perjantai 29. marraskuuta 2013

ثمار الزيارة الملكية لأمريكا .. هل حسمت رهان الصحراء؟

ثمار الزيارة الملكية لأمريكا .. هل حسمت رهان الصحراء؟

ثمار الزيارة الملكية لأمريكا .. هل حسمت رهان الصحراء؟
انتصارات صغيرة تلك التي بات المغرب يسجلها في مرمى خصوم الوحدة الترابية في الآونة الأخيرة، فبعد أن سجلت فرنسا موقفها الإيجابي من مقترح الحكم الذاتي، جاء الموقف الأمريكي خلال الزيارة الملكية التي اعتبرها مراقبون دوليون ومحليون ناجحة بكل المقاييس، ليعزز بدوره المقترح المغربي كحل للأزمة باعتباره يتسم بـ"الجدية والواقعية والمصداقية"، إضافة إلى كونه "يمثل مقاربة ممكنة يمكن أن تلبي تطلعات سكان الصحراء لإدارة شؤونهم في إطار من السلام والكرامة".
وإذا كانت ثلاثون دولة عبر العالم قد سجلت سحب اعترافها بالجمهورية "الوهمية"، فذلك بفضل المجهودات الدبلوماسية الرسمية والموازية، حسب ما صرح به رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، حيث كانت آخرها دولة بّانما بسبب "عدم توفر الجبهة على المقومات الأساسية المشكِّلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي".
المغرب الذي استطاع تجديد بروتوكول اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، لتدخل حيز التنفيذ بمجرّد إقرارها من لدن البرلمانيين المغربي والأوروبي، قبل عَرضِه أمام الجلسة البرلمانية العامة بستراسبورغ الشهر المقبل، كسر أطروحة البوليساريو، ومن يليهم، والذين يدعون إلى إلغاء الاتفاق لكونه يشملُ منطقة لا يزال النزاع حولها مستمرًا نحو الإقرار بالانتماء الترابي.
ردة فعل الجزائر والبوليساريو
وتعليقا على الموضوع، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، خالد الشكراوي، أنه على المملكة عدم الارتكاز على هذا " النصر"، والشعور بنوع من التفوق حتى لا يكون مدعاة لمزيد من تهييج جبهة البوليساريو، والنظيمة العسكرية الجزائرية لوضع استراتيجيات جديدة من أجل مجابهة المغرب.
وأكد الشكراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "البوليساريو لن تعمل على تغيير سياساتها تُجاه المغرب، خاصة أننا نتحدث عن منظومة سياسية نفعية تتكون من مجموعة من الأشخاص، لهم عدة مصالح مادية وسياسية مباشرة ومرتبطة باستمرار النزاع وليس بحله".
وتابع "هذه المجموعة في جبهة البوليساريو مرتبطة بجهة عسكرية جزائرية، والتي ترى في المغرب العدو المحتمل الضروري، والذي يجب أن يستمر كذلك حتى تدوم مجموعة من القرارات التي تُتَّخذ على صعيد الحكومة الجزائرية، وعلى مستوى إعداد الجيش، وبالتالي الحصول على مصلحة نفعية كبيرة لرؤساء الجهاز العسكري والأمني الجزائري".
وأوضح المتخصص في الدراسات الإفريقية، أن المغرب ينتظره رد فعل أكبر من لدن الجبهة، والنظيمة العسكرية الجزائرية، خاصة أنه بإمكانها تحريك لوبياتها عبر العالم، وعن طريق مجموعة من المصالح الإستراتيجية الأخرى، وعلى أصعدة متنوعة من بينها أوروبا، باعتبار أن المغرب لا زال يعاني من مشكلة كبيرة على الصعيد الأوروبي، بالإضافة إلى مجموعات حزبية انفصالية في اسبانيا، أو يسارية في الدول الاسكندينافية أو منظمات حقوقية قد تصيب وقد تخطئ".
وبخصوص الولايات المتحدة، يرى المتحدث أن موقفها الجديد جولة واحدة فقط، معتبرا أنه بإمكان الجزائر عن طريق مصالحها الاقتصادية الحيوية وخاصة على مستوى المنظومة الطاقية التي تجمعها بأمريكا أن تفرض مجموعة من الضغوط على المغرب، لذلك "لا يجب الارتكان والسكون لهذا الانتصار الذي هو مهم، لكنه يبقى مرحليا في إعداد الوصول إلى حل سياسي توافقي" يختم الشكراوي حديثه لهسبريس.
الاستغلال السياسي لقضية حقوق الإنسان
من جهتها، ترى خديجة أبلاضي النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، أن وَقعَ الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية كان قويا وأعطى نِقط ربح إضافية في دعم الحلِّ السياسي لإنهاء النِزاع حول القضية الوطنية.
وتضيف أبلاضي لهسبريس، أن المتحدثة باسم البيت الأبيض أكدت في تصريح لها عقب لقاء الملك بباراك أوباما، على ضرورة الفصل بين طبيعة النزاع حول الصحراء باعتباره نزاعا سياسيا وقضية حقوق الانسان التي تعتبر شأنا داخليا خاصا بالمملكة المغربية.
وخلُصت النائبة البرلمانية، إلى كون تسْييس قضية حقوق الإنسان والضغط به كورقة على السيادة الوطنية لم يعد مقبولا وأن الولايات المتحدة الأمريكية فهمت الأمر بشكل جيد؛ وأضافت أبلاضي أن الزيارة الملكية شكلت ضربة استباقية لدور الدبلوماسية ودعما مباشرا لحث الطرف الآخر على الانخراط في الحل التفاوضي المقترح من طرف المغرب.

Ei kommentteja:

Lähetä kommentti