مآسِ إنسانية وعائلات مُشرَّدة بعد انهيار جزئي لعمارة بمكناس
الجمعة 29 نونبر 2013 - 15:00
بعد مرور أسبوعين على حادث انهيار جزئي لعمارة آهلة بالسكان
بمكناس وتصدع جدران ثلاث شقق سكنية دون أن يحرك المسؤولون والسلطات ساكنا
يُذكر حسب رواية السكّان، يَعتزم المتضررون تنظيم وقفة احتجاجية حاملين
خلالها الشموع في تعبير منهم على كونهم "من الموتى".وأوضح مصطفى العلوي أحد سكان العمارة التابعة للأحباس والتي هي في ملكية وزارة الأوقاف، أن الحالة النفسية لسكان العمارة في أدنى مستوياتها وخصوصا النساء اللواتي أصيبت بعضهن بانهيار عصبي مع إجهاض أخرى لحملها حيث ترقد حاليا في المستشفى، إلى جانب الأطفال الذين يعيشون حالة تذمر وانخفاض مستواهم الدراسي بشهادة الأساتذة والتربويين.
وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس، أن ناظر وزارة الوقاف ووالي جهة مكناس تافيلالت أكدا خلال لقاء جمعهما بالسكان، أن خبراء الشركة التي كانت بصدد إنشاء مشروع تجاري بقبو العمارة، وحسب دراسة قاموا بها تُؤكِّد أن بنيات العمارة تستطيع تحمل المشروع، وبالتالي فـ" سوء التدبير هو ما سبب حادث الانهيار، أو أن الخبراء قدموا معلومات مغلوطة وتقارير غير صحيحة" يعلِّق العلوي الذي لم يتمكن من أخذ ملابسه ولا كتب أبنائه بسبب تضرر السلالم المؤدية لشقته، مُردِفا بأن العمارة التي تعود سنة بنائها إلى 1929 بناء قديم وبالتالي فالمشروع يجب ألا يَحدث من الأساس، خصوصا وأن هناك من يقول بأن العمارة مصنفة ضمن التراث الإنساني وفي هذه الحالة من الواجب الحفاظ على الهيئة المعمارية للعمارة واحترام خصوصيتها المعمارية وعدم إحداث تغييرات فيها من قبيل المشروع قيد الإنشاء.
من جهته، قال رشيد الطالبي، وهو مستشار جماعي كان يقطن بذات العمارة منذ 1976، إن وزير الإسكان كان بالمدينة في اليوم الذي انهارت فيه العمارة تزامنا مع حضوره نشاطا حزبيا، دون تحريك ساكن من طرف أو من طرف المسؤولين للأسف، باستثناء لقاء جمع المتضررين بنظارة الأوقاف من أجل بحث مقترحاتنا بدون وعود ولا آجال.
وأضاف المتحدث، أنه وبعد 15 يوما على حادثة الانهيار الجزئي، تمكن السكان البارحة من الصعود إلى منازلهم وحمل الملابس لا غير، متسائلا عن الجهة التي ستقبل باستقبال عائلة بكاملها في منزلها عدا يوم أو اثنين "اعيينا وأسرنا اعياوا"، " من يمتلك إمكانيات اكترى شقة مفروشة بأحسن الحالات، وجل العائلات لجؤوا إلى أقاربهم أو أصهارهم، ومن لا عائلة له في مدينة مكناس يقوم بعض أصدقائه بإيوائه رفقة أبنائه يوما أو يومين".
وأكد الطالبي، أن أُسرا تعاني الأمرين إلى جانب التشريد بسبب أمراض مزمنة كحارسة العمارة التي تخضع لعمليات تصفية الكلى وأسرة أخرى يعاني رب الأسرة من سرطان خطير، إضافة إلى موظف اضطر للتنقل إلى مدينة فاس رفقة ابنائه، حيث يأتون يوميا بالسيارة إلى مكناس ويمكثون بها ومن تمت يعودون أدراجهم ليلا إلى فاس وهكذا، أما البعض ممن لا أصدقاء أوعائلة لهم بمكناس، فيمضون سحابة يومهم قرب العمارة إلى الليل، ليعمد أحد المواطنين من أثاروا شفقته على اصطحابهم إلى بيته حتى الصباح.
Ei kommentteja:
Lähetä kommentti