يوميات أمير منبوذ: الكشف عن أسرار العلاقة العاصفة بين مولاي هشام و الملك محمد السادس
الأمير مولاي هشام يصدر “يوميات أمير منبوذ”
مذكرات يرسم فيها بورتريهات عن أعضاء الأسرة الملكية ونظام المخزن ودور الجيش
سينشر الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، كتابا سيكون بمثابة
مذكراته عن هوامش النظام الملكي٬ في بداية أبريل المقبل، بعنوان “يوميات
أمير منبوذ”، قد يكشف فيه عن أشياء ناسفة.
الخبر يحمل توقيع الصحافية سارا دانييل التي كتبت في صحيفة لونوفيل أُبسرفاتور، مؤكدة أن هذا الكتاب سيكون سابقة من نوعها، بحيث ستكون هذه أول مرة يحكي فيها أمير علوي.
وقد كان مولاي هشام، حسب صحيفة “الاوبسرفاتور” دائما، قد حرر هذا الكتاب سنة (2007) مدة استشفائه في مصحة بعد خضوعه لعملية جراحية.
الكتاب من أصل 380 صفحة، يعطي حسب الصحافية يارة دانييل، صورة متكاملة لكل عضو من أعضاء الأسرة المالكة. من الملك الراحل الحسن الثاني، إلى الملك الحالي، محمد السادس.
يعيش الأمير الآن في الولايات المتحدة، حيث أنشأ مؤسسة للإصلاح السياسي في العالم العربي في جامعة ستانفورد، تضيف الصحافية سارة دانييل في خبر تقدم فيه كتابه، على أساس أنه سيحلل النظام السياسي المغربي وعلاقة القصر مع الجيش، مذكرة أن المغرب يعد واحد من الدول العربية القليلة التي نجت من الموجة الثورية التي اجتاحت المنطقة منذ سقوط بن علي بتونس.
الأكيد أن هذا الكتاب بالنسبة لأمير ملزم بواجب التحفظ، سيزيد الكثير من التوثر في البلاط، وهذا ما يجعل الكثيرين يطرحون السؤال: ما الذي يريده الأمير الذي يصفه العديدون بالأمير الأحمر؟
الخبر يحمل توقيع الصحافية سارا دانييل التي كتبت في صحيفة لونوفيل أُبسرفاتور، مؤكدة أن هذا الكتاب سيكون سابقة من نوعها، بحيث ستكون هذه أول مرة يحكي فيها أمير علوي.
وقد كان مولاي هشام، حسب صحيفة “الاوبسرفاتور” دائما، قد حرر هذا الكتاب سنة (2007) مدة استشفائه في مصحة بعد خضوعه لعملية جراحية.
الكتاب من أصل 380 صفحة، يعطي حسب الصحافية يارة دانييل، صورة متكاملة لكل عضو من أعضاء الأسرة المالكة. من الملك الراحل الحسن الثاني، إلى الملك الحالي، محمد السادس.
يعيش الأمير الآن في الولايات المتحدة، حيث أنشأ مؤسسة للإصلاح السياسي في العالم العربي في جامعة ستانفورد، تضيف الصحافية سارة دانييل في خبر تقدم فيه كتابه، على أساس أنه سيحلل النظام السياسي المغربي وعلاقة القصر مع الجيش، مذكرة أن المغرب يعد واحد من الدول العربية القليلة التي نجت من الموجة الثورية التي اجتاحت المنطقة منذ سقوط بن علي بتونس.
الأكيد أن هذا الكتاب بالنسبة لأمير ملزم بواجب التحفظ، سيزيد الكثير من التوثر في البلاط، وهذا ما يجعل الكثيرين يطرحون السؤال: ما الذي يريده الأمير الذي يصفه العديدون بالأمير الأحمر؟
العلوي ينشر أسرار عن محاولات توريط ابن عم الملك..ويقول: ما يقوله مولاي هشام ليس أخطر مما قاله بنكيران عن البيعة..وهو أقدر الناس على إعطاء المصداقية للعهد الجديد أحب مسامير الميدة أو كرهوا
كتب الصحفي المجرب، مصطفى العلوي، مدير الأسبوع، في ركن “الحقيقية الضائعة”، مقالا تحت عنوان : “الملك محمد السادس والأمير مولاي هشام..فمن يفرق بين أبناء العم الأشقاء؟”. وكشف العلوي حقائق، غير مسبوقة، عن فترة عبور الصحراء التي مر منها مولاي هشام، بعد محاولة توريطه في “حكاية الجمرة الخبيثة”، ومحاولة اقحام إسمه في تنسيق مزعوم مع جهات عسكرية. كمنا نشر صورا خاصة، يبدو أنها مستخرجة من ألبوم مولاي هشام ليخص بها العلوي.
وكشف العلوي أن مولاي هشام، في بداية حكم الملك محمد السادس،
انتبذ لنفسه مكانا قصيا في عين عودة، حيث لم يكن أحد يعرف بوجوده سواه.
وقال العلوي: “في خضم هذه الحملة يختفي مولاي هشام، ولا احد يعرف أين
هو..وكنت الوحيد الذي يعرف مخبأه، وتوجهت عنده إلى ضيعته في عين العودة،
حيث وجدته ملقى في ركن بعيد بسفح الجبل على كومة من التبن في شبه إضراب عن
الطعام، ليقسم لي أنه بريء وأنه سيبقى هنا إلى النهاية..بينما لم أخرج من
عنده إلا بعد أن وعدني، بأنه سيعود إلى بيته..
وكتب العلوي : “أكيد أن مشكل الأمير مولاي هشام ليس مع ابن عمه الملك محمد السادس، وربما مع الآخرين…وزاد: الأمير مولاي هشام، يقول بصوت مرتفع، ما يردده الكثيرون من الأقطاب المحظيين همسا..فكلام مولاي هشام ليس أخطر مما قاله بنكيران حينما صرح : البيعة هي طقس مخجل وهي مراسيم من الماضي
وتسائل العلوي بالقول: من يدري فلربما حصلت المعجزة، وعاد مولاي هشام، إلى صفوف بناة الديمقراطية، ولعله أقدر الناس، بأفكاره البناءة، وسمعته العالمية، على إعطاء المصداقية المطلوبة، لما نتفق جميعا على تسميته بالعهد الجديد، أحب مسامير الميدة أو كرهوا.
وكتب العلوي : “أكيد أن مشكل الأمير مولاي هشام ليس مع ابن عمه الملك محمد السادس، وربما مع الآخرين…وزاد: الأمير مولاي هشام، يقول بصوت مرتفع، ما يردده الكثيرون من الأقطاب المحظيين همسا..فكلام مولاي هشام ليس أخطر مما قاله بنكيران حينما صرح : البيعة هي طقس مخجل وهي مراسيم من الماضي
وتسائل العلوي بالقول: من يدري فلربما حصلت المعجزة، وعاد مولاي هشام، إلى صفوف بناة الديمقراطية، ولعله أقدر الناس، بأفكاره البناءة، وسمعته العالمية، على إعطاء المصداقية المطلوبة، لما نتفق جميعا على تسميته بالعهد الجديد، أحب مسامير الميدة أو كرهوا.
مولاي هشام: أمير أراد أن يكون ملكا
يوسف ججيلي ———————————————————————
:المكان : قصر الرياض بعاصمة المملكة العربية السعودية. الزمان : 4 ماي 1987
الملك الحسن الثاني يتباحث مع خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز حول الترتيب للقاء ثلاثي مع الرئيس الجزائري، الشاذلي بن جديد لإيجاد حل لقضية الحدود المغلقة بين الجارين بالمغرب الأقصى.
فيما كان القائدان يتباحثان في جو هادئ يليق بالمقام، سُمع من وراء باب القاعة الفسيحة ضجيجا حاولا تجاهله. معلوم أن مقامات الملوك تخلو من الضجيج. لمح الحسن الثاني «أحد خدم القصر وهو يهرول نحو الملك فهد بن عبدالعزيز ليطلعه عما يقع في الجهة الأخرى من الباب»، كان الحسن الثاني يراقب ما يجري دون أن يطرح السؤال، لكن بنباهته عرف أن الأمر جلل وأن سبب الضجيج خطأ بروتوكلي لايغتفر لشخصية نافذة.
أريد التباحث معكما
يقول مستشار سابق للملك الحسن الثاني حضر هذه الواقعة «أمام دهشة الجميع أخبر الخادم الملك فهد بأن الأمير مولاي هشام يريد الحضور إلى جانب عمه الملك الحسن الثاني لهذه المباحثات». استشاط الحسن الثاني غضبا واستأذن الملك عبد العزيز ليحل ما وصفه ب«المشكلة البسيطة».
من اشتغل إلى جانب الملك الحسن الثاني يعرف أنه حين يغضب فإنه يضرب بيد من حديد. ما إن فُتح الباب الكبير، يتذكر مصدرنا، «حتى خاطب الحسن الثاني الأمير الشاب حينها بنبرة غاضبة آمرا إياه بأن يعود أدراجه إلى المغرب فورا».
عند عودة الوفد المغربي إلى الرباط، كانت دهشة هذا المستشار السابق كبيرة، وهو الذي خبر البلاط وجاور الحسن الثاني لسنوات، حينما سيقابل الأمير مولاي هشام وهو حليق الشعر بالكامل، يؤكد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه تحاشى في الدخول في تفاصيل لا تعنيه، من قبيل كيف ومتى ولماذا تم حلق شعر الأمير الشاب؟.
فيما ربط المستشار السابق بين حلق رأس الأمير وسلوكه إبان اجتماع الحسن الثاني بفهد بن عبد العزيز، هناك رواية أخرى تقول إن سبب حلق شعر الأمير لا يرتبط بمحاولة اقتحامه اجتماع الملكين بالقصر، بل لأن الأمير، الذي لم يكن يتجاوز سنه آنذاك 23 ربيعا، «حلقت شعره السلطات الأمنية السعودية بسبب شجار مع حارس أمن!». لا تفاصيل أكثر تتوفر حول هذه الحادثة.
«قطيعة الرياض»
طال غضب الحسن الثاني على الأمير الشاب مولاي هشام منذ «حادثة قصر الرياض». في أدب البلاط لا يقترب من السلطان من هو مغضوب عليه، يقول مصدر قريب من الأمير، ويقول أن الأخير قضى سنوات في الظل رغم العطف الذي كان يحضى به من طرف الملك الحسن الثاني. لكن في نفس الوقت شرع الأمير في استجماع رصيد «الأمير الثائر» داخل الأسرة الملكية، وهنا يحكي مصدر آخر كيف أن الأمير كان«يعبر عن مواقف غير مفهومة، وفي كثير من الأحيان فقط ليبين أنه مختلف دون سبب»، وهو ما كان يثير عليه غضب الحسن الثاني. خلاصة القول، يضيف مصدرنا، :«علاقة الأمير أصبحت سيئة مع الملك واستمرت كذلك إلى أن توفي الحسن الثاني في صيف سنة 1999».
علي عمار، صحافي وصديق سابق للأمير، يصف الأمير ليلة وفاة الملك الحسن الثاني: «طلعة الأمير سلطانية: وحيدا، يقف شابكا يديه، يحرس نعش الحسن الثاني المغطى بثوب أخضر اللون مطرز بالذهب. نظرته حادة وتتطلع إلى البعيد»، ويضيف في كتابه «محمد السادس، سوء الفهم الكبير»: « عادمولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس والثاني في ترتيب الولاية على العرش العلوي بعد مولاي رشيد، الأخ الأصغر للملك، على عجل من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مؤازرة العائلة الملكية في مراسيم دفن عمه. وبينما يوقع عقد البيعة ليلة 23 يوليوز لمحمد السادس، أمسك عن تقبيل يده وهمس في أذنه «المهمة صعبة، يجب الصمود» ».
الجنازة في خدمة الطموح
بدا طموح الأمير الذي أراد أن يكون ملكا جارفا يوم الجنازة المهيبة التي شارك فيها ملوك ورؤساء دول عديدة. في ذلك اليوم الحار، أواخر يوليوز كان الأمير حاضر بقوة يلعب الدور الذي طالما حلم به، بحسب ماذكره علي عمار في كتابه، وهو أن يكون «العمود الفقري» للمغرب الجديد. تكلف باستقبال الوفد الأمريكي الذي ترأسه بيل كلينتون شخصيا، الذي مشى معه جنبا إلى جنب وهو يشد بيده في الجنازة وانتقل لتحية رؤساء دول كثيرة، كان الأمير يبحث له عن موطئ قدم في تدبير شؤون الدولة منذ يوم وفاة الحسن الثاني.
في الليلة ذاتها وقع حادث داخل باحة القصر الملكي بالرباط لم يكن لأحد يتصوره يوما «الأمير هشام يطلب السير الذاتية لمستشاري الملك الجديد، الذي لم يمض بعد ليلته الأولى كملك، رغم أن لا اختصاص له في الأمر». حينها، يقول مصدر عايش تلك الفترات، اشتد غضب الملك الشاب الذي بعث في اليوم الموالي كلا من فؤاد عالي الهمة وعبد الحق المريني وعبد الله العلوي إلى الأمير هشام يخبرونه بأن «الملك غاضب من تصرفاته وأنه غير مرغوب فيه في جميع الأماكن التي يوجد فيها الملك». مباشرة بعد مراسيم دفن لملم الأمير أغراضه وعاد أدراجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يدشن دخولا جديدا إلى المغرب، لكن هذه المرة من النافذة
صحافتي وصحافتكم
أنت معي.. أنت في رعايتي
الراحلة لطيفة بوسعدان مثلا، وهي صحافية كانت تعمل في جريدة «الأحداث المغربية» كان ضمن الحلقة الأولى التي تشكلت من حول الأمير، وقدمت إليه كثيرا من الصحافيين ممن يتبوؤون اليوم مواقع كبيرة في القطاع. وبعدما كشف عن مرضها، لم تجد سوى القليلين حولها، ولسنين، لم يعد أحد يتذكرها، لكن الأمير لم ينسها. بحسب الروايات، تكفل مولاي هشام، بمصاريف علاجها لفترة طويلة، وحينما توفيت، كان الأمير موجودا في صورة الحدث، ليحول تأبين هذه الصحافية إلى منصة لإطلاق رسائله السياسية المعتادة، وكما يصف علاقتهما، فقد «تعرفت على لطيفة من خلال مقالاتها، وتطورت للدفاع عني في وقت كنت مستهدفا من حملات اعلامية وسياسية مسعورة، ولم أكن حينها قد إلتقيت معها، وإنما كانت تدافع عني لاننا نقتسم مجموعة من المبادئ، وشاءت الظروف أن تعرفت عليها ووجدت فيها قيم النضال، وكلفها ذلك المتابعات العلنية والسرية».
لم تكن بوسعدان وحدها من لقيت كل هذه العناية من لدن الأمير، بل كان هنالك آخرون. خالد الجامعي مثلا يحكي بكل التفاصيل كيف سدد مولاي هشام تكاليف علاجه: «عندما أجريت التحاليل الطبية في المغرب وأكدت إصابتي بالسرطان ووجوب علاجي خارج المغرب، توصلت إلى وجود مركز طبي متخصص في فرنسا، وبما أنني لا أملك غير راتب تقاعدي، فقد اتصلت بصديقي مولاي هشام، مثلما يتصل أي إنسان بصديقه لمساعدته. أخبرته بأن الأطباء أكدوا إصابتي بسرطان الرئة ويجب أن تجرى لي عملية جراحية، فماذا بوسعك أن تفعله لأجلي، فأجابني قائلا: خالد.. المشكل لا يكمن في ماذا يمكني أن أفعله لأجلك، بل قل لي أين تريد أن تعالج، إذا كنت ترغب في المجيء إلى أمريكا فسوف أرتب أمور سفرك وأبحث لك عن أحسن مركز علاج هنا، وإذا كان لديك اقتراح آخر فما عليك إلا أن تشير إليه واترك الباقي علي أنا، فأخبرته بأني عثرت على مركز استشفائي في باريس اسمه « Le centre chirurgical Marie-Lannelongue»، فطلب مني أن أمهله ساعة من الزمن على أن يعود للاتصال بي. عندما أعاد الاتصال قال لي إنه سأل عن ذلك المركز فتم إخباره بأنه أحسن مركز للجراحة في باريس، وأنه مستعد لتحمل كافة المصاريف. وعندما دخلت إلى إدارة المركز الاستشفائي أخبرني المسؤول بأنه تلقى المبالغ المالية المطلوبة من طرف مولاي هشام، وربما كان المبلغ المرصود هو 50 مليون سنتيم، مع توصية باستعداده لدفع أي مبالغ أخرى».
