رئيس المجلس الإسلامى بالدنمارك: منهجنا الدعوي يقوم على الوسطية والاعتدال وخدمة المجتمعات الإنسانية | |
**
نحرص على تحقيق استقرار الوجود الإسلامي أفراداً ومؤسسات ليصبح واقعاً مقبولاً في
المجتمع الدنماركي
** نعمل على توسيع الحوار الحضاري بين المسلمين وأصحاب
الأديان الأخرى للتفاعل الإيجابي وتوطيد السلام الاجتماعي
** موجة العداء للإسلام في أوروبا عامة والدنمارك خاصة
تراجعت أمام تمسك المسلمين بنهج الوسطية والاعتدال
**
ندعو حكماء الأمة الإسلامية أن يحكموا العقل ويعودوا إلى حقيقة الإسلام المتسامحة
حفظا لدماء الناس
يعتبر المجلس
الإسلامي الدنماركي من المؤسسات الإسلامية في الغرب التي تدعو إلى الله وفق منهج
إسلامي يقوم على الوسطية والاعتدال وخدمة المجتمعات الإنسانية بما يحقق وحدتها وتعايشها
في ظل التنوع الثقافي، وينطلق في رسالته من قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا
خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله
أتقاكم"، كما يسعى للحفاظ على الوجود الإسلامي في الدنمارك والتعريف بالإسلام وقيمه
السامية والإسهام في مختلف جوانب الحياة بالمجتمع الدنماركي مع التركيز على ترسيخ
الهوية الإسلامية والارتقاء بلغة الخطاب داخلياً وخارجياً.
وقد توافد المسلمون على الدنمارك في بداية الستينيات –
كما يقول رئيس المجلس الإسلامي في الدنمارك عبد الحميد الحمدي- بحثا عن لقمة العيش
والعمل، ومع بداية التسعينيات واندلاع الحروب والأزمات في عدد من الأقطار
الإسلامية، لجأ الكثير من أنباء الأمة العربية والإسلامية إلى الدنمارك، ومنذ
التسعينيات بدأ المسلمون التعريف بالإسلام وقيمه وحضارته، وسارعوا إلى إنشاء المصليات،
إلا أنه ما تزال الدنمارك - خاصة العاصمة كوبنهاجن- تعاني عدم وجود مساجد إلى جانب
النقص الحاد في العديد من الاحتياجات الفنية وأماكن المحاضرات والندوات؛ خاصة أن
الكثير منها عبارة عن مصانع أو مساكن أو مستودعات.
استقرار الوجود الإسلامي
وحول دور
المجلس الإسلامي، أوضح أنه يحرص على تحقيق استقرار الوجود الإسلامي أفراداً
ومؤسسات ليصبح واقعاً مقبولاً في المجتمع الدنماركي ومؤثراً في جوانب الحياة
المختلفة فيه، من خلال التعريف بالإسلام وقيمه وبلورة الثقافة الإسلامية وفقا
لمقتضيات العصر وخصوصيات الواقع الدنماركي، ومساعدة المسلمين الدنماركيين على
ممارسة شعائرهم الدينية والحفاظ على هويتهم الثقافية ورعاية شؤونهم الاجتماعية
والدينية، وإقامة المؤسسات المختلفة من مساجد ومدارس ومعاهد وأندية ثقافية
واجتماعية ورياضية ومهنية وغيرها، والارتقاء بالمؤسسات الأعضاء وتنمية خبراتها
ودعم التنسيق والتعاون بينها، والاهتمام بأبناء المسلمين وتهيئة الفرص لتعليمهم
الدين الإسلامي واللغة العربية ومساعدتهم على التفوق الأكاديمي والمهني وتجنيبهم
الانزلاق الاجتماعي.
جسور التعرف والتعاون
ومن أهداف
المجلس الإسلامي أيضا - كما ذكرها الشيخ الحمدي- تفعيل دور المسلمين في إطار
الوحدة الأوروبية وخدمة الصالح العام والعمل على تمثيل المسلمين في المؤسسات
الدنماركية، ووصولهم إلى مراكز القرار والسعي للاعتراف بالدين الإسلامي في
الدنمارك، وتوسيع الحوار الثقافي والحضاري بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى
للتفاعل الإيجابي وتوطيد السلام الاجتماعي، والتواصل مع المسلمين في العالم ، وتعزيز
التعاون والصداقة بين الدنمارك والعالم الإسلامي بما يحقق المصالح المشتركة مع مد
جسور التعارف والتعاون مع المؤسسات والهيئات الإسلامية الرسمية والشعبية على
الصعيد الدنماركي والأوروبي والعالمي في إطار المصالح المشتركة، والمساهمة في
الجهود الرامية لحماية الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان، ونبذ كافة أشكال
التمييز العنصري والإرهاب والتطرف والعنف والمساهمة في الجهود الرامية لحماية
البيئة.
وحول أوضاع المسلمين في أوروبا - قال الشيخ الحمدي
– إن الوجود الإسلامي في أوروبا مستقر، وأنه يشهد تقدمًا ملحوظًا، وأن موجة العداء
للإسلام في أوروبا عامة والدنمارك خاصة تراجعت أمام تمسك المسلمين بنهج الوسطية
والاعتدال.
وِأضاف: لقد أثبت النهج الوسطي المعتدل للمسلين
في أوروبا فاعليته مع الزمن، وغدا الإسلام مكونا أساسيا من مكونات الساحة
الأوروبية، وذلك على الرغم من حملات الشيطنة التي قادتها جماعات متطرفة عزلتها
مجتمعاتها قبل أن يعزلها النهج الوسطي للمؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا.
واستدرك قائلا: نحن في الدنمارك مثلا تمكنا في ظرف زمني وجيز
وخاصة بعد الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم من تثبيت الوجود
الإسلامي عبر إقامة مؤسسات إسلامية قوية كان آخرها رفع أول منارة إسلامية في
الدنمارك والدول الاسكندنافية عامة، وتحولت فكرة المركز الإسلامي حديث العهد إلى
قبلة لزائري الدنمارك، بل وكافة مكونات الشعب الدنماركي للتعرف على الإسلام
والإسهام في تمتين قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات.
حفظ دماء المسلمين
وحول ما تشهده الأمة الإسلامية من مستجدات، أشار
إلى ان المسلمين في الدنمارك لا يعيشون في جزيرة معزولة، وانهم هم يتابعون كل ما
يجري من تطورات مؤلمة في العالم الإسلامي، ويدعون الله أن يتمكن العقلاء والحكماء
من العمل على حفظ دماء المسلمين وغير المسلمين المعصومة، وتعظيم قيم العقل والحوار
والتسامح من أجل بناء مجتمعات متماسكة بعيدة عن العنف والغلو.
وألمح الشيخ الحمدي إلى أن المسلمين في الدنمارك يميزون بين تلك
التطورات وبين واقعهم المحلي، ويعتقدون أن تجربتهم في الرد السلمي والعلمي والديني
والقانوني على الإساءة للإسلام تمثل نموذجا متميزا ليس في أوروبا وحدها بل وفي
العالم أجمع، وهو الطريق الأنفع والأسلم لتمتين عرى التعايش والتسامح في عالمنا
المتموج بالصراعات.
وأشار إلى أن انشغال العالم
العربي والإسلامي بمشكلاته الداخلية، كان له أثر سلبي على صورة المسلمين عامة في
العالم، واستدرك قائلا: لقد تأثرت صورة العرب والمسلمين سلبا نتيجة هذه الصراعات
الداخلية ، لكن ذلك لم يقلل من أهمية عمل المؤسسات الإسلامية عندنا بقدر ما زاد
العالم قناعة بأهمية دعم العمل المؤسسي القانوني، ومن هنا نحن ندعو مجددا حكماء
الأمة الإسلامية أن يحكموا العقل ويعودوا إلى حقيقة الإسلام المتسامحة حفظا لدماء
الناس وترسيخا لآية الاستخلاف التي خص الله بها الإنسان دون سائر مخلوقاته.
نسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر
الجزيل لفضيلة الداعية الإسلامي عبد الحميد الحمدي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك
وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،
والحمد لله رب العالمين.
|
lauantai 30. marraskuuta 2013
رئيس المجلس الإسلامى بالدنمارك: منهجنا الدعوي يقوم على الوسطية والاعتدال وخدمة المجتمعات الإنسانية
Tilaa:
Lähetä kommentteja (Atom)
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti