**الافادة من الطاقات
الشبابية والاهتمام بها ورعايتها وتوجيهها وترشيدها وتشجيعها على الابداع والعمل
والابتكار
** نعيش عصرا كلما انتهت فيه أزمة ظهرت أخرى ومن ثم لابد استثمار الشباب في
مواجهة الأزمات الإنسانية
** الراحل د.عبدالرحمن السميط أوصى بتربية شبابنا على عدم الخوض في الشؤون
المذهبية والسياسية قبل ولوج الميدان الإنساني
** العمل الإنساني المعاصر يقدم صورة مشرقة للتعاطف
بين أمم الأرض بتعاليه على العرقيات والطائفيات
الشباب هم عماد نهضة الأمم، وسر قوتها
وحامل راية فكرها، وقلبها النابض، ومظهرُ حيويتها، ومبعث نهضتها، وأمل مستقبلها،
والعناية بهذه الشريحة ذكورا واناثا يجعل الأمة فتية ووثابة وطموحة، وانه لا سبيل لازدهار
الأمم الا بسواعد شبابها.
الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان بن عبدالرحمن
الوهيبي بوصفه مربيا فاضلا ورمزا من رموز العمل الخيري يرى أن نهضة الأمة
الإسلامية لن تكون إلا من خلال العناية بالشباب وتهيئتهم ليكونوا لبنات صالحة في بناء
الأمم والمجتمعات ، وهذا بدوره لن يتأتى الا من خلال عمل مؤسسي راشد يتسم بالتخطيط
وتوظيف الطاقات ووضع الخطط المبنية على اسس علمية بعيدا عن الفردية والعشوائية، موضحا
ان الندوة العالمية والشباب هما طرف المعادلة، ومن هنا جاءت رؤيتها "منظمة رائدة
لشباب مميز".
والدكتور الوهيبي الذي عمل أستاذا مشاركا في قسم اللغة العربية بكلية
الآداب بجامعة الملك سعود، ويحمل شهادة الدكتوراه من جامعة أنديانا ـ بلومنجتن ـ في
الولايات المتحدة الأمريكية، وماجستير من الجامعة نفسها، بالإضافة إلى البكالوريوس
من جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليا)، صاحب خبرة ثرية في مجال إعداد الكوادر
الشبابية وتأهيلهم من أجل تكوين جيل جديد مميز بأخلاقه وسلوكه وعلمه ونشاطه في
الحقل الإنساني.
حركة الشباب
ويرى د. الوهيبي أن حركة الشباب في العالم جديرة بالتأمل والنظر، فقد كان
لها خلال الستينيات والسبعينيات دورا حاسما في قارة أوروبا، حيث أزاحت الرئيس
الفرنسي الجنرال شارل ديجول الرئيسي عام
1968م ، ودشنت اثر حرب فيتنام نموذجا جديدا من القيم الأمريكية، وهاهم الشباب في
مجتمعاتنا العربية الإسلامية يقودون التغيير، ومن ثم لابد من الافادة من الطاقات
الشبابية والاهتمام بها ورعايتها وتوجيهها وترشيدها وتشجيعها على الابداع والعمل والابتكار.
وحول دور الشباب في العمل الإنساني
قال د.الوهيبي، نحن نعيش في عصر كلما انتهت فيه أزمة ظهرت أخرى، ومن هنا لابد من
استثمار الطاقات الشبابية في مواجهة الأزمات الإنسانية، مشيرا إلى أن المملكة
العربية السعودية بدأت العناية المؤسسية بالشباب مع انشاء الرئاسة العام للشباب ثم الندوة العالمية
للشباب المسلم قبل 42 عاما، وحينما وقعت أزمة كوسوفا والشيشان، كان عملنا الاغاثي
في الندوة حوالي 60% ، ولذا بدأنا التركيز على الشباب لاستثمار طاقاته في العمل
الاغاثي عبر برامج تدريبية متخصصة، وقد راعينا بعض المحاذير التي قد يقع فيها
كالأمور المذهبية والسياسية وغيرها، وكان الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط يوصي
بتربية الشباب الناشط في العمل الخيري على عدم الخوض في الشؤون القبلية والمذهبية
وتدريبهم على هذا الفهم قبل ولوج الميدان الإنساني.
تهيئة فرص للشباب
وأشار الى أن الندوة العالمية للشباب المسلم
تحرص على تهيئة فرص للشباب في العمل الميداني وتعريفهم بمسؤوليات العمل الاغاثي
ومخاطره وحدوده، لاسيما في ظل افتقارهم لللخبرة والتجربة، وقلة الفرص الموجودة لدى
الجمعيات والمؤسسات الحكومية، منوها إلى ضرورة الإفادة من الخبرات الدولية في هذا
المجال لتعزيز قدرات الشباب، كما أنه لابد من مراعاة حقوق المتطوعين الذين يذهبون
إلى ميادين العمل الاغاثي وما فيها من مخاطر، كحقوقه اذا توفي أو حقوق أسرته، لاسيما
في ظل عدم وجود لوائح وأنظمة تكفل هذه الحقوق.
وشدد د.الوهيبي على ضرورة الاسهام في تعريف الشباب بالأزمات الإنسانية وسبل
التعامل معها، وكيفية تجهيز القوافل الاغاثية والطبية، معتبرا أن شراء المواد
الاغاثية من الأسواق المحلية في البلاد المنكوبة يشكل تعزيزا وتنمية لهذه الاسواق
فضلا عن توفير المواد التي اعتادها الضحايا في بلدانهم، هذا الى جانب المشاركة في
العمل الاغاثي والطبي في الخارج.
وتابع إنه في ظل حاجة الإنسان المعاصر إلى العمل الإنساني ومؤسساته ونمو المشكلات
وتتابع الكوارث، مما أحدثه الإنسان أو جلبته النكبات الطبيعية من زلازل وفيضانات ونحوها،
فإنه يظل الشباب الوقود الحقيقي للتطوع، وأنه لابد من استثمار طاقاتهم.
العمل الإنساني منجز حضاري
وأكد الدكتور الوهيبي أن المنظمات الإنسانية تعتبر من أهم إنجازات الحضارة المعاصرة؛
ومن أكبر النعم المسداة إلى البشرية حديثاً، فقد فتحت المجال لطرف ثالث -سوى الحكومات
ومؤسسات المال- لكي يسهم في بناء الإنسان المعاصر ويعينه على مواجهة المعضلات، وهو
ما يسمى بالقطاع الثالث، ولا غرابة أن تولد بعض هذه المنظمات الدولية في رحم الحرب
كما حصل لمنظمة الصليب الأحمر الدولي التي أنشئت عام 1859م على إثر حرب طاحنة دارت
رحاها في شمال إيطاليا بين جيشين أوربيين آنذاك، وبلغ عدد القتلى والجرحى في تلك الحرب
أربعين ألفاً تُركوا في الميدان من دون معين ولا رعاية.
ولفت إلى أن للمنظمات الإنسانية دور كبير في التقارب بين الشعوب بطرق عملية
متمثلة في الوقوف معها إبان الأزمات أو تزويدها بالخبرات والمساعدات إبان السعة، مشيرا الى أن الندوة جربت ذلك بتواصلها مع مندوبين
من كل أنحاء العالم، وإقامتها لأواصر من الصداقة والعمل الإنساني المشترك والحرص على
منفعة الناس.
من مؤشرات الرقي
وأضاف: لا غرابة أنه قد أصبح نمو القطاع الثالث من مؤشرات الرقي في المجتمعات
المعاصرة، وصار العمل الإنساني المعاصر يقدم صورة مشرقة للتعاطف بين أمم الأرض، فهو
يتعالى على العرقيات والطائفيات، ويلتزم بمبدأ خدمة المحتاج.
وتعطي الندوة العالمية للشباب المسلم – كما يقول الدكتور الوهيبي- الأولوية
في برامجها وأنشطتها وخطتها الاستراتيجية للشباب في مجالات التدريب والتأهيل واكتشاف
مواهبهم وصقلها، وبرامج المسؤولية الاجتماعية وأهميتها في المجتمع، والدفع بالشباب
في المجتمعات العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتهم المجتمعية.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti