maanantai 10. marraskuuta 2014

الاقتصاد العالمي بين التحديات والتوقعات المتفائلة لعام 2014


الاقتصاد العالمي بين التحديات والتوقعات المتفائلة لعام 2014


يشير معدل نمو الاقتصاد العالمي الذي تحقق في عام 2013 إلى استمرار اتجاه ثابت منذ أربعة أعوام يتمثل في تراجع معدل النمو من عام لآخر؛ حيث تؤكد التقديرات المختلفة الصادرة عن مؤسسات اقتصادية ومالية وبنوك عالمية وكذا الصادرة عن المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولي أن نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري يتراوح بين 2.3% إلى 2.7% وهو ما يدل على استمرار الاتجاه التراجعي منذ عام 2010 .

وكان معدل نمو الاقتصاد العالمي في عام 2010 قد بلغ 4.9% ثم انخفض إلى 3.3% في عام 2011 ثم انخفض مجدداً في عام 2012 ليصل إلى 3.1% ثم تواصل هذا الانخفاض ليبلغ معدل النمو خلال العام الجاري 2.7% فقط وذلك وفقاً لتقرير حديث أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهي مؤسسة أوروبية اقتصادية رائدة في التحليلات الاقتصادية وتتبع بيانات الاقتصاد العالمي بشكل شهري .
وعلى الرغم من أن معظم التقديرات تشير إلى أن الربع الأخير من العام الجاري كان هو الأكبر في نسبة النمو مقارنة بالأشهر التسعة الأولى؛ حيث بلغ معدل النمو 2.9%، إلا أن ذلك لم يكن دليلاً قاطعاً على تعافي الاقتصاد العالمي وتؤهله لأن يباشر نمواً أعلى في العام المقبل؛ حيث يشير بعض المحللين الاقتصاديين إلى أنه حين تنخفض أسعار الغاز الطبيعي في منشأه كما حدث في فصل الخريف وحين تتراجع الصادرات الأمريكية كما حدث في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين؛ فإن ذلك يعني ببساطة أن الاقتصاد العالمي آخذ في تباطؤ النمو .

ويمكن إيجاز أبرز مؤشرات الاقتصاد العالمي في عام 2013 في أن أداء الاقتصاد العالمي في جميع مناطق العالم جاء أقل من التوقعات السابقة خصوصاً في الاقتصاديات الأكثر تطوراً مع استثناء ملحوظ لكل من اليابان وألمانيا وأن الاقتصادات الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية كافحت من أجل الحفاظ على الزخم الاقتصادي في حين برزت منطقة اليورو كأكبر منطقة عرفت ركوداً اقتصادياً وشللا شبه تام لمدة 24 شهراً حتى بلغت معدلات البطالة بها أرقاماً قياسية مرتفعة .

أسباب تباطؤ النمو .

وتكمن أبرز أسباب تباطؤ النمو في العجز التجاري الضخم والمستمر في العديد من دول العالم وهو ما لا يؤدي فقط إلى العجز عن توفير الوظائف وابتعاد فرص الاستثمار في تلك الدول ولكن يؤدي أيضاً إلى انتقال الأزمات المالية بشكل أو آخر من بلدان العجز التجاري إلى بلدان الفائض التجاري بسبب ضعف حركة الصادرات وفساد بعض الأسواق.

أما السبب الثاني فهو الانكماش الاقتصادي الذي ساد خلال العامين الأخيرين في دول المنطقة الجنوبية بمنطقة اليورو وهي (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان وقبرص) إذ دخلت هذه الدول في شرك العجز التجاري الذي سبب الكساد وضعف الإنفاق الاستهلاكي ويعزى ذلك إلى أنه للعام الثاني على التوالي يكون معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في عموم هذه المنطقة الجنوبية سالباً حيث بلغ 0.6% في عام 2012 وانخفض في العام الجاري إلى 0.4%.

ويتمثل السبب الثالث في أن العديد من الحكومات التي تتمتع بفائض تجاري يشمل ذلك اليابان والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وروسيا وفنزويلا وسنغافورة استمرت في انتهاج سياسات تجارية حمائية عبر فرض العديد من القيود التجارية على الواردات وعلى إعانات الصادرات والتلاعب في أسعار عملاتها التجارية حتى تضمن تشغيل الفوائض التجارية مع الشركاء التجاريين ودون أن تتأثر كثيراً بما يجري في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ولذا استمر تزايد عجز الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة على سبيل المثال والذي ارتفع إلى 321 مليار دولار أمريكي خلال العام الأخير.

وثمة سب رابع هو أن التوترات السياسية في بعض المناطق والدول أسهمت في تباطؤ معدلات النمو بها وانخفاض حاد في أسعار الأسهم والسندات وانخفاض قيمة العملات لاسيما في تلك البلدان الاقتصادية المهمة التي تحتاج إلى تمويل خارجي كبير من أجل دفع اقتصادياتها وشهد بعضها احتجاجات شعبية مثل البرازيل وتركيا والهند وإندونيسيا وجنوب إفريقيا.

التوقعات لعام 2014.

وحول توقعات عام 2014 تقول القاعدة الاقتصادية إن الاقتصاد العالمي ينمو بشكل أسرع إذا تمكنت بلدان العجز التجاري الهائل من خفض هذا العجز ويتم ذلك من خلال زيادة الصادرات إلى البلدان التي لديها فائض تجاري كما يرتبط ذلك بعدم التلاعب من هذه الدول الأخيرة في أسعار العملات وهو ما أكده بنك الشعب الصيني مؤخراً؛ حيث ذكر أنه سوف يعمل على تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي من خلال إنهاء التلاعب بالعملة وعدم فرض قيود جديدة على المنتجات الأجنبية وهو ما يساعد إذا حدث على تسريع وتيرة النمو في عام 2014 مع أن هذا الأمر يبدو محفوفا بالكثير من التحديات.

ويمكن إيجاز أبرز التوجهات بشأن التوقعات لعام 2014 في أن دورة الاقتصاد العالمي سوف تنتعش بشكل أكبر من عام 2013 وأن معول ذلك هو استعادة قوة وزخم الاقتصاد الأمريكي والانتعاش الأوروبي فهما يعتبران بمثابة الرياح الخفية لتحقيق نمو أفضل وأن الأسواق في الدول الاقتصادية الصاعدة سوف تستمر في حفظ النمو المتوازن في الاقتصاد العالمي وأن مخاطر الهبوط الاقتصادي تنحسر تدريجيا نتيجة بعض السياسات العالمية المالية وأن التحديات لا تزال كبيرة.

وقد توقع تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة أن الاقتصاد العالمي سوف ينمو بمعدل 3% في عام 2014 وبمعدل 3.3% في العام التالي وتتنبأ مؤسسة بةس بأن الاقتصاد العالمي سوف ينمو بنسبة 3.3% في عام 2014 في حين تتنبأ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأنه سوف يبلغ 3.6% .

وتعتمد هذه التنبؤات بشكل إجمالي على ما يمكن تسميته "التوقعات المشروطة" فهي تؤسس ذلك على مؤشر أساسي يرتبط بنمو الاقتصاد العالمي في الربع الأخير من عام 2013 بنسبة 2.9% وتربط ذلك بأمور عديدة من أبرزها: أن الاقتصادات الكبرى ممثلة في الصين والولايات المتحدة وأوروبا سوف تقود قاطرة التحول الاقتصادي من خلال أسواق التصدير المتنامية وهذا مرهون بارتفاع نمو الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي بمعدل أكبر من العام السابق وبإنهاء الحكومات الأوروبية لبرامج التقشف لأنهما عاملان جوهريان لتسريع وتيرة النمو العالمي.. وبتوقف الصين عن سياسة القيود التجارية على الواردات والتلاعب بالعملة هذا علاوة على استمرار صمود الاقتصادات الناشئة التي يتوقع أن تعرف نمواً أكبر في عام 2014 خصوصاً إذا ما زادت الصادرات إلى الصين والولايات المتحدة وأوروبا.

التحديات .

لكن هذه الإجراءات تواجه تحديات عديدة منها: أن بنك الاحتياطى الفيدرالي الأمريكي سوف يبدأ في إنهاء برامج التحفيز الضخمة تدريجياً خلال العام المقبل كانعكاس للتعافي النسبي الأمريكي وكذلك يسهم ارتفاع أسعار السلع الأساسية في دول الاقتصادات الناشئة في الحد من نسبة النمو، كما لا يتوقع تخلي العديد من الحكومات الأوروبية عن برامج التقشف في العام المقبل وهو ما يعني أن التحسن الطفيف الذي قد يشهده نمو الاقتصاد العالمي لن ينعكس بالإيجاب على الذين فقدوا وظائفهم خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث يتوقع أن تصل نسبة البطالة 7.9% في عام 2014 في انخفاض طفيف عن معدلها عام 2013 والذي يبلغ 8.1%.

من جانب آخر يستلزم نجاح هذه الإجراءات السابقة انتهاج سياسات نقدية ومالية أكثر اتزاناً يتم تطبيقها في الاقتصادات الكبرى لأن هذه السياسات المتوازنة هي ما قد تجنب التوترات التي سوف تشهدها الأسواق الدولية مع توقف بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي عن ضخ 85 مليار خلال العام المقبل.

وتبدو محصلة ما سبق أنه رغم التوقعات المتفائلة بشأن نمو الاقتصاد العالمي في عام 2014 وبإمكانية عودته إلى المتوسط الطبيعي الذي ساد خلال العقود الثلاثة الأخيرة قبل الأزمة الاقتصادية العالمية ليدور حول نسبة 3.5% إلا أن حالة عدم اليقين تبقى هي المسيطرة داخل الاقتصادات العالمية الكبرى فالولايات المتحدة لم تحقق في عام 2013 نسبة نمو في الناتج المحلي الإجمالي تشير إلى اقتراب نهاية الأزمة الاقتصادية والمالية وثمة خلافات سياسية محتملة مجدداً بشأن الدين العام والميزانية العامة.
وفي منطقة اليورو لا يرجح أن تنتهي حالة الركود الطويلة سريعاً بل إن معدل الصادرات الألمانية قد انخفض لأول مرة هذا العام منذ عقود طويلة فيما لا تزال اليابان تواجه بعض المشكلات الاقتصادية حتى رغم تحقيقها لنمو مقبول داخلياً هذا فضلا عن انخفاض نمو الناتج المحلي الصيني من 10% سنوياً ليبلغ 7.6% في عام 2013 وانخفاض معدل نمو الناتج الهندي من 9% إلى 4.4% وهو ما يعني أن ثمة صعوبات تعترض أكبر اقتصادين صاعدين على المستوى العالمي .


18:00 - 01/02معلومات عن العضورد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركةأضف رد سريع بإقتباس لهذا الرد

لكن التحديات ، في ضوء الانقسام والتخبط القائمين، باقية وإلى حين. ولهذا يتمسك حتى المتفائلون من
الأميركيين بالحذر. وقد انعكس ذلك في آخر استطلاع للرأي حيث يرى 68% من الأميركيين بأن اداء اقتصادهم

Ei kommentteja:

Lähetä kommentti