علي عمار، صحافي آخر بـ«لوجورنال» يحكي كيف تطورت علاقات الصحافيين بالأمير لتتحول إلى مشروع لشراء مؤسسات صحفية بأكملها: «علاقات صحفيي «لوجورنال» بالأمير مولاي هشام لم تكن تتجاوز النقاش السياسي، لكن مع صحافيين آخرين كانت العلاقة تتجاوز هذه الأشياء. لقد كنا متفقين داخل «لوجورنال» على بيع مؤسستنا للأمير، حيث كانت الشركة التي تصدر الأسبوعية تمر من مراحل جد حرجة على المستوى المالي سنة 2004، وقلنا حينذاك إن البيع لمولاي هشام هو الوسيلة الوحيدة التي قد تمكن «لوجورنال» من الاستمرار، وكان ذلك باقتراح من الأمير نفسه. وقبل ذلك كان لدينا شرط واحد كي تتم عملية البيع للأمير هو أن تتم العملية بشكل علني، بحيث يتم عقد ندوة صحافية بحضور الأمير مولاي هشام، يتم فيها إخبار الرأي العام بالصفقة وعرض المبلغ الإجمالي للبيع، واتفقنا على المبلغ وكان يقدر بعشرات ملايين الدراهم. بعدها، رتبنا موعدا مع الأمير، وسافرت إلى سويسرا إلى جانب بوبكر الجامعي وفاضل العراقي للقائه، لكن مستشاره القانوني، الذي وجدناه ينتظرنا، أخبرنا بأنه لن يتمكن من حضور اللقاء، فتباحثنا معه ومع الأمير أيضا الذي انضم إلى الاجتماع عبر الهاتف وتتبع أطواره مباشرة. لكن ذلك لم يكن كافيا، إذ توجهنا بعد انقضاء الاجتماع إلى باريس حيث كان مولاي هشام في انتظارنا بأحد فنادق العاصمة الفرنسية باريس وتناولنا وجبة العشاء بشكل جماعي».
فشلت الصفقة في نهاية المطاف، لأن مولاي هشام لم يكن يرغب في أن تظهر علاقاته وطموحاته للعلن: «كانت خلاصة الاجتماع أن رفض أن يخرج إلى الٍرأي العام الوطني عبر ندوة صحافية مشتركة ليعلن عن شراء «لوجورنال إيبدومادير»، ولم يخف رغبته في إيجاد وسيلة لمساعدة المجلة، لكن كان هناك عائقان: الأول يكمن في القيمة المالية للمؤسسة، والثاني يتلخص في رفضه الخروج إلى الصحافة لإعلان الصفقة. وبالتالي، لم نتوصل إلى اتفاق حول البيع. وبعد انقضاء الاجتماع، سحبني الأمير جانبا ليتحدث إلي على انفراد، واقترح علي المساعدة عبر صندوق خارجي للاستثمار، قائلا بالمقابل إنه إذا ساهم في رأسمال شركتنا فإنه بذلك سيعرقل أكثر مستقبل «لوجورنال»».
من قال لا.. يلقى الغضب
نستطيع أن نفهم أكثر علاقات مولاي هشام مع صحافييه أو صحافيين قريبين منه، من خلال مزاجه العام في التعامل مع التجاوبات غير المطابقة مع أراء الأمير نفسه. كما سنفهم من شهادات أشخاص كانوا بقربه، فإن ما يجعلك محط عناية الأمير هو أن تكون دوما موافقا له، أي ألا تعارض بالمطلق ما يعتقده صحيحا. لنأخذ حالة أبو بكر الجامعي مثلا، فقد عرفت علاقة «لوجورنال» بالأمير اضطرابا بعد تعقيب الجامعي عليه بشأن دعوته إلى خلق مجلس العائلة الملكية في المغرب، وكما يروي عمار الحكاية، فقد «حدث خلاف كبير في الموضوع، حيث إننا ندافع عن مبدأ فصل السلط. قلنا له إن دعوته إلى إنشاء مجلس العائلة رسالة مباشرة تحمل في طياتها إشارة إلى أنه يبحث عن التموقع، وهذا ما يمكن أن يفهمه الناس ومن حقهم أن يقولوا إنه مرشح محتمل.
وقد أثار ذلك غضب الأمير على الجامعي، كنا نختلف مع الأمير أكثر من مرة، لكن ما يجعل هذه المرة استثناء أن الموقف تم التعبير عنه علانية». غضب الأمير إذن من الاختلاف معه من لدن أشخاص كان يعتقد أنهم في صفه، وأن مهمتهم هي الانحياز لأفكاره. ماذا كان رد فعله؟ كما يقول عمار: «ظهر غضبه من خلال توقفه عن الاتصال الهاتفي بأبوكر الجامعي وقطعه للعلاقات، كما بدت من خلال المسافة التي وضعها بينه وبين «لوجورنال»، وبعدها تدخل العراقي لتلطيف الأجواء ونجح في ذلك، وهكذا عادت العلاقات إلى سابق عهدها واعتبرنا الموضوع مجرد سوء تفاهم. يوضح هذا أننا لم نكن معه في خندق ضد نظام معين».
غير أن الأمير لم يكن ليغفر لصحافي رعاه كما يعتقد، أن يخالفه في مذهبه، فكان الانتقام كما يروي عمار على الشكل التالي: خلق الشقاق بين «لوجورنال» ونسختها العربية، «الصحيفة». «طبيعة العلاقة التي كانت للأمير مع نور الدين مفتاح وبعض الصحافيين داخل «الصحيفة» وطبيعة المنحى الذي أخذته، اعتبرناها بمثابة موقف ضد «لوجورنال». وما ساهم أكثر في حصول الشرخ معه الإعانة المادية التي قدمها إلى بعض الصحافيين، حيث اعتبرناها بمثابة رد فعل على الموقف الذي عبر عنه أبوبكر الجامعي». بحسب عمار، فقد قدم مولاي هشام، مبالغ مالية لصحافيين معروفين، «وهذه الإعانات التي تسلموها من الأمير ساهمت في إضعاف «لوجورنال»، لكن الأمير كان يرد دائما بالقول إنه منح الإعانات لهؤلاء الصحافيين من أجل شراء منازل لهم.
وعن طريق الصدفة، علمت بأن الأمير عقد اجتماعا في ضيعته بتارودانت، حيث وقفت في مطار محمد الخامس لأخذ تذاكر للذهاب إلى باريس، وعندها أطلعتنا إحدى المضيفات على تذاكر بعض صحافيي «الصحيفة»، الذين سيتوجهون إلى أكادير وعندما تكلمت مع الأمير مولاي هشام، سألته إن كان الأمر يتعلق بمشروعهم الجديد، فرد علي قائلا: «سأبعث إليك بشخص يشرح لك كل شيء». وفي اليوم الموالي، جاء عندي إلى المكتب المسؤول عن تدبير ضيعة الأمير مولاي هشام بتارودانت، وأطلعني على شيكات واعترافات بالدين موقعة من طرف بعض الصحافيين».
يوم نطق الأمير علانية
عمار سيتعرض لما ينطوي عليه مزاج الأمير في أسوإ إخراج لغوي. لكن دعونا أولا، نفهم ماذا كان يريد مولاي هشام وما كان يفعله بالضبط أو مايقوله على وجه التحديد حينما يكون مع الصحافيين لنفهم لم يصر دوما على دفعه نحوه. كما يروي عمار نفسه، فقد كان الموضوع الرئيسي للمحادثات بين الأمير والمتحلقين من حوله من صحافيين هو الملك نفسه. نشر عمار كتابه «محمد السادس: سوء الفهم الكبير»، كي يشرح ما كان يرغب الأمير في رؤيته.
«كان الامير هشام يسخر من تدبير شؤون المملكة ليدخل في سياق الحياة الخاصة لابن عمه الملك حينما يبتعد كثيرا عن اصدقائه القدامى، وخوفا من ويلات النظام، يبقي على مجموعة من المدينين له، ومن المعارضين الخالصين، الذين يظلون يرافقونه في فيلته بحي السفراء في قلب الضاحية الراقية بالعاصمة، أو عند صديقين من أصدقاء الطفولة يقع منزلهما في حي اكدال بالرباط، المقر الرئيسي لمرتابي محمد السادس ويصير مكان احتشاد الصحافيين المنتقدين للنظام من اليساريين تحت الإقامة الجبرية، والاشتراكيين في الحكومة، والمثقفين من أصحاب الفكر الحر».
أن يكون مولاي هشام مشغولا بتكوين مجالس لمغتابي الملك، ابن عمه، فهذا ما لم يكن يقبل الأمير نفسه أن يخرج للعلن. وبشكل فوري وأد الأمير كل ما جمعه بعمار، وهذا الصحفي كان فخورا بأن ما يجمعه مع الأمير كان حميميا، غير أن الكيفية التي رد بها مولاي هشام لم تكن بحجم هذه العلاقة بتاتا. ما قاله الأمير يمكن تلخيصه في الفقرات التالية: «لا يسعني سوى التعبير عن أحاسيس الاشمئزاز الذي انتابتني إزاء أفكاره وأسلوبه»؛ «إن الكتاب اجترار لأفكار سخيفة لا يشفع لها توظيف مفردات متعالمة»؛ «ضمن هذه اللوحة المصطنعة التي تنم عن ذوق رديء، تبلغ الوقاحة بعلي عمار حدا أن يرى معه أن لا أحد من الفاعلين الاجتماعيين المغاربة يتصرف انسجاما مع قناعاته»؛ «الكتاب يعكس اختلاط الأمور وعدم وضوحها في ذهن الكاتب فهو قد ألفه دون أن يتحرى الدقة المهنية ودون وازع أخلاقي يكبح اندفاعاته».
وبشكل أوضح لما يعنيه هذا الرد، يستطيع علي عمار أن يظهر لنا ما تنطوي عليه هذه العبارات من مزاج نفسي متقلب: «ثلاثة أسابيع قبل صدور الكتاب، اتصل بي الأمير قائلا: راني سمعتك شكرتيني فكتابك، بارك الله فيك. ثم عرضت عليه مقتطفات من الفصل المخصص إليه، خاصة ما دار بينه وبين الملك محمد السادس بعد الجنازة فرد علي بالحرف: ذاك الشي قلتو لبزاف ديال الناس، ماشي غير أنت وأنا كنتحمل المسؤولية» (ذلك شيء قلته لكثير من الناس وليس لك وحدك واتحمل المسؤولية)».
في المحصلة الأخيرة، يظهر مولاي هشام وكأنه لا يرغب سوى في تحويل المسألة الإنسانية لحمالة مواقف مطابقة، وحينما يعجز عن التحكم في كل شيء يثور غضبا في وجه الجميع. في حالات الجامعي الأب والابن، وعلي عمار وصحافيي «لوجورنال» و«الصحيفة» و«الأحداث المغربية» هنالك تفسير للمزاج الداخلي لرجل كان يرغب في أن يكون «العمود الفقري للمغرب الجديد» ذات يوما، قبل أن«ينبذ» بصفة نهائية ويتحول لرجل محاضرات وحقوق.
الأمير مولاي هشام يقارن بين الملك الحسن الثاني و الملك محمد السادس
شكلت الذكرى العاشرة لتولي الملك محمد السادس عرش بلاده المغرب، والتي حلت هذه الأيام، فرصة للصحافة بنشر مقالات للتقييم والمقارنة بين الملك الحالي وأبيه الراحل الحسن الثاني وحالة المغرب بين العهدين أو الحقبتين.
ومن ضمن المقالات المثيرة في هذا الصدد، واحدة نشرها الأمير هشام وصف فيها الملك الراحل الحسن الثاني، وهو عمه، بـ’المتسلط الدكتاتوري الحازم’، والحالي الذي هو ابن عمه بـ’المتسلط المرن’.وحمل المقال عنوان ‘الحسن الثاني: عمي’ ونشرته أسبوعية ‘لوجورنال’ المغربية الصادرة بالفرنسية ويومية ‘الجريدة الأولى’ بالعربية ويجمع بين الكشف عن بعض المعطيات الخاصة بحكم الحسن الثاني (1961-1999) بحكم أن الأمير تربى في كنف الملك الراحل ولا يتردد في إعطاء رأيه في سيرته السياسية وبطريقة غير مباشرة يقدم حكما على فترة العشر سنوات التي قضاها الملك الحالي في العرش، محمد السادس.وأبرز الأمير مولاي هشام، الذي يوصف هنا بأنه مغضوب عليه بسبب خلافات مع الملك الراحل والحالي، أن الحسن الثاني ‘كان شغوفا بالسلطة الى حد الجنون منذ صغره، وهذا الشغف هو الذي حدد مسار المغرب خلال الخمسين سنة الأخيرة’. وأشار الى أن الملك الراحل، ومنذ توليه العرش سنة 1961، ‘استطاع السيطرة على الجيش والمصالح الاستخباراتية ونسج علاقات قوية مع الأعيان حتى الذين كانوا في خدمة الاستعمار الفرنسي والإسباني وحقق في آخر المطاف نظاما سياسيا على مقاسه’.ومما يقوله الأمير مولاي هشام: ‘كان الحسن الثاني شخصا خارج المألوف، كان ملكا كبيرا، عاقلا ومأخوذا بالهوى في الوقت نفسه، ولم يكن يتراجع عن العنف وإن كان يكره استعماله.. كان الحسن الثاني صديقا مخلصا ولطيفا في جلساته الحميمية عندما يتخلى عن الأمير الميكيافيلي المأخوذ بالنار الشكسبيرية’.
ويؤكد الأمير مولاي هشام الذي كان أول شخص من العائلة الملكية يتمرد فكريا وسياسيا على الحسن الثاني بعد نشره مقالا في صحيفة ‘لوموند ديبلوماتيك’ الشهرية سنة 1995 يطالب فيه بالديمقرطية في المغرب والانتقال من مفهوم الرعية الى المواطنة، يؤكد أن الملك الراحل منح المغرب ‘وضعا معتبرا على الساحة الدولية بفضل شخصيته القوية التي كانت تستأثر بخيال قادة الدول والمحللين السياسيين’. لكنه بالمقابل يعترف بأن الراحل الحسن الثاني ‘ترك للمغرب طبقة سياسية واقتصادية ضعيفة تربت على الطاعة والانضباط وسياسيين من المرتشين والمتحايلين، علاوة على نزاع الصحراء الغربية الذي لم يجد طريقه الى الحل بسبب أخطاء ارتكبها الملك الراحل’. غير أن الأمير مولاي هشام يرى أن الحسن الثاني هو الذي وضع أسس ما جرت تسميته في التسعينات بالانتقال الديمقراطي أو التناوب السياسي بوصول الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي الى الوزارة الأولى اواخر سنة 1997، وكذلك البذور الصلبة للصحافة المستقلة التي بدأت تعالج جميع المواضيع التي كانت من الممنوعات بما فيها صلاحيات الملكية والمستور عنه في المؤسسة العسكرية.ويصدر الأمير حكمه على عمه الملك الراحل وابن عمه الملك الحالي، محمد السادس، قائلا ‘بالرجوع الى عشر سنوات الى الوراء، سيتبين للمغاربة أنهم عاشوا في ظل نفوذ سلطوي مرن، حيث تنتصر الاستمرارية على القطيعة مع الخطر الأكيد بالنسبة للأول والحقيقي بالنسبة للثاني المتمثل في توفر مناسبتين ضائعيتن. فكلاهما اعترف بضرورة القيام بحكامة من نوع جديد، وكلاهما قبل بتحرير متقدم مع الاستمرار في رفض الانتقال نحو تعاقد اجتماعي جديد ومؤسساتي القدس العربي’
المسلسل العاصف للمواجهة بين الامير الاحمر والقصر
الرباط17-05-2009انه الامير الاكثر اثارة للجدل ولذلك كانت الاعين الامنية للمملكة تراقب حركاته داخل المغرب وخارجه في مهماته الدبلوماسية وندواته الدولية في وسائل الاعلام بفرنسا وامريكا…والمغرب ,في عز التناوب الذي كان يقوده عبد الرحمن اليوسفي وبعد اقالة رجل الشاوية القوي البصري وزير الحسن الثاني لربع قرن لم يتمكن الامير من حضور احد برامج القناة الثانية على الرغم من انه كان مقترحا كضيف الشهر وفي عز حكومة عبد الرحمن اليوسفي خرج الامير غاضبا من المنع في الاعلام العمومي وكانت المناسبة الندوة العلمية التي حضرها الامير بتنظيم من مجلة “وجهة نظر”وبتعاون مع مؤسسة “فريديريك نيومان “حول ابعاد ودلالات احداث 11شتنبر 2001 بالولايات المتحدة الامريكية حيث اثار حينها انتباه المعنيين والمتتبعين اعتراف صحفي القناة الثانية الذي كان مكلفا بتغطية الندوة بتلقيه مكالمة هاتفية تلزمه بعدم بث المادة الصحفية التي اعدها ,المجلة راسلت حينها النقابة الوطنية للصحافة المغربية وقالت في بيان ساخن ان تصرفات مسؤولي القناة مناف لنبل المهمة الاعلامية وعبرت عن مخاوفها من ان تتحول اشرطة التغطيات التي تتم باسم الرغبة في الاخبار الى مهام استخباراتية لفائدة ما اسمته بالجهات المجهولة
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti