستقلال و "سيرج بيرديغو" الذي تولى منصب وزير السياحة فيما بين 1993 و 1955 و "أندري أزولاي" مستشار الملك والذي ظل يحتفظ بعلاقات حميمية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين



 

الحسن الثاني رحل في صيف 1999 تاركا لابنه محمد السادس إرثا سياسيا وصفحات أيضا من ماض أليم.

الحسن الثاني رحل في صيف 1999 تاركا لابنه محمد السادس إرثا سياسيا وصفحات أيضا من ماض أليم.

كان الكثير من المغاربة يُقدرون أن الحسن الثاني غير قابل للموت ، وقد اعتمدوا في ذلك على الحيوية التي كانت تميزه والتفاؤل الذي كان أحد أبرز صفاته ، وأيضا فصاحته وثقته الكبيرة بالنفس ، ولأن الحسن الثاني غير قابل للموت ، كما كان يُقدّرُ الكثير من المغاربة ، فقد كان يؤجل أغلب الأمور إلى الغد ، يدفعها إلى المستقبل ، حتى استقر به المقام أخيرا إلى حكومة يقودها  المعارض السابق عبد الرحمان اليوسفي ، لكن
الحسن الثاني رحل في صيف 1999 تاركا لابنه محمد
السادس إرثا سياسيا وصفحات أيضا من ماض أليم
chtioui.
محمد السادس يصفي تركة والده وينفض الغبار عن المغرب غير النافع
دشن الملك محمد السادس لدى تسلمه الحكم في 23يوليوز 1999   "عهده" بتخفيف الاحتقان الاجتماعي والسياسي، وإحداث بعض القطائع مع ممارسات تعود لعهد الملك الراحل الحسن الثاني سابقة، وتم رفع شعار "العهد الجديد"، ومقولة "المفهوم الجديد للسلطة" حتى تكهن البعض بموت "المخزن" في المغرب .
ثم أزاح محمد السادس وزير الداخلية القوي إدريس البصري ، وسمح بعودة المعارض إبراهام السرفاتي ورفع الإقامة الجبرية عن الشيخ عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان .
وعمل الملك الجديد على تصفية تركة عهد الحسن الثاني  في مجال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من خلال تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة التي عهدت رئاستها إلى المعارض الراحل إدريس بنزكري .
ولم تتوقف مبادرات محمد السادس على التصالح مع التاريخ، بل وانخرط في مبادرات تروم التصالح مع الجغرافيا من خلال زيارته ونفض الغبار عن مناطق من المغرب ظلت مهمشة ومستبعدة من أية تنمية كعقاب لها على مواقفها منذ فجر استقلال

السرقات التي تعرضت لها القصور الملكية المغربية


 
كرونولوجيا السرقات التي تعرضت لها القصور الملكية المغربية
بتصرف عن المساء
Wednesday, March 28, 2007
لم تكن السرقة التي تعرضت لها الإقامة الملكية بدار السلام بالرباط استثنائية بالنظر إلى طبيعة المسروقات المملوكة للملك محمد السادس "هاتف محمول و حامل المفاتيح" وفق ما أوردته جريدة المساء في وقت سابق، بل سبقتها حالات سرقة للقصور الملكية أي انه في الوقت الذي كان ينتظر أن تفتح أبواب القصر للمواطنين و تكون مصدر الهام الفنانين والشعراء والتعرف على تقاليد الطقوس اليومية داخلها إذ بساحات القصور بل ومستودعاتها تصبح مكانا مفضلا للصوص الدين استباحوا فضاء الأحجار المقدسة و لم تنفع يقظة الأمن الخاص بالملك في صد هده السرقات التي بلغت ستة حالات في ظرف سنة و نصف أي بمعدل سرقة في كل ثلاثة أشهر مما جعل بعض الظرفاء يعلق على ذلك بأنه في الوقت الذي يستعد المغاربة و معهم العالم اجمع للدخول في فصل جديد كانت القصور الملكية تعيش في هده الفترة استعداد خاصا باستقبال خبر سرقة جديدة و عوض أن تعيش فصول الربيع أصبحت فصولها خريفا مع توالي السرقات وكانها تفتقد لحاميها. 
القصر الملكي باكادير سنة 2004
أولى السرقات التي تعرضت لها القصور الملكية كانت باكادير بعد أن تفجرت القضية في صيف سنة 2004 باتهام الكولونيل المصطفى الهلالي المحافظ السابق للقصر الملكي باختلاس أموال عامة و شغلت قضية الكولونيل الهلالي الرأي العام لعدة أسابيع بالنظر إلى أنها أول حالة يعرض فيها الملك محافظا للقصر الملكي على العدالة فضلا عن أنها كانت أول سابقة سمحت للمغاربة بالتعرف على ما يجري داخل القصور الملكية و لو جزئيا 
الإقامة الملكية بالدار البيضاء يونيو من سنة 2005
تسلل احد الأشخاص الى الاقامة الملكية بانفا بالدار البيضاء و سرق سيارة من نوع "اونو" بعد فشله في سرقة سيارتي بوجو 405 و ستروين س15 اد تجاوز الحواجز الامنية الثلاثة بسلام إلى أن تم العثور على السيارة مقلوبة قرب قنطرة سيدي البرنوصي ليتم توقيف ثلاثة من رجال الأمن الدين يشتغلون بالإقامة و معلوم أن الإقامة الملكية بانفا كانت أنداك تخضع لحراسة مشددة و مع دالك تسلل الجاني او الجناة الى مراب الملك و سرقوا السيارة دون ان يتم العثور عليهم الى يومنا هدا علما أن التحقيق الأمني اشرف عليه حميدو العنيكري لما كان مديرا للامن الوطني. 
القصر الملكي بمراكش دجنبر من سنة 2005
صدور أحكام تتعلق باختلاس أموال عمومية و المشاركة فيها و إخفاء اشياء متحصلة عن جناية و قد شملت السرقة معدات و ادوات طبخ نفيسة و غيرها من مخازن القصر الملكي بمراكش وقضية مراكش من القضايا الملتهبة إذا عرفت فضيحة تتعلق بممارسة تعذيب في حق متهمين من الموظفين السابقين بالقصر. 
القصر الملكي بالرباط 
السلطات الأمنية تكشف عن سرقة 350 كاس من البلار الرفيع الذي يتكسر بمجرد صب السم فيه و بخصوص هدا الملف قررت الكتابة الخاصة للملك عدم المتابعة و اكتفت باسترجاع الأشياء المسروقة من القصور و الاقامات. 
الإقامة الملكية ببوزنيقة 
تناول الشارع العام خبر حول سرقة الحلي و اللوحات و تحف فنية من إقامة المملك ببوزنيقة و قدم فيها اربعة اشخاص و هي القضية المعروفة بملف تمارة. 
الإقامة الملكية دار السلام دجنبر من سنة 2006
الكشف عن سرقة هاتف محمول و حامل للمفاتيح خاص بالملك محمد السادس من الإقامة الملكية بالرباط و تقديم 10 أشخاص لقاضي التحقيق بالرباط . 

الجيش الملكي والسياسة
الجيش الملكي والسياسة ملف العدد الجديد من مجلة وجهة نظر



                  
لم يكن يعرف الشعب أي شيء عن المطبخ الداخلي للقوات المسلحة الملكية، إذ إن الحديث عن الجيش، كان بالأمس القريب، من المحرمات، لكن بمجرد أن تم خرق هذا الخط الأحمر انكشف المستور، وتناسلت الفضائح، الواحدة تلو الأخرى، وتجلت مأساة استشراء الفساد في المؤسسة العسكرية، التي ظلت على امتداد عقود من الزمن، في عيون المغاربة من "المقدسات" لا يمكن التطرق إليها بأية صفة من الصفات، ورويدا رويدا أصبح الحديث عن الجيش قضية عادية ولم تعد تجر على المتطرق إليها المصائب كما كان الأمر في السابق، ما عدا إن كان من أهل الدار كما حدث للضابط مصطفى أديب، وبعده لضابطي الصف جالطي والزعيم وللدركي عمر بوزلماط.
شكلت ظاهرة الفساد سمة بارزة داخل المؤسسة العسكرية منذ عقود خلت، منذ أن طال هذا الفساد رموز الجيش، فأصبح الفساد نهجا للتسيير والتدبير والقيادة.
فالفساد في هذه المؤسسة مثل "السوسة"، تأكلها من الداخل وتؤثر على الروح المعنوية للجنود وضباط الصف والضباط.
تكتسي قضية الفساد في المؤسسة العسكرية أهمية بالغة الآن، باعتبار أن الملك محمد السادس عزم، منذ بداية عهده، على تنقية صورة المغرب مما علق به من صور ظلت تسيء إليه.
فساد.. سرقة.. نهب.. حيف.. ظلم.. اختلاس.. تهريب.. استغلال النفوذ والمواقع.. هذا هو قاموس الجنود عند حديثهم في الخفاء عن الضباط السامين.
أن يرتكب رموز الجيش مختلف أنواع الفساد، أمر لا يتماشى و"قدسية" التي يراد أن تطبع بها المؤسسة العسكرية في العهد السابق بفعل الخوف والرعب، لأن من سولت له نفسه آنذاك الخوض في هذا الموضوع يكون مصيره غياهب السجون أو ينبذ مجتمعيا بفعل "ماكينة" المخزن.
لكن الواقع المعيش أظهر، وبامتياز مفضوح، أن الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية، سببه فساد الكثير من رموزها، وفي فترة غير بعيدة، لم تتمكن الصحافة المستقلة من ملاحقة "طوفان" أخبار فساد الجنرالات والضباط السامين عندما انفجرت دفعة واحدة، لأن كل فضيحة تؤدي إلى أخرى بدون انقطاع. وذلك منذ أن قررت أصوات حرة أبية كشف المستور، لأن الفساد ظل فساد القمة في المؤسسة العسكرية وليس فساد القاعدة، إنه فساد الكبار وليس فساد الصغار.
ورغم سيادة الخوف سابقا ظلت إشكالية الفساد المستشري داخل الجيش تستأثر باهتمام المغاربة، إلا أنهم لم يجدوا حيلة أمامه، رغم أنه ظل ولازال يسيء للملك والشعب، إنها إشكالية تشغل الرأي الداخلي والخارجي.
هناك جملة من الجنرالات انتهت جدواهم وفعاليتهم، وأضحى تقاعدهم أفضل للمغرب وللمغاربة من استمرارهم في مواقعهم لأن ماضيهم وما انكشف من أمور ارتبط بها اسمهم، تسيء للملك والشعب، لاسيما وأنه تم غض الطرف عنهم لسنوات عديدة، لعلمهم أن لا أحد يمكنه مسهم، لا من قريب ولا من بعيد، وظلوا يؤمنون بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون مهما كانت فضائح الفساد التي أزيح الستار عنها.
لازال الكثيرون يقرون بأن المؤسسة العسكرية لازالت في حاجة ماسة للتغيير ولشفافية في التسيير والتدبير وإعادة التفكير في دورها داخل المجتمع في الوقت الراهن، لأن اليوم ليس هو الأمس، ويتأكد هذا المطلب، أكثر من أي وقت مضى، بفعل إساءة جملة من الضباط السامين، جراء تصرفاتهم، للملك والشعب اعتبارا لتكريسهم للفساد واستغلال النفوذ والموقع كنهج للتدبير والتسيير والقيادة والتستر على نهب الثروات والتهريب وتشجيع "اقتصاد الفوضى".
وكان الملك محمد السادس، بعد فترة وجيزة من اعتلائه عرش البلاد، قد بدا كأنه متضايق من نفوذ الجيش، وبالتالي كان لا مندوحة من التخلص من "ديناصورات" العهد السابق، لاسيما وأن بعضهم ارتبطت أسماؤهم بنوازل وقضايا وأحداث ووقائع وتصرفات يندى لها الجبين، أساءت للملك والشعب في وقت تم اعتماد فلسفة جديدة لتدبير السلطة خلال العهد الجديد.
بذلك، ظل السؤال الكبير الذي شغل كثيرا بال المغاربة هو: لماذا لم يقدم الملك على تخليص المؤسسة العسكرية من رؤوس الفساد رغم انفضاح أمر بعضهم، على غرار ما فعل مع الوزير المخلوع، إدريس البصري، فباستثناء عبد الحق القادري وأحمد الحرشي وبلبشير وبعض الضباط السامين المسنين، وانحدار العنيكري في سلم المسؤوليات، ظلت القيادات في محلها، رغم أن ما انكشف من فضائح خلال السنوات الأخيرة لم يسبق له مثيل؟
ومن التساؤلات التي أثيرت في هذا المضمار: إلى متى سيظل بعض الجنرالات متحكمين في ميزانيات "طيطانيكية"، بعيدين عن المراقبة المالية الفعلية وعن تعطيل تفعيل صلاحيات المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة لوزارة المالية، علما أن الأموال التي يتصرفون فيها كما يحلو لهم هي، أولا وأخيرا، أموال الشعب؟
ويظل أهم سؤال يتداوله الشارع المغربي حاليا هو هل الملكية مازالت فعلا في حاجة لرجال من طينة الجنرال حسني بنسليمان والجنرال عبد العزيز بناني والجنرال حميدو العنيكري؟

فضائح الضباط السامين
إنها إساءة للملك والشعب
الفساد والنهب واستغلال النفوذ والرشوة.. هذه أفعال لا يمكن أن تقابل بالصمت واللامبالاة والتستر الممنهج، لأن هناك شجعان مجهولين لازالوا، كل بطريقته، يحاولون التصدي للفساد المستشري في المؤسسة العسكرية، لاسيما وأن رؤوس الفساد بها يسيئون للملك والشعب معا.
فهناك عدد من الجنرالات وردت أسماؤهم في تقارير الحركة الحقوقية وفي تقارير هيئات حماية المال العام ومحاربة الرشوة، بخصوص تضلعهم في انتهاكات ونهب الثروات، وفي سنة 2004 انكشف أمر اختفاء أسلحة بثكنة تازة، كما تمت إدانة سبعة عسكريين بتهمة التواطؤ في تسهيل الهجرة السرية، وأسقط البارون "بين الويدان" رؤوسا عسكرية تأكد تورطها في غض الطرف والمساعدة على تهريب المخدرات والتستر على المهربين وحمايتهم، كما داع صيت نازلة اغتصاب جنود مغاربة لقاصرات بالكونغو حيث كانوا يعملون في فريق الأمم المتحدة لحفظ السلم.
سمعنا الكثير عن تجاوزات جملة من الجنرالات والضباط السامين، وعن فسادهم وارتشائهم واستغلال نفوذهم، كما وجهت تقارير كثيرة بهذا الخصوص إلى المكاتب الخمسة وإلى القائمين على المخابرات العسكرية ولم نسمع عن أحد منهم خضع للمساءلة والمحاسبة في ظروف تطبعها الشفافية، بل على العكس تماما، ظلت القاعدة هي نشر الرعب والشك والحيطة في صفوف كل من سولت له نفسه كشف الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية.
من المفارقات الغريبة والفاضحة أنه بمجرد ما صرح الدركي عمر بوزلماط للصحافة بوجود البترول بالمغرب، وقبله جالطي والزعيم اللذان كشفا تلاعبات واختلاسات ضباط سامين، وقبلهم الضابط أديب؛ ومن الأصوات الحرة كذلك بنبوشتة الذي حاول فضح الفساد المرتبط بتواطؤ القائمين على الوحدة 49 مكرر العاملة بالشمال لكن تم طرده بأمر من ضباط سامين، هو الذي أزاح الستار على الفساد المستشري في الجيش، أقول بمجرد ما نطق هؤلاء بكلمتهم الأولى قامت الدنيا ولم تقعد واعتقلوا على التو واستنطقوا، وأدين بعضهم، فالأول في طور عرضه على المحكمة العسكرية، لكن دأبت الصحافة المستقلة على كشف فضائح وتجاوزات رؤوس الفساد بالجيش ولم تحرك أية جهة ذات الاختصاص ساكنا كأن شيئا لم يقع، ويبدو أن هذه هي الصيغة المغربية للمساواة أمام القانون في دولة الحق والقانون المغربية، أليست هذه، كذلك إساءة أخرى للملك والشعب المغربي؟
في سنة 2003 كشف الضابط أديب حلقات من مسلسل الفساد والنهب، وكان مصيره السجن، ولم نسمع عن متابعة أي من رؤوس الفساد، وكان هذا التصرف من العلامات الدالة على قوة الجنرالات عندنا.
وأعاد ضابطا الصف جالطي والزعيم الكرة حيث ضبطا الفاسدين في حالة تلبس واحتجزوهم بمكان جريمتهم، لكنهما أدينا بالعصيان، باعتبار أن القاعدة عندنا هي إدانة من يسعى لصلاح البلاد والعباد ومكافأة المفسدين.
فالرشوة أضحت متعششة في صفوف الجيش والدرك، ولازال قناص تارجيست يصطاد المرتشين في حالة تلبس بالصورة، وتأكد الآن، بالحجة والدليل، أن الرشوة في صفوف الدرك ليست مقتصرة على بعض الدركيين ممن لا ضمير لهم، وإنما هي نهج تدبير ونمط قيادة يتواطؤ فيه الصغار مع الكبار، ولا يخفى على أحد منذ زمن أن النقط التي تذر الأموال تكون موضوع مزايدة ومزاد بين الدركيين ويحصل عليها من يلتزم بدفع أكثر للرئيس.
كما أضحى الآن من المؤكد كذلك أنه لا يمكن ولوج سلك الدرك أو الأمن أو مدارس التكوين العسكري إلا بأداء إتاوة، وتأسست شبكات مقعدة لتدبير هذا الأمر، والغريب هو أنه ساهم في تقعيدها وتنظيم آلياتها ودواليبها الذين أوكل لهم أمر محاربة الرشوة والتصدي لها.
ومن المعروف أن الدركي في عرف الجميع "مرتشي بامتياز"، وهذا أمر انفضح بشكل لم يعد يعتبر قذفا أو سبا، القول بأن الرشوة مستشرية في صفوف الدرك على امتداد ربوع المملكة، بفعل الحجج والبراهين المتراكمة، بالصوت والصورة، إلى حد الشك في وجود دركي غير مرتشي بالمغرب، وهذا أمر يسيء للملك والشعب.
ولن نضيف جديدا إذا قلنا إن استشراء الفساد في المؤسسة العسكرية، على امتداد أكثر من أربعة عقود، أدى إلى إهدار أموال عمومية طائلة اقتطعت من جوع ملايين المغاربة وحرمت البلاد منها ومن توظيفها لتمويل آليات التنمية، ولم يستفد منها إلا كمشة من الضباط السامين الفاسدين والمتواطئين معهم، رغم أنهم يتبجحون بولائهم لشعار الله الوطن الملك.
والآن وبعد أن تأكد الجميع من استشراء الفساد وجب على اقتصاديينا أن يحاولوا تقييم كم كلفت هذه الآفة صندوق الدولة، باعتباره نهب لأموال الشعب، وجريمة في حق كل الأجيال المتعاقبة منذ تأسيس القوات المسلحة

اعفاء مدير أمن القصور الملكية المغربية من منصبه

2001849أعفى العاهل المغربي الملك محمد السادس مدير أمن القصور الملكية عبد العزيز ايزو، وأعلن بيان لوزارة الداخلية المغربية، أن القرار جاء بعد إلقاء القبض على محمد خزار، الملقب بالشريف، وأضاف البيان أن هذا المتهم ذكر أسماء عدد من المسؤولين بمدينة طنجة في الشمال المغربي، من بينهم عبد العزيز ايزو، رئيس الشرطة القضائية وولاية الأمن بطنجة خلال الفترة 1996-2003.
وأضاف البيان أن السلطة القضائية أمرت بفتح تحقيق للتأكد من أسماء الذين ذكرهم المتهم بالاتجار في المخدرات. وأعلن البيان أن قرار إعفاء المسؤولين جاء ب"تعليمات ملكية سامية". تجدر الإشارة إلى أن المغرب يعد من الدول الأكثر إنتاجا وتصديرا لمخدر القنب الهندي في العالم.
اعتقال مدير الأمن الملكي وشخصيات بسبب تورطهم في قضية مخدرات
محاولة لفهم ما جرى ويجري في مؤسسة الأمن الوطني
1917200623019PM1 
عاشت مؤسسة الأمن الوطني منذ إعفاء الجنرال حميدو لعنيكري من منصب المدير العام للأمن الوطني يوم 13 شتنبر 2006 غليانا خاصا، وأصبح الرأي العام يقرأ هنا ويسمع هناك عن نهاية زمن عسكرة الأمن، وعن "الإطاحة" بأحد أقوى جنرالات المملكة، وعن ضرورة تصفية تركة لعنيكري لأنه كان يتحكم في مرفقين أمنيين حيويين، الإدارة العامة للأمن الوطني والإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي).
وكان الحديث عن نزيف في ميزانية الأمن وعن خسارات وتجاوزات في اقتناء معدات شرطة القرب "الكيس"، وفشل هذه التجربة. وراج الكلام عن الانهيار الأمني وتنامي الإجرام واحتجاجات مستخدمي الأمن وعدم رضاهم على أوضاعهم الاجتماعية والمهنية. حدث هذا بعد مرور أقل من شهرين على تعيين الشرقي اضريس مديرا عاما للأمن الوطني خلفا للجنرال لعنيكري. وراجت تساؤلات عن ماذا ينتظر اضريس لإحداث تغييرات في هيكلة الإدارة العامة، ولماذا لم يبعد منذ الوهلة الأولى التشكيلة القيادية التي كانت تشتغل إلى جانب لعنيكري، ولماذا لم يعلن عن الزيادة في أجور موظفي الأمن ويحسن أوضاعهم، وما علاقته بالأمن وهو شخصية مدنية، وهل لديه القدرة على تسيير وتدبير شؤون مؤسسة من قبيل الإدارة العامة للأمن الوطني؟         
الواضح أن هذا الغليان الخاص جدا لم يكن وليد إعفاء لعنيكري وتعيين اضريس، كيف ذلك؟   
لقد اتضح من خلال مجموعة من المعطيات والتحليلات والقراءات أن مؤسسة الأمن استفادت من الهيبة القوية جدا، التي بنتها الدولة لنفسها منذ استقلال المغرب. وفرضت ظروف بعينها أن ينحصر هم هذه المؤسسة في حبس أنفاس المواطنين بمختلف شرائحهم الثقافية والاقتصادية والسياسية والحقوقية. بل كان المواطن بالنسبة إلى العاملين بمؤسسة الأمن مجرد بطاقة التعريف الوطنية. غير أن هيبة مؤسسة الأمن بالمغرب لم تكن تخدم مصالح جميع المحسوبين عليها، إنما خدمت القلة القليلة منهم، الذين اغتنوا وحصلوا على المراتب العليا في هرم الأمن المغربي وسادت المحسوبية والزبونية، وضاعت مصالح الفئة العريضة من رجال الشرطة. ظل هذا الوضع قائما بنسب متفاوتة في عهد مجمل المدراء العامين الذين توالوا على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني. ورغم أن مؤسسة الأمن الوطني تخضع لوصاية وزارة الداخلية، فإن اختيار مديرها العام واقتراح اسم بعينه على ملك البلاد لتعيينه، شابه الكثير من المحسوبية والحسابات الخاصة، بغض النظر عن الكفاءة المهنية للشخصية المقترحة. وأكثر من هذا فإن سيطرة وزير الداخلية الراحل إدريس البصري على مجموع الأجهزة الأمنية كان محددا واضحا لطبيعة الشخصية التي تُقترح لشغل منصب المدير العام للأمن الوطني، ومحددا لطبيعة تسيير وتدبير شؤون هذه المؤسسة، وهي طبيعة اتضح أنها خلفت طبقتين تعيشان بشكل متنافر داخل الأمن الوطني، طبقة غنية تمثلها قلة قليلة من الأطر والمحظوظين، وطبقة مهمشة يمثلها السواد الأعظم من مستخدمي الأمن. كما نتج عن طريقة تسيير وتدبير شؤون المؤسسة الأمنية في فترات سابقة عن عدم وضوح معايير الترقية والزيادة في الأجور والتدرج في السلم المهني للحصول على رتبة المراقب العام التي تخول شغل منصب مهم في الإدارة المركزية للأمن أو على منصب الوالي أو رئيس الأمن.
وتراكمت كل هذه العيوب والثغرات والتجاوزات والأوضاع إلى حدود شتنبر 2006، وتزاحمت وتدافعت رغبة في الخروج إلى الرأي العام دفعة واحدة، مستغلة الانفتاح السياسي والحقوقي الذي بدأ يعرفه المغرب. وبما أنه لم يكن ممكنا أن يعبر موظفو الأمن علانية عن معاناتهم، فقد خلق البعض منهم قنوات إلى وسائل الإعلام، إما للتعبير حقيقة عن طبيعة المشاكل والمتطلبات أو لتسريب معلومات الغرض منها تصفية حسابات شخصية وعرقلة النية في إصلاح مؤسسة الأمن التي تحتاج فعلا إلى خطة الإصلاح من القاعدة، وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والمادية للعاملين بها، عوض السرعة في اتخاذ القرارات والإعلان عن التغييرات أو إعطاء الوعود لدغدغة عواطف الموظفين. ولعل ما يُحسب للمدير العام الشرقي اضريس لدى تعيينه أنه تفادى كل هذا رغم الغليان الخاص المشار إليه، ورغم توالي الأحداث ووقوع تفجيرات 11 مارس و10 و14 أبريل الماضيين التي استدعت تضافر جهود الجميع لمواجهة خطر الإرهاب وانشغال كل وسائل الإعلام في تغطية هذه الأحداث، وتم الابتعاد عن انتقاد مؤسسة الأمن بمناسبة ودون مناسبة، بل إن الأحداث الأخيرة أعادت نوعا من الثقة المفتقدة بين أجهزة الأمن والمواطنين، إذ أبانت هذه الأجهزة على قدر كبير من الاحترافية والتضحية في حماية الأمن والأرواح والممتلكات.
وبدأت الإدارة العامة للأمن الوطني في عهدها الجديد تحاول إعادة الاعتبار لمجموع الأطر الأمنية الإقليمية، التي أثر عليها كثيرا تركيز جميع السلط في يد ولاة الأمن، وجعل هؤلاء في مقام مدراء عامين جهويين. كما قامت الإدارة نفسها بتغييرات نوعية على مستوى بعض ولاة الأمن، وشرعت في الاهتمام بالجانب الاجتماعي والصحي لجميع الموظفين، وأعلنت عن ترقية حوالي 8000 من رجال الشرطة برتب متوسطة وصغيرة.         
وسرعان ما انتهى شهر الود تجاه مؤسسة الأمن، لتبدأ حملات الانتقادات، فيها المنطقي والموضوعي والصحيح، وفيها المزايدات والانتقاد من أجل الانتقاد. ورجعت نغمة المطالبة بتسريع إصلاح ما فسد لأكثر من 30 سنة.
ولعل ما زاد من حدة الغليان الخاص هو إقحام عناصر من اللواء الخفيف التابع للجيش بالأمن على سبيل الإعارة عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة. وقد بلغ عدد هؤلاء 2000 عنصر تم توزيعهم على مجموعة من المرافق والمناطق بالدار البيضاء، لكن يمكن القول إن عملية الإقحام هذه كانت بمثابة هدية مسمومة مقدمة إلى الشرقي اضريس. ذلك أن قضاء يوم بكامله أو نصفه وجها لوجه أمام المواطنين والحياة المدنية بشكل عام ليس من اختصاص الجنود، سواء كانوا ينتمون إلى اللواء الخفيف أو "الثقيل"، فالتعاطي مع مشاكل المواطنين يتطلب ثقافة مدنية بالدرجة الأولى. وأكثر من هذا اتضح أن الجنود الذين تم اختيارهم ليشكلوا فرق "البلير" هم أولائك "المغضوب" عليهم في الثكنات، وأصحاب الغضب السريع، إضافة إلى هذا هم من أصحاب الأجور الهزيلة. والنتيجة أنهم وجدوا أنفسهم لا هم مع الجيش ولا هم مع الشرطة، ولاشك أن هذا الإحساس وصل إلى علم الجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، حين زار مقر الثكنة العسكرية «جانكير» بشارع ابن تاشفين بالدار البيضاء، بعد مرور ثلاثة أشهر على تجربة إقحام "البلير" وسط الأمن.
والواضح أن تجربة "البلير" أشبه إلى تجربة شرطة القرب "الكيس" من حيث طبيعة العناصر التي تم اختيارها، فمن أسباب فشل تجربة "الكيس" هو اختيار عناصر أمن مندفعين جدا، وسريعي الغضب ومن النوع الذي لم يباشر لمدة كافية العمل الميداني والاختلاط بالمواطنين، وكان طبيعيا أن تحدث تصادمات بين هؤلاء وبين المواطنين وصلت إلى حالات وفاة.
والواضح أيضا أن التحجج بمكافحة الإرهاب غير كاف دائما لنشر الكثير من رجال الأمن بالشوارع والأزقة والاستعانة بعناصر من اللواء الخفيف أو غيرهم، فعملية محاربة الإرهاب لها آلياتها، وهناك أجهزة أمنية متخصصة في هذا المجال.                                          
خلاصة القول أصبحت الظروف الموضوعية والذاتية مواتية لإجراء إصلاح عميق داخل مؤسسة الأمن الوطني، منها غياب التنافر بين مسؤولي جميع الأجهزة الأمنية، كما كان عليه في السابق. فخريطة مسؤولي الأمن تحيل على قدر كبير من التجانس والتفاهم، بدءا من وزير الداخلية شكيب بنموسى مرورا من المدير العام للأمن الوطني الشرقي اضريس والمدير العام للمحافظة على التراب الوطني عبد اللطيف حموشي (الديستي)، ووصولا إلى المدير العام للدراسات وحفظ المستندات "لادجيد" محمد ياسين المنصوري. يضاف إلى هذا وجود مخطط خماسي خاص بتطوير عمل الأمن، استدعاه تطور الجريمة وشبح الإرهاب. ويبقى المطلوب من الشرقي اضريس أن يوظف تجربته السابقة في مختبرات الشؤون العامة والشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، التي اطلع خلالها على قضايا الأمن بـ71 عمالة وإقليما، لإصلاح وتطوير هذه المؤسسة والاعتناء برجالها ونسائها. 
نوافذ
*تراكمت مشاكل مؤسسة الأمن إلى حدود شتنبر 2006، وتزاحمت رغبة في الخروج إلى الرأي العام دفعة واحدة، مستغلة الانفتاح السياسي والحقوقي الذي بدأ يعرفه المغرب. 
*رغم أن إدارة الأمن تخضع لوصاية وزارة الداخلية، فإن اختيار مديرها العام واقتراح اسم بعينه على ملك البلاد لتعيينه، شابه الكثير من المحسوبية والحسابات الخاصة.
*فرق "البلير" مشكلة من العناصر "المغضوب" عليها في الثكنات، وذوي الأجور الهزيلة وأصحاب الغضب السريع، وهم بمثابة هدية مسمومة مقدمة إلى الشرقي اضريس.
c4d9ec96_53f3_87e9كلف الجنرال دوكوردارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي ، الجنرال عبد القادر العولة المسؤول الأول عن العلاقات الخارجية في مصالح الدرك ، بفتح تحقيق داخلي حول الارتشاء في صفوف الدركيين، وتشكيل لجنة خاصة ، بتنسيق مع المفتشية العامة للدرك لضبط كل حالة ارتشاء ، ويأتي تكليف الجنرال العولة بهذه المهمة بعد الأشرطة التي بثت في موقع "يوتوب" على شبكة الأنترنت ، وكان أخرها قد تم بثه يوم الجمعة الماضي بواسطة قناص تارجيست وحمل الشريط اسم " البركان الثائر".
29fa14d0_14d3_1ffeقضت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بتأجيل النظر في قضية عبد العزيز ايزو مدير أمن القصور والإقامات الملكية السابق و والي أمن طنجة سابقا , المتورط في قضية الاتجار في المخدرات إلى جانب " الشريف بين الويدان " ومسؤولين في الدرك والأمن والقوات المساعدة , و ذلك إلى غاية التاسع عشر من شهر أكتوبر القادم
وصرح أحد محاميي 'عبد العزيز إيزو" بأن ملف بين الويدان مجرد ملف "مفبرك" تطغى عليه الحسابات السياسية والانتقامية، لتوريط مسؤولين وموظفين سامين في الدولة

 
قضت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بتأجيل النظر في قضية عبد العزيز ايزو مدير أمن القصور والإقامات الملكية السابق و والي أمن طنجة سابقا , المتورط في قضية الاتجار في المخدرات إلى جانب " الشريف بين الويدان " ومسؤولين في الدرك والأمن والقوات المساعدة , و ذلك إلى غاية التاسع عشر من شهر أكتوبر القادم. وصرح أحد  محاميي 'عبد العزيز إيزو" بأن ملف بين الويدان مجرد ملف "مفبرك" تطغى عليه الحسابات السياسية والانتقامية، لتوريط مسؤولين وموظفين سامين في الدولةوجاء تأجيل النظر في القضية على خلفية استجابة المحكمة المذكورة لملتمس هيئة الدفاع عن المتهمين الذين يوجد عدد منهم قيد الاعتقال الاحتياطي بينما  يتابع آخرون منهم في حالة سراح , و هو الملتمس القاضي بإمهالها المزيد من الوقت قصد إعداد الدفاع على ضوء التطورات الأخيرة التي جاء بها ملف " الشوالي " .ورفضت هيئة المحكمة ملتمسا تقدم به محامو عبد العزيز ايزو الى جانب عدد من رجال السلطة الواقفين في قفص الاتهام بغية متابعتهم في حالة سراح و ذلك بضمان وظائفهم الرسمية و جوازات سفرهم المحجوزة. و تقدم عبد العزيز ايزو حسب جريدة المساء , الى المحكمة حليق الوجه و حسن الهندام ، إلى جانب بارون المخدرات المدعو الشريف بين الويدان ، حيث بدا رجال الأمن والدرك و القوات المساعدة في الصفوف الأمامية من قفص الاتهام من ورائهم باقي المتهمين. ويتابع الأظناء بتهم "الاتجار في المخدرات والتهريب على الصعيد الدولي والإرشاء والارتشاء واستغلال النفوذ والتستر على مجرم مبحوث عنه من طرف العدالة، وتهجير أشخاص إلى الخارج بطرق غير مشروعة وبصفة اعتيادية، والمساعدة على الهجرة غير الشرعية بصفة غير مشروعة والمشاركة".ويتعلق الأمر بالمتهمين الموجودين في حالة اعتقال وهم : عبد العزيز إيزو، الذي أعفي من مهامه كمدير أمن القصور الملكية، والمتهم الرئيسي أحمد الخراز، الملقب بـ "الشريف بين الويدان"، وشقيقه عبد العزيز الخراز، وعبد السلام عياد، بائع سمك، وأحبار عقا، يوتنان كولونيل بالدرك الملكي، قائد الفرقة البحرية بطنجة، ومصطفى بوخليفي، متصرف ( قائد سابق بثلاث تغرمت، وهو حاليا باشا بتمارة، ومصطفى غريب، مفتش شرطة ممتاز بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية ) المديرية العامة لمراقبة التراب بطنجة، ومحمد طريبق، أجير، ومصطفى الخليوي، المدير الجهوي السابق للمديرية العامة لمراقبة التراب بطنجة (متقاعد).والمتهمين الموجودين في حالة سراح مؤقت وهم : يوسف العلمي لحليمي، مساعد (أدجيدان) لقائد الجهة للدرك الملكي بالقنيطرة، ومحمد مساعيد، ضابط شرطة ممتاز (المديرية العامة لمراقبة التراب بملوسة، وفريد الهاشمي، عميد شرطة بالمديرية العامة لمراقبة التراب، رئيس موقع بحري بطنجة، وسمير ليلي، مساعد بالدرك الملكي برباط الخير، وعبد القادر سفاري، رقيب دركي، مساعد بالدرك الملكي بالقصر الصغير، وعبد المولى التطواني، نقيب بالقوات المساعدة ) مسؤول عن مواقع المراقبة، ونور الدين زمرو، قائد بالعوامة( فحص انجرة، ونور الدين بولغودان، قائد بدار الشاوي) طنجة أصيلة. وبدأت وقائع هذه القضية، التي أعادت إلى الأذهان محاكمات الفساد المالي والإداري، واستغلال النفوذ والاتجار في السموم البيضاء، حين اعتقل الشريف بين الويدان، في صيف العام الماضي 2006، الذي تبين، حسب تصريحات سابقة، أنه كانت تربطه علاقات متشابكة ومتداخلة، مع عدد من عناصر الأمن والدرك والقوات المساعدة، من رتب ومستويات مختلفة، وهو ما أدى إلى متابعة عدد من المسؤولين في هذه المصالح، وفق قرار الإحالة الذي يتكون من 700 صفحة.وشملت التحقيقات في هذا الملف، الفترة الممتدة من 1996 إلى سنة 2003، وهو تاريخ انفجار ملف منير الرماش ومن معه، وهي الفترة أيضا التي عمل خلالها إيزو بولاية أمن طنجة، كرئيس للشرطة القضائية ورئيس لولاية الأمن، قبل أن يجري تعيينه مديرا لأمن القصور الملكية، ويعفى إلى جانب عدد من المسؤولين بتعليمات ملكية، حسب بلاغ صادر عن وزارة الداخلية.وذكرت مصادر مطلعة، في تلك الأثناء، أن الخراز، الذي يعتبر أحد أكبر أباطرة تجارة المخدرات بمنطقة الشمال، اعترف بعلاقته بعدد من المسؤولين الأمنيين والدركيين بالمنطقة.يشار إلى أن التحقيق في هذا الملف، أحيط بسرية تامة، ومنع تسليم محاضر الضابطة القضائية المتعلقة بالملف للمحامين، إذ رفض قاضي التحقيق السماح لهم بتصويرها، وفرض عليهم الاطلاع عليها فقط بمكتبه، قبل أن ينعقد لقاء بمقر وزارة العدل، اتفق خلاله على ضرورة تسهيل مأمورية الدفاع وتمكينه من الاطلاع على الملفات ونسخ وثائقها والحصول على محاضر الضابطة القضائية كيفما كانت درجة حساسية وسرية هذه الملفات
Izzou
احتفل عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية السابق بيوم عيد المولد النبوي في منزله ووسط عائلته، بعد أن غادر جدران المركب السجني عكاشة، الذي ظل معتقلا به منذ شتنبر من سنة 2006، وغادر إيزو السجن ساعات عقب صدور قرار قضائي يقضي بإدانته بعقوبة مدتها سنة ونصف سجنا نافذا وبستة أشهر موقوفة التنفيذ. وخلفت الأحكام الصادرة في حق المتابعين في ملف «الشريف بين الويدان» -الذي كان مجرد راع للغنم شق طريقه مهربا للسلع، ليتحول إلى مقاول لمواد البناء وتتهمه السلطات بالاتجار الدولي في المخدرات- ردودا موزعة بين السخط والرضا. جرف «بين الويدان» معه رؤوسا أمنية كبيرة في صفوف الأمن والدرك، وتوبع بعضهم في حالة اعتقال وآخرون في حالة سراح، وتميزت المحاكمة بجلسات ماراطونية شهدت سجالا بين النيابة العامة والدفاع، قبل أن تقرر هيئة الحكم لغرفة الجنايات الابتدائية في الدار البيضاء مساء الأربعاء طي الملف وإصدار أحكام وصفها أحد المحامين بـ«المتزنة».
وكان اعتقال عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور والإقامات الملكية السابق، ووالي أمن طنجة سابقا، المشتبه في تورطه في قضية الاتجار الدولي في المخدرات إلى جانب «الشريف بين الويدان» ومسؤولين في الدرك والأمن والقوات المساعدة، قد أثار زوبعة سرعان وضعها منير الرماش، تاجر المخدرات المحكوم بـ20 سنة سجنا نافذا في فنجان، وهو يعلن في شهادة أدلى بها أمام القاضي أنه لا يعرف المتهمين وبرأهم من المنسوب إليهم، قبل أن يطلب من القاضي استدعاء الجنرال حميدو لعنيكري إن هو أراد البحث عن العدالة فعلا. وطفت قضية «الشريف بين الويدان» على السطح منتصف شهر شتنبر من عام 2006، وقد توزعت الأحكام التي أصدرتها غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قرابة الساعة التاسعة إلا ربع من ليلة أمس الخميس، بين البراءة والحكم بثماني سنوات سجنا نافذا.
وبينما علت الابتسامة وجوه 14 متهما من أصل الـ17 المتابعين في الملف، يفترض أن يكون خمسة معتقلين قد غادروا جدران سجن عكاشة ليلة الاحتفال بعيد المولد النبوي، ضمنهم عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية السابق، ورجال درك فيما يظل ثلاثة متهمين فقط وراء أسوار السجن، هم محمد الخراز وشقيقه عبد العزيز الخراز ومحمد عياد، تاجر السمك المتهم بالاتجار الدولي في المخدرات.
وعندما كان القاضي يتلو منطوق الحكم، شوهد «الشريف بين الويدان» يغوص داخل جلبابه الصوفي بمجرد أن سمع قرار الحكم عليه بالسجن ثماني سنوات سجنا نافذا وأداء غرامة قيمتها 500 ألف درهم، مع مصادرة خمسة ملايين و200 ألف درهم لفائدة الدولة.
وسرعان ما اقتاد رجال الشرطة «بين الويدان» إلى الطابق السفلي للمحكمة بمعية أخيه عزيز الخراز، الذي أدانته هيئة الحكم بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة قدرها 100 ألف درهم، مع مصادرة أموال بقيمة 282000 درهم، فيما اشرأبت أعناق باقي المتهمين باتجاه منصة ضمت قاضيا ومستشارين ووكيل ملك وكاتب ضبط..
وقال أحمد الجباري، محامي «الشريف بين الويدان»، إنه سيستأنف قرار الحكم الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن العدالة لم تأخذ طلبات تقدم بها الدفاع بعين الاعتبار، تتعلق بتاريخ ومكان اعتقال محمد الخراز ودفوعات شكلية أعرب عن اعتقاده بأن محكمة الاستئناف ستستجيب لها.
وتوبع في قضية «الشريف بين الويدان» 17 شخصا، بينهم ثمانية في حالة سراح بتهم «الاتجار في المخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي والارتشــاء واستغلال النـــفوذ والتـــستر على مجرم مبــحوث عنه من طرف العدالة وتهــجير أشخاص إلى الخارج بصفة غــير مــشروعة».
وقضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية تبلغ مائة ألف درهم ومصادرة 282 ألف درهم في حق عزيز الخراز شقيق «الشريف بين الويدان. وقضت الغرفة ذاتها بالحكم بـ«ما قضي» في حق كل من الكولونيل في الدرك عقا أهبار ومصطفى الخويلي ومصطفى غريب، وأداء غرامة مالية قدرها ألفا درهم لكل واحد منهم، وبشهرين موقوفي التنفيذ في حق محمد مساعيد وأدائه لغرامة مالية قيمتها ألف درهم.
وحكمت غرفة الجنايات ببراءة كل من محمد الطريبق ومصطفى البوخليفي ويوسف العلمي الحليمي وفريد الهاشمي وسمير ليلي وعبد القادر السفري ونور الدين بولغوال وعبد المولى التطواني ونور الدين الزمر

المغرب مافيا جنرالات يسيؤون للملك والشعب
8479205_m                              
الجيش الملكي والسياسة
         ظاهريا يبدو أن الجيش المغربي مبعد عن السياسة، غير أنه من الناحية العملية هو في قلب السياسة الوطنية. ففي نشأته الأولى تشكلت بنيا ته الأساسية من ملكيي جيش التحرير ومن المحاربين في صفوف الجيوش الاستعمارية، وبحكم مجريات الأحداث والتي انطبعت بالأساس بذلك الصراع المحتد الذي اشتعلت نيرانه مباشرة بعد استقلال المغرب بين الملكية والحركة الوطنية، من أجل مغرب ديموقراطي، مبنية السلطة فيه على الفصل والتوازن، أدخل الجيش الملكي في اللعبة السياسية من أجل بلورة توازن جديد للقوة، لم يكن إلا في صالح الملكية، وهو ما جمح بالعسكر المغربي إلى طموح أكبر ليس فقط في المشاركة في السلطة ولا حتى اقتسامها مع الملك، بل سعى إلى الاستئثار والإنفراد بالسلطة، وهو ما تجسد بالفعل في انقلابي 1971 و1972 الفاشلين. ورغم تحجيم دور الجيش، وبلورة سياسات جديدة اتجاهه قائمة بالأساس على إغراقه بالإمتيازات وتشديد الرقابة عليه، وشغله بحرب الصحراء، فإنه بقي يضطلع بمهمات وأدوار سياسية، تجلت بالأساس في قمعه للانتفاضات الشعبية التي عرفها المغرب منذ سنة 1965 إلى أخريات الثمانينات. وهو ما شهدت به مقررات هيأة الحقيقة والإنصاف، كما عمل الملك محمد السادس على إثر توليته للعهد على إشراك الجيش الملكي في عملية البيعة وهو عمل بالطبع ينطوي على دلالات سياسية لا يمكن إغفالها، كما أن ترقية جنرال ووضع إدارة مراقبة التراب الوطني تحث مسؤوليته، ثم ترقيته الإضافية إلى مدير عام للأمن الوطني، في مفتتح عهد الملك الجديد، كلها مؤشرات كانت تؤكد على الدور السياسي الظاهر و المتزايد للجيش الملكي، وبالرغم من التغيرات التي طالت المناصب السالفة ووضع مدنيين على رأسها بما في ذلك إدارة الاستخبارات العسكرية، فإن ذلك ظل بمثابة الأشجار الكثيفة التي من وظيفتها حجب الرؤية، رؤية الفعل السياسي للعسكر الملكي.
كيف أصبح للجيش الملكي فاعلا في السياسة الوطنية ؟ عن هذا التساؤل وعن التساؤلات المتفرعة عنه، يجيب في هذا الملف المؤرخ " المعطي منجب".أما الباحث " يحيى اليحياوي " فقد حاول في نفس السياق الاقتراب من سر قداسة الجيش الملكي. وبالنظر للنقص المسجل حول التأريخ لوقائع انقلاب 1972 فقد استعدنا رواية النيابة العامة بصدد تفاصيل العمل الانقلابي الذي عرفه المغرب في هذه السنة، متبوعا بتحليل ذي نفس تاريخي للمؤرخ " محمد حاتمي " حول أصول انقلابيي 1971 و1972. كما تصدى الباحث السوسيولوجي " عبد الرحيم العطري " لرصد الحركات الاحتجاجية التي عرفها الجيش الملكي منذ تولية الملك محمد السادس للسلطة، أما الصحفي " حسين المجدوبي " فقد غامر في هذا الشأن بالكتابة عن سيناريوهات أدوار الجيش ما بعد حرب الصحراء، في حين رصد الباحث " منصف اليازغي " محنة الصحافة المغربية المستقلة التي حاولت انتهاك الأسرار المقدسة للجيش. أما الباحث " عبد الحميد البجوقي " فقد أبحر ببحثه صوب التجربة الاسبانية مسلطا الضوء على دور الجيش في نقل هذا البلد المجاور إلى الديموقراطية.
وإلى جانب الدراسات التي ركزت على مواضيع تتمتع براهينيتها من مثل الاستخبارات والسياسة، وإعادة استكشاف ومساءلة الأدوار التي اضطلعت بها هيأة الإنصاف والمصالحة، والحوار بين الدولة وقادة السلفية الجهادية. عملنا على أن نوفر للقاريء وثيقة تاريخية، تتعلق بجوانب خفية من السلوك الشخصي للسلطان مولاي عبد الحفيظ. وللذين لازالت أفهامهم قاصرة عن استيعاب التطورات السياسية الجارية في المغرب والذين لازالوا يحلمون بأسطورة الانتقال الديموقراطي، فقد افتتحتا العدد بدراسة للباحث والأستاذ المقتدر " روبرت دال " عن شروط قيام نظام ديموقراطي حقيقي، كما خصصنا تقريرا لحدث ندوة" نساء فيلسوفات" الذي كرمت من خلاله اليونسكو الأستاذة المقتدرة حورية سيناصر التي أغنت المنطق على المستوى العالمي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة ، والتي يظهر أن إعلامنا في فصيلته الشعبوية والرسمية وحتى المستقلة لم يثر انتباهها.


 2 3 4 5

كيف تعيش الأميرات؟ و كيف يقضين يومهن؟


الأميرات
كيف تعيش الأميرات؟ و كيف يقضين يومهن؟ و كيف يتصرفن في حياتهن العادية؟
الملكية العلوية الشريفة.
في المناسبات الرسمية، لاسيما عندما يهم الأمر استقبال رؤساء دولة أو ضيوف مرموقين، تظهر الأميرات في غلب الأحيان باللباس التقليدي الأصيل، القفطان و الدفينة و "المصمات" الذهبية المرصعة بالألماس و أقراط و قلائد و دمالج تناسبها و في تناسق تام مع لون اللباس.

مظهر الأميرات
إن المتتبع لظهور الأميرات مباشرة أمام العموم أو عبر ويائل الإعلام المرئية و الصور المنشورة أو المعروضة يلاحظ بغير عناء أنه حصلت تغيرات بخصوص مظهر الأميرات، سواء في شكل الملبس و طرق تسريحة الشعر.

من قبل كانت الأميرات ترتدين في أغلب الأحيان ملابس غامقة اللون (الأسود، الأزرق الغامق ، الرمادي ، البني هي الألوان الطاغية آنذاك)، كما أن الأميرات لم تكن تظهرن مرتديات السراويل في السابق. و بخصوص تسريحات الشعر،كانت غالبا ما تقتصر على التسريحات الكلاسيكية منه في عرف أهل المجال، من قبيل "الشينيو الأميري". لكن مع مرور الوقت بدأت تتغير الأمور تدريجيا ، و أصبحت الأميرات تظهرن بالسراويل و بفساتين بألوان زاهية و فاتحة و بتسريحات شعر عصرية، و أحيان قصيرة، و تسريعات تعطي للشعر أكثر حرية من السابق. و هذه تغيرات عاينها المغاربة في سيرورة تدريجية، ربما بطيئة لكنها أكيدة.

 

 لقد فرض الملك الراحل الحسن الثاني على بناته الاهتمام بتعلم فنون و تقنيات الطبخ. و كانت الأميرات تعتبرن ذهابهن إلى مدرسة الطبخ بتواركة بمثابة عقوبة.و مدرسة تعليم فنون و تقنيات الطبخ بتواركة بمشور القصر الملكي بالرباط أحدثها الملك الراحل الحسن الثاني منذ أكثر من عقدين، و هي تابعة لمركز التأهيل الفندقي و السياحي. و كان الهدف من إحداثها المحافظة على تقنيات الطبخ المغربي الأصيل.

كانت الأميرات تترددن عليها بانتظام و حسب برنامج و استعمال زمن دقيق و صارم تبعا لتعليمات الملك الحسن الثاني الذي رغب في أن تكون الأميرات ربات منزل كاملات، بما في ذلك إتقان الطبخ المغربي الأصيل. كما فتحت المدرسة أبوابها ابنات العاملين بالقصر الملكي. و الآن أضحت ، هذه المدرسة التي تعلمت فيها الأميرات فنون و تقنيات الطبخ الأصيل مفتوحة لكل الشابات المغربيات بعد اجتياز مبارة الولوج إليها. و في سنة 2004 تلقت المدرسة ما يناهز 1500 طلبا علما أن عدد المقاعد المتوفرة لا يتجاوز الأربعين فقط.

و تدير المدرسة حاليا الآنسة الحمياني التي قالت أن هدفها هو التمكن من ضمان مناصب مهمة للخريجات و في مواقع تساهم في نشر و انتشار الطبخ المغربي الأصيل عبر العالم. و في هذا الصدد صرحت مديرة المدرسة أن خريجتين تعملان الآن بأشهر مطعم مغربي بلندن بانجلترا "عند مومو"، و أخريات تعملن ببعض السفارات في الهند و تركيا و العربية السعودية و اسبانيا.

ففي هذه المدرسة تعلمت الأميرات إعداد الوصفات المغربية المشهورة، طجين الغنمي بالفواكه الجافة و الكسكس "بسبع خضاري" و الحريرة و "السفة" و ورقة "بسطيلة" و "كعب غزال" و ما إلى ذلك من الأطباق و الوصفات المغربية الأصيلة.و في هذه المدرسة كانت الأميرات لا يتلقين الدروس النظرية فقط، و إنما كن يقمن بإنجاز الوصفة، عمليا و تطبيقيا، المرة تلو الأخرى حتى بلغن درجة اتقانها. و لربما لهذا السبب كن يعتبرن الذهاب إلى مدرسة الطبخ بمثابة عقوبة، علما أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يتابع عن قرب نتائج و تقدم الأميرات في هذا المجال بذات الأهمية التي كان يتابع بها جلالته مسارهن الدراسي و التحصيلي. و بهذه المدرسة معلمات و مكونات تعلمن فنون و تقتنيات الطبخ المغربي الأصيل بدار "المخزن"، ساهمن و لازلن يساهمن في تلقين هذا "العلم و الفن" لأجيال اليوم لضمان استدامته حسب قواعده العريقة. زواج الأميرات

من المعروف منذ القدم أن زواج الملوك و الأمراء و الأميرات ليس كزواج عموم الناس أو أعيانهم، و إنما غالبا ما يخضع لاعتبارات عائلية أو لاعتبارات جيو إجتماعية أو لتوازنات معينة.و في هذا الصدد حاول بعض المحللين قراءة زواج أميرات المغرب من هذه الزاوية، رغم أنهم يقرون جميعا أن كل العوامل سالفة الذكر لا تحجب المشاعر التي يمكن أحيانا كثيرة أن تتغلب على كل الباقي.

فبالرجوع إلى التاريخ نلاحظ أن والد الملك محمد الخامس ، السلطان مولاي يوسف و الملك الحسن الثاني تزوجوا بنساء مغربيات بربريات. إلا أن الملك الشاب محمد السادس، "ملك الفقراء"، تعامل، و بشهادة الجميع، مع قضية زواج جلالته بعيد عن تلك القواعد المكتسبة. لقد تعامل جلالته معه بكل بساطة و بطريقة عادية جدا كما هو الشأن بالنسبة لكل مغربي. و هذا ما مجده المغاربة الذين رأوا فيه تصرفا اختزل المسافات بينهم و بين ملكهم، و قربهم من جلالته قرب حبل الوريد. علاوة لما تضمنه هذا التصرف من مغزى عميق و إشارات و دلالات قوية للصورة التي يتصورها الملك محمد السادس عن مغرب الغد.

و في هذا الصدد كتب الصحفي "فرانسوا سودان" قائلا أن اختيار أصهار الملك الحسن الثاني يبدو أنه كان خاضعا لاعتبارات جيوإجتماعية. إذ في نظره أن فؤاد الفيلالي ، طليق الأميرة لالة مريم، يمثل البرجوازية الفاسية من أصل فيلالي، و تافيلالت مهد الدولة العلوية. أما زوج الأميرة لالة أسماء، خالد بوشنتوف يمثل "الرأسمالية الشعبية" التي برزت بالعاصنة الاقتصادية للمملكة، الدار البيضاء. و بخصوص زوج الأميرة لالة حسناء ، الدكتور خليل بنحربيط، فهو يمثل ، في نظر الصحفي، الوظيفة العمومية السامية علاوة على أنه من المغرب الشرقي.

أما زواج جلالة الملك محمد السادس، فهو زواج تعالى عن كل هذه الاعتبارات، بل سار في اتجاه تجسيد علاقة القرب بين عاهل البلاد و كل فئات الشعب المغربي، إذ أن الأميرة لالة سلمى تمثل أوسع فئات المواطنين العاديين، عاشت كأيها الناس في حي متوسط، ليس هو بالحي الشعبي العتيق و ليس هو بحي الإقامات، إنه حي المواطن المتوسط (حي القبيبات)، يجاور فيه المعلم البسيط الموظف الصغير و المتوسط و التاجر الصغير و الحرفي و العامل و رئيس المقاولة الصغرى أو المتوسطة... و تغزوه روائح و مظاهر العيش البسيط، حي ينطبق عليه المثل الشعبي القائل "ما عندناش و ما خصناش" و "أقل من بعض و أحسن من بعض".

أما زواج الأميرات الثلاثة فقد خضع لأدق الأعراف و التقاليد المعروفة بالمغرب و تعليم هذا الإرث الذي حافظ عليه المغاربة على امتداد قرون. دام عرس الأميرات سبعة أيام تخللته خطوات و برامج غاية في الدقة...مراسيم الاستعداد لحمام العروس و مراسيم الخروج منه و حفلات الحناء و ليلة الدخلة و مراسيم الصبيحة و حفلة اليوم السابع و "البرزة" و تغيير "اللبسات"...

إن زواج الأميرات الثلاثة احترم بكل دقائقه هبة و مكانة الزفاف المغربي الأصيل، كما حافظ على نكهته التعددية حسب المناطق المغربية. و جسدت الأميرات في زفافهن التقاليد الأصيلة المغربية للعروس المغربية بتعدديتها و اختلافها و تنوعها. لقد خضع سموهن لأوامر و تعليمات المزينات، جلسن و عيونهن خانيتين طيلة مدة التزيين و الإعداد، و لم يدخل عليهن أي شخص خلال هذا الإعداد ما عدا والدتهن و أقرب المقربات كما جرت عليه العادة المغربية في هذا الخصوص.

زًيّنت الأميرات الثلاثة في زفافهن بأبهى الملابس التقليدية و بالذهب الخالص و الجواهر الأصيلة.و هذا ما أكدته إحدى المزينات المشهورات، الحاجة نفتاحة المقيمة بفاس العتيقة و التي شاركت في أعراس الأميرات المغربيات. كما أنها زينت عرائس خارج المغرب و من ضمنها نجلة عمر بانكو رئيس جمهورية الغابون و زينت عروسة هذا الأخير بمناسبة زواجه الثاني. و سبق لها أن مثلت المغرب في ملتقيات ثقافية بهذا الخصوص لاسيما بفرنسا.

مجوهرات الأميرات
إن المجوهرات التي تستعملها الأميرات في المناسبات الرسمية و الخاصة يمكن إجمالها في التيجان المرصوة بالألماس و القردات الذهبية و الماسية و الأفراط و الدمالج و الأحزمة التقليدية "المضمات" الذهبية المزركشة بالألماس.

و تظل التيجان هي أهم مجوهرات الأميرات . و كل أميرة لها تاجها. لا تستعمل التيجان إلا في مناسبات معلومة (حفلات الزفاف، العقيقة، بعض المراسيم الرسمية...) و لا تظهرن بها في أغلب المناسبات الرسمية أو في خرجاتهن العادية و سفرياتهن.

و قد توصلت كل أميرة تاجها كهدية من الملك في حفلة زفافها، و هي عادة ظلت قائمة و حافظت عليها الأسرة الملكية. و كان التاج مت الهدايا التي حظيت بها الأميرة لالة سلمى، إنه تاج مرصع بالألماس هداه لسموها الملك محمد السادس. و العارفون بشؤون المجوهرات يقولون أن ألماس تاج الأميرة لالة سلمى هي ألماس معروفة بالألماس الاغريقية، تحمل إسم "مياندر" و هو اسم مشتق من اسم نهر "مياندروس". كما توصلت كذلك الأميرة لمياء الصلح، أرملة الأمير مولاي عبد الله، و الأميرة لالة مريم و الأميروة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء تيجانخن كهدية ملكية في حفل زفافهن.

عمات الأميرات
الأميرة المرحومة لالة فاطمة الزهراء، الأميرة لالة عائشة، الأميرة لالة مليكة و الأميرة لالة أمينة، هن عمّات الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد و الأميرات التلاتة لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء.

و اقترن اسم الأميرة لالة عائشة بقضية تحرير المرأة. و منذ أربعينات القرن الماضي رافقت والدها الملك محمد الخامس أثناء تدشين المدارس الحرة و أضحى إسمها آنذاك يًطلق على المدارس الوطنية في جميع أنحاء المغرب. و ظلت الأميرة لالة عائشة معروفة لدى المغاربة بسعة ثقافتها. تزوجت سموها بمحمد اليعقوبي و أنجبت طفلة أطلقت عليها إسم لالة نفيسة.

و اقترن اسم الأميرة لالة مليكة بجملة من الأنشطة الاجتماعية، لا سيما الهلال الأحمر المغربي الذي ترأسته منذ تأسيسه. و هي منظمة كان و لازال لها دور اجتماعي بارز و حاضرة في كل الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب. لسموها ثلاث أبناء، مولاي عمر عمل بالجيش الملكي قبل أن يلتحق بعمله بجانب الملك محمد السادس، و مولاي المهدي و يعمل في قطاع التأمين، و مولاي سليمان ، متزوج و أب لطفلة يعمل بجانب الملك.

و رغم أن الأميرة المرحومة لالة فاطمة الزهراء كانت أقل ظهورا من شقيقاتها إلا أن دورها كان مهما في المجال الاجتماعي،و نجبت سموها مولاي يوسف و هو رجل أعمال، و لالة جمالة و مولاي عبد الله و يعمل بالقطاع الخاص.و حسب المقربين تظل الأميرة لالة أمينة أقرب العمات إلى الأميرات الثلاثة، و هي أصغر أبناء و بنات الملك محمد الخامس و ابنة زوجته الثانية أنجبتها بالمنفى بمدغشقر و لسموها بنت لالة سمية.

الأميرة لالة عائشة أعطت الإنطلاقة لتحرير المرأة المغربية
الأميرة لالة عائشة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني و عمة الملك محمد السادس، كانت من المبادرات في اعتناق قضية تحرير المرأة المغربية. ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة المغربية محجبة و تضع اللثام و لا تخرج من دارها إلا رفقة زوجها أو أحد أقاربها الذكور، كشفت الأميرة لالة عائشة عن وجهها و ارتدت الملابس العصرية و ظهرت للعموم رفقة والدها الملك محمد الخامس يوم 10 أبريل 1947 بساحة "كران سوكو" بمدينة طنجة بمناسبة إلقاء جلالته خطابه المشهور المدوي الذي زعزع المستعمر و أفزعه لكونه تضمن المطالبة الصريحة بالاستقلال و أكذ الهوية العربية الإسلامية للمغرب في وقت كانت فيه باريس تخطط لفرنسته و إلحاقه بما كانت سيسميه بالاتحاد الفرنسي الإفريقي.

و كان لظهور الأميرة لالة عائشة مكشوفة الوجه و بالزي العصري وقعا كبيرا على الأوساط النسائية المغربية وفي المجتمع المغربي برمته. لقد كانت إشارة و تدشين مسار خروج المرأة المغربية من طوقها و سجنها الأبدي لتشرع في ولوج مجالات غير مجال أشغال البيت و تربية الدرية. و كانت الإشارة القوية الثانية تعيين سموها سفيرة المغرب بايطاليا ثم بانجلترا قبل زواجها بحسن اليعقوبي.علما أن الأميرة لالة عائشة كانت موعودة للملك فيصل الثاني، عاهل العراق قبل اغتياله رفقة عائلته الملكية الهاشمية يوم 14 يوليو 1958 من طرف الضباط القوميين العرب ببغداد. و ظلت الأميرة لالة عائشة قدوة كل المغربيات آنذاك.

أقرب العمات إلى الأميرات
إن أغلب المقربين للقصر الملكي يجمعون على أن أكثر عمات الملك محمد السادس قربا من شقيقاته الأميرات الثلاثة لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء، هي لالة أمينة. و و الأميرة لالة أمينة، أصغر أخوات الملك الراحل الحسن الثاني، تحظى بوضعية اعتبارية خاصة لكونها كانت أصغر أبناء الملك الراحل محمد الخامس ، آخر العنقود كما يقال عندنا، و علاوة على هذا حظيت سموها بمرتبة خاصة وسط العائلة الملكية و بين الشعب المغربي قاطبة لأن اسمها و ولادتها ارتبطا بفترة حاسمة في تاريخ المغرب الحديث، حيث رأت سموها نور الحياة في المنفى بمدغشقر، و كان يعتبرها الملك محمد الخامس هدية ربانية تؤنسه ببراءتها الطفولية في منفاه قبل عودته المظفرة إلى المغرب بعد الاعلان عن الاستقلال سنة 1956.

على درب عماتهن سارت الأميرات الثلاثة
من المعلوم أن شقيقات الملك محمد السادس و عماته و زوجة عمه الأمير الراحل مولاي عبد الله اصطلعن بمسؤوليات وطنية و دولية ذات طابع اجتماعي أو ثقافي أو إنساني أو دبلوماسي. كما بدأت تبرز مؤشرات قوية تفيد أن ألميرة لالة سلمى قد تتولى مناصب في هذه المجالات و غيرها لن تكون شرفية فحسب و إنما فعلية.

فالأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء سرن على درب عماتهن، بنات الملك محمد الخامس و شقيقات الملك الحسن الثاني.

إن الأميرة لالة عائشة دشنت مسار تحرير المرأة المغربية منذ أن ظهرت مكشوفة الوجه بزي عصري بطنجة في أبريل 1947. و بعد اضطلعت بمهمة سفيرة المغرب بايطاليا و بريطانيا. كما أن الأميرة لالة مليكة، زوجة محمد الشرقاوي ظلت تترأس الهلال الأحمر المغربي و عملت أن يحظى المغاربة بالعلاجات الأولية.

و الأميرة لالة أمينة، أرملة المرحوم مولاي إدريس الوزاني، ترأست عصبة حماية الطفولة و انخرطت سموها مبكرا في حلبة الدفاع عن حقوق الطفل و ظلت رياضية مواظبة و التي بفضلها تطورت رياضة ركوب الخيل و تعممت بالمغرب و سموها هي مهندسة مهرجان أسبوع الفرس الذي أضحى صيته عالميا.و جاءت الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء للسير على نفس الدرب و اعتماد ذات المسار

الزهراء العزيزية أميرة الشمال
من الأميرات الائي ظللن في الظل ، الأميرة لالة فاطمة الزهراء العزيزية، الي عرفت بقربها من المواطنين البسطاء. زوجة الأمير مولاي علي، و هي ابنة السلطان مولاي عبد العزيز و ابنة عم الملك الحسن الثاني.

و رغم أن الأضواء لم تكشفها، إلا أن دورها كان كبيرا في مجال تحرير المرأة المغربية. كما كان لها دور بارز في الاتصال و ضمان التواصل بالملك محمد الخامس أثناء تواجد جلالته بالمنفى بمدغشقر. و كان زوجها الأمير مولاي علي صلة وصل بين السلطان و الوطنيين من جهة، و بين جلالته و أحرار الفرنسيين المساندين للقضية المغربية من جهة أخرى. و كرست الأميرة حياتها للبسطاء و المرأة بالمغرب و اختارت الاستقرار بمدينة طنجة. و قد عرف عنها أنها منذ 30 سنة لم ترتد إلا شكلا واحدا من اللباس، الحجاب الحريري و الجلباب التقليدي المغربي. علما أنه في شبابها كانت ترتدي الزي الأوروبي. عشقت الاختلاط بالناس و التسوق بنفسها بأسواق طنجة العالية. كما كانت تخرج مرارا إلى البادية المجاورة للمدينة و تصعد الجبال لمقابلة المرأة الجبلية البدوية و معاينتها في عملها اليومي الشاق، و أحيانا كثيرة كانت سموها تتحدث ساعات طوال مع إحداهن تحت شجرة أو ظل صخرة أو سفح الجبل. لقد كانت تقول أنها مسكونة بقضية المرأة المغربية البسيطة، و تتقزز لخضوعها الزائد عن الحد المقبول.

و لرصد بعض معالم مسار هذه الأميرة "الشعبية" لا مناص من الرجوع إلى الوراء، و بالتحديد إلى نهاية القرن التاسع عشر بعد وفاة السلطان المحارب مولاي الحسن الأول و خلفه ابنه مولاي عبد العزيز، المفضل له من بين كل أبنائه، و سنه كان آنذاك لا يتجاوز 16 سنة. و في هذا الصدد تقول الأميرة لالة فاطمة الزهراء أن المولى عبد العزيز لم تكن لديه تجربة لكنه كان يحظى بثقة والده الذي كان ينصحه دائما قائلا له: "عليك بالحرص الشديد...فالدول ظلت دائما تطمع في المغرب لكنه تمكن من المقاومة...قاوم العثمانيين أنفسهم..و مهما يكن من أمر عليك الاحتفاظ على استقلال البلاد".

و تضيف الأميرة ...استقر السلطان مولاي عبد العزيز بقصر مراكش و أحاط به عرمرم من الخدم و العبيد و المقربين من الحاشية، و بعد فترة قصيرة جدا امتلك حريما هائل العدد. و ابتداءا من سنة 1900 استلم السلطان الشاب زمام السلطة رسميا و ظل محاطا بمن يدلون له بالنصائح السيئة، علاوة على أنه كان المحيطون به لا يوعزون إليه إلا بما هو سيء، و اكتملت الصورة ببروز السلطان كمبذر و مسرف و مبدد، يلهث وراء مستجدات الحياة عاشقا لها و مهووس بالاختراعات الأوروبية (الدراجة، السيارة ، صندوق الموسيقى، آلات التصوير...). و مع اتساع مصاريفه التي لم يكن لها حد اضطر السلطان إلى الاقتراض... و استفحلت الأمور و ثقل الدين و تكاثرت الانتفاضات... و في الأخير تخلى عن العرش لفائدة مولاي عبد الحفيظ ثم لفائدة مولاي يوسف بعد 4 سنوات و بعد التوقيع على معاهدة الحماية. و استقر مولاي عبد العزيز بمدينة طنجة و معه حاشيته من خدام و عبيد و حريم.و الأميرة فاطمة الزهراء هي الإبنة الوحيدة لمولاي عبد العزيز الذي بعد رشد و استخلاص الدروس قرر تمكين قرة عين ابنته الوحيدة من تعليم عصري منفتح على العالم، و قد سهل وضع طنجة الدولية آنذاك لبلوغ المرمى.

و تقول الأميرة... آنذاك كانت طنجة منفتحة على العالم و على جميع الثقافات و جميع اللغات. و حتى لا تشعر الأميرة بالوحدة تبنى والدها 15 طفلة يتيمة أو منحدرة من أسر فقيرة للدراسة لمرافقتها في الدراسة بالمدرسة الايطالية ثم بالكوليج الفرنسي. و تقول... "كان دائما يقول لي عليك أن تتعلمي جيدا بلدك بأي شكل من الأشكال و للقدرة على العطاء للآخر..." و عندما بلغت الأميرة السابعة من عمرها سافرت رفقة أبيها إلى فرنسا... و تحكي..." كنت رفقة أبي و زوجته نتجول أياما بكاملها بباريس... و كان أبي يحث زوجته بكشف وجهها...آنذاك لم أكن أعرف كيف ستتطور حياتي لكن كنت أرغب بشدة أن تكون حياة بدون حواجز و عراقيل و بدون خضوع... كنت أحلم بالحرية..."

و مرّت السنين و مرحلة المراهقة. و شرع مولاي عبد العزيز في الحديث مع ابنته عن الزواج...اقترح عليها ابن عمها، ابن خليفة السلطان بتطوان لكنها لم تستحسن الفكرة و لم ترفضها في البداية بقوة لا سيما و أن ابن العم كان متزوجا و له أطفال... و تضيف ... "إن الشابة لا تريد الزوج إلا إليها وحدها دون سواها". لكن مولاي عبد العزيز ظل يطارد ابنته إلا أن وافقت على مقابلة خليفة السلطان و قبلت الأمر، و كان عمرها آنذاك لا يتجاوز 16 سنة. شابة أصبحت قائمة على الدار السلطانية. و استقرت بالمبنى الذي كان مخصصا للقيصر الألماني، و هو المكان الذي ظلت تقطنه دون مغادرته. كان الزفاف سنة 1949، و عقد قران الأمير مولاي الحسن بن خليفة السلطان بتطوان بالأميرة فاطمة الزهراء . دامت الاحتفالات أسابيع، و قدّر المدعوون بالآلاف، و حضر الحفل الكلاوي باشا مراكش و الصدر الأعظم و أعيان الإسبان و رؤساء قبائل الشمال و الرجال الزرق الآتين من الصحراء. و كان أبرز المدعوين الأمير مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني). لقد كانت الاحتفالات ضخمة حقا...فنطازيا ، مهرجنات غنائية و رياضية، استعراضات، مأدوبات فاخرة، خيام منصوبة في كل أرجاء المدينة، سهرات في كل أرجاء المدينة...

و للإشارة كانت الأميرة فاطمة الزهراء، أول أميرة آنذاك تكشف وجهها للعموم...و في هذا الصدد تقول...كان زوجي رجل عصري يعرف حق المعرفة كيف ربّاني والدي...

و عاشت الأميرة بقصر تطوان...و تقول في هذا الصدد أن الحياة بهذا القصر تكاد تكون مقرفة من جراء ثقل البروتوكول التي كانت تتحملها على مضض...و كانت تعبر عن هذا الشعور بالتصريح بأن عليهم بالتعليم لأنه فرصتهن الوحيدة و أن القرآن يمنحن هذا الحق و حقوق كثيرة أخرى و لا ينصحهن بالخنوع المفرط و التبعية المميتة... و عندما كانت الأميرة يضيق بها الحال تغادر تطوان و تسافر إلى طنجة لقضاء أيام بين أفراد عائلتها هروبا من ذلك الجو الثقيل. و بعد الإعلان عن الاستقلال تم إلغاء النيابة السلطانية بالشمال و عًيّن نائب السلطان سفيرا للمغرب و رافقت الأميرة زوجها. و عند عودتها إلى المغرب سنة 1969 اقترح عليها الملك الحسن الثاني إحداث الاتحاد النسائي المغربي و القيام عليه. و تتساءل الأميرة قائلة:"ماذا كان يدور بدهن الملك عندما علي ذلك ..." إنه تساؤل ظل يشغل بالها. لكنها انقضت على الفرصة اعتبارا لاهتمامها المبكر بإشكالية تحرر المرأة المغربية، و لكنها ظلت تعتبرها معركتها الأولى. لكنها كانت تعرف حق المعرفة أن عليها أن تسير على مهل و في صمت بدون أدنى انزلاق لا في الفعل فحسب و لكن حتى في اللفظ حتى لا تقلق الملك. و قد قالت إحدى المحاميات في حق الأميرة في هذا الصددد ك "كانت تقود حربا لكن بطريقة ناعمة جدا".

و منذ أن تكلفت بالمهمة بدأت جولة في المغرب. كانت تمتطي سيارتها و تتجول عبر البلاد... و قد أدهشتها درجة الفقر المدقع الذي عاينتها لاسيما في صفوف النساء و حرمان جهات و مناطق عديدة من الماء الشروب و الخدمات الصحية و العلاجية الأولية و تجدر الأمية بين المغربيات...تحدثت للنساء في كل مكان و شرعت بمآسهن لاسيما الأرامل و المطلقات منهن...و كانت البداية بإنشاء فروع الاتحاد النسائي في مختلف أرجاء المغرب...و انتقلت صحبة الأطباء و الصيادلة و رجال القانون المتطوعين إلى جملة من المناطق المغربية لتوضيح جملة من الأمور للمرأة المغربية... و سهرت على إحداث مراكز الاستماع للمرأة و ورشات التكوين النسائي و التعونيات ، كما عملت على تشجيع أليات القروض الصغرى. و بعد ذلك بدأ الاهتمام بدفع المرأة المغربية للمشاركة السياسية. و كانت الأميرة تقول دائما في تصريحاتها .. الفقر..منع الحمل...السيدا...تحرر المرأة... هذه عبارات و كلمات تخيف البعض لكن علينا التحادث فيها بصراحة و مسؤولية لأنها أمور لا تهم المرأة المغربية وحدها، و إنما المجتمع بأسره، من قمته إلى قاعدته. و قد استغلت صفة الأميرة لتشجيع النساء على الاهتمام بقضاياهم...فمن كان يقدر بالمغرب آنذاك أن يمنع زوجته أو بنته أو قريبته من حظور نشاط تشرف عليه الأميرة ابنة عم الملك...فحتى العلماء و الفقهاء لم يتجرؤوا على النبس بكلمة في هذا الصدد.

و بخصوص الحجاب...صرحت الأميرة فاطمة الزهراء مرارا قائلة... "أنا أرتدي الجلباب و أعمل مع شابات تدرتدين فساتين قصيرة...و حفيدتي تعشق ارتداء السراويل...فلكل حريته طبعا..." أما بخصوص تعدد الزوجات فقد أعلنت الأميرة حربا ضروسا في مواجهته...و في هذا الصدد كانت تنصح النساء بإدراج أقصى البنود بعقد النكاح.
الأميرات و التاريخ
الأميرة خناسة زوجة السلطان مولاي اسماعيل
حفظ التاريخ أسماء أميرات عزيزات فاضلات حملن الشعور الديني النبيل على أن يكن ذوات أثر طيب يبقى حديث الأجيال بعدهن. و في هذا الصدد وجب اإشارة إلى أن الملوك المغربة لا يحجون حسب ما هو معروف منذ القدم. فهناء ملوك و أمراء علويون اعتمروا لكن لم يسبق أن سمعنا علنيا عن حجهم في موسم الحج.
و إذا كانت كتب التاريخ العام لم تعنى كثيرا بتسجيل الحاجات المغربيات إلى بيت الله، و بذلك ضاع المفيد الجيد من أخبار تلك الرحلات، إلا أن بعض كتب الرحلات فد أنتقذت من الضياع مواقف نبيلة لمن تكبدن المشاق في سبيل الله سعيا و انفاقا و بذلا للمعروف. و من الأميرات المغربيات للائي حفظ التاريخ سعيهن إلى بيت الله الحرام، زوجة السلطان العلوي مولاي اسماعيل ، الأميرة خناسة بنت الشيخ بكار المعفري. و كانت ذات جمال وقعت من نفس السلطان أجمل موقع. و فد حفظت لها الذاكرة المغربية آنذاك اهتمامها بالثقافة الدينية و الأدبية.

و الغريب أن كتب تاريخ المغرب قد أسهبت في تاريخ زوجها السلطان العلوي، فأفردت كتب كثيرة لترجمة حياته و تجسيل وقائعه. و لكنها لم تكتب عن هذه الأميرة الجليلة ما يشفي غليل المهتم. و بذلك ظلت سيرتها مطوية حتى ظهر مخطوط الإسحاقي في خزانة القرويين و الذي تحدث عن أمجادها الكثيرة. و جاء في هذا المخطوط بصدد الأميرة خناسة الجليلة ..." أنها آثرت أشراف بعطاياها الفاخرة، و هدايا سنية لم يعرفوها من ذي قبل، و كستهم أنواع الثياب الرفيعة علاوة على المبالغ النقدية الذهبية الباهظة، كما رًوي عنها أنها أغدقت خيراتها على سائر رجال العلم و الفضل بمكة ليلة فتح البيت المبارك خصيصا لها من لدن شريف مكة, الأمر الذي ظل أحدوثة ينعث بها المغرب على الدوام...كما دفعها حب الخير إلى اقتناء عقار بمكة يقع في أشرف بقعة حبستها على جماعة من المقربين و الطلبة... و عيّنت ناظرا يسهر على ريع الوقف و توزيعه..." و فال الزركلي عن الأميرة خناسة ... حجت سنة 1142 هجرية, فعمّت الناس بعطاياها حتى بلغ ما أنفقته في في حجتها مئة ألف دينار. كما ذكر أنه كان لها علما بالفقه و الأدب، و هذا ما جعلها موضع مشورة زوجها السياسية، إذ كانت تشاركه على مسرح الأحداث و تبدي من الآراء ما يكون موضع الاحتقاء و التنفيذ.
الأميرة لالة سلمى
إن الأميرة لالة سلمى، منذ أن أضحت السيدة الأولى بالمملكة، كل المعلومات بصدد سموها في جميع الإدارات أصبحت تحظى بطابع الخصوصية، و بالتالي محمية. و هذا ما وقع بالنسبة لملف سمو الأميرة بثانوية الحسن الثاني و بالمدرسة العليا للمعلوميات و تحليل النظم (انسياس) بالرباط، و هو الملف الذي يتضمن وثائق سموها الشخصية و ملف الترشيح و النتائج الدراسية و بحوث التداريب و غير ذلك.

و مبكرا بدت اهتمامات سموها البارزة بقضية المرأة المغربية، لاسيما الأمهات العازبات ، و في هذا الصدد حرصت سموها على إحداث مركز لاستقبال الأمهات بفضل هبة ملكية و دعم من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن و مؤسسات أخرى وكنية ودولية. كما تهتم سموها اهتماما ملحوظا بجمعية "التضامن النسائي" المنشأة لمد اليد للأمهات المتخلى عنهن او في وضعية صعبة.

و منذ ظهور سموها الرسمي الأول بالولايات المتحدة أجمعت كل تصريحات عقيلات كلينتن الرئيس الأمريكي السابق، و الرئيس بوش و كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، أكدت اعتمادهن على مساهمة سموها في تفعيل الوعي العمومي و الاهتمام بإشطالية السيدا بشمال افريقيا قصد توحيد الجهود للتصدي لها.
الأميرة لالة لمياء الصلح الأميرة الشرقية
الأميرة لالة لمياء الصلح، ابنة رياض باي الصلح الوزير الأول اللبناني المغتال بالأردن سنة 1951، أرملة الأمير مولاي عبد الله، منحدرة من العائلة اللبنانية المرموقة، عائلة الصلح و هي عائلة بيروتية معروفة برزت مبكرا في المعترك السياسي و الحقوقي و الاجتماعي. و والد الأميرة، رياض الصلح، كان له أثر كبير في بناء لبنان السياسي و القومي الحديث في عهده . ظلت مواقفه الوطنية بارزة. و في 16 يوليو 1951، بينما هو في طريقه إلى مطار عمان عائدا غلأى بيروت، فاجأه أشخاص تابعين للحزب القومي السوري الأجتماعي اللبناني و أطلقوا عليه النار فقًتل في السيارة.
لقد كان رياض الصلح على خلاف مع القوميين بخصوص العقيدة لأنه كان مؤمنا بلبنان و بالعالم العربي، أما القوميون فكانوا يحلمون بسوريا الكبرى التي تعارض كليا فكرته. و لازال الجدال قائما إلى حد الآن بشأن الجهات المسؤولة فعليا عن اغتياله هو و الملك عبد الله، و لم تفرج بعد السلطات الانجليزية عن أسرار هذا الاغتيال. و تقول رواية، أن أحد قتلة رياض الصلح إلتجأ إلى أحد الثكنات الانجليزية بمدينة عمان ثم تهريبه إلى إسرائيل و من تمة إلى الأرجنتين. و اهتمت الأميرة لالة لمياء الصلح بقضية المكفوفين بالمعرب و ترلأست المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين منذ تأسيسها سنة 1967، و لازالت تعمل جاهدة لتحسين ظروفهم.

و للأميرة 3 أبناء، الأمير مولاي هشام و الأميرة زينب و الأمير مولاي اسماعيل، و هذا الأخير غير متزوج و هو خريج جامعة الأخوين و يعمل حاليا مع الملك محمد السادس.
و إبنها الأمير مولاي هشام يًعد أكثر الأمراء من جدب الأنظار بفعل مواقفه، و هو الذي أًطلقت عليه أوصاف من قبيل الأمير الأحمر و أمير الأفكار الثورية و الأمير الذي تجاوز الخطوط الحمراء. كما راجت بصدد جملة من الإشاعات، ساهمت في ترويجها بعض وسائل للإعلام المرئية و المكتوبة، لاسيما بعد أن فصّل الهجرة الاختيارية و الاستقرار خارج المغرب بالولايات المتحدة. فقد قيل بخصوص هذا الأمير ما لا يصدقه العقل المغربي أحيانا... إشاعات روجتها حتى كبريات الصحف العالمية ذات وزن تاريخي مشهود لها به و ثقل في المجال الإعلامي، منها الفرنكوفونية و الأنكلوساكسونية... من قبيل حمل الأمير لأفكار انفلابية و رغبته في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار أو التخطيط لإمارة بالصحراء... و هذا علاوة على ما نشرته بخصوص مواقفه حول الملكية و النظام الملكي بالمغرب و اتهامه لمديرية المحافظة على التراب الوطني (المخابرات) بحشر أنفها في دقائق حياته الخاصة. و للإشارة فقد اتصلت جريدة القدس العربي بالأمير مولاي هشام لاستفساره عن سبب غيابه من الصورة العائلة الملكية التي نشرتها مؤخرا مجلة "ماتش موند" فكان رده :" إن الصورة المنشورة بالألوان و أنا كلاسيكي أحبّ الصور باللونين الأبيض و الأسود".

علما أن الأمير مولاي هشام كان قد أعرب في أكثر من مناسبة عن مواقف ميّزته عن المواقف الرسمية بخصوص قضايا حيوية كبرى من قبيل الديمقراطية و حرية التعبير و المواطنة و تدبير الشأن العام بالمملكة. لكنه أكد حضوره في احتفالات الذكرى الخمسينية لعودة الملك محمد الخامس من المنفى المتزامنة مع عيد الاستقلال.

الأميرة لالة زينب
الأميرة لالة زينب، بنت الأميرة مولاي عبد الله و الأميرة لمياء الصلح و شقيقة الأمير مولاي هشام. تخرجت من المعهد العالي للتجارة و إدارة المقاولات بالدار البيضاء، و ظلت خلف الأضواء الكاشفة.

و غابت عن الأنظار" منذ إعلان زواجها برجل الأعمال محمد بنسليمان حفيد الفاطمي بنسليمان باشا مدينة فاس المشهور. و منذئد انقطعت أخبارها، و لم تظهر إلا في غضون شهر ديسمبر 2004 يوم تدشين المحل الجديد الذي افتتحه مصمم الأزياء "ديور" بمراكش، حيث ظهرت رفقة زوجها ضمن المدعووين لحفلة الافتتاح. ثم غابن ثانية و لم تظهر إلا بمناسبة الصورة العائلية الملكية التي نشرتها المجلة الفرنسية "كاتش موند" ضمن التحقيق الذي أنجزته بمناسبة الذكرى الخمسينية لعودة الملك محمد الخامس من منفاه و الاعلان عن استقلال المغرب.

الأميرة لالة سكينة
الأميرة لالة سكينة هي البنت البكر للأميرة لالة مريم. تعرف عليها المغربة عندما كانت تظهر رفقة جدها الملك الراحل الحسن الثاني في بعض المناسبات و جلالته يحضنها باستمرار. و الأميرة لالة سكينة هي الحفيدة الوحيدة للملك الراحل الحسن الثاني التي تحمل لقب الأميرة تبعا لقرار اتخذه جلالته.

بدأت سموها تظهر بجانب الملك محمد السادس منذ سنة 2000 ، و كان أول ظهور بارز بمناسبة زيارة جلالته الرسمية للديار الإسبانية.و في سنة 2004 رافقت الأميرة لالة سكينة والدتها الأميرة لالة مريم إلى الأردن لحضور أشغال القمة الثانية للمرأة العربية. و سموها تتابع حاليا دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس.
كيف يرى الملك إعداد ولي العهد؟
رغم صغر سن بدأ ولي العهد يخضع للاستعداد للمهام الجسام التي تنتظره. و لقد دشن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، نجل الملك محمد السادس و الأميرة لالة سلمى، نشاطه الرسمي باستقبال الفريق الوطني لكرة القدم بعد مشاركته سنة 2004 في نهائيات كأس إفريقيا للأمم. و يود جلالة الملك محمد السادس أن تكون تربية ولي العهد كاملة متكاملة تسير على نفس النهج الذي حكم تربية جلالته. و ذلك لتمكين سموه من الاستمرار في الحرص على ضمان التوازن الخلاق بين الأصالة و المعاصرة في صيرورة مواكبة العصر، لأن هذا السبيل يضمن تبويء المغرب المكانة المشرفة بين دول العالم المتغير.

و يعتقد جلالته أن أحسن "وصفة" تعليمية لبلوغ هذا المرمى هي تلك تعتمد على تربية صلبة و مسار دراسي و تحصيلي للعلم النافع. إلا أن جلالته لا يستحسن أن يقلده ولي العهد و إنما يسعى جلالته إلى أن يصيغ ولي العهد شخصيته الخاصة به عملا بمقولة جلالته : "أنا أنا ، و هو هو" لأن النهج و الأسلوب هو الإنسان.

إن جلالته يحرص الحرص الشديد على الاعتناء بنفسه بولي العهد في جو عائلي ككل أرباب العائلات المغربية. و في هذا الصدد صرح جلالته لمجلة "باري ماتش" الفرنسية أن ولي العهد يقوم من حين لآخر بزيارة جدة والدته رفقة أمه الأميرو لالة سلمى، و التي ربت سموها منذ أن كان سنها لا يتجاوز السنتين.

وللإشارة فإن لباس و هندام ولي العهد الأمير مولاي الحسن بدأ يستقطب اهتمام بعض الشركات العالمية المتخصصة في ألبسة الأطفال. و في هذا الإطار كشفت شركة "ويل ويشرز عن اهتمامها البالغ و تعمل جاهدة لتحظى بشرف إعداد ملابس و لوازم سموه.

الأميرات الفنون التشكيلية
إذا كانت جميع الأميرات تهتمن ، بشكل أو بآخر، بالفنون التشكيلية و تشجعن الفنانين ، إلا أنه يبدو أن الأميرة لالة مريم و الأميرو لالة حسناء هما أكثر اهتماما بالفنون التشكيلية المغربية. و أضحى معروفا عن سموهما أنهما يقتنيان أكثر من غيرهما من الأميرات لوحات الفنانين التشكيليين المغاربة. و في حوزتهما على وجه الخصوص مجموعة خاصة و نادرة لجملو من الفنانين التشكيليين المغاربة المرموقين ، منهم اراحلين و الأحياء، أمثال الشعيبية و القطبي و بنيسف و محمد البناني و غيرهم.
إنها أسئلة ظلت تشغل بال المواطن و المواطنة البسيطين. و قد يكون الجواب أن حياة سموهن لا تختلف كثيرا عن حياة الأسر الميسورة بالمغرب لكن مع احترام جملة من المقتضيات المفروضة بروتوكوليا. إلا أن جوابا من هذا القبيل لا يشفي غليل فضول المواطنين باعتبار أنهم يتصورون أن الأميرات ليس كباقي نساء المملكة.

طبعا سيكون من غير المتصور أن يعاين المرء أميرة من الأميرات تتجول بأسواق المدينة أو تظهر في أماكن يتوجه إليها كل الناس، علما أنه من العادي جدا مصادفتهن أحيانا كثيرة على سيارتهن بأحد شوارع العاصمة.

و في هذا الصدد يقر الكثيرون من المقربين من القصر الملكي أن الأميرة لالة أسماء كانت ترافق أبناءها إلى المدرسة كما تفعل أي أم مغربية. و عموما يمكن القول، دون مجانبة الصواب، أن الأميرات بالمغرب يعشن حياة قريبة من حياة العائلات المغربية الميسورة لكن بهامش أقل بخصوص حرية التصرف و التحركة بفعل قواعد البروتوكول المفروض على سموهن احترامها بدقة. لكن و رغم هذا من الممكن أن نصادف إحدى الأميرات في محلات عمومية أو شبه عمومية. و في هذا الصدد صادفت إحدى المغربيات يوما الأميرة لالة حسناء بإحدى محلات الحلاقة الراقية بمدينة باريس و قلت أنها تبادلت مع سموها أطراف الحديث و قد رأتها متواضعة غاية التواضع إلى حد لا يحسبها المرء أنها أميرة.

كما أن عمال فندق سفير بمدينة القنيطرة أكدوا أن إحدى الأميرات تناولت عصيرا بمقصف الفندق بشكل عادي ة متواضع جدا لدرجة أنهم استغربوا للأمر.

لكن القاعدة تظل هي أن الأميرات يخضعن لجملة من القواعد البروتوكولية تفرض عليهن أن يكن محاطات بالحراسة و أن لا يظهرن في أي مكان. كما أن إقامتهن ببير قاسم الخاضعة للحراسة اللازمة تجعل حياتهن الخاصة تبدو و كأنها مطبوعة بشيء من السرية أو الانزواء.

و مع ذلك تظل حفلات زفاف سموهن مناسبات سمحت باقتحام حياتهن الخاصة من طرف المغاربة لمشاركتهن في فرحة العمر. و هذا ما تم فعلا سنة 1986 بفاس في حفل قران الأميرة لالة مريم مع فؤاد الفيلالي، و بمراكش سنة 1987 بمناسبة حفلات زفاف الأميرة لالة أسماء بخالد بوشنتوف، و بالرباط سنة 1991 في حفلات زفاف الأميرة لالة حسناء بالدكتور خالد بنحربيط. و كانت كلها مناسبات شاركت فيها مختلف فئات الشعب المغربي القصر الملكي فرحته.

و خلافا لما كان المغربة يعتقدونه عادة أو قاعدة فكل أزواج الأميرات الثلاثة لا ينحدرون من العائلة الملكية و إنما من عائلات مغربية مرموقة لها مكانتها   
مريم الأميرة الأكثر ظهورا
الأميرة لالة مريم أول بكرة أبناء و بنات الملك الحسن الثاني، إنها أول طفلة رًزق بها جلالته يوم 26 غشت 1962 ، و كان مسط رأسها بروما بالديار الإيطالية لما كانت العائلة الملكية تقضي العطلة الصيفية هناك.

تابعت سموها دراستها بالمدرسة المولوية و المعهد الملكي بالقصر الملكي و جامعة محمد الخامس بالرباط. حصلت على شهادة الباكالوريا في يونيو 1981، و بعد نهاية دراستها سافرت إلى باريس للخضوع لتدريب طويل بمقر اليونسكو هناك.

و منذ حصولها على الباكالوريا عينها جلالة الملك الحسن الثاني رئيسة لمصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية في 6 مارس 1982. تزوجت الأميرة سنة 1984، و كانت حفلات زفافها حدثا وطنيا بارزا، و لم يكن سنها آنذاك قد تعدى 22 ربيعا. و أًقيمت الاحتفالات و المراسيم بمدينة فاس ابتداءا من يوم 15 سبتمبر 1984.

لقد تزوجت الأميرة لالة مريم بفؤاد الفيلالي، من مواليد سنة 1957، و هو نجل عبد اللطيف الفيلالي الوزير الأول و وزير الخارجية الأسبق. و قد سبق لفؤاد الفيلالي أن أدار شؤون مجوعة "أونا"، أومنيوم شمال إفريقيا، و هي المجموعة الاقتصادية الأولى بالمملكة حيث تمثل مبيعات فروعها نحو 10 في المئة من الانتاج الاجمالي للبلاد و تحقق أكثر من 23 في المئة منها دوليا. كما أن منظومة "أونا3 و شركاتها و فروعها المدرجة في البورصة المغربية تمثل ما يناهز 60 في المئة من قيمة السوق الاجمالية. و من المعلوم أن مؤسسة تدبير مساهمات العائلة الملكية "سيجر" تمتلك 35 في المئة من رأس مال "أونا".

و أصبحت الأميرة لالة مريم أًمّا بوضعها مولودتها الأولى يوم 30أبريل 1986 ، و التي اختار لها جدها الملك الحسن الثاني إسم الأميرة لالة سكينة و كانت قرة عينه، تعرف غليها المغربة عندما كانت تظهر رفقة جدها و جلالته يحضنها على الدوام.

و رًزقت الأميرة لالة مريم بمولودها الثاني يوم 2 يوليو 1988، مولاي إدريس الذي يتابع دراسته حاليا.

و في سنة 1997 تطلقت الأميرة لالة مريم من فؤاد الفيلالي، و كان الإعلان الرسمي عن الطلاق بمثابة القضاء على إحدى الطابوهات، و الجهر بأن أي غمرأة مغربية، حتى ولو كانت أميرة، لا يمكن أن تًجبر على البقاء مع زوج لا يسعدها في حياتها.

و اهتمت الأميرة منذ نعومة أظافرها بإشكالية المرأة و الطفل بالمغرب و العالم العربي حتى قبل أن تترأس سموها المرصد الوطني للطفولة و هي شابة. لقد كانت من أولى المنخرطات في مطالبة المصادقة على الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل. و قد قالت سموها في هذا الصدد : " الأهمن ليس هو العالم الذي سنتركه لأطفالنا، و إنما الأطفال الذين سنتركهم لهذا العالم".

و بالإضافة للمهام التي اضطلعت بها، كلفها الملك الحسن في مايو 1999 برآسة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. و قد أعلن جلالته عن هذا التكليف بمناسبة الكلمة التي ألقاها جلالته بباريس عند اسقباله الجالية المغربية بالخارج.

و عموما اضطلعت الأميرة لالة مريم بعدة مهام، لاسيما في المجالين الاجتماعي و الثقافي. إنها رئيسة الجمعية المغربية لدعم و مساندة اليونسيف و رئيسة المرصد الوطني للطفل و رئيسة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج و رئيسة مؤسسة الحن الثانيلقدماء المحاربين. و منذ يوليو 2001 اضطلعت سموها بهمة سفيرة لليونيسكو. و قد عملت على تفعيل حقوق المرأة و الطفل و الدفاع عنها. و قد ترأست سموها الوفد المغربس المشارك في لقاء لبنان حول موضوع " المرأة العربية و النزاعات المسلحة".

كما عينها الملك محمد السادس رئيسة للاتحاد النسائي المغربي لتخلف الأميرة الراحلة لالة فاطمة الزهراء العزيزية.

و تعتبر الأميرة لالة مريم أكثر الأميرات ظهورا في وسائل الإعلام و تمرسا في الميدان الاجتماعي، و هو الميدان الذي خبرته و خبرها منذ أن كان سن سموها 20ربيعا، الشيء الذي جعل الملك محمد السادس يرقيها إلى رتبة كولونيل ماجور اعتبارا للمجهودات التي بدلتها كمشرفة و قائمة على مصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية.

إن المهام الكثيرة التي اضطلعت جعلتها كثيرة السفر و السفريات عبر العالم، و بذلك ظلت سموها أكثر سفرا إلى الخارج من شقيقتيها الأميرة لالة حسناء و لالة أسماء.

و يرى المقربون في سموها الأميرة المتواصعة، تحب السفر كمسافرة عادية مع عموم الناس، و تهوى العيش ببساطة و أكل الساندويتش. و قد أكد هذا الوصف جملة من الأشخاص حظوا بلقاء سموها و معاينتها عن قرب. و هذا كذلك ما أكدته سيدة إلتقتها بالديار الفرنسية عند إحدى صديقاتها التي تقوم سموها بزيارتها من حين لآخر هناك.
لكن كيف يرى شباب المهجر الأميرة لالة مريم؟
عبر موقع إلكتروني بشبكة الأنترنيت فتح المجال لبعث برقيات للأميرات بمناسبة أعياد ميلاد سموهن يتبين أن شباب المغرب بالمهجر (الجيل الثالث) يرى الأميرة لالة مريم تجسد الجمال العربي الأصيل المقرون بالرزانة المحسوبة بدقة. و قد أجمعت الأغلبية الساحقة لتلك البرقيات الالكترونية على القول بأن سموها "كول" و "كلاسيك" و هو في عرف الشباب يعني الرزانة و القلانية و الأصالة، و هذا بالنسبة للذكور. أما بالنسبةللإناث فقد أجمعن على القول أن الأميرة لالة مريم جميلة و حكيمة و رزينة رزانة علمية عقلانية، و أن سموها تمثل فحوى الجمال العربي الأصيل عندما تظهر مرتدية القفطان المغربي. و تقول إحدى الشابات ، إن مظهر سموها بالقفطان يكاد يكون ملائكيا. هكذا يرى الشباب المغربي بالمهجر الأميرة لالة مريم أكثر الأميرات نشاطا و ظهورا على المستوى الإعلامي
الأميرة لالة حسناء

تابعت دراستها بالمدرسة المولوية و المعهد الملكي بالقصر الملكي بالرباط، و حصلت سموها على شهادة الباكالوريا ( شعبة الأداب العصرية) بميزة سنة 1985.

كانت مراسيم خطوبة سموها بالدكتور خالد بنحربيط المزداد سنة 1959 ، بمدينة فاس يوم 13 دجنبر 1991 و أقيمت حفلات الزفاف بالرباط يوم 8 سبتمبر 1994.و أصبحت سموها أما يوم 15 ديسمبر 1995 بانجابها أول مولود لها، و كانت أنثى اختار لها الملك الراحل الحسن الثاني اسم لالة أميمة . و في يوم 20 أكتوبر 1997 و ضعت الأميرة طفلة ثانية، حملت غسم لالة علية. و منذ نعومة أظافرها وجهها والدها نحو الاهتمام بالبيئة ، لتهتم بالحفاظ عليها و حمايتها و العمل على تفعيل الوعي البيئي بالمغرب. اضطلعت الأميرة لالة حسناء برئاسة جملة من الجمعيات، من ضمنها جمعية مساندة الأطفال المرضى و قرى الأطفال ( SOS ) و جمعية الإحسان و العصبة الوطنية لموظفات القطاع العمومي و الجمعية لعلم اآثار و الثرات. كما تترأس سموها مؤسسة محمد السادس للحفاظ على البيئة منذ تأسيسها في صيف 2002. و سموها هي التي كانت وراء جملة من البرامج أضحى يعرفها الصغير و الكبير بالمغرب، لا سيما "بونظيف" و برنامج "المدن المزهرة" و برنامج "المفاتيح الخضراء" و "الأحياء الايكولوجية" و "المدارس الإيكولوجية"، و كلها تعتبر لبنات لاستراتيجية رامية إلى تكريس وعي إيكولوجي و ثقافة بيئية.

كما رعت الأميرة لالة حسناء جائزة "أنظف شاطئ" منذ إحداثها في صيف 1999 . و في سنة 2002، كانت سموها وراء إحداث جائزة "المحققين الشباب في مجال البيئة"، و في سنة 2003 جائزة "الصورة"، و هي التي تمنح سنويا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.

و من منجزات سموها كمهتمة بالبيئة رعايتها و دعمها لمشروع إعادة هيكلة " الحدائق الغريبة" لبوقنادل، شمال مدينة سلا، التي كان قد أحدثها عاشق الطبيعة، المزارع الفرنسي ، مارسيل فرانسوا سنة 1951، و كذا تحويل مسكنه إلة متحف بيئي.

كما مثلت سموها المغرب في عدة لقاءات دولية، نذكر منها لقاء قنة المرأة العربي بأبي ظبي سنة 2002ن و تم خلاله توشيح صدر سموها بوسام زيد من طرف عقيلة دولة الإمارات العربية الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما وًشّحت سموها بالقلادة الكبرى البلجيكية، وسام ليوبود الثاني ، سنة 2004 على يد ملك البلجكيين بمناسبة زيارته للمغرب.
الأميرة لالة أسماء أميرة الظل
الأميرة لالة أسماء هي البنت الثالثة للملك الراحل الحسن الثاني الشقيقة الصغرى للملك محمد السادس، ازدادت بالرباط يوم 29 سبتمبر1965

تابعت دراستها بالمدرسة المولوية ثم الثانوية الملكية بالقصر الملكي بالرباط. و بعد نهاية دراستها الثانوية وافق الملك الراحل الحسن الثاني يوم 5 نوفمبر 1986 على عقد قرانها بالشاب خالد بوشنتوف ، نجل الحاج بليوط بوشنتوف أحد كبار أعيان العاصمة الاقتصادية، مدينة الدار البيضاء و عضو مؤسس لحزب الأحرار (التجمع الوطني للأحرار). و قد حًرّر عقد زواج سموها بالقصر الملكي بالرباط، و أًقيمت مراسيم الزفاف بمدينة مراكش

و أصبحت الأميرة لالة أسماء اًمّا يوم 25 يوليو 1987 بإنجابها مولودها الأمول أطلق عليه جده الملك الراحل الحسن الثاني اسم مولاي اليزيد. و في 29 مايو 1992 أًرزقت سموها بمولودها الثاني، و كانت أنثى أطلق عليها جدها اسم لالة نهيلة. و كلاهما يتابعون دراستهما حاليا. و من المهام التي تكلفت بها الأميرة لالة أسماء الرئاسة الشرفية لجمعية الرفق بالحيوانات و حماية الطبيعة.

و من المعروف أن الأميرة لالة أسماء ظلت أقل ظهورا من شقيقتيها الأميرتين لالة مريم و لالة حسناء باعتبارها تفضل البقاء في الظل و العمل في السر.
دور الأميرات بالمغرب
رغم أن الصورة التي كانت سائدة هي التستر على كل ما ارتبط بالأنثى بالقصور الملكية بالمغرب، إلا أنه منذ أمد لعبت أميرات المغرب دورا هاما في تفعيل صيرورة انعتاق المرأة المغربية من جملة من الحواجز. و يشهد التاريخ على جملة من الأحداث تؤكد هذا القول. فأحيانا تكون ممارسات بسيطة و حركات محدودة كفيلة بأن تفتح السبيل لتحقيق خطوات عملاقة. و في هذا الصدد نسوق حدث تاريخي كان له وقعا خاصا و بارزا، و كان بمثابة الانطلاقة لتحقيق خطوة عملاقة في نهاية أربعينات القرن الماضي.

ففي سنة 1947 كلف الملك محمد الخامس الأميرة لالة عائشة بإلقاء خطاب جماهيري و هي مكشوفة الوجه بدون لثام. و قد كان لهذا الحدث وقعا خاصا في المجتمع النسوي بالمغرب. إذ كان بمثابة إعلان رسمي عن ولوج المرأة لركح ظل ذكوريا قسرا.

و ابتداءا من نهاية سبعينات و بداية ثمانينات القرن الماضي اضطلعت بعض الأميرات بجملة من المهام. و هكذا اضطلعت الأميرة لالة مريم بمسؤولية رئاسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية و جمعية مساندة اليونسيف. و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية الصم البكم التي تحمل إسمها.و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية النساء الموظفات. علما أن الأميرة لالة مليكة ظلت تضطلع برئاسة الهلال الأحمر المغربي منذ نشأته في ستينات القرن الماضي.و اضطلعت الأميرة لالة أمينة في السابق بعصبة حماية الطفولة، و ترأست الأميرة لالة فاطمة الزهراء العزيزية الاتحاد النسائي المغربي منذ سنة1967 كما أن الملك الراحل عيّن شقيقته الأميرة لالة عائشة سفيرة للمغرب باتجلترا ثم بايطاليا.

سقوط الطابوهات بالتدريج
إن التتبع لحياة الأمراء و الأميرات بالمغرب يلاحظ أن جملة من الطابوهات يتتالى سقوطها و لازالت المسيرة سائرة في هذا المنحى.فكان أول طابو في هذا المجال عاينه المغاربة ظهور الأميرة لالة عائشة، عمة الملك محمد السادس و شقسقة الملك الراحل الحسن الثاني، مكشوفة الوجه و بزي عصري أوروبي سنة 1947.و تلى ذلك الإعلان الرسمي عن طلاق الأميرة مريم و كل ما يحمله من مغزى و دلالات من حيث التأكيد على حقوق المرأة و عدم إجبارها على الاستمرار في زواج لا يسعدها.

و كان الطابو الثالث هو المتمثل في ظهور بعض الأميرات بالسراويل. و كان آخرها إلى حد الآن، و هو أكبرها مدى و فحوى و دلالة، إنه تعرف المغاربة منذ الوهلة الأولى على زوجة الملك و ظهورها و حملها للقب الأميرة الذي كان مقتصرا سابقا على أخوات الملك ، و كذلك باضطلاع سموها بمهام رسمية و انخراطها في الحياة الاجتماعية و الثقافية جهرا و علانية و بجلاء.و رغم أن بعض الجهات تسعى حاليا جاهدة إلى إعادة رسم الخطوط الحمراء كما كان عليه سابقا باعتمادها على دفوعات هشة ، فإنه يبدو أن كل من يحب الخير لهذا البلد، فعلا و فعليا، عليه بالضرورة مواكبة مسيرة الملك محمد السادس نحو التحديث و تخليص البلاد من جملة من الطابوهات ، كثير منها شكلي لكن ذو دلالة، و دعم هذه المسيرة
وتعليم الأميرات
لقد عاش الأمراء و الأميرات، أبناء الملك الراحل الحسن الثاني في إقامة كبيرة. و كان سموهم يستقبلون أصدقائهم في مآدب غذاء و عشاء، و يلعبون معهم، و ينظمون حلقات لمشاهدة الأفلام و حصص للجولات بالدرجات.كما أن سمهوهم تربوا على حبّ الحيوانات و الرأفة بها، و كانوا يعتنون و هم صغار السن بكلاب و قطط و حيوانات أليفة أخرى. و كل هذا ساهم في اتساع مداركهم و تنمية شخصيتهم.و درست الأميرات الثلاثة، لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء بالمعهد المولوي بالقصر الملكي بالرباط. و هو معهد أحدثه الملك محمد الخامس قصد تعليم الأمراء و الأميرات و مرافقيهم من مختلف فئات الشعب المغربي، و الذين يتم اختيارهم من بين التلاميذ النجباء و النتفوقين قصد خلق جو من التنافس
و قد رافقت الأميرات في دراستهن بالمعهد المولوي تلميذات قريناتهن في السن و في المستوى الدراسي، قاسمهن المشترك أنهن من المتفوقات في مدارسهن. و ذلك لتفعيل التنافس الضامن لجدية الدراسة و رقي مستواها.و قد حرص الملك الراحل الحسن الثاني على حصول تنويع في مرافقات الأميرات في الدراسة لكن مع وحدة المقاييس، و على رأسها التفوق الدراسي و الذكاء الحاد.

فمن جهة كانت ظروف الدراسة بالمعهد المولوي نخبرية اعتبارا للبيئة و الامكانيات و طبيعة و مؤهلات طاقم التدريس و الإدارة و التدبير. لكن من جهة أخرى، أرادها الملك الحسن الثاني أن تكون شعبية بفعل مرافقات الأميرات و مرافقي الأمراء الذين طانوا عموما من أبناء الشعب المتفوقين في دراستهم. و القصد من هذا المزج كان تربية الأمراء و الأميرات تربية شعبية في جوهرها رغم طابعها النخبوي.

و كسائر التلميذات، عاين المقربون للقصر الملكي، غضب الملك الراحل الحسن الثاني على الميرات أحيانا بسبب عدم قيامهن بواجباتهن على الوجه الذي يستحسنه. كما تعرضت الأميرات كجميع لأطفال للضرب التأديبي، و هذه أمور كانت شائعة منذ زمن بعيد وسط العائلة الملكية و القصر الملكي حرصا على حسن التربية و جودتها.و قد سبق سبق للملك محمد السادس أن صرح أن تربية جلالته و شقيقه و شقيقاتها كانت تربية صارمة، و البرامج الدراسية كانت ثقيلة، مزدوجة تقليدية و عصرية.

و في هذا الصدد سبق للزميلة "لوجورنال" أن نشرت أن الملك الحسن الثاني سبق له أن كلف أكثر من مرة الجنرال مولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات و القصور الملكية، بتنفيذ عقوبات تربوية كان جلالتها يقرها بخصوص الأمراء و الأميرات. و بهذا الخصوص كان للأميرات نصيبهن من الضرب و العقاب التربويين. و هذا أمر لم يكن يخفيه الملك الراحل الحسن الثاني و إنما كان يجهر بتشدد جلالته فيه.و في القسم كانت الأميرات تعاملن كتلميذات بالتمام و الكمال، ففي الفصل كانت تلميذات و خارجه أميرات يعاملن بما يليق بمقامهن من تكريم و احترام يًراعى فيه البروتوكول التقليدي. كما أن الأميرات مررن بمرحلة "المسيد" (الكتاب القرآني) و حفظن ما تيسر من القرآن الكريم، و هذا ألأمر حرص عليه كذلك الملك الحسن الثاني.

و من مرفقات الأميرات و زميلاتهن في الدراسة حياة الفيلالي المدغري بنت محافظ القصر الملكي بفاس و التي تزوجت بهشام المنظري سنة 1994 و تطلقت منه في غضون سنة 1999 ، و التي صرحت أنه خطط بدهاء و ذكاء ، من حيث لا تدري هي، للزواج بها حتى يضمن قربه أكثر للقصر الملكي، و قد عانت كثيرا من ارتباطها به إلى حد انكسار حياتها. و حياة هذه هي التي حاول الصحفي الفرنسي "توكوا" الضغط عليها للمساهمة معه في التشهير بالمغرب حسب ما كان قد خطط له هشام المنظري. كما صرحت حياة أنها تربطها علاقة عائلية مع فريدة الشرقاوي التي أعدها "فرانسوا كليري" من حريم القصر في كتابه "حصان الملك". ملبس و زينة الأميرات

دأبت الأميرات المغربيات على اقتناء ملابسهن من أشهر دور الأزياء الأوروبية، لاسيما الفرنسية و الايطالية منها... من قبيل "شي شانيل" و "ديور" و "جان بول كوتيي" و "دولسي كابانا" و "كوسي" و "برادا" على وجه الخصوص.

أما الأحدية و الحقائب المفضلة لذى سموهن هي صنع كبار مصممي الأحدية و الحقائب في العالم.و بهذا الخصوص تًعد أميرات المغرب من زبناء "شي ماسارو" و "فراتيلي روسيتي" و "هوجان" و غيرها و بخصوص الحلي تفضل الأميرات اقتناء القطع النادرة و الفريدة من عند "كارتيي" و "شومي" و "بياجي" و "فان كليف" و غيرهم من الجواهريين المشهورين.

أما عطورهم المفضلة ، فيقوم بإعدادها اختصاصيين في المجال لا سيما "كيرلان" و "إيف سان لوران" و "باتو" على وجه الخصوص. و فيما يتعلق بأمور الحلاقة و تسريحات الشعر، فالأميرات في الغالب لا يقصدن أشهر المحلات في المجال بالعاصمة أو بغيرها، و إنما توجد متخصصات و متخصصون في الحلاقة و التجميل رهن إشارة سموهن، و كلهم لهم باع طويل في الميدان و من خريجي المعاهد العليا في
الصنعة.
15170139_m
و في هذا الصدد أغلب المقربين من القصر الملكي يقرون بأن الملك الراحل الحسن الثاني كان يهتم كثيرا بشؤون ملبس و مظهر الأميرات و غالبا ما كان يقوم جلالته على أمرها شخصيا، كما كان كان يحرص جلالته على أن تصل فساتين الأميرات إلى ما تحت الركبتين. و ظلت كل من الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء تحت مراقبة جلالته في هذا الشأن. أما فيما يتعلق بالملابس التقليدية، الخاصة بالمناسبات الرسمية أو الخاصة، فهي كذلك كانت قواعد مضبوطة، أهمها أنها فضفاضة و مسقيمة. و كلها مخيطة بـ "السفيفة" و خيوط من الذهب الخالص على الطرقة المسماة بـ "المخزنية" ( القفطان المخزني و "الدفينة" المخزنية)، و هي معروفة لدى المغاربة و هي عتيقة ذات جدور عميقة في تقاليد و هوية المغرب. و رغم أن القفطان طرأت عليه الكثير من التغييرات، إلا أن لباس الأميرات التقليدي ظل على الدوام مًعدا بالطريقة التقليدية العتيقة، الطريقة المعروفة بالمخزنية

ففي المناسبات الرسمية، لاسيما عندما يهم الأمر استقبال رؤساء دولة أو ضيوف مرموقين، تظهر الأميرات في غلب الأحيان باللباس التقليدي الأصيل، القفطان و الدفينة و "المصمات" الذهبية المرصعة بالألماس و أقراط و قلائد و دمالج تناسبها و في تناسق تام مع لون اللباس



Vous aimez ?1 2 3 4 5

خدام القصر الملكي

خدام القصر الملكي



ظلت القصور الملكية في المخيلة الشعبية موصومة بالبدخ، يتصورها أغلب المغاربة فضاءات عامرة بالعبيد والجواري على امتداد أكثر من أربعة عقود.
ولازال خدم وعبيد دار المخزن محاطين بالكثير من الأسرار إلى حد الآن فالبلاط بالمغرب ظل يحجب أسراره وراء طقوس تقليدية عتيقة نسجت حولها أساطير وحكايات همت قاطني دار المخزن والعاملين بها، وساهمت كثيرا في إسباغ قدر كبير من الإبهار والهيبة على القصور والعاملين بها. ولازالت الأسطورة والإشاعة والخيال يطبعون أحاديث عموم الناس حول خدم وعبيد دار المخزن.
ففي عهد الملك الراحل الحسن الثاني كان المرء يحتار أحيانا، تارة يعاين ملكا متفتحا متشبعا بالثقافة الغربية في آخر صيحاتها وبالحداثة ، وتارة أخرى يعاين ملكا متشبثا بأعرق التقاليد وعاملا على إعادة إحياء، بقوة وحماس كبير، تقاليد عتيقة اندثرت أو كادت، أو مرسخا لاعتقادات قد تبدو أنها تتنافى مع العقل والنهج "الديكارتي" الذي كان يطبع تفكيره ومنهجه بامتياز؛ وهي ذات التقاليد التي احتفظ بها الملك محمد السادس بعد اعتلائه عرش البلاد


وعموما إن غنى المغرب يبدو بجلاء في حياة القصور التي تكلف ميزانية الدولة ما يناهز 2500 مليون درهم سنويا، يعمل فيها مئات من الخدم والعبيد، فكيف يعيش هؤلاء بداخلها؟ وما هي مهامهم وعلاقتهم بالمجتمع المغربي؟ هذه عينة من الأسئلة التي نحاول تجميع عناصر الأجوبة عليها بمغامرتنا في مجال دروبه بمثابة رمال متحركة تبلغ كل من يحاول الاقتراب منها
فرق عبيد دار المخزن
من المعلوم أن كثرة الخدم والعبيد بالقصر الملكي ارتبطت بكثرة المهام التي يضطلعون بها بفضاءات دار المخزن على امتداد السنة. كما أن كثرتهم فرضها العدد الهائل لقاطني القصر وخصوصا الحريم، وظل الحال على ما هو عليه رغم أن الملك محمد السادس بعد توليه الحكم ألغى عادة الحريم وطقوسه وسرّح العشرات من نساء القصر وخيرهن بين البقاء في كنف دار المخزن أو مغادرتها، في حين كان والده الملك الراحل الحسن الثاني يعمل على إعادة إحياء عدة تقاليد وأعراف عتيقة على امتداد فترة حكمه

وتعود الخلفية التاريخية لخدم وعبيد دار المخزن إلى قرون، ففي السابق كان يوجد بقصور السلاطين ما يسمى بعبيد المخزن إبان الدولة الموحدية، وضمنهم كانت فرقة تدعى "جفارة" وهم عبيد سود يمشون في المواكب السلطانية حاملين الرماح والسيوف ويحملون العلم الأبيض (العلم المنصور)؛ وفي عهد الفاطميين كان هناك "عبيد الشراء"، وهم طائفة من الجند ممن جلبوا عن طريق الشراء من أرض السودان وكان ضمنهم "علم دار" وهو المكلف بحمل العلم في ركاب السلطان وكذلك "أبدار" وهو المكلف بإعداد الشراب وكان يناول السلطان الماء للشرب والاغتسال، و"أفراك" وهو المكلف بالقيام على أمور السياج الفاصل بين فسطاط السلطان وحاشيته عن بقية الجيش والمرافقين في المعسكرات؛ والفسطاط كلمة عربية تعني الخيمة، وبذلك يكون "أفراك" هو الخادم القائم على فرقة العبيد المكلفة بنصب الخيام السلطانية وأسيجة فصلها عن باقي الخيام في المعسكرات. وبعض هذه التسميات لازالت قائمة ومستعملة إلى حد الآن في نعث بعض فرق الخدم والعبيد بالقصر الملكي بالمغرب
ينتظم الخدم والعبيد في القصر الملكي حسب تراتبية خاصة ضمن فرق، وعلى رأس كل فرقة منها قائم على أمورها، وبعض القائمين عليها رقاهم الملك الراحل الحسن الثاني إلى درجة قائد (قائد "البراد" أو "قائد الأتاي" وقائد البلغة والجلباب)، وتسمى فرق الخدم والعبيد في عرف دار المخزن بـ "حناطي المخازنية"، ومن أهم هذه الفرق

- المشاورية: وهم عبيد المشور الذين يستوجب حضورهم في كل مناسبة بالقصر، وهم المكلفون بترديد العبارة المشهورة "الله يبارك في عمر سيدي" وكذلك بكل العبارات الأخرى الخاصة بكل مناسبة وبكل وضعية من الأوضاع

- المزارك: وهم أصحاب الرماح الذين ينتظمون في صف أمام الملك عندما يكون ممتطيا جواده الأصيل أو على متن العربية الذهبية أو السيارة المكشوفة أحيانا، وهم المعروفون بلباس الفوقية البيضاء تحتها قفطان أصفر أو وردي أو أزرق والبلغة البزيوية.
- أصحاب الفراش وفرق أفراك (الفسطاط)، وعادة ما يحملون، في الموكب الملكي التقليدي بالمشور، تحت إبطهم "لبدات" خضراء.
حامل المظلة السلطانية الضخمة


- الفرقة الموسيقية وهي المعروفة بفرقة 55 لأنها تضم موسيقيين مهرة يتقنون عزف وأداء 11 نوبة للطرب الأندلسي بموازينها الخمسة الخاصة بكل نوبة 5*11
عبيدات العافية: وهي فرقة العبيد المكلفة بتطبيق العقوبات الصادرة في حق أهل دار المخزن (جلد وحبس وهناك إماء بدار المخزن مكلفات بالزينة واللباس التقليدي الأصيل يقمن بالإشراف على تزين الحريم ومؤانستهن. كما يكثر نشاطهن خلال المناسبات وغيرها، بل منهن من يقتصر دورهن على إطلاق الزغاريد، وفي السابق كن بكثرة من الزغاريد سواء بمناسبة دخول الحمام والخروج منه أو عند استيقاظ الوصيفات

وقد حرص الملك الراحل الحسن الثاني أن لا تخرج نزاعات ومشاكل قاطني دار المخزن عن أسوار البلاط، وذلك حفاظا على هيبته ومرتبته في عيون المغاربة، فلم يكن الملك الراحل يسمح لأهل دار المخزن (بما فيهم سكان تواركة) اللجوء إلى القضاء.
فكل الخصومات والنزاعات والخروقات القانونية كانت تحل تحت إمرته من خارج المنظومة القضائية داخل القصر، وغالبا ما كان يبث فيها بنفسه. لذلك كانت دار المخزن تتوفر على منظومة جزائية وعقابية خاصة، بما في ذلك سجن خاص (البنيقة) لإيداع الخارجين عن قواعد سلوك ونظام دار المخزن وذلك لمدة محددة. وعبيدات العافية هي الفرقة المكلفة بإنزال العقاب على المذنبين (الجلد أو الحبس بالبنيقة). وورد في عدة كتابات أن الخدم والجاريات، بل وحتى بعض نساء الحريم قد تعرضن إلى عقوبات تأديبية تكلفت فرقة عبيدات العافية بتطبيقها والقيام عليها، وقد علق أحد المحللين على هذه الفرقة بنعتها بـ "جلادي البلاط".
والقاعدة السائدة بين خدم وعبيد دار المخزن هي التوقير والتبجيل، وينادون أسيادهم بسيدي ومولاي ولالة والشريف والشريفة، أما فيما بينهم، فينادون من هم أكثر رتبة في هرم تراتبية الخدم والعبيد بلقب "عزيزي".
ومن المعروف على المغاربة أنهم شديدي الولع بتشريف الأسماء ذات الدلالات الدينية، وقد وصل بهم الأمر إلى تثبيتها في بطاقات التعريف والوثائق الرسمية بعبارات سيدي ومولاي ولالة. ففي المرجعية المجتمعية الشعبية المغربية كل من ينتمي إلى الأسرة العلوية فهو شريف، وكل من ينتمي إلى أسرة علمية عريقة أو إلى زاوية صوفية فهو في المجتمع شريف.
وفي المغرب خصصت الدولة، الشرفاء العلويين ببطاقة خاصة تميزا لهم وتوقيرا، وهي بطاقة بيضاء يخترقها خطان (أخضر وأحمر) تحمل صورة واسم صاحبها، وتعتبر بمثابة شهادة اعتراف من الدولة بالوجاهة الروحية لحاملها، وغالبا ما يستعملها البعض على أنها بطاقة بيضاء (carte blanche)، أي عبورا وتحقيقا لجملة من المصالح والامتيازات في الكثير من الحالات.
خدام الحريم
في الوقت الذي كان هناك جناح خاص بالحريم، كان فضاءا لا يلجه إلا الملك والخدم والعبيد الذين يتم وقف حياتهم على خدمته وذلك حتى لا يذاع ما بداخله من أسرار. لذا كانت فرقة من الخدم والعبيد خاصة بالحريم.
وساد الاعتقاد أن الخدم العاملين بجناح الحريم والوصيفات من العبيد المخصيين. وخدمة هذا الجناح ظلت مهمة تتوارث أبا عن جد بين فئة خاصة من عبيد القصر الملكي، وهي الفئة الوحيدة من الخدم والعبيد الذين كان مسموحا لهم، دون غيرهم، ولوج فضاء الحريم والوصيفات، وكانت هذه الفرقة تقوم بمختلف الأشغال والأعمال، ومن ضمنها - كما يشاع- المساعدة في تحضير لوازم الاستحمام والمساعدة على الاغتسال في قاع الحمام البلدي.
وقد تداخلت الشائعات بالواقع باعتبار أنه ظل سائدا أن حياة القصور الملكية في عهد الحسن الثاني كانت شبيهة جدا بظروف السلاطين القدامى وقريبة من الحكايات والقصص الهارونية. وهذا خلافا لما سار عليه الملك محمد السادس الذي لا يحب العيش داخل القصور ولا يستحسن طقوسها وقواعدها، بل يفضل العيش بطريقة عصرية حداثية في إقامة ملكية توفر جوا عائليا حميميا، خارج الأسوار العتيقة للقصور، بعيدا عن ضجيج وصخب الخدم والحشم الذين تعج بهم فضاءات القصور الملكية.
ويبدو أن الملك محمد السادس اعتمد أسلوب الشفافية، فيما يخص حياته الخاصة، خلافا لما كان عليه الحال في عهد والده الراحل الملك الحسن الثاني. وهذه إشارة قوية لم يتمكن الفاعلون السياسيون بعد من التقاط جميع دلالاتها وأبعادها ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد فقد ألغى طقوس الحريم وسرح كل النساء الراغبات في المغادرة
فرقة خاصة جدا
من فرق خدم وعبيد دار المخزن الخاصة جدا، فرقة حراس الفضاءات الحميمية للقصر الملكي. ويبدو أنها فرقة أمنية من نوع خاص يشكل أفرادها جماعة منغلقة على نفسها، ويقال أن أصلها أوروبي وليس إفريقيا كما هو الحال بالنسبة لساكنة تواركة؛ بشرتهم بيضاء وأحيانا عيونهم زرقاء ويرتدون لباسا مغايرا لجميع ألبسة العاملين بدار المخزن سواء منهم الخدم أو العبيد أو الحرس الملكي.
ومن نماذج هذه الفرقة الحراس الحاملون لحربة خاصة والمتواجدون في الأركان الأربعة لضريح محمد الخامس بحسان بالرباط، يحرسون الضريح من الداخل ويرتادون لباسا مميزا غير شائع بالمغرب. وحسب بعض المؤرخين، فإن أحد السلاطين العلويين قد جلب عبيدا ذوو بشرة بيضاء من إحدى أراضي أوروبا الشرقية للقيام بحراسة العائلة السلطانية عن قرب في وقت عرفت فيه البلاد بعض القلائل، وقد ظلوا مرتبطين بالبلاط دون اختلاط بالمغاربة أو عبيد البخاري.
خدام "أتاي" بالقصر
للشاي الأخضر المنعنع مكانة خاصة في حياة المغاربة مهما كان الموقع الذي يحتلونه في المجتمع، وكذلك الأمر داخل العائلة الملكية.
وقد اهتم الملك الراحل الحسن الثاني بشأن الشاي الأخضر المنعنع لدرجة أنه رقى القائم على شؤونه بالقصر الملكي إلى درجة قائد (قائد البراد أو قائد الأتاي).
ويعد "الأتاي" بالقصر الملكي على الطريقة التقليدية مع احترام كل القواعد والعادات المرتبطة بطقوس تهييئه كاستعمال الصينية بكل لوازمها من "بابور" و"براد" و"الربايع" الثلاثة (الخاصة بقطع سكر القالب وحبوب الشاي الأخضر وأوراق النعناع الطرية) وكأس "التشليلة" الأولى ومراحل إعداده انطلاقا من غليان الماء وانتظار خروج "السبولة" (البخار) من البابور كعلامة على الوصول إلى درجة الغليان المطلوبة، ثم "التشليلة" الأولى لحبوب الشاي فـ "تشحيرة" البراد، وطريقة سكب أول كأس قصد التذوق وحدود ملئه لإبراز "الرزة" (الكشكوشة)؛ تلك هي المهام التي يحرص عليها قائد البراد بالقصر الملكي، إضافة لتنظيم مهام العبيد المشاركين في إعداد الشاي.
وقد دون الشعراء المغاربة كل هذه الطقوس في قصائد وأزجال خصصوها للشاي. ومن أشهر القصائد الشعرية في هذا المجال أرجوزة بعنوان "الرائحة العذبة المستملحة الفائقة" للشاعر الفاسي عبد السلام الأزموري، والتي تحكي طرق إعداد الشاي ولوازمه وطقوسه، وقال الشاعر المكي البطاوري في الشاي الأخضر المنعنع
أشــــــرب الـــــشـــــاي ^ يــتـطــايـر الــهـم والــســقــم
وقال فيه الشاعر سليمان الحوات
كونوا عليه مدمـنين لأنه ^ شفاء النفوس إن عراها سقام
وقال في القائم على إعداده
فهو الذي يقيمه ويحـسنه ^وكـلـنـا مـن يـده نـسـتـحـسنه
عموما يضطلع قائد "البراد" أو قائد "الأتاي" بشؤون إعداد الشاي الأخضر المنعنع، كما يسهر على فرقة من الخدم والعبيد يعينونه على
بمهمته ويقوم على اختيار لباسهم ومراقبتهم عن قرب وإعداد برنامج كل جلسة أو مناسبة كما يعد قائد الطائرة رحلته
تواركة
تواركة فضاء سكني كائن بالمشور (القصر الملكي بالرباط)، إنها مدينة مستقلة تضم كل المرافق والتجهيزات. فالمشور يضم مجالا يحتضن مساحة كبيرة مخصصة لبنايات سكنية وبعض المرافق والقصر الملكي، والكل محاط بسور وأبواب رئيسية وفرعية على شاكلة المدن العتيقة المغربية.
وساكنة المشور عموما تتمثل في أفراد العائلة الملكية إلى جانب سكان تواركة بجماعتهم وتنظيمهم الإداري المستقل، وكذلك بعض الموظفين والمستخدمين العاملين بالقصر الملكي أو بإحدى مرافقه.
ويضم المشور مرافق إدارية، منها الديوان الملكي بمختلف أقسامه ومصالحه، ومديرية التشريفات والأوسمة وإدارة الدفاع ومقر الوزارة الأولى والخزانة الملكية ومختلف الأجهزة الأمنية التابعة للقصر والأركان العامة للجيش الملكي؛ هذا إضافة للمعهد المولوي ومرافق اجتماعية أخرى، صحية ورياضية وترفيهية كمربض لركوب الخيل ومسبحين وملعب كولف وملاعب للتنس، ومساحة سكنية ومحلات تجارية وغيرها لساكنة تواركة.
وفضاء تواركة (المشور) لا يتميز فقط باستقلاله الإداري ونوعية الشريحة الاجتماعية القاطنة به، وإنما يتميز كذلك ببنية علائقية انتشرت وتفرعت عبر عدة قنوات. واستمرار هذا الطابع المميز لفضاء تواركة وساكنتها استوجب ضمان إعادة إدماج ساكنتها بعيدا عن النسيج المجتمعي.
وفي هذا الصدد يقول الطوزي إن "الملك (السلطان) أب لعائلة كبيرة يمتد عمليا ليشمل كل سكان المشور ومختلف القصور الملكية وعبيد قدامى وخدم و"مخازنية" وحرس ملكي... أي أنه رب عائلة فعلي لكل أولئك الذين يعيشون في الفضاءات التي يتحرك فيها الملك".
وبالضبط، هذا الفضاء هو ما يصطلح عليه بدار المخزن التي تمثل النواة الصلبة للنظام السياسي المغربي، لأنها هي التي تفرز قيم ونهج الحكم وثقافته ورجالاته ومراسيمه وطقوسه؛ ففي هذا الفضاء (دار المخزن) عاش وتربى الملوك والأمراء وفق التقاليد المخزنية العرفية. وفي دار المخزن تزكى النخب السياسية ويستقبل المسؤولين، وبها يؤدى قسم الإخلاص. وهو الفضاء الذي يحضن كذلك مراسيم البيعة؛ وبدار المخزن تهيأ أهم القرارات المصيرية، السياسية منها والاقتصادية، إن على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وتظل قاعة العرش أهم ركن في دار المخزن، والتي منها غالبا ما تنقل الخطب الملكية الرسمية.
ويرجع فضل زيادة تعمير تواركة بعبيد البخاري إلى السلطان محمد بن عبد الرحمان، إضافة لإقامة دار المخزن والمشور (القصر الملكي) بالرباط. أما أصل ساكنة تواركة فيعود إلى عبيد البخاري الذين شكلوا أصلا العنصر الأساسي للجيش الملكي، لاسيما العناصر المكلفة بحراسة وحماية السلطان والقصور السلطانية.
وظل خدم وعبيد القصر يقطنون بتواركة، إذ كان لا يسمح لهم بالسكن خارج دار المخزن، لكن مع مرور السنين عندما كثر عددهم وضاق بهم فضاء تواركة، خصص لهم الملك الراحل الحسن الثاني أحياء خاصة بهم في مدينة سلا.
وبالأمس القريب كان ممنوعا على الغرباء ولوج الحي السكني لتواركة الذي يتوفر على مدخل فرعي كائن بالقرب من حمام تواركة قبالة الباب الخلفي لجامع السنة، في هذا المدخل يقف على الدوام، ليل نهار، أحد عناصر الشرطة ولا يسمح بالدخول إلا لقاطني الحي أو لمن لهم أقارب هناك.
كما أنه إلى حدود الثمانينيات كان التواركة ناذرا ما يتزوجون بغير التوركيين، إلا أن الأمر تغير وأضحى الكثير منهم (رجالا وإناثا) يتزوجون خارج تواركة، خصوصا وأنه لم يعد الأبناء يتوارثون الخدمة بالقصر أبا عن جد.
فجيل الستينيات والسبعينيات وما بعدهما تابعوا دراستهم وولجوا وظائف في مختلف الإدارات وفي القطاع الخاص، لاسيما وأن الخدمة بدار المخزن لم تعد مقصورة على أهل تواركة كما كان الحال عليه في السابق، وإنما فتحت أبواب الخدمة بها لغير التواركيين.
وبخصوص الحياة العملية لأهل التواركة العاملين بدار المخزن، فهي تخضع لتوقيت مضبوط كما هو الشأن بمختلف الوظائف، إذ أنها تخضع لتوزيع زمني محكم ما عدا في بعض المناسبات وفترات معينة حيث يستوجب حضور الجميع (مراسيم البيعة مثلا).
خصوصية وضعية العاملين بدار المخزن
ظل العاملون بدار المخزن، سواء منهم الخدم والعبيد أو المستخدمين، يحظون بوضعية خاصة ويخضعون لإجراءات تميزهم عن باقي العاملين في أسلاك الدولة وعن المواطنين العاديين.
إنهم يحملون بطاقة تعريف وطنية تقر بإقامتهم بالمشور مع رقم خاص يثبت تحت خانة العنوان والذي يفيد بهذه الخصوصية. وباعتبار أن ساكنة تواركة لا يخضعون، في حالة ضبطهم خارج القانون، إلا لمساءلة واستنطاق شرطة المشور.
ومن المعروف أنه في حالة اعتقال أحدهم بمكان ما، يكون لزاما على الجهة التي قامت بالاعتقال إخبار أمن المشور ورجال سلطته بالأمر، أي النازلة وبفحواها أولا ثم إتباع المسطرة الخاصة ثانيا.
كما أن العاملين بدار المخزن يخضعون من حين لآخر لعملية تفتيش مباغتة بمحل سكناهم بدون سابق إنذار ودون حدوث ما يدعو إلى ذلك، سواء كانوا يقطنون بالمشور (تواركة) أو خارجه.
ويقوم بهذا التفتيش عناصر من أمن المشور أو من الحرس الملكي حسب الحالات وحسب موقع ورتبة الشخص موضوع التفتيش. وحسب أحد المصادر، تم اعتماد هذه الطريقة تلافيا لوقوع أي مشكل من شأنه توريط العاملين بدار المخزن في كل ما شأنه النيل من سمعتهم، كما أن هذا الإجراء يعتبر سبيلا من سبل المراقبة اعتبارا لطبيعة العمل الذي يقومون به وحساسيته.
تلك بعض الترتيبات والقواعد التي يخدع إليها العاملون بدار المخزن، وهناك ترتيبات وإجراءات أخرى يتم القيام بها في حالة السفر مثلا، لاسيما خارج المغرب
زواج العبيد
إن زواج العبيد وخدم القصر الملكي يخضع لقواعد وترتيبات خاصة، إذ أنهم لا يمتلكون الحرية في الزواج بمن يريدون ومتى يريدون حتى وإن كانت الزيجات بين عائلات سكان تواركة. فلا يتم الزواج إلا بعد موافقة الملك وإن كان ذلك رمزيا، وبعد القيام ببحث إن كان أحد الطرفين يقطن خارج المشور، ويهم هذا البحث الاسم والنسب والسيرة والأوضاع المعيشية.
وعموما ظل الملك يشرف مباشرة على كل ما يرتبط بزواج أهل القصر والمشور وسكان تواركة من خدم وعبيد وحتى مستخدمين. وكان معروفا أن الملك الراحل الحسن الثاني يحرص على الاطلاع على كل شاذة وفادة بخصوص أهل القصر والمشور.
وظلت عقود القران الخاصة بالخدم والعبيد تعقد في القصر الملكي بعد صدور موافقة الملك، ولم تكن لتتم لولا هذه الموافقة. وهناك حالات في عهد الملك الحسن الثاني، خاصة ببعض أفراد العائلة الملكية وبعض العبيد ظلت عالقة لأن الملك لم يصدر موافقة بخصوصها ولم يتم تذكيره بها للحسم فيها في أوانها.
وكذلك الشأن بالنسبة للطلاق، يتم بدار المخزن بعد إخبار الملك وموافقته على ذلك، إذ كان من المعروف في عهد الملك الحسن الثاني عدم اللجوء إلى المحكمة في أي حال من الأحوال. فكل النزاعات، حتى بعض الجرائم منها، كانت تحسم بدار المخزن دون عرضها على أنظار العدالة، وناذرا جدا ما تم عرض نازلة كان أحد سكان تواركة طرفا فيها على أنظار العدالة في العهد الحسني. لكن الأمر تغير حاليا بعد أن اختار الملك محمد السادس نهجا ونمطا مغايرا للحياة عن نهج ونمط والده
من الطقوس المخزنية العتيقة
من طقوس دار المخزن طريقة تقبيل يد الملك من طرف العبيد والخدم بالقصر الملكي واحترام التراتبية بين الخدم والعبيد وخفض النظر أو الاستدارة إلى الحائط كلما مرت إحدى نساء القصر بجانب أحد الخدم أو العبيد.
وبخصوص تقبيل يد الملك، قبل أن يمسك خدم أو عبيد القصر يده لتقبيلها يلفون أيديهم في أطراف "سلهامهم الأبيض" حتى لا تلمس مباشرة يد الملك، وهذا تقليد ظل ساريا بدار المخزن على امتداد قرون، وفلسفته أن صورة الملك وشخصه مرتبطان بالهيبة والخنوع ولا ينبغي أن تتزعزع هذه الصورة في ذهنهم أبا عن جد.
إنها من طقوس تمجيد القوة وتقديس الطاعة وتحمل علامات وإشارات لها دلالاتها السلطوية، علما أنه في السابق لم يكن خدم وعبيد البلاط يكتفون بتقبيل يد السلطان وإنما يسجدون له ويقبلون نعله، لكن هذه العادة اختفت تماما مع الأسرة العلوية التي حكمت المغرب منذ أزيد من ثلاثة قرون خلت
قدسية الملك الحسن الثاني
إن الطقوس المتبعة بالقصر الملكي بخصوص نمط الحياة الخاصة بالخدم والعبيد هي في الأساس مرتكزة على فكرة قدسية شخصية الملك
وقد تناول المؤرخ والروائي عبد الله العروي في كتابه "المغرب والحسن الثاني.. شهادة" صفحة من صفحات تاريخ المغربي الحديث، إذ أكد أن الملك الراحل الحسن الثاني ذهب إلى حد الإعلان عن قدسيته في أول دستور للمملكة سنة 1962، وهو الطرح الذي لا يستسيغه ولم يجد له مبررا إلا عند الشيعة وفي إطار معتقداتها المذهبية. وفي نفس هذا الدستور جعل الملك الإسلام دين الدولة، كما جعل من الملك أمير المؤمنين نزولا عند رغبة بعض الزعماء السياسيين من بينهم آنذاك الدكتور الخطيب. وأضاف عبد الله العروي أن الملك الحسن الثاني لم يكن ينكر، بأي حال من الأحوال، استفراده بالحكم الذي لم يكن مستعدا طوال حياته لتقاسمه مع أي حزب سياسي كان، حتى تلك الأحزاب السياسية التي قيل أنها من صنع القصر أو المخزن.
واعتبر عبد الله العروي أن مختلف الخطوات المحققة في مجال حقوق الإنسان في العهد الحسني جاءت بالأساس للاستجابة لملاحظات واشنطن بهذا الخصوص وللحملة الأوروبية ضد المغرب.
وللإشارة فقد سبق للأمير هشام أن طالب علنيا بفصل الملكية، عن القدسية وإرسائها على أسس ديمقراطية، باعتبار أن الديمقراطية والقدسية لا تجتمعان.
إلا أن بروتوكول دار المخزن والضوابط التي تحكم حياة الخدم والعبيد ظلت مرتبطة في جوهرها بثقافة تعتمد على شرعية تقليدية تمزج بين الدين والتاريخ، وتجعل الملك كائنا مقدسا في نظر خدم وعبيد البلاط، وعلى هذا النظرة تتأسس كل حركاتهم وسكناتهم وحياتهم اليوم وحياة ذويهم بدار المخزن لأنهم لا يفهمون كيف للملك أن يكون ملكا دون أن يكون مقدسا
طقوس صلاة الجمعة بالأمس القريب
قبل أن يعتلي الملك الراحل الحسن الثاني عرش البلاد في فجر ستينيات القرن الماضي دأب المغاربة، لاسيما سكان العدوتين (الرباط وسلا)، معاينة مراسيم صلاة الجمعة بانتظام بمشور القصر الملكي بالرباط؛ إذ كان الملك الراحل محمد الخامس يخرج كل يوم جمعة من القصر للتوجه إلى مسجد أهل فاس لأداء الصلاة الجماعية كل أسبوع، ما عدا فترة غيابه عن العاصمة. إلا أن هذه العادة قد اندثرت دفعة واحدة في العهد الحسني، ربما لاعتبارات أمنية محضة نظرا لأن الأوضاع بالمغرب عرفت آنذاك احتقانا لم يسبق أن عاينه عهد والده، علما أنه كان آنذاك قد تم الإعلان عن حالة الاستثناء.
قبل ذلك كان سكان الرباط وسلا وضواحيهما يحجون منذ الصباح الباكر ويحتلون ساحة المشور قصد التمكن من الاستقرار في مكان مناسب لمعاينة الاستعداد لخروج الموكب الملكي ولرؤية الملك متوجها إلى المسجد ثم عودته منه. كانوا يتابعون حركات فرق الخدم والعبيد وهي تقوم بالمهام الموكولة لها ذلك اليوم تحت أنظار جماهير غفيرة، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، أتوا ليتملوا بطلعة الملك في خروجه قصد أداء صلاة الجمعة ممتطيا جواده أو على متن العربة الملكية الذهبية.
كان الموكب الملكي يخرج من باب القصر محاطا بمختلف فرق الخدم والعبيد يتوسطهم حامل المظلة الملكية ذات الحجم الكبير واللونين الأخضر والأحمر؛ مئات الخدم والعبيد وفرسان الحرس الملكي بلباسهم الأحمر أو الأبيض، سيلان من السود بلباسهم الأبيض وشاشياتهم الحمراء فاقع لونها يتقدمهم أصحاب الفقيات البيضاء، تحتها قفطان باللون الأصفر البزيوي أو الوردي أو الأزرق حسب مهامهم ودرجتهم التراتبية في صفوف الخدم والعبيد، ويتقدم الموكب حاملي الرماح ثم الحاجب الملكي بسيفه وعصاه الطويلة ولا زالت نفس الطقوس سارية في عهد محمد السادس.
وللإشارة فإن جامع أهل فاس (مسجد المشور) الذي كان يصلي فيه الملك صلاة الجمعة هو من مآثر السلطان محمد بن عبد الله وجدده السلطان محمد بن عبد الله ثم السلطان محمد بن عبد الرحمان وموه سقوفه بالذهب والبرقشة وتوالت عليه تعديلات في عهد الملك محمد الخامس


Vous aimez ?1 2 3 4 5


إنجازات هامة لفائدة النهوض بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان المغرب

ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 1999، فإن المغرب حقق إنجازات هامة لفائدة النهوض بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.


ذكر مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان أنه، ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 1999، فإن المغرب حقق إنجازات هامة لفائدة النهوض بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
7918955_m
وأكدت هذه الهيئة التابعة للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في تقرير 2007 حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، صدر أمس الخميس بجنيف، أن إصلاح مدونة الأسرة يعد من بين الإصلاحات الهامة التي أطلقتها المملكة.

وأشار التقرير إلى أن التغيير العميق الذي يشهده المغرب منذ عدة سنوات، تميز أيضا بالقيام بإصلاحات تشريعية وإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.

وذكرت الوثيقة بأن هذه الهيأة كانت قد هدفت إلى تقديم تسوية شاملة لقضية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ما بين 1956، تاريخ الاستقلال، و1999، تاريخ إحداث الهيئة المستقلة للتحكيم، التي لم تتكلف سوى بتعويض الضحايا، موضحا أنه عقب سنتين من العمل، فإن هيئة الإنصاف والمصالحة رفعت توصياتها إلى الملك محمد السادس الذي أمر بالنشر الفوري للتقرير النهائي وكلف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالسهر على متابعته.

وأضاف التقرير أنه ومنذ ذلك الوقت، فإنه تم تطبيق التعويض والتكفل الطبي بحوالي 10 آلاف ضحية تم الإقرار بها، وكذا برنامج لجبر الضرر الجماعي لفائدة الجهات والمناطق التي تعرضت لهذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ومن جانب آخر، سجلت الوثيقة المعدل الكبير للعزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية في شتنبر 2007، التي فاز بها حزب الاستقلال

ميلاد الأمير مولاي الحسن في مناخ سياسي يمتاز بمصالحة والده محمد السادس مع الأمازيغية،

الرباط20-6-2008
الأمير مولاي الحسن وتعلم الأمازيغية
1164216826_small1164219166_small
يعلمنا التاريخ المغربي أن السلاطين العلويين ما قبل نظام الحماية لسنة 1912، كانوا يتواصلون بالأمازيغية ويتحدثون بها، نظرا لكونها موجودة في وسط تنشئة هؤلاء السلاطين.
ويذكر المؤرخ المغربي الناصري في موسوعته " الاستقصاء في ذكر أخبار المغرب الأقصى" بتفصيل عددا من الوقائع الخاصة بإلمام ملوك الدولة العلوية بالأمازيغية ومن ذلك أن مراسلاتهم وظهائرهم لم تكن تخلو من تراكيب وتعابير لغوية أمازيغية صرفة. 
إلا أن إقرار نظام الحماية الفرنسية، ساهم كثيرا في تغيير الوضعية اللغوية داخل القصر الملكي العلوي بإبعاد الأمازيغية من التداول فيه والاقتصار فقط على العربية والفرنسية. وحاليا، من المحتمل جدا أن يكون ولي العهد الأمير مولاي الحسن قد التحق بالكوليج المولوي. فهل ستتاح له فرصة تعلم اللغة الأمازيغية ؟ إن كثيرا من الدواعي تحتم ذلك:
الداعي الأول: 
ميلاد الأمير مولاي الحسن في مناخ سياسي يمتاز بمصالحة والده محمد السادس مع الأمازيغية، وهو ما يتجسد في إحداث المعهد الأمازيغي ورعاية أنشطته. 
الداعي الثاني: 
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية أمر عظيم سيمكنه من مخاطبة الملايين من أبناء شعبه من الأمازيغيين ممن لا يتقنون العربية. وهو ما ستتحقق بموجبه عملية تواصل كبيرة وفعالة بين العرش والشعب، ولا يكون بالتالي أحدهما أجنبيا عن الآخر. 
الداعي الثالث: 
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية سيمثل بدون شك- مؤشرا دالا على صدقية سياسة المصالحة مع الأمازيغية والتي باشرها الملك محمد السادس منذ 2001، خاصة أن الملايين من التلاميذ المغاربة بدؤوا بدورهم تعلم الأمازيغية منذ 2004.
الداعي الرابع: 
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية سيكون حافزا ودافعا قويا للمسؤولين المغاربة ليأخذوا بدورهم زمام المبادرة قصد تعليم الأمازيغية لأبنائهم بدل تسجيلهم في مدارس البعثات لتعلم اللغات الأجنبية على حساب اللغات الوطنية. وبمقدور هذا العمل أن يحقق شعار: الأمازيغية ملك لجميع المغاربة بدون استثناء. 


الرباط20-6-2008

المففور له الحسن الثاني سيبقى شعلة تضيء سماء المغرب من شرقه الى غربه

26728998_m
24201852_m26750126_m 
كان الحسن الثاني رحمه الله رجلا حكيما وفيلسوفا مبدعا بشهادة خبراء السياسة في العالم.وكان المغرب محطة من المحطات الاساسية التي يلجا لها    رؤساء الدول العظمى لاخد المشورة والنصائح النيرة في فض المشاكل الدولية ، خاصة العربية الاسرائيلية. ان تنظيرات الحسن الثاني رحمه الله المستقبلية لفض النزاع العربي الاسرئيلي، خاصة قولته الشهيرة للعرب ، بان يجعلوا اسرائيل حيا من الاحياء العربية، لا يزال يرن في آذان المتنطعين الذين ندموا على استراتيجية سياسة الخطوة خطوة والمرحليةالتي كان ورائها رحمه الله. لقد اضحى العرب وفي غياب شخصيات كاريزماتية من طينة الحسن الثاني رحمه الله، ان اصبحوا يفاوضون على الفتاة ليس الا. لقد ضاعت فلسطين، وضاعت غزة والقطاع ، وتضيع اليوم حتى ما يسمى بخريطة الطريق الموؤذة، امام استسلام عربي مهين ومدل. اليس الحسن الثاني رحمه الله هو الذي نظر وبشر بانتفاضة الحجارة في الاراضي العربية المحتلة عندما ميز بين المقاومة وبين الانتفاضة التي ستستخذم في مواجهتها للعدو الحجارة والعصي، وهو ما نلاحظه اليوم بعد دخول العمل المقاومي الباب المسدود؟.
خلاصة ان التاريخ سينصف الرجل ،الذي مهما قيل فيه من طرف الجبناء والمرتزقة، فان الحسن الثاني سيبقى شعلة تضيء سماء المغرب من شرقه الى غربه
Vous aimez ?1 2 3 4

الاميرة لالة سلمى ملكت قلب الملك و الشعب


   الاميرة لالة سلمى   ملكت قلب الملك و الشعب
flowers_63
ان اهتمامنا بالعائلة الملكية وبشخص الملك والأميرات ليست نزوة عابرة، وإنما لأنها قضايا تكتسي أهمية كبرى لدى الرأي العام المغربي.
في هذا الإطار اهتممنا صحافيا بالأميرة لالة سلمى، زوجة الملك، السيدة الأولى بالمملكة. فهذا الاهتمام يدخل ضمن مهمتنا الصحفية للتعريف بشخصيات المغرب وتقريب صورهم من المواطن المغربي. وهذا أمر لا يمكن أن يكون ممنوعا على الصحافة، في بلد سائر نحو ترسيخ الديمقراطية والحداثة لبنة لبنة. وفي البلدان الديمقراطية عموما، كل شخص اختار أن يصبح شخصية عمومية فلابد أن يتنازل، بشكل أو بآخر، عن جزء من حياته الخاصة باعتبار أنه يتقاسمها مع المواطنين ومع الرأي العام.
الأميرة لالة سلمى هي أولا زوجة الملك، وتسعى للاهتمام بمهمتها الأولى، المهمة الأسرية، وثانيا القيام بجملة من المهام الاجتماعية والدبلوماسية لبلوغ أهداف ملموسة، وهذا في ظل زوجها الملك محمد السادس. وكل من ينظر إلى الأميرة لالة سلمى، يلاحظ ابتسامتها الخفية الدائمة ونظراتها المعبرة، وهي تسير بالقرب من زوجها بقامتها المنتصبة وملامحها الهادئة.
اهتمت الأميرة بأنشطة اجتماعية وثقافية واضطلعت بمهام دبلوماسية. وعندما كثر ظهورها عاين المغاربة دقة حركاتها، فكل حركة من حركاتها مدروسة، بدون زيادة ولا نقصان.
أحبها الملك وملكت قلبه، واستكمل هذا الحب واستفاض مع ميلاد ولي العهد. حب ظاهرة معالمه متى ظهر الملك، ومتى ظهرت الأميرة، وليس من الضروري أن يكونا معا لكي يلوح طيف هذا الحب.
اللقاء الأول
تعرف الملك محمد السادس على المواطنة المغربية التي ستملك قلبه في خريف سنة 1999، عندما كان وليا للعهد، شهورا معدودة قبل وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني. تعرف عليها في الخريف، واعتلى عرش البلاد في نفس السنة.
كانت لالة سلمى آنذاك لم تكمل بعد دراستها العليا، إذ كانت تقضي فترة تدريب ميداني بمجموعة "أونا" قبل نيل ديبلوم مهندسة الدولة، في صيف 2000 تعرف عليها ولم يكن عمرها يتجاوز آنذاك 21 ربيعا، جمعتهما الظروف في إطار حفل مغلق مرتبط بالمساهمين في المجموعة الملكية "اونا" والعاملين بها، حدث ذلك في غضون شهر أبريل 1999، أي 4 أشهر قبل وفاة الملك الراحل الحسن الثاني. آنذاك التقى الملك الأميرة التي أثارت انتباهه، وبعد حديث ومكالمات، توطدت العلاقة وبدأ التخطيط للغد، وبفعل الظروف التي عرفتها البلاد، ظلت العلاقة قائمة على امتداد ثلاث سنوات، انتعش خلالها الحب وترعرع، تأكد الحب، ودخلت المواطنة للا سلمى بناني التاريخ، بعد أن سلبت قلب الملك الشاب الذي طلب يدها من ذويها حسب الأعراف والتقاليد المغربية.
وقصة تعرف الملك على السيدة الأولى، تدل على أن الزواج كان عن حب، وهي ظاهرة ظلت نادرة جدا في تاريخ الملوك والأمراء، أو على الأقل كشفها بهذه الطريقة الشفافة، وإشراك المغاربة منذ البداية في اختيار الملك مواطنة مغربية، مال قلبه إليها كزوجة لتصبح "أم ولي العهد" والسيدة الأولى بالمملكة.
إن كشف قصة لقاء الملك بالفتاة التي سلبت قلبه، أعطت بعدا إنسانيا أكبر لشخص الملك بطريقة غير مسبوقة في تاريخ المغرب وفي الذاكرة الجماعية والشعبية المغربية، إنها خطوة عملاقة ساهمت في إعادة أنسنة "قدسية شخص الملك"، والتي ساهمت عدة أحداث ووقائع في حجبها على امتداد المرحلة السابقة، ومع استعادة هذه الأنسنة ترسخت بشكل جديد شعبية الملك وسط فئات الشعب المغربي، وعلى مدى أوسع وأشمل، وبتغيرات أصدق من السابق وأكثر من عفوية، من تلك التي كان يتدخل فيها رجال السلطة، الذين كانوا بتدخلهم هذا يفوتون الفرصة على المواطنين للتعبير عن حبهم للملك بطريقتهم الخاصة، وبالشكل الذي يرونه وليس باملاءات "مسامر الميدة" كما كان يقال آنذاك.
وعموما تزوج الملك محمد السادس بالأميرة للا سلمى بعد أن تعرف عليها وأحبها.
وقصة تعرفه عليها دفعت أحد المقربين للقصر إلى القول:"الزوج الملكي مثل كل الأزواج بالمغرب.. مرحلة التعارف، ثم حب، فخطبة، و"ضريب الصداق ثم زفاف". وبهذا الخصوص قال الملك محمد السادس، في حواره مع الصحفية الفرنسية "آن سانكلير"، في أكتوبر 2001: "[...] فيما يخص خطيبتي، سلمى بناني التقينا منذ أكثر من سنتين، إنها مهندسة في الإعلاميات، وليست ابنة مصرفي كما قيل، وإنما هي ابنة رجل تعليم يقطن بفاس". وأضاف جلالته لقد تفاهمنا معا على إشراك الشعب المغربي في حفل زفافنا الذي سنقيمه مثل أي زوجين في المغرب، في جو من الفرح والغبطة".
ملكت قلب الملك
تزوج الملك محمد السادس فتاتا مغربية، عرفت طريقها إلى قلبه و يبدو أنه منذ البداية اكتشف الملك القدرة والقيمة التواصلية لزوجته لالة سلمى. وقد ظهرت عدة إشارات بهذا الخصوص، بمناسبة إجراء مجلة "باري ماتش" تحقيقا مفصلا عن العائلة الملكية.
إذ أشاد الملك في إحدى أجوبته بقدرة زوجته، الأميرة لالة سلمى، على التحول من مواطنة عادية إلى زوجة ملك وأم ملك. في حين اكتفت الأميرة، التي ملكت قلب الملك بالقول، إنها حاولت أن تحدد السبيل لتكون مفيدة لبلادها لأقصى الحدود، في ظل زوجها ملك المغاربة. وعندما شعرت الأميرة لالة سلمى باهتمام الملك بها، زادها ذلك اتزانا وزادها حبها للملك رقة.
وقالت إحدى زميلات الأميرة إن الملك كلما أحس بارتباكها يبتسم لها، فتسترجع الثقة بنفسها أكثر مما كانت عليه.
وتساءل أحد الفضوليين، فقال في أية أوضاع يكون فيها الرجل مسيطرا على المرأة؟
فأجابه العارفون بالأمور.. عندما يقول لها بصدق.. أحبك بكل ما فيك.
أعاد السائل الكرة فسأل ثانية..ما هي أحسن الأوضاع بخصوص المرأة في العلاقة الزوجية؟
فكان الجواب.. إن ملكت قلب الزوج دون عقله.
بهذا المعنى يعتقد الكثير أن الأميرة لالة سلمى، سلبت قلب الملك محمد السادس. واجتهد بعض المجتهدين فأضافوا قائلين.. إن كان الحب قدرا، فإن الأميرة لالة سلمى قدر الملك، وإن كان الحب خيارا فهي خياره.
اعتلى الملك عرش البلاد، واعتلت الأميرة لالة سلمى عرش فؤاد الملك.
الأميرة التي أحبها الملك
أحب الملك إحدى بنات الشعب، أحب مواطنة عادية حب الملوك والأمراء، لكن دون اللجوء إلى طقوسهم وبروتوكولاتهم. أحبها حبا كسر كل الحواجز والفوارق. وهو الحب الذي أنعش آمال المغاربة، وحول احباطهم الموروث إلى آمال انتظار الغد المشرق.
تزوج الملك عن حب.. إنها عبارة لم يعهد المغاربة استعمالها، لكن مع عهد محمد السادس، درجت العبارة على كل لسان.
أحب الملك إحدى المواطنات المغربيات فتزوجها.. عبارة بسيطة لكن مدلولها كان له وقع كبير ومؤثر وفعال على المغاربة والجو المغربي عموما. فحب الملك محمد السادس للأميرة لالة سلمى، بنت الشعب، اختزل نهجا للحياة ونظرة للغد ورؤية لكيف يجب أن يكون مغرب المستقبل. لقد أحب الملك امرأة ظلت مرتبطة بأصولها الشعبية، دأبت كعادتها على زيارة جدتها وذويها كأن شيئا لم يتغير. وعائلتها ظلت على حالها، ولم يغير حب الملك مجرى حياة أقاربها. فأحد أعمامها استقر منذ زمن بالقنيطرة لممارسة طب الأطفال، فكما كان بالأمس هو الآن، ولم يطرأ أي تغيير. لم يغير حياته، ولا إقامته، ولا عاداته، ولا قناعاته السياسية.
كان ولازال ملتزما، في صفوف حزب العدالة والتنمية، وعضوا في مجلس الجماعة الحضرية ضمن فريق المعارضة.
منذ أن تعرفت على الملك، ظلت الأميرة لالة سلمى تحيطه بحبها وعطفها، ولا تترك فرصة تمر، سواء أكانت مناسبة أو عيد ميلاد، دون أن تقدم له هدية تنتقيها بنفسها وتفرح بتقديمها إليه. وحسب أحد المقربين، تشعر باعتزاز كبير عند حديثها عن اليوم الذي التقت فيه زوجها لأول مرة وجملة من الذكريات تخصهما، سواء بالداخل أو بالخارج.
إذن، أحب الملك مواطنة مغربية استثمرت هذا الحب لتكوين عائلة عصرية، يضطلع كل طرف فيها بمهامه بشفافية. ومنذ ظهورها الأول، رأى فيها المغاربة المرأة التي ملكت قلب الملك، الواعية بالمكانة التي تحتلها، ليس في قلب زوجها فقط، ولكن في قلوب المغاربة، وهي التي وصفت بأميرة القلوب.
لقد أحب الملك مواطنة مغربية تمتاز شخصيتها بالصلابة والروح العلمية والمثابرة وقوة الإرادة، مدركة للقيمة المادية والمعنوية لما يحيط بها. كما تمتاز بسرعة وسهولة التكيف مع الناس، لاسيما البسطاء والصادقين مع أنفسهم والبعيدين عن التصنع، تحب التنقل والسفر ولا تتنازل عن اتخاذ قرارها بنفسها.
في نظر زميلاتها خلال مشوارها الدراسي، الأميرة لالة سلمى حلوة الكلام طيبة العشرة، تكد في عملها، وكانت أحيانا كثيرة تتعب نفسها لمساعدة الغير، قاسية مع نفسها في العمل ولا تهمل أي شاردة أو واردة، تعتمد بالدرجة الأولى على مجهودها وعملها مدركة قيمتها وقيمة الآخرين، وهذا ما يزيدها احتراما من طرف الغير. استقطبت قلوب زميلاتها بسهولة كبيرة لأنها صديقة وفية واجتماعية بطبعها. وقد تكون أحيانا فوضوية ومشاغبة، لكن من طبعها الهدوء والرزانة. أما زملاؤها بمجموعة "أونا" (التي كانت تعمل فيها كمهندسة حاسوب ومعلوميات)، يرون فيها تلك الموظفة التي يمكن الاعتماد عليها، ذات القلب الدافئ، من طبعها الإصرار والتصميم، هادئة على الدوام وتحب الطمأنينة.
وفي نظر المتعاونين معها، في المهام التي تضطلع بها، الأميرة لالة سلمى امرأة تجيد القيادة، لها قدرة على تحديد النواقص بسرعة للتركيز عليها قصد تجاوزها، ترفض كل الأمور التي لا تمت بصلة للمهام المنوطة بها، صارمة في تعاملها في نطاق العمل، لكنها صرامة عقلانية ومنصفة، وتمقت كثيرا تدبير الرداءة باعتبار أنها تقول دائما إن الرداءة لا تتماشى والتدبير العقلاني. وتولي الأميرة أهمية خاصة جدا لانطلاق الأمور، وكيفية الانجاز قبل الاهتمام بالنتائج، لكنها عنيدة لبلوغ الأهداف التي تحددها بدقة متناهية.
وإذا كانت هناك كلمة تعبر عن طبيعة الأميرة التي أحبها الملك، فهي الكفاءة، فقدراتها فائقة وبرهنت عنها بامتياز على امتداد مشوارها الدراسي الطويل وحياتها العملية رغم قصرها، وتتحلى بقدرة هائلة على الصبر والاحتمال مما أثار إعجاب المقربين منها، وتتوفر على قدر من الهدوء يفتقر إليه الكثيرون. ويكاد يجمع المقربون من الأميرة لالة سلمى أن سرها في النجاح هو هذا الصبر وهذه القدرة على الاحتمال، وكلما حققت هدفا من أهدافها يزيدها ذلك رغبة في الالتصاق بالناس وبهمومهم.
أول حديث الملك عن المواطنة التي ملكت قلبه
تعرف المغاربة على المواطنة المغربية التي ملكت قلب الملك قبل أن يتحدث عنها بلسانه، وكانت المرة الأولى التي تحدث فيها الملك محمد السادس عن الأميرة للا سلمى بمناسبة الحوار الذي أجرته الصحفية "آن سانكلير" (مجلة باري ماتش) في غضون سنة 2002، إذ سألت جلالته عما إذا كان الزواج سيغير من وضع عقلية الملك وسيحدث تغييرا في المؤسسات، فكان رد الملك محمد السادس آنذاك أن الزفاف سيتم، بعد إنهاء أشغال مقر الإقامة الجديدة التي سيقيم فيها مع زوجته سلمى بناني، مضيفا جلالته أنه التقاها قبل ما يزيد عن سنتين (أي سنة 1999)، موضحا أنها ليست ابنة مصرفي كما تم الترويج لذلك، وإنما هي كريمة أستاذ مقيم بمدينة فاس، ثم أكد جلالته أن الزواج لن يغير شيئا من عاداته، وان الاحتفال بالزفاف أمر عادي، وهي الصيغة التي اختارها مع زوجته سويا، للاحتفال بالزواج كسائر الأزواج المغاربة، في جو الفرح والاحتفالية.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها الملك محمد السادس عن المواطنة التي امتلكت قلبه، وأصبحت أميرة، وأم ولي العهد، والسيدة الأولى في المملكة، وكل هذا تابعه المغاربة بكل شفافية لأول مرة في تاريخ المغرب. آنذاك اقتنع المغاربة أن حديث الملك عن رفيقة حياته بنفسه وعلانية، يعتبر خطوة فعلية على درب ترسيخ ديمقراطية حقة بالبلاد، والتي انتظروها طويلا وأدوا عنها ثمنا باهظا.
تزوج الملك عن حب
سبق للصحفية "ستيفاني لبرفين" (مراسلة "بي بي سي") أن صرحت في إحدى اللقاءات، قائلة: "إن ملك المغرب تزوج عن حب، إنها عبارة قد تبدو بسيطة.. ولربما أضحت مبتذلة بين الناس، لكن معناها أكبر بكثير مما نتخيل، لاسيما بالنسبة لملك يضطلع بمهام جسام تستوجب أكثر من نوع من أنواع الحب، حب الوطن، حب الشعب.. وحب من استولت على القلب".
لقد تعرف الملك على شريكة حياته عندما كان وليا للعهد، قبيل وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني كما سبق الذكر، وبعد اعتلائه عرش البلاد في نهاية يوليوز 1999، بدأ المغاربة يتساءلون بخصوص زواج الملك، لاسيما وأن هناك اعتقاد ظل سائدا في صفوف أوسع فئات الشعب مفاده أن ملك المغرب يتزوج قبل اعتلائه عرش أسلافه، لكن الإعلان الرسمي لخطوبة الملك في أكتوبر 2001 وزواجه في 21 مارس 2002، وضع حدا لهذا الاعتقاد الذي ظل سائدا على امتداد قرون. وبذلك يكون الملك قد تزوج عن حب من التي عرفت كيف تتسلل إلى قلبه لامتلاكه.
الأميرة والرياضة
للأميرة لالة سلمى علاقة يومية مع الرياضة، لكنها تولي أهمية خاصة لمختلف أنواع الرياضات المرتبطة بالرشاقة، للحفاظ على قوامها الممشوق (SVELTE)، تمارس الرياضة يوميا، وتواظب على الأنواع المرتبطة بترويض الجسم للحفاظ على حيويته ورشاقته، ومن حين لآخر تمارس العدو في الطبيعة، وتحرص على حصة المشي يوميا.
وبعد ولادة ولي العهد، اتجهت الأميرة إلى ممارسة رياضة التزحلق على الجليد أكثر من السابق، وخصصت لها وقتا كافيا حتى أتقنت مبادئها الأولى، بمساعدة مدربين مغاربة وأجانب، سواء داخل الوطن أو خارجه، لاسيما في الإقامة الملكية التي اقتناها الملك بالمنطقة الجبلية "كورشوفيل" بالديار الفرنسية، والتي دأبت الأميرة السفر إليها في رحلات
السيدة الأولى
المتشبثة بأصولها
الأميرة
اهتمت الأميرة لالة سلمى بالمجال الاجتماعي واستعدت للاضطلاع بجملة من المهام، وهذا بإيعاز من الملك محمد السادس. ومن المعلوم الآن أن الأميرة لالة سلمى عاينت جملة من الأحياء الشعبية والهامشية، قبل زواجها بالملك، وذلك رغبة منها في الوقوف على الواقع الاجتماعي وظروف عيش الفئات الفقيرة. كما اهتمت مبكرا بقضية المرأة المغربية، لاسيما الأمهات العازبات المتخلى عنهن أو في وضعية صعبة. وبعد إنجاب ولي العهد أنشأت الأميرة جمعيتها المهتمة بمرضى السرطان، وهو أمر كانت تهتم به قبل علاقتها بالملك، منذ أن "خطف" السرطان إحدى أقربائها. ويرجع الفضل للأميرة لالة سلمى بخصوص الاهتمام بالمجال الطبي، إذ لم يسبق للأميرات شقيقات الملك أن اضطلعن بمهمة من هذا القبيل، ودأبن على النشاط في مجال الطفولة والبيئة والمجال الخيري بالأساس.
مثلت الأميرة المغرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة (مكافحة داء السيدا)، وكان بمثابة تدشين انطلاقة مهمة جديدة لزوجة الملك، السيدة الأولى بالمملكة، وهي الاضطلاع بمهمة تأكيد دور المغرب في هذا المجال، علما أن الكثير من عقيلات رؤساء الدول الكبرى اهتممن بمكافحة داء السيدا عبر العالم.
تكلفت الأميرة الآن بجملة من المهام الاجتماعية، داخل الوطن وخارجه، وتعامل معاونيها بطريقة تثلج صدرهم، ولا تتردد لحظة للمناداة عليهم إن دعت الحاجة إلى ذلك، حتى ولو كانت خارج الرباط. وقد حدث هذا أكثر من مرة، إذ كانت في زيارات ميدانية خارج العاصمة وأمرت بوضع طائرة خاصة رهن تصرف معاونيها للالتحاق بها على وجه السرعة. وبهذا الخصوص يقول أحد معاونيها بأنها اهتمت شخصيا بحجز غرف إقامتهم بالفندق، وبعد وصولهم إلى عين المكان، دعتهم لتناول وجبة طعام قبل الشروع في العمل.
وقد أكد أكثر من مصدر تواضع السيدة الأولى في تعاملها مع معاونيها، وسعيها دائما لتوفير الشروط الملائمة للقيام بمهامهم في أحسن الظروف وأنسبها. وهذا مع حرصها على الصرامة المنصفة والمسؤولية في الأداء مهما كان موقع المكلف. وتحرص الأميرة على التواصل باستعمال لغة بسيطة في متناول الجميع، لاسيما فيما يرتبط بالحملات التحسيسية. وأشار أحد المقربين أن الأميرة تحث على استعمال "لغة الشعب" وتداولها. كما تذكر بذلك المحيطين بها باستمرار.
الأميرة والصحافة التايلاندية




عندما سافرت الأميرة لالة سلمى إلى تايلاند، لتمثيل زوجها الملك محمد السادس، في احتفالات ذكرى تنصيب ملك تايلاند، استقرت بإحدى الفنادق الراقية بمدينة بانكوك. وبمجرد وصولها إلى إقامتها بالعاصمة، طالبت إدارة الفندق بأن يكون كل طاقم العاملين على خدمتها من النساء؛ وهذا ما كتبت عنه الجرائد في صفحاتها الأولى واستحسنته كثيرا ونوهت به إلى درجة الانبهار. كما تابعت وسائل الإعلام التايلاندية مختلف تحركات الأميرة، سواء منها الرسمية أو الخاصة. ففي بانكوك، أولى الإعلام التايلاندي أهمية بالغة لفسحة الأميرة، إذ قامت بزيارة إحدى المحلات التجارية ووقفت على جملة من منتوجاتها؛ وفي هذا الصدد أكد أحد مرافقي سموها أنها اقتنت أحذية وأقمصة تحمل عبارة "نحن نحب الملك" عرضت للبيع في الأسواق التايلاندية، بمناسبة ذكرى تنصيب ملك البلاد، وقبل مغادرتها للمحل أراد صاحبه تقديم هدايا للأميرة، لكنها أصرت على معرفة قيمتها النقدية، لاسيما إن كانت مكلفة، قبل قبولها، وهذا ما كان، إذ رفضتها وأرادت أداء ثمنها لكن التاجر أصر على تقديم الهدايا، آنذاك استفسرت الأميرة أحد مرافقيها عن عبارات الشكر والامتنان المستعملة عادة من طرف التايلانديين، وبعد إخبارها قامت بشكر القائم على المحل على الطريقة التقليدية التايلاندية، حركة وعبارة. وقد خصصت مختلف وسائل الإعلام التايلاندية، المرئية والمسموعة والمكتوبة، حيزا مهما لتحركات الأميرة ببانكوك وغطت تفاصيل كل أنشطتها الرسمية والخاصة.
السيدة الأولى والصحافة
لازالت الصحافة المغربية عموما تتعامل بنوع من التحفظ مع الأسرة الملكية، والأميرة لالة سلمى على وجه الخصوص. وذلك رغم الكثير من المقالات التي كتبها صحفيون غربيون، تقر أن الأميرة مصممة على لعب دور السيدة الأولى، والزوجة المساندة للملك في قيامه بمهامه الجسام.
كما يبدو أن العائلة الملكية مازالت تفضل الابتعاد عن الصحافة الوطنية، وتفضل الانفتاح على الإعلام الغربي؛ فلم يسبق، لحد الآن، أن قام الملك محمد السادس أو الأميرة لالة سلمى بتصريح أو لقاء إعلامي مع وسائل الإعلام الوطني. وقد تساءل الكثيرون بهذا الصدد دون أن يعثروا على جواب.
إن العقلية السائدة إلى حد الآن تعتبر، خلافا لما هو قائم في أغلب بلدان العالم، أن وزارة القصور (التي هي بدون وزير الآن) هي الوحيدة التي يمكنها إصدار معلومات عن العائلة الملكية وأفرادها، وهذا في نظر الكثيرين أضحى لا يتماشى والتطورات التي عرفها المغرب، ويكاد يتناقض مع صورة المغرب الذي يسعى الملك لبنائه والذي تعتبر الأميرة لالة سلمى سفيرة حداثته. وهذا باعتبار أن أخبار العائلة الملكية تهم كل المواطنين، وليس من المحرم الكتابة عنها أو تتبع أخبارها، لأن هذا سبيل من سبل تمتين روابط التواصل والقرب بينها وبين الشعب؛ وهذا بالضبط ما يتناساه ذوو العقلية التي تريد منع الإعلام المغربي من تناول أخبار العائلة الملكية وأفرادها.
إن إشكالية علاقة الصحافة المغربية المستقلة مع السلطة عموما، هي في واقع الأمر مرتبطة بإشكالية المشروع الديمقراطي المغربي، والذي يجب أن يروم ترسيخ نوع جديد من المصالحة بين المواطن والسلطة والعقلية السائدة بهذا الخصوص عموما مع الصحافة المستقلة. ومصالحة من هذه الطبيعة، لا مناص لها من المرور أولا عبر إزاحة وتنحية الخوف أو الحذر من إشراك الرأي العام في القضايا المصيرية، التي تعيشها البلاد وتتبع أخبار العائلة الملكية والقائمين على الأمور عن قرب.
فهذا الخوف أو الخشية لازالا حاضرين، ولا أدل على ذلك كثرة محاكمات الصحفيين، علاوة على استمرار وجود حواجز قانونية وسياسية، وأخرى مرتبطة بالعقلية السائدة، والتي لا تسهل للصحافة القيام بدورها، كاملا غير منقوص، لاسيما بخصوص تشكيل جسر من جسور مشاركة الرأي العام في القضايا المصيرية، وتفعيل التواصل عبر أنسنة التعامل مع الأسرة الملكية وأفرادها بواسطة تتبع أخبارهم عن قرب. ومهما يكن من أمر، يبدو أن علاقة الصحافة بالسيدة الأولى في طريق التحول، بفعل وجود جيل شاب جديد من الصحفيين، يسعى إلى وضع قواعد وأسس لممارسة صحفية متحررة من مختلف الطابوهات والعقليات المحافظة، غير المستندة على أرضية تأخذ بعين الاعتبار التطورات الهائلة التي هي في طور الترسيخ على العقلية المغربية، والتي دشنها الملك محمد السادس منذ اعتلائه للعرش عموما، وزواجه بالأميرة لالة سلمى على وجه الخصوص. ولعل أهم ما غاب ولا زال يغيب عن العقلية المحافظة، هو أن الصحافة المستقلة تنطلق بالأساس من فرضية إعلام المجتمع، في حين أن تلك العقلية مازالت، عكسا لمنحى سيرورة التطور الطبيعي، متشبثة بفرضية إعلام السلطة. وهذه هي نقطة الخلاف الجوهرية. وهذا لسبب بسيط، وهو أن السلطة اليوم، كيفما كان نفوذها وجبروتها لا يمكنها أن تكمم أفواه الناس، وهذا ما وجب أن تعيه العقلية المحافظة السابحة ضد التيار. كما عليها أن تفهم جيدا أن المواطن إن لم يجد إعلاما حرا ببلاده، فإنه سيبحث عنه في الخارج ما دام العالم أضحى "عالم – قرية".
السيدة الأولى والأمير مولاي رشيد
إن الارتباط القوي بين ولي العهد الأمير مولاي الحسن وعمه الأمير مولاي رشيد، جعل هذا الأخير أقرب أفراد العائلة الملكية إلى السيدة الأولى، الأميرة لالة سلمى.
وقرب الأمير مولاي رشيد من زوجة شقيقه الملك محمد السادس، ساعدها كثيرا في تقوية موقعها وسط الأسرة الملكية، وفي القصر الملكي.
ففي بداية عهدها بالبلاط، لقت الأميرة لالة سلمى بعض الصعوبات في التكيف مع حياتها الجديدة ومع العادات السائدة هناك، وكان الأمير مولاي رشيد سندها الكبير في إرساء مكانتها بسرعة.
وظلت هذه العلاقة حتى عندما فضلت السيدة الأولى الاستقرار بالإقامة الملكية عوض القصر الملكي، حيث كان يزور شقيقه هناك بكثرة ويتحدث لساعات مع الأميرة لالة سلمى، وزاد قربا منها بعد ولادة ولي العهد الذي يزوره باستمرار.
حقوق المرأة تبدأ من الأسرة الملكية
عندما زار ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا، في غضون سنة 2005 المغرب، تركزت عيون المغاربة على شاشات التلفزة، وبالضبط، على الأميرة سلمى، الزوجة الشابة للملك محمد السادس. وعند استقبال الضيفين الملكيين الإسبانيين، في مطار المنارة بمدينة مراكش، وقفت الأميرة الجميلة ذات الشعر الأحمر بتواضع خلف زوجها الملك محمد السادس؛ لكن وجودها كان علامة على تكسير تقليد جرى العمل به على امتداد قرون في المملكة المغربية، حيث لم يكن لزوجات الملوك العلويين دور في الحياة العامة للبلاد. ولم تحضر الأميرة لالة سلمى إلى المطار من أجل إجراء بروتوكول رسمي فحسب، بل التقطت لها مجموعة من الصور طوال الزيارة الملكية، وبدت من خلالها بهية، تحمل لمسات من الأناقة الغربية دون محو لمسات التعبير عن الهوية المغربية الأصيلة في كل حركة من حركاتها المتزنة.
وقد أجمعت كل الكتابات والتغطيات، التي واكبت زيارة العاهل الإسباني للمغرب، على القول إن مهندسة الإعلاميات (مهندسة الكمبيوتر) السابقة، البالغة من العمر 28 سنة، تتمتع بالثقة في النفس، وهي تستطيع أن تساهم في إعطاء صورة أكثر حداثة للمغرب، وأكثر جاذبية من الطريقة التي وصمت بها الملكة رانيا المملكة الهاشمية (الأردن).
كما أن العديد من وسائل الإعلام الغربية ثمنت نشر صور زفاف الملك محمد السادس، وعلقت على هذا الأمر كثيرا وقارنت الأمر بزواج الملك
الحسن الثاني عندما حدث، ولم يتعرف الشعب المغربي على زوجته "لالة لطيفة أم الأمراء" التي لم يسبق أن ظهرت في الصورة العائلية، إلا في لقطات عابرة سريعة، بمناسبة زفاف إحدى الأميرات، شقيقة الملك محمد السادس، لكن دون أن يتعرف عليها أغلب المغاربة. وكانت أول خطوة قام بها الملك محمد السادس بعد اعتلائه العرش، أنه أنهى مسألة الحريم ومنح لقب "أميرة" لزوجته بشكل رسمي وعلني، وهذا في خضم شن جلالته حملة لصالح حقوق المرأة.
وعندما أنجب الملك محمد السادس والأميرة لالة سلمى ولدهما مولاي الحسن، نشرت صور للملك ولزوجته برفقة ولي العهد. كما أن الأميرة لالة سلمى بدأت تظهر في المناسبات، وتشارك في بعض المراسيم، وتقوم ببعض المهام والزيارات الرسمية، مثل افتتاح مهرجان مراكش السينمائي وهي مرتدية لباسا عربيا من تصميم "ديور" و "فالنتينو".
ومن مميزات الأميرة لالة سلمى التي شدت انتباه المغاربة والأجانب، القيمة التواصلية. وفي مقابلته مع مجلة باري ماتش الفرنسية، أشاد الملك محمد السادس بقدرة زوجته على التحول سريعا إلى زوجة وأم ملكية، في حين اكتفت الأميرة لالة سلمى بكلمات محدودة لكن ذات دلالات كبيرة، إذ قالت سموها أنها تحاول دائما تحديد كيف يمكن أن تكون مفيدة لبلادها لأقصى حد وأنها لا تقوم بنشاط رسمي مثل شقيقات الملك اللواتي تشاركن في أمور مثل العناية بالبيئة وذوي الاحتياجات الخاصة وقضايا المرأة. والآن أضحت الأميرة لالة سلمى شخصية شعبية، تقلد الشابات المغربيات تسريحات شعرها، وتعتبرها نموذج المرأة المغربية الواجب الإقتداء بها، آنيا ومستقبلا.
قالوا عن السيدة الأولى
صوفيا ملكة اسبانيا

سأل أحد الصحفيين ملكة إسبانيا صوفيا عن الرومانسية بين الزوجين، فقالت: رومانسية الزوجين هي القدرة على الحفاظ على رومانسية بداية العلاقة عبر رومانسية الحوار والمشاركة والإحساس بوحدة الهدف، وهذا ما يجعل الإنسان يتجدد كل يوم، لأنه يحتاج لأن يشعر يوميا بأن شريك حياته في حالة تجدد نفسي وفكري بشكل يومي، حتى لا تفقد الحياة بريقها. وقد أعطت أمثلة للأزواج المشهورين الذين يعيشون مثل هذه الوضعية، ومن ضمنها ذكرت حالة الملك محمد السادس والأميرة لالة سلمى

الصحافة التايلاندية

كتب أحد الصحفيين التايلانديين أن الأميرة لالة سلمى بقدر ما هي راقية، بانتمائها الملكي بقدر ما هي مثال للمرأة العملية التي تحمل رأسها على كتفيها وتقف على أرض الواقع لتنجز ما يفيد

عبد الهادي التازي

قال الدبلوماسي والمؤرخ عبد الهادي التازي إن منح زوجة الملك لقب "لالة"، كما هو الشأن بالنسبة لشقيقات الملك وعماته، جعل قرينته في مستوى أميرات القصر الملكي. ومنذ البداية بات مفهوما أن زوجة الملك ستتولى مناصب لن تكون شرفية فحسب. ويضيف عبد الهادي التازي، إن تعامل القصر الملكي بهذه الطريقة دعم إلى حد كبير النهوض بأوضاع المرأة المغربية

أستاذة الأميرة

أجمع أساتذة الأميرة لالة سلمى أنها كانت من الطالبات النجيبات، تحتل على الدوام المراتب الأولى، مجتهدة ودؤوبة على المثابرة إلى أقصى الحدود، ولم تكن
 
ازدادت الأميرة لالة سلمى بمدينة فاس في 10 مايو 1978، فقدت أمها وعمرها لم يتجاوز بعد ربيعها الثالث، فتربت في أحضان جدتها بحي شعبي بالرباط. يمتهن والدها التدريس، ولها شقيقة متزوجة تمتهن الطب و 3 أخوات من أبيها. تابعت دراستها الابتدائية بالرباط بمدرسة حرة ثم التحقت بثانوية الحسن الثاني ومولاي يوسف، قبل ولوجها المدرسة الوطنية العليا للإعلاميات وبرمجة المنظومات بالرباط، حصلت على دبلوم مهندسة دولة في سنة 2000 وكانت الأولى في دفعتها، ثم اشتغلت بمجموعة "أونا". وقبل استكمال دراستها العليا، شاء القدر أن تقترب من الملك، وتصبح السيدة الأولى بالمملكة.
ورغم اضطلاعها بموقع السيدة الأولى، لم تغير من عاداتها المرتبطة بأصولها الشعبية. ظلت تزور جدتها وأختها رفقة ابنها بصفة منتظمة، بمقر سكناهما دون اعتماد قواعد البروتوكول الرسمي؛ تذهب لزيارة جدتها، التي ربتها، بحي القبيبات بالرباط، على متن سيارتها رفقة ولي العهد بدون بروتوكول ودون أي إجراءات أمنية مشددة، ما عدا مرافقة بعض الحراس لها دون إثارة الانتباه.
وحسب شهود عيان دأبت الأميرة لالة سلمى على ارتداء الجلباب المغربي وأحيانا سروال الجينز، عندما تقوم بزيارة جدتها أو شقيقتها الطبيبة، وتسلم وتبادل تحية كل من تصادفهم من الجيران كما كانت تفعل قبل الزواج بالملك، بل تسمح لهم بتقبيل ولي العهد كما تفعل كل المغربيات.
كما أنها فضلت عدم الإقامة بالقصر الملكي والاستقرار في إقامة ملكية بدار السلام، لتوفير أجواء الحياة العائلية الحميمية. وتستحسن قضاء أكبر جزء من وقتها بإقامتها للاعتناء ببيتها التي سهرت على تأثيته بذوقها الرفيع، والسهر على راحة ابنها.
وتتحدث ببساطة مؤثرة عما يؤلمها ويحزنها ككل النساء، تستعمل اللغة الدارجة للتواصل العادي، واللغة الفرنسية إن دعت الضرورة لذلك، علما أنها تتقن العربية والفرنسية والإنجليزية وتعلمت مؤخرا اللغة الإسبانية. وأكد أكثر من مصدر أن الأميرة لالة سلمى لا تستثني نفسها من النساء العاديات، رغم التحاقها بالعائلة الملكية ورغم موقع السيدة الأولى بالمملكة الذي تحتله الآن. إنها تستقبل ضيوفها بتواضع وابتسامة مشرقة، وتفضل قضاء أكبر جزء من وقتها بإقامتها للاعتناء ببيتها وابنها، ومن هناك تتابع نشاط جمعيتها يوميا.
هندام الأميرة
في كل مرة تظهر فيها الأميرة لالة سلمى، يلاحظ المشاهدون أناقتها ومتابعتها لأحدث صيحات الموضة. ويبدو أن الأميرة تفضل تصميمات "شانيل" الفرنسية بخصوص اللباس اليومي، أما بخصوص لباس السهرات والمناسبات، تتجه الأميرة نحو فساتين "فالانتينة: و "كريستان لاكروى" لكنها مع ذلك تظل من المعجبات بملابس المصمم "جون لوي شيرير". وقيما يتعلق باللباس التقليدي، فالأميرة للا سلمى لا تتخلف عن عادات دار المخزن (التكشيطة بالسفيفة) المميزة بطولها، باعتبار أن عرف القصر الملكي يقر بأن عليها مسك "الجلايل" عندما تتحرك أو تمشي، وهي مرتدية "اللباس التقليدي"، وطوله يحول دون ظهور الساق رغم الإمساك بطرف اللباس.
وكما للملك نمطه وطريقته في اختيار هندامه، فللأميرة للا سلمى نمطها وطريقتها، في هذا المجال الذي أبهرت فيه المغربيات بتناسب ما ترتديه من ملابس مع شخصيتها، فلا هي قلدت ولا هي اكتفت باعتماد آخر "تقليعة" كما يقال. وإنما انتهجت أسلوبا خاصا بها، إنه أسلوب "الأميرة للا سلمى المميز "("لوك للا سلمى" كما يحلو للشابات المغربيات قوله). إن مظهر الأميرة يدل على شخصية قوية، تجسد عبر حركاتها وهندامها، حسب بعض المحللين، المغرب العصري الحداثي المرتكز على خلفية الأصالة والهوية المغربية.
ولاحظ الكثيرون أن كل شيء تغير في الأميرة للا سلمى، الهندام وتسريحة الشعر والقدرة على التكيف السريع مع الأوضاع، لكن الثابت هو حرصها على تقوية روابطها بأصولها الشعبية، وهذا ما استحسنه المغاربة في الأميرة التي أضحت شخصية عمومية بامتياز.
وتبقى الأميرة للا سلمى ككل المغربيات، تهتم بمظهرها، وحسب العارفات بهذه الأمور، فإن "لوك" الأميرة تغير كثيرا على ما كان عليه في ظهورها الأول، وقد تابعت المغربيات (لا سيما الشابات منهن) هذا التحول باعتبارهن يرون في السيدة الأولى بالمملكة مثلهن الأعلى، وقد همت تلك التغييرات تسريحة الشعر والماكياج، الذي لا يكاد يبين، لكنه يتناسب مع شخصيتها. والآن حسب العارفات بالأمور، أصبح للأميرة "لوكها" ونمطها الخاص، وهذا بشهادة الأجنبيات المتخصصات في المجال أنفسهن، اللواتي تؤكدن بالغرب وجود نمط أو "لوك الأميرة للا سلمى" في المظهر والأناقة.
ويقرر أحد المقربين أن الأميرة للا سلمى دأبت على اقتناء ملابسها من الدار الفرنسية "شانيل"، علما أن الأخيرة مكلفة بلباس ومظهر جملة من العائلات الملكية عبر العالم.ويبدو أن هذه الأميرة تعشق اللون الأزرق ومشتقاته حيث يجلبها، ويليه اللون الوردي بجميع فروعه، لكن أكثر ما يجذبها في الألوان الانسجام والتناسق. وفي هذا الصدد أكد أحد المقربين أن الأميرة لالة سلمى لا تسمح لزوجها الملك محمد السادس الخلط بين الألوان، مهما كان الفرق دقيقا بينها. أما أفضل الأحجار الكريمة عند الأميرة هي الياقوت الأزرق والزمرد والمرجان، وعموما يلفتها الجمال وتجذبها الأناقة بذوق مميز، قد يبدو غريبا أحيانا.
لالة سلمى سفيرة الحداثة المغربية

تأكد أن الأميرة لالة سلمى تقوم بدور دبلوماسي من نوع خاص، وهو سفيرة الحداثة المغربية، مبرزة صورة مغرب المستقبل. وقبل الاضطلاع بهذا الدور، تابعت الأميرة لالة سلمى تدريبا خاصا بالديار الألمانية، بعد ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، كما شرعت في تعلم اللغة الإسبانية إضافة لإتقانها لغة موليير ولغة شكسبير ولغة الضاد.
ويبدو أن أغلب مهامها بالخارج أضحت في السنين الأخيرة ذات طابع ثقافي – حضاري، وتتجه نحو تقديم صورة المغرب العصري، مغرب الحداثة. وقد حرص الملك محمد السادس شخصيا على تكليف زوجته، الأميرة لالة سلمى بهذه المهمة، ألا وهي القيام بدور سفيرة الحداثة المغربية بالخارج. وفي هذا الإطار يمكن فهم الطريقة المدروسة لهندام الأميرة، وحركاتها، ومظهرها في مناسبات ظهورها، سواء بالمغرب أو خارجه، لاسيما في غياب زوجها.
ومن المؤشرات الدالة على هذا المنحى، ظهور الأميرة لالة سلمى بـ "التكشيطة" التقليدية لاستقبال رئيس جمهورية الصين الشعبية وعقيلته. إذ كانت تلك اللبسة بألوان العلم الوطني الصيني (أحمر وأصفر). ونفس الشيء لاحظه المشاهدون عندما سافرت الأميرة إلى تايلاند لتمثيل زوجها، الملك محمد السادس في الذكرى 60 لتنصيب العاهل التايلاندي، إذ ظهرت بفستان أصفر فاتح، علما أنه اللون الذي يرمز إلى الملكية بذلك البلد. كما أن رئاسة سموها احتفالات يوم المغرب بالديار اليابانية يدخل في هذا الإطار بامتياز، إذ استهدف دفع اليابانيين لاكتشاف الثقافة والعادات المغربية في حيز فضائي وزمني محدود. وقد فاز المغرب بجائزة "حكمة الطبيعة" الميدالية الفضية


الأميرة والعمل
تسعى الأميرة لالة سلمى دائما إلى تحقيق النجاح في كل ما تقوم به. وظلت علاقتها بالعمل مطبوعة بالنظرة العلمية إلى الأمور. لها قدرة خاصة لتحفيز معاونيها، وإشعارهم بالاطمئنان في جميع الظروف. وبشهادة الجميع تعتبر السيدة الأولى مديرة أعمال ممتازة، تتريث في اتخاذ قراراتها، وإن فعلت فلن تتردد أبدا في الذهاب حتى النهاية آنذاك تحب جني أكبر النتائج الإيجابية لبلوغ الهدف المتوخى كاملا غير منقوص، وفي كل مرة تسعى إلى الاقتراب من الكمال. تفضل التقدم ببطء لكن على أرضية صلبة أعدت مسبقا.
وحسب أحد معاونيها، إن الأميرة لالة سلمى نشيطة في العمل، حريصة على تتبع التطورات لحظة بلحظة حتى وهي في إقامتها، ولا تخشى تحمل المسؤوليات. تفتخر بالعمل الذي تؤديه لأنها تحاول دائما تأديته على أكمل وجه. واعتبارا لتدبيرها العقلاني وتخطيطها المدروس ظل النجاح يسعى إليها، وكلما نجحت في خطوة سعت للخطوة الموالية، تحبذ العمل الذي تظهر نتائجه على أرض الواقع بسرعة، ومما يساعدها على ذلك أنها مخططة بارعة في مجال برمجة المهام وتسلسلها، مع ضمان للعاملين معها هوامش للمبادرة والاجتهاد لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية.
إنها واقعية في تعاملها مع الأشياء، ولا تنفعل بسهولة أمام المصاعب. لها طريقة خاصة في تجزيئها للتغلب عليها، هذا هو منهجها في التعامل مع القضايا. ورغم شخصيتها العقلانية، فإن حب أسرتها يستحوذ على مكانة كبيرة في حياتها اليومية، حتى العملية منها.
بكلمة، إن الأميرة لالة سلمى جدية في إدارتها للعمل، تعتمد على المنطق والوقائع في تفهمها للأمور، وحديثها في مجال العمل بسيط واضح دقيق وغير معقد. وتفضل أسلوب "خير الكلام ما قل ودل"، واقعيتها تساعدها على اعتماد أقصر السبل وأجداها لبلوغ المراد. وإن أعطت وعدا لا تخلفه، فالوعد عندها يكاد يكون مقدسا. وبخصوص اتخاذ القرار، يبدو أن الأميرة لالة سلمى ميالة إلى تبني أراء ثابتة اعتمادا على خبرات سابقة موثوق بها. تواجه الصعوبات بشكل هادئ ورزين، بهدف الحصول على نتائج فعالة ومجدية. فإذا واجهتها مشكلة في مجال العمل، حشذت فكرها لإيجاد الحل الملائم دون أن يظهر عليها ما يشير إلى تنازع الأفكار أو المشاعر، وتفضل التروي قبل اتخاذ المواقف النهائية.
تتقن فن الاستماع أولا قبل الكلام. تصغي باهتمام إلى من يحدثها وتختصر في الرد، وقد تمر فترات لا تلفظ خلالها إلا بكلمتي نعم أو لا، ولكن عندما ترد تتحدث باقتضاب مصيبة الهدف مباشرة. وحسب جملة من المحللين النفسانيين، إن هذه الصفة رمز للصمود والقدرة على الوقوف في وجه العقبات والصعوبات. كما أكد أحد المعاونين للأميرة لالة سلمى في جمعيتها، تسكت أحيانا عن بعض الأخطاء وتغمض عينها عن بعض التقصير، مدركة أن الإنسان معرض لإرتكاب بعض الهفوات، وقد تتظاهر أحيانا بعدم معرفة الأمر وجهلها له، لكنها تنتظر من المقصر أن يدرك ما فاته، فالأميرة تغفر بسهولة إذا عاينت بذل الجهد لتجاوز الخطأ أو التقصير.
يجمع كل المقربين من الأميرة أنها ذكية فطنة، وإن تحملت مسؤولية قامت بواجبها على أتم وجه، علما أنها لا تستحسن الانفراد بالرأي. وبهذا الخصوص أكد أحد المقربين أن كل أعمال الأميرة وأقوالها تسودها روح عملية ممتازة، ولا تتخلى قيد أنملة عن التفاؤل والطموح.
ويمكن الاعتماد عليها في مجال المسؤوليات والعمل، كما يعتمد على الساعة الدقيقة أو الآلة الحاسبة، أليست الأميرة لالة سلمى مهندسة حاسوب ومعلوميات وتحليل البرامج؟


مهنة الأميرة، السيدة الأولى
منذ يوم الخميس 21 مارس 2002 بدأت مسيرة إحدى بنات الشعب، لتصبح أميرة ثم لتحمل لقب السيدة الأولى بالمملكة. وقد اعتبرها الكثيرون خطوة فعلية عملاقة على درب المرور إلى مغرب الغد، مغرب الحداثة، إنه مرور أراد الملك محمد السادس انجازه رفقة الفتاة (24 سنة) المنحدرة من فئة متوسطة والتي تقطن في حي شعبي، لكنها سلبت قلبه واستحوذت عليه.
ويبدو أن قوة هذا الحب مكنت الملك من القفز على جملة من الطابوهات، الشيء الذي، بشهادة الجميع، فتح جملة من الأبواب لتحديث البلاد من القاعدة إلى القمة، وقد عملت الأميرة لالة سلمى على ترسيخ هذا المنحى بعد ميلاد ولي العهد.
لقد كان إعلان زواج الملك وكشف رفيقة حياته إعلانا عن تقوية موقع المرأة المغربية في مختلف المجالات، لاسيما الركح السياسي.
حصلت المواطنة سلمى بناني، على صفة أميرة يوم 12 أبريل 2002، وإذا كانت هذه الصفة أميرة مخصصة لذرية الملك ومن يجري الدم الملكي في عروقهن، فإن لالة سلمى، بانتمائها عبر الزواج بالملك إلى الأسرة الملكية، امتلكت صفة "الأميرة"، وهذا ما حصل بالنسبة للأميرة لمياء الصلح (من أصل لبناني) أرملة شقيق الملك الحسن الثاني، الأمير مولاي عبد الله عم الملك محمد السادس، ووالد الأمير مولاي هشام.
فقد دخلت الأميرة لالة سلمى إلى العائلة الملكية من أوسع الأبواب، أي عبر قلب الملك، فأصبحت أميرة في مستوى أميرات البلاد والسيدة الأولى في المملكة.
حسم الملك محمد السادس هذا الأمر عندما صرح لمجلة "باري ماتش" سنة 2001 قائلا: "لا وجود لملكة عند المسلمين، وبالتالي فإن هذه القضية ليست مطروحة عندنا بالمغرب". وفعلا لم يسبق المغرب عبر تاريخه أن عرف امرأة حملت صفة ملكة منذ دخوله الإسلام.
وحسب أغلب المحللين، إن صفتي أميرة والسيدة الأولى بالمملكة، ساهمتا بشكل كبير في إصباغ الطابع الإنساني، وصفة القرب بخصوص شخص الملك بكيفية لم يسبق لها مثيل بالمغرب. وزاد من ترسيخ هذا المنحى كون المغاربة اقتنعوا، قناعة راسخة، أن الملك محمد السادس تزوج عن حب، وهذا أمر لم تسع أي جهة رسمية لإخفائه، خلافا لما كان يحدث بالأمس.
إن زوجة الملك الآن، خلافا للسابق، أصبحت شخصية عمومية، تضطلع بمهام، وتمثل المغرب بالخارج في جملة من الفضاءات.
وإذا كانت الأميرات، شقيقات الملك وعماته، دأبن على الاضطلاع بجملة من المهام الاجتماعية والرئاسة الشرفية لبعض الهيئات، فإن دور الأميرة لالة سلمى تجاوز هذا الحد، برغبة ملكية، لتظهر كشخصية عمومية تتابع مهاما، وتمثل الملك والمغرب خارج الوطن وداخله.
وفي نظر بعض الملاحظين، تسعى الأميرة لالة سلمى إلى إبهار الملك، بالاجتهاد المستديم لبلوغ الأهداف التي رسمتها الجمعية التي تدير شؤونها، وهذا يصب في منحى واحد، ترسيخ الرؤية الملكية الخاصة بمغرب الغد، مغرب الحداثة.
لكن، كان لزاما على الأميرة لالة سلمى أن تؤكد موقعها في الأسرة العلوية والبلاد، وهو فضاء لم تخبر مسالكه ودواليبه من قبل.
منذ أن بلغ ولي العهد الأمير مولاي الحسن ربيعه الثالث، بدأت الأميرة لالة سلمى (28 سنة آنذاك) تقوي مكانتها كالسيدة الأولى بالمملكة، اضطلعت بمهام اجتماعية ودبلوماسية، وفي ظرف وجيز اكتسبت آليات "مهنة الأميرة"، وهذا ما برز على مختلف المستويات، هنداما ومظهرا وحركة واضطلاعا بالمسؤوليات التي على عاتقها الآن. فبعد مرور 4 سنوات فقط، اكتسبت السيدة الأولى دواليب "مهنة الأميرة الأولى"، لكنها قبل الانطلاق للاهتمام بمسؤولياتها، اهتمت أولا بدورها كزوجة للملك وكأم لولي العهد. لذا غابت عن الأنظار، ولم تعد تظهر في
إذا أردنا اختزال شخصية السيدة الأولى في بعض من الصفات الكثيرة التي تمتاز بها، يمكن القول إنها شخصية مفعمة بالثقة بالنفس، كريمة مع من تحب، تقدس الحياة الزوجية، لها قدرة كبيرة على تنظيم الأمور والتدبير العقلاني، متعلقة بالتقاليد، تستحسن الحس الفني الرفيع وتهتم بأناقتها بطريقة مدروسة بدقة، فإذا قالت الأميرة لالة سلمى صدقت وإذا وعدت نفذت، وكلما نفذت أسعدت. إنها شخصية واقعية، ثائرة على كل ما هو سلبي، تنال إعجاب الجميع.
حسب المقربين من الأميرة لالة سلمى، ظلت طفولتها مطبوعة في ذاكرتها، وليست من النوع السهل استمالته.
كل شيء بالنسبة إليها يجب أن يخضع للعقل أولا. فمنذ صغر سنها، كانت تعرف ما تريد وتختار ما يلائمها لبلوغ هدفها، رغم أنها تألقت مرارا في ما تقوم به، ظلت تحب الحياة السهلة البعيدة عن التعقيد.
تستطيع بسهولة كبيرة المشاركة في المناقشات العلمية والسياسية، لكنها قلما تخوض فيها عن إرادة، لأنها تفضل الحديث عن القرب والمنطق الواقع.
ظلت الأميرة، السيدة الأولى، معروفة ومتميزة داخل أسرتها بالإخلاص للعائلة وللصديقات، كما عرف عنها أنها تفضل الصداقات طويلة الأمد.
تقدر التقاليد والولاء وعاطفية جدا، لكن في إطار نوع العقلانية. ويشعر المرء أنها تعتمد على العقل أولا في كل تصرفاتها، كل شيء لديها يبدو مدروسا كأن الأمر يتعلق ببرنامج معلوماتي.
لا تستحسن الأميرة الكلام المنمق أو المعقد بالألفاظ البراقة، وتفضل التواصل العادي بلغة بسيطة لكن دقيقة تكشف المقصود مباشرة.
وحسب إحدى زميلاتها في الدراسة، تملك الأميرة حاسة مدهشة، فهي تتوقع نتائج ما خططت له، ونادرا جدا ما تخيب توقعاتها.
تهوى الموسيقى التي تثير عواطفها. كما تعد الأميرة لالة سلمى من المحبين للفنون ولكل الأشياء الجميلة الدالة على الإبداع والخلق. تشعر بسعادة خاصة في الفضاءات المرتبة جيدا ولو كانت بسيطة، إنها "متولة" كما يقول المقربون منها.
الأميرة لالة سلمى قوية الشخصية
تمتاز الأميرة لالة سلمى بقوة شخصيتها التي تبرز في كل آن وحين، وفي كل الفضاءات التي تتحرك فيها، حتى بمناسبة زيارتها للخارج.
وقوة شخصيتها تعطيها القدر الكافي من الشجاعة لمواجهة المشاكل في حينها، واتخاذ القرار اللازم دون أي تردد. ومع توالي مواقفها الإيجابية بكل الأوساط، سواء بالبلاط أو بالإقامة الملكية أو بمقر جمعيتها أو خلال سفرياتها ورحلاتها، اكتسبت الأميرة لالة سلمى صورة أكثر إشراقا وجاذبية في نظر أفراد العائلة الملكية، لاسيما الأمير مولاي رشيد الذي يتفاهم معها إلى أقصى درجة. علما أنه سبق وأن راجت بعض الأخبار في البداية عن بعض التشنج الذي كان يطبع علاقات السيدة الأولى مع الأميرات شقيقات الملك، إلا أنه سرعان ما تم تجاوزه بفعل حسن المعاشرة وآليات التواصل التي اعتمدتها زوجة الملك.
ويؤكد أحد المقربين أن السيدة الأولى، تمتاز بشخصية جذابة وقريبة جدا من الشخصية الكارزماتية، لكنها بمواقفها الإيجابية في الخيارات المطروحة، امتلكت قلوب كل من يحيط بها بكل ثقة في النفس، توطد هذا الوضع بفعل وحدة الذكاء ودقة التصرف في الأمور وحسب كل الأوضاع.
وحسب المقربين إن قوة شخصيتها وحسن خلقها، جعلا الأميرة لالة سلمى تحسن معاشرة ذويها ومعاونيها والقريبين منها بالبشاشة والتواصل المباشر. كما أن قوة شخصيتها جعلتها كذلك أكثر جاذبية وتفاعلا، الشيء الذي مكنها من التحكم في نفسها والتصرف تصرفا مناسبا حسب كل مقام وتبني علاقات جيدة مع المحيطين بها. إلا أنه قد تغضب أحيانا، ويكون غضبها شديدا لاسيما إذا سبق لها أن نبهت لشيء أو لتصرف ما وأعيد تكراره.

الظهور الأول للسيدة الأولى
لقد خرج الملك محمد السادس على عرف أسلافه بنشر صورة زوجته، عندما ظهرت الأميرة لالة سلمى في أول مناسبة رسمية رفقة زوجها، بدت الأميرة كملاك يمشي على الأرض بذلك الفستان الذي خاطته أنامل متخصصة في أشهر دور تصميم الأزياء في العالم. هكذا وصفت إحدى المذيعات الأوروبيات المشهد، وهي تقدم الخبر للمشاهدين.
"هل رأيت زوجة الملك؟".. جرى هذا السؤال على كل الألسنة، منذ أن قام الملك محمد السادس بخطبة المواطنة سلمى بناني، وذلك على الطريقة المغربية المعروفة. وبدءا من الساعات الأولى لنشر الخبر، بدأت بعض صور الأميرة تظهر على شبكة الويب، حيث تعرف عليها ملايين من "المبحرين" في الشبكة، لاسيما الصور المأخوذة بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل البرامج بالرباط رفقة بعض زميلات وزملاء دفعتها. لكن أول ظهور رسمي للسيدة الأولى كان رفقة زوجها، الملك محمد السادس، بمناسبة استقبال الرئيس الباكستاني "برفير مشرف" للترحيب بعقيلته "سهبة مشرف"، وكانت أول مرة ظهرت فيها الأميرة للا سلمى مرتدية لباسا عصريا من تصميم "جون لوي شرير"، وبمجرد ظهورها وانتشار صورها في مختلف وسائل الإعلام، قلدت أغلب الشابات المغربيات تسريحة شعرها ودأبن على مسك النظارات الشمسية بأيديهن، كما فعلت الأميرة عند استقبال ضيفتها بالقصر الملكي بالرباط.
وتلى ذلك ظهور الأميرة مرتدية قفطانا مغربيا أصيلا باللون الرمادي والأسود، زادها أبهة في حفل العشاء على شرف الرئيس الباكستاني وعقيلته، أكثر من الصورة التي ظهرت فيها باللباس العصري، وبذلك شعر أغلب المغاربة آنذاك أن المغرب سيعيش عهدا جديدا.
كما كان لظهور الأميرة، بمناسبة افتتاح مهرجان مراكش للسينما الأثر الكبير، لاسيما وانه تزامن مع أوج النقاش حول مدونة الأسرة، وكان الظهور الرسمي للسيدة الأولى، زوجة الملك، بمثابة تأكيد بأن للمرأة المغربية دورها إلى جانب الرجل.
معالم الحياة اليومية للأميرة
تحب الأميرة لالة سلمى أجواء البيت الهادئة، وتفضل من حين لآخر أن تقضي فترات خلوة في جو الطبيعة كلما سنحت لها الظروف.
بعد ولادة ولي العهد لم تتغير حياتها اليومية، تقضي أغلب أوقاتها بإقامتها بدار السلام وتقوم بدور "لالة أم سيدي"، الأميرة أم ولي العهد، حسب تسمية العرف المخزني، ترعى ابنها وتشرف على إطعامه بنفسها واختيار ملابسه، ومن المعروف أنه لا يرافقها في زياراتها الرسمية، سواء داخل الوطن (إلا لماما) أو خارجه. إذ يتلقى سموه التربية الأميرية محاطا بمربيه بالإقامة الملكية.
تقضي الأميرة لالة سلمى يومها بين الإقامة الملكية وإشرافها على الجمعية التي تديرها، وتتوصل بتقارير يومية عن أنشطتها وبرامجها. وبعد الغذاء تخلد إلى قسط من الراحة في القيلولة، وهي عادة دأبت على احترامها.
عملت الأميرة على إعادة الهيكلة التنظيمية للعاملين بإقامتها بدار السلام. ففي البداية قلصت عدد الخدم إلى النصف، قبل التخلي عنهم وتعويضهم بخريجي المؤسسات الفندقية المغربية العالية، كما كان لها الفضل في تحديث العلاقات بينهم، والتصدي لبعض العادات المشينة التي كانت مستشرية داخل وسط العاملين بدار المخزن، فواجهت بقوة كل مظاهر التبدير وسوء التدبير، وبذلك سعت إلى اعتماد التسيير العقلاني لشؤون الإقامة الملكية.
وبالرغم من أنها أضحت السيدة الأولى بالمملكة، ظلت الأميرة لالة سلمى مرتبطة بأصولها وبعض العادات القائمة وسط العائلات المغربية، كتسليم ملابسها وبعض الحاجيات للأقارب فيما بينهم، لاسيما بين الشقيقات وبنات العم أو الخال والقريبات، وهي عادة ظلت تواظب عليها، ويبدو أن الملك محمد السادس استحسن كثيرا التغييرات التي قامت بها الأميرة التي ملكت قلبه، بل دعمها كثيرا للاستمرار على هذا الدرب.
الأميرة لالة سلمى تظل الأم الحنون التي لها مزاج خاص في تربية ابنها، ولي العهد. وتبقى الأولوية عندها في المحافظة على جو البيت العائلي الملكي، هادئا وشاعريا ومنسجما، في مختلف فضاءاته. فهي تهتم ببيتها كثيرا، والعمل خارجه لا يغريها. لذلك، كما سبق الذكر، تتوصل من المتعاونين معها بتقارير يومية، بخصوص المهام المكلفة بها، وقد تصدر تعليماتها من البيت، كما أنه يمكن أن تتجه إلى مكتبها بمقر جمعيتها أحيانا، قبل إنهاء الإطلاع عن التقرير اليومي إن دعا الأمر ذلك.
تعشق الأميرة المأكولات المغربية الأصيلة ولا تستحسن المعلبات والأطباق سهلة التحضير، وإذا دعت ضيوفها إلى مائدتها قدمت لهم أطيب الأصناف وأكثرها ابتكارا. وفي هذا الإطار قالت زوجة سيناتور أمريكي، حضرت في حفل أقامته الأميرة لضيافة بعض الشخصيات النسائية، عندما زارت الولايات المتحدة الأمريكية، قالت مازحة في صدر حديثها عن الأميرة لالة سلمى: "إن مهارة وذوق الأميرة الملكية يثبتان بصدق وبوضوح المثل القائل "(معدة الرجل أقصر سبيل إلى قلبه)" – وهذا ما نشرته إحدى المواقع الإلكترونية النسائية الأمريكية.
من آثار استمرار ارتباط الأميرة سلمى بأصولها، اهتمامها بأمور المطبخ والحرص على تقديم ما لذ وطاب من الوصفات المغربية الأصيلة التي يفضلها زوجها الملك، لاسيما من المطبخ الفاسي الأصيل الذي ورثته عن جدتها. فالأميرة تفضل الأطباق المغربية الأصيلة، ولا تستحسن تناول الساندويش والأكلات الخفيفة المعتمدة على المصبرات والتي لا تتناولها إلا نادرا جدا، كما تفضل شرب الشاي المنعنع الخفيف.
تستحسن السيدة الأولى الزيارات العائلية، وبهذا الخصوص قال أحد المقربين "بيت الأميرة" فسيح كقلبها، فيه مكان للعائلة والأقارب والأصدقاء والضيوف".
إن لاحظت الأميرة تصرفا غير لائق تنفجر غضبا، ولحظة غضبها يصعب مواجهتها.
تستهويها الأماكن الطبيعية الجميلة، وخصوصا التي تدل على عظمة الخالق. لا تستطيع العيش في فضاء خال من الزهور والنباتات حولها، إقامتها الملكية في جميع الفصول حديقة خضراء. ومما يدل على عشق الأميرة للطبيعة، كونها تحرص على أقصى درجة من النظافة في كل مكان، فإنها تحب رائحة الأسماك الطرية وحيوانات الإسطبل ونكهة الأرض العبقة في الصباح، وكل ما يذكرها بالطبيعة وبالتربة كما ان الاميرة.من حين لآخر تحب السماع للموسيقى وترتاح للألحان المبتكرة.
الأميرة ومكافحة السرطان
تلعب السيدة الأولى حاليا دورا حيويا في مكافحة أمراض السرطان بالمغرب، والأميرة لالة سلمى تعرف عن هذه الأمراض الكثير لأنها عاينت معاناة أحد أقربائها، وتتبعت صراعه مع أحد هذه الأمراض إلى أن وافته المنية.
ساهمت عن قرب في تأسيس جمعية مكافحة أمراض السرطان وهيكلتها وبلورة برنامج عملها وأهدافها ومعاينة انطلاقتها بنفسها، وهي الآن تضطلع بمسوؤلية القيام عليها وتدبير شؤونها. ومن المعلوم أن الأميرة لالة سلمى استعدت للقيام بهذه المهمة، قبل عقد قرانها بالملك محمد السادس الذي سهر شخصيا على انطلاق جمعية الأميرة وتقعيدها، كما تكلف بكل مصاريف هذه المنشأة لترى النور في وقت وجيز جدا، وأمر بإحداث مقرها بفيلا بالقرب من القصر الملكي بالرباط، جهزت بأحسن الأثاث والمعدات.
كما كان مبرمجا، تأسست جمعية الأميرة في 20 نوفمبر 2000، وعين الملك أحد المقربين للقصر الملكي لمساعدة الأميرة في مهامها، إنه عبد الصادق ربيع الكاتب العام للحكومة، وحصلت توا على صفة المنفعة العمومية، وانعقد أول مجلس إداري في 22 نوفمبر. آنذاك كانت الأميرة تحضر باستمرار إلى مقر الجمعية بحاسوبها المحمول لتقوم بزيارات، سواء غطتها الوسائل الإعلامية أم لم تغطيها، لمركز أمراض السرطان وبعض الأقسام الطبية في مختلف المستشفيات والمصحات. ولاحظ الجميع أنها كانت تطرق أبواب المكاتب قبل ولوجها، وقد انبهر الجميع لهذه التصرفات، آية في التواضع، الشيء الذي لم يسبق لهم أن عاينوه في أية زيارة رسمية، حتى تلك التي تقل أهميتها ومقامها عن زيارة السيدة الأولى بالمملكة.
لاحظ الملك أنه في مغرب الألفية الثالثة، ليس من السهل ترسيخ إعادة تفعيل روح التضامن والتكافل الاجتماعيين، في وقت ظل فيه أصحاب الأموال وأغلب رجال الأعمال، لا يسعون إلا لتحقيق المزيد من الربح والسعي وراء احتلال رقعة أوسع من السوق، وفي وقت لم يعد السياسيون فيه يفكرون سوى في سبل الاحتفاظ على الموقع واللهاث وراء الارتقاء في الهرم الاجتماعي. في ظل هذا الجو توارى الاهتمام بالمهمشين وأصحاب الأوضاع الصعبة. وبإيعاز من السلطة العليا، ساهم في مجلسها الإداري كبار الشخصيات في مجال الاقتصاد والمال والاتصال، منهم سعد بنديدي (مجموعة أونا ) عبد السلام أحيزون (اتصالات المغرب) ونور الدين عمري (مجموعة البنك الشعبي) ونور الدين عيوش (وكالة شمس) وجمعية زاكورة للسلفات الصغرى، وكلها جهات تضمن تمويل أنشطة جمعية الأميرة وبرامجها، كما أن كلا من الجمعيات المهتمة بأمراض السرطان ارتبطت بها. كما يضم المجلس الإداري للجمعية بعض المقربين من الأميرة للا سلمى، ومنهم خالها محمد بنسودة وطبيبها الذي تابع حملها، مولاي الطاهر العلوي وفوزية العلوي مسفر.
وكان أول مشروع أنجزته الجمعية بناء "دار الحياة" لاستقبال المرضى. علما أن الجمعية حصلت توا بعد تأسيسها على صفة المنفعة العامة، لتمكينها من جمع الأموال لتمويل أنشطتها المكلفة جدا اعتبارا لمجال اهتماماتها
الأميرة للا سلمى أعطت صورة جديدة وعصرية للمغرب
إن ظهور الأميرة للا سلمى بجانب زوجها واضطلاعها بجملة من المهام، وجرأتها على تغيير كل ما ترى أنه لا يتماشى مع العصر، والتصدي لجملة من العادات غير الإيجابية، أعطى للمغرب صورة جديدة وعصرية، لا سيما خارج الحدود. وإذا كان الملك وعقيلته قد كسرا تقليدا جرى العمل به في المغرب منذ زمن بعيد، عبر تمكين زوجة الملك من القيام بدور فعال ومرئي في الحياة العامة، فإن هذه الخطوة أبهرت المغرب قبل المغاربة، ولعل أولى الصور التي أعطت الانطلاقة لهذا الانبهار، تلك التي التقطتها وسائل الإعلام المغربي عند استقبال الملك محمد السادس وزوجته ملك وملكة اسبانيا في مطار مراكش، آنذاك ظهرت الأميرة للا سلمى بالقرب من زوجها بتواضع، وخصلات شعرها الأحمر يتلاعب بها النسيم.
آنذاك كانت تبدو كلها ثقة بنفسها. وهذا ما أكد أن الإعلان عن خطبة الملك ثم زفافه، بعد اكتشاف المواطنة المغربية التي سلبت قلبه حتى قبل أن يصبح ملكا، لم يكن مجرد مشهد عابر للتكيف مع روح العصر، وإنما هو حلقة من حلقات الرؤية الملكية لمغرب الغد. وقبل هذا كان الملك قد أنجز خطوة أولى، فيما يتعلق بمسألة الحريم، وعندما أنجبت للا سلمى ولي العهد، نشرت صورة الملك يحمل الأمير المولود وبجانبه عقيلته.
آنذاك نشرت جملة من الصحف المغربية أن الأميرة للا سلمى مصممة على لعب دور السيدة الأولى بالمغرب، ومنذ ظهورها الأول أصبحت شخصية عمومية شعبية، تقلد المغربيات طريقة لبسها وتسريحة شعرها، وهذا مظهر من مظاهر الصورة الجديدة والعصرية للمغرب التي ساهمت الأميرة في ترويجها داخل البلاد


Vous aimez ?1 2 3 4

أعلن الملك محمد السادس رفضه ظاهرة تقبيل اليدين،

أعلن الملك محمد السادس رفضه ظاهرة تقبيل اليدين،


أعلن الملك محمد السادس  رفضه ظاهرة تقبيل اليدين، ودعا المواطنين إلى الامتناع عن تقبيل يده أو يد أفراد العائلة المالكة ، وذلك على خلفية أن تقبيل اليد لا تقبله النفس الحرة إلى جانب أنه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله، والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد ،
وأضاف الملك "أعلن من مكاني هذا عن رفضي القاطع لهذا الأمر، وأسأل الجميع أن يعملوا بذلك ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهما".ومع وصول الملك محمد السادس للحكم أصبحت مسألة تقبيل يد الملك أكثر ليونة ،  أن الملك محمد السادس لا يكترث بأمر تقبيل يده ، بمعنى أن هذه المسألة موكولة للمعني بتقبيل أو عدم تقبيل يد الملك
26728066_m

لو التقيْتَ الملك محمد السادس.. ماذا تَطلبُ منه؟

يعتبر شخص الملك  كما يقول واتربوري " أهم عضو داخل النخبة السياسية ..ويجله المغاربة باعتباره شريفا .. كما يعد الملك أيضا أب العائلة الروحية وهو رئيس الدولة المغربية وأمير المؤمنين الشريف" .كما أن للملك حضور في كل مناحي الحياة ، فهو صاحب الحل والعقد في المغرب ، يعين من يشاء ويعفي من يشاء بظهير أو بدونه ، لأنه أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة
8153650_m
ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمراريتها ، وهو حامي حمى الدين والساهر على احترام الدستور ، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات ، وهو الضامن لاستقلال وحوزة الملكية ، كما انه شخص لا تنتهك حرمته ، وله دور تعيين الوزير الأول ويعفي الحكومة بمبادرة منه ، وله الحق في حل مجلس النواب ، كما أن مضمون خطابه لا ينبغي أن يكوم محورا للنقاش ، و له الحق في التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية ويعتمد السفراء ، ويوقع المعاهدات ويعين القضاة ويمارس حق العفو ، و له الحق أيضا في أن يعلن حالة الاستثناء ويتخذ جميع الإجراءات التي يفرضها الدفاع عن حوزة الوطن

 

الذوق الملكي محمد السادس يتطابق مع أذواق الشباب


الذوق الملكي يتطابق مع أذواق الشباب

لم يخف محمد السادس، في حوار مع لوفيغارو الفرنسية، حبه لموسيقى الراي والروك ومتابعته لجديد الموسيقى مثل غيره من الشباب. في بداية الثمانينات، أبدى ولي العهد في ذلك الوقت إعجابه بفن الفانك، ليستدعي المقربون منه الفرقة الموسيقية «بوني ام». ميولاته الموسيقية شملت أيضا الهيب هوب والجاز والموسيقى الكلاسيكية، إذ لم يتوان في الظهور مرات عديدة رفقة جوني هاليداي نجم الروك الفرنسي. ورجحت مصادر مختلفة استقبال الملك في أحد قصوره لمغني الريكي الجامايكي «شاكي» خلال إحدى حفلات عيد ميلاده. ومن المغنين المفضلين لدى الملك حاليا المغني الفكاهي ذي الأصل الجزائري الشاب فوضيل الذي يحيي سهرات خاصة بالقصر، إلى جانب الفنان الفرنسي جمال دبوز الذي ينشط حفلات خاصة بحضور
الملك في أكادير ومراكش والدار البيضاء.
650719207_small
ويتابع محمد السادس أخبار المجلات الفنية خاصة الصادرة باللغة الفرنسية، للتعرف على جديد فنانيه المفضلين خاصة روبير دينيرو ومارلون براندو، حيث يفضل مشاهدة أفلامهم وحضور بلاتوهات تصوير آخر الأفلام التي يتم تصويرها جنوب المغرب.
أما في فترة المراهقة، فقد كان ولي العهد يهوى رسم بورتريهات لأساتذته وأصدقائه إلى جانب شخصياته الكرتونية التي كان يفضل مشاهدتها في التلفزيون والتخلص منها مباشرة بعد الانتهاء منها. ولم يخف أصدقاؤه في الفصل حماس ولي العهد لحصة الرسم، وهو ما فسره البعض بانتقال موهبة والده إليه الذي كان يتقن الخط العربي ويهتم بالفنون التشكيلية.
بعد اعتلائه العرش، تضاعف اهتمام الملك الشاب باقتناء اللوحات الفنية لكبار الرسامين مثل الغرباوي ومحمد قطبي اللذين
تزين أعمالهما جدران الإقامات والقصور الملكية

محمد السادس يركب أمواج الرياضات الجديدة


منذ أن كان وليا للعهد، أظهر محمد السادس اهتمامه بممارسة الرياضة خاصة الجيت سكي والفنون الحربية والغطس وركوب الخيل التي كان يجد لها مساحة من الوقت في أجندته الأسبوعية، ليتوسع اهتمامه برياضة ركوب الأمواج ويتم الإعلان عن
gjdjdjdj
تنظيم دورة سنوية باسم كأس محمد السادس، بل إن البطل جمال بلحسني الذي سيحرز لقب بطولة العالم في الجيت سكي سيحظى باهتمام خاص من الملك الذي يرأس منذ 1999 نادي الوداية لركوب الأمواج. لم يتردد في منح عدد من اللاعبين رخص امتياز «مأذونيات»، ومنهم، حسب مصادر مطلعة، من يستفيد من رخص صيد في أعالي ...

الحسن الثاني كبار الفنانين من المشرق العربي في قصوره،

استقبل الحسن الثاني كبار الفنانين من المشرق العربي في قصوره، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد. واقترح الملك الراحل في إحدى المناسبات على المطربة اللبنانية صباح أن تغني بصوتها الأغنية المعروفة «ما أنا إلا بشر» لعبد الوهاب الدكالي، مما ساهم في انتشار تلك الأغنية في سنوات السبعينيات.
hassan2_tambour_croyant
يشير النقاد إلى أن الملك الراحل كان أول من وضع أسس ما كان يسمى بـ»الأغنية الوطنية»، حيث سهر على اختيار كلماتها وألحانها ومطربيها الذين قرروا العدول عن فكرة الاستقرار فنيا بالمشرق العربي نزولا عند رغبة الحسن الثاني. علاقته بالفنانين كانت وطيدة، يضيف مصدر من نقابة الموسيقيين، إذ في ظرف لا يتعدى ثلاثة أيام يتم تأليف وتلحين الأغاني قبل الإسراع في الانتهاء منها في القصر الملكي في ساعة متأخرة من الليل، لترديدها أمام الملك وإدخال تعديلاته.
وحسب أحد الفنانين المغاربة، الذين نشطوا سهرات خاصة أمام الحسن الثاني، فقد كان الراحل يمسك آلة الأكورديون ويشرع في العزف مع الفرقة الموسيقية ببراعة متناهية.
اهتمامه بالفن تجاوز التفاعل مع الموجات الفنية التي عرفها العالم العربي إلى إشرافه على طبع الكتب، حيث كشف صالح الشرقي، عازف القانون، أنه لم يتوقع أن يقبل الحسن الثاني بفكرته بعد أن عرض عليه إصدار وطبع كتابه «المستظرف في قواعد الموسيقى المغربية».
ويتذكر أحد المدراء السابقين للإذاعة المركزية بالرباط امتلاء قسم الأرشيف عن آخره بآلاف الأشرطة الغنائية، ليأمر قرار ملكي بالتخلص منها بنفيها إلى مدينة تمارة.
واندمج الحسن الثاني وسط المجموعات الغنائية الشعبية مثل عيساوة وجيل جيلالة وناس الغيوان وإزنزارن، حيث يتم استدعاؤهم لتنشيط حفلات ليلية خاصة يغنون فيها دون «خطوط حمراء»، ويبدأ عندها الملك مشاركتهم بالنقر على آلة ضبط
الإيقاع.

الملك الراحل الحسن الثاني علاقة خاصة مع كرة القدم،


نسج الملك الراحل الحسن الثاني علاقة خاصة مع كرة القدم، التي ظل يعتبرها قضية أساسية تحظى بأولوية خاصة مثلها مثل العديد من قضايا المملكة. وكان منذ صغره قد انخرط في صفوف الوداد البيضاوي في فترة الاستعمار، قبل أن يؤسس بعد الاستقلال فريقه الخاص الجيش الملكي، وظل يعين رؤساء جامعة كرة القدم ويشرف على مسيرة المنتخبات الوطنية منذ 1961 إلى منتخب 1998، وخلال هذا الإشراف كان الحسن الثاني ينزع جبة الملك ليرتدي بذلة المدرب والمدير التقني
في الكثير من المحطات.
hassan_20II_1

يعترف الحسن الثاني في كتاب التحدي أنه يمارس رياضة الكولف، لكنه يعشق حتى النخاع كرة القدم التي لعبها وهو أمير ليصبح بعد ذلك رئيسا شرفيا لواحد من أكبر فرقها المغربية وهو الوداد البيضاوي خلال فترة ولايته للعهد... قبل أن يتحول إلى مدرب ومدير تقني للعديد من المنتخبات الوطنية التي كان يتابع مسارها عن كثب.
ظل الحسن الثاني حريصا على متابعة الأحداث الرياضية الهامة، ولم يتردد في تخصيص استقبال كبير للعدائين سعيد عويطة ونوال المتوكل بعد حصولهما على الميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلس سنة 1984.
وكشف في أحد تصريحاته أن العالم يعرف المغرب بسعيد عويطة أكثر مما يعرفه بملكه. وتابع الملك الراحل إنجازات المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي احتضنتها المكسيك سنة 1986، وظل على اتصال بأعضاء المنتخب عندما تأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني ولعب مباراته الشهيرة مع نظيره الألماني. بعد عودتهم، استقبل الملك لاعبي المنتخب واختار وقتها اسم سكينة لكريمة حارس المنتخب بادو الزاكي.
في أولمبياد أطلانطا سنة 1996، لم ينجح هشام الكروج في الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 1500 متر بعد سقوطه على بعد 500 متر من خط النهاية، وما إن أكمل السباق حتى توجهت نحوه نوال المتوكل لتسلمه هاتفها النقال فقد كان الحسن الثاني يتابع السباق وتأثر للطريقة التي خسر بها الكروج، وخاطبه قائلا: «قم فأنت بطل».

Posté par chtiouiroyal à 12:09 - - Commentaires [0] - Permalien [#]

Vous aimez ?1 2 3 4 5

ملك الفقراء، ملك الشباب، الملك النشيط، الملك الكتوم

ملك الفقراء، ملك الشباب، الملك النشيط، الملك الكتوم، الملك الإنسان، ملك العهد الجديد...كلها صفات أطلقت على محمد السادس عقب توليه الحكم بعد وفاة والده الذي حكم المغرب بقبضة من حديد.
محمد السادس فاجأ المنظرين والباحثين بأن قلب توقعاتهم بشأن ضعف خبرته في الحكم، وإدارة الأمور السياسية، حيث لم يكن والده الحسن الثاني يشركه في هذا الأمر وكان يقرب إليه أشخاصا آخرين من قبيل إدريس البصري خادمه المطيع.
فاجأ محمد السادس هؤلاء وبدأ يتبين مع مرور الوقت أن الملك الشاب ورغم اتصافه بالخجل والتواضع فالأمر لا يسلم من غضبات يطيح فيها حتى أقرب المقربين منه، و لا من ملاحظات تخرجه عن صمته.
عندما صعد محمد السادس إلى الحكم، بشر بأن المغرب دخل عهدا جديدا وأن إلى جانب صفته كملك وكأمير للمؤمنين فهو حامي الحريات.
حماية الحريات هذه تمثلت في جو من التعبير الحر الذي لم يعهده المغرب من قبل، والذي لم يكن يجرؤ على الحديث عن وزير فما بالك بالملك والعائلة الملكية. فتنافست الصحف المستقلة في الكشف عن خبايا العهد القديم والحديث عن المعتقلات السرية، وإجراء مقابلات مع معتقلين سياسيين من بينهم من شارك في الإطاحة بالحسن الثاني فكان أن بقي عشرين سنة في معتقل وصف بالجهنمي مثل معتقل تزمامارت.
ولم تكن الصحف وحدها من نقل هذه الأحداث التي كانت حبيسة الكتمان في الماضي، بل حتى السينما المغربية أنتجت أفلاما تتحدث عن هذه الحقبة وعن السنوات التي توصف بسنوات الجمر أو سنوات الرصاص، وخرجت إلى الساحة الثقافية المغربية كتب لمعتقلين سياسيين يتحدثون عن أشكال التعذيب التي تلقوها في معتقلات البصري وإخوانه.
ولم تكن فقط أشكال التعذيب والاعتقال ما امتلأت به الجرائد في بداية حكم الملك الشاب، بل حتى صوره الخاصة وهو يمارس هواياته خاصة المفضلة منها مثل ركوب البحر، أو صوره مع عائلته، بدأت غزو ساحة البيع بعد أن كانت الصور الرسمية للملك الراحل ما يمكن تداولها.

أشياء تبدو حاليا بسيطة لكنها في بدايتها كانت ثورة بيضاء في عالم المغاربة الذي كانت تفصل بينه وبين حاكمهم أسوار القصور العالية. ليأتي زواج الملك العلني ثورة أخرى تمرد بها على عالم البروتوكولات والتقاليد التي حرمت المغاربة من رؤية زوجات ملوكهم، لكن الملك محمد السادس أبى إلا أن يقوم بخطوة أحدثت جدالا وقتها وباتت الآن ف يحكم العادة، ولم يكتف فق بالإعلان عن زواجه واتباعه تقاليد زواج أي شاب مغربي من الإعلان عن الخطبة وبعدها عقد القران، بل نقل مراسيم وطقوس عرسه مباشرة على القنوات التلفزية، مظهرا كل عائلته الملكية تتحلق حوله وحول زوجته ابنة الشعب كما يطلق عليها والتي لم يخترها من بين الأميرات بل اختارها من بين أفراد شعبه ليلق عليها لقب أميرة وتتربع ملكة على قلبه.
حتى الحياة العائلية للملك اختار أن تكون على غير الحياة التي عاشها، فهو يقيم مع زوجته وابنه ولي العهد وابنته الأميرة، في إقامة ملكية بحي يضم أفراد عائلته الملكية مفضلا الإبقاء على جو العائلة وعدم التحصن بأسوار القصور كما جرت العادة.

وخارج الإطار الشخصي والعائلي للملك محمد السادس، بقي طابع التمرد الصمت لصيقا بسياساته، حيث لم يكن يتورع عن قيادة سيارته بمفرده والتجول في شوارع المدن المغربية بعيدا عن أنظار حراسه، وأصبح نموذجا لاحترام إشارة المرور التي كان يتم تجاوزها من قبل والده وحتى المسؤولين في العهد القديم، بل اختار أيضا مواصلة ممارسة هواياته في شواطئ المدن الساحلية غير بعيد عن أنظار الشعب.
محمد السادس وفي ظل تسع سنوات من الحكم، قام بإنجازات حسبت له من أبرزها أنه وبعيد توليه الحكم دعا الرموز السياسية الني تم نفيها قصرا أو اختارت المنفى إلى العودة إلى المغرب ومن بينهم اليهودي ابراهام السرفاتي الذي نادى بالجمهورية المغربية وباستقلال الصحراء، والفقيه البصري الذي اتهم بمحاولة قتل الملك الراحل وحكم عليه غيابيا بالإعدام، وأبناء المهدي بنبركة أستاذ الحسن الثاني والاشتراكي الذي نادى بالإطاحة بالحكم الملكي، وأبناء أفقير المتهم بقتل بنبركة وبالإشراف على محاولتين انقلابيتين ضد الحسن الثاني.
إضافة إلى العائدين تم رفع الإقامة الجبرية عن زعيم جماعة العدل والإحسان المناهضة للنظام الملكي والمنادية بقيام الخلافة الإسلامية.
وقد توج الملك محمد السادس هذه السياسة بعزل خادم والده إدريس البصري عن منصبه الذي بقي فيه 25 سنة وتتم محاكمة ذيول البصري من أصهاره وأتباعه.
إضافة إلى هذا قام محمد السادس بتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة وفتح ملف حقوق الإنسان وإقفال المعتقلات السرية وتعويض الضحايا.
-فتح أوراش كبرى همت الطرق السيارة والموانئ والمطارات وعددا من مشاريع البنى التحتية.
- الإشراف الشخصي على هذه الأوراش، وقيامه بزيارة ميدانية لمناطق لم يصل إليها ملوك سبقوه ولا المسئولون.
-إقرار قانون جديد سمي بمدونة الأسرة أصبحت بموجبه المرأة المغربية قائمة على شؤون الأسرة مثلها مثل الرجل بعد أن كانت في نظام الأحوال الشخصية توصف بالتابع له.
-منح المرأة المغربية حق تجنيس أبنائها من زواج مختلط.
-الالتزام بتوقيت الانتخابات التشريعية وتراع مستوى التزوير فيها وتحقيق انتخابات تشريعية وصفت من قبل المراقبين الدوليين النزيهة رغم ضعف الإقبال على الانتخابات الأخيرة.
- إطلاق مبادرة التنمية البشرية واستمرار إعطاء الأولوية للمسألة الاجتماعية التي يتابعها الملك بنفسه.
-إقرار مشروع للحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء.
-وضع تقرير الخمسينية الذي قدم تقييما شبه موضوعي عن أحوال المملكة خلال نصف قرن الماضي.
-استمرار سياسة الانفتاح السياسي والإعلامي واشتغال الملك مع وزيرين حزبيين هما عبد الرحمان اليوسفي وعباس الفاسي الذي عين وزيرا أولا لأن حزبه حصل على أكبر المقاعد البرلمانية في انتخابات 2007 التشريعية.
إنجازات هامة قام بها محمد السادس توضح سياسة الحكم التي اختارها لكنها لاتزال تصدم بعدة عوائق من أبرزها، الفقر، والأمية، وضعف نظام التعليم، ومحاكمات كثيرة للصحفيين، واستمرار التعذيب في مراكز الشرطة، والاهتمام بالساحة الداخلية عوض الخارجية مما سبب تراجع الحضور السياسي للمغرب على المستوى الدولي
chtioui
في الذكرى التاسعة لتوليه الحكم، محمد السادس يواصل تمرده " الصامت "

Ei kommentteja:

Lähetä kommentti