أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الرياض بوجدة
أدى
أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، مرفوقا بصاحب
السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، و صاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل،
اليوم، صلاة الجمعة بمسجد الرياض بمدينة وجدة.
و استهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بإحياء أمير المؤمنين، حفظه الله ، و
معه شعبه الوفي، أمس ليلة القدر المباركة كأعظم ليلة في السنة كلها، وهي
خير من ألف شهر، مشيرا إلى أن هذه الليلة سميت بليلة القدر لعظمها و قدرها و
شرفها، و القدر معناه الشرف العظيم، فهي ليلة أنزل فيها كتاب ذو قدر وعلى
لسان ملك ذو قدر و على رسول ذي قدر لأمة ذات قدر.
و أضاف أنه كما وصف الله تعالى هذه الليلة بالقدر و الشرف العظيم، وصفها
أيضا بالخير و البركة، فقال عز و جل “حم و الكتاب المبين إنا أنزلناه في
ليلة مباركة إنا كنا منذرين”.
و قال إن في ليلة القدر تتنزل الملائكة و الروح بأمر الله عز و جل،
فيستغفرون للمؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، مصداقا لقوله
تعالى ” تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر”.
و أبرز الخطيب أن من نعم الله على هذه الأمة المغربية أن سلاطينها الأبرار
يجعلون من إحياء ليلة القدر موعدا لتجديد الدين، و دعامة من دعامات اليقين
في هذه السنوات من عهد أمير المؤمنين ، حيث تتجلى معالم نهضة الدين في
مظاهر غير مسبوقة من نشر القرآن، و بناء المساجد و الإقبال عليها في سائر
الأيام.
و قال إن إحياء أمير المؤمنين لهذه الليلة في جو تغمره الرحمات الإلهية و
تعطره النفحات الربانية ، و تحفه الملائكة ، إحياء لسنة جده المصطفى صلى
الله عليه و سلم، الذي أوصى بإحيائها، و بإحياء هذه العشر كلها بمزيد من
التهجد و القيام و الذكر و تلاوة القرآن.
وأوضح خطيب الجمعة أن مما شرعه الله تعالى في ختام هذا الشهر الكريم، إخراج
صلاة الفطر ، و هي واجبة بعموم آيات الزكاة الواردة في القرآن الكريم ، و
بالحديث الذي رواه الإمام مالك و غيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ”
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من
شعير على الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين”.
و أضاف أن الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله
عليه و سلم ، أنها طهرة للصائم من اللغو و الرفث و طعمة للمساكين، و ذلك
مظهر من مظاهر وحدة الأمة و تماسكها و تراحمها و تآزرها، و هي تجب على
المسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته، و مقدراها صاع مما يقتات من غالب قوت أهل
البلد، كما يجوز إخراجها نقدا بما يتراوح بين اثني عشر درهما و خمسة عشر
درهما عن كل شخص ، حسب عيش كل وسط، و لا يجوز تأخير إخراجها عن صلاة العيد ،
فإذا أخرت فإنما هي صدقة من الصدقات.
و في الختام تضرع الخطيب إلى الله العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين و
حامي حمى الملة و الدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و بأن يشدد ملكه و
يؤته الحكمة و فصل الخطاب، و أن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي
الامير مولاي الحسن، و يشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي
رشيد، و أن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.
كما ابتهل الخطيب إلى الله عز و جل بأن يشمل بواسع عفوه و جميل فضله الملكين المجاهدين، المغفور لهما الحسن الثاني و محمد الخامس.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti