lauantai 30. marraskuuta 2013

بورتري. كريم بوزيدة: المخرج الملكي او كيف يصنع هاد "المرضي الواليدين" صورة محمد السادس الجديدة !!

بورتري. كريم بوزيدة: المخرج الملكي او كيف يصنع هاد "المرضي الواليدين" صورة محمد السادس الجديدة !!


سامي المودني كود
السبت 30 نونبر 2013 - 11:00

من يكون كريم بوزيدة الذي استأمنه الملك على ترتيب تفاصيل وكيفية حضوره في وسائل الإعلام؟ وما هي نوعية الأعمال التي يقوم بها هذا الشاب العاشق لفريق "الرجاء البيضاء"؟ وكيف تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب المكلف بالتواصل في الديوان الملكي؟ "كود" تكشف مسار ابن "حي السلام" بالبيضاء الذي اقتحم الأسوار الضيقة لصناع القرار بالقصر الملكي...



كريم بوزيدة بنظارتيه يتكيء على سارية مسجد مالي ت و م ع
كريم بوزيدة بنظارتيه يتكيء على سارية مسجد مالي ت و م ع

يحمل كريم بوزيدة في سيرته المهنية ملامح مسار خاص لشاب من عائلة متواضعة من الدار البيضاء. شاب استطاع اجتياز عقبات واقعه الاجتماعي، ليصبح إطارا على قدر كبير من الأهمية في الديوان الملكي، مستفيدا من قدرته الكبيرة على اقتناص الفرص، وتحويل الهزائم إلى انتصارات. أليست الوظيفة التي يشغلها اليوم في الديوان الملكي هي: "Spin doctor"، الذي من بين مهامه الرئيسية، تحويل سلبيات الشخصيات العمومية والسياسية إلى نقط إيجابية لصالحها؟ والأمر هنا لا يتعلق بأي شخصية عمومية عادية، بل بأعلى سلطة في هرم الدولة.
 
موقع هذا  الشاب المحب بجنون لأمه التي تربطه بها علاقة خاصة جدا لدرجة انه اهداها امام المغاربة سيارة كان ربحها في برنامج المسابقات السابق "ديكو" على "دوزيم" قبل سنوات، على رأس خلية التواصل المكلفة بالديوان الملكي، لم تأت إلا بعد تجربة مهنية في المجال دامت لأزيد من 12 سنة. هذا الشاب، بدأ مساره المهني في شركة متخصصة في الاستشارات والدراسات. ثقافته العامة وإتقانه لعمله جعلت منه اسما واعدا في سماء عالم التواصل الأمر الذي دفع حميد القادري، الرئيس المدير العام لشركة "كليم"، أحد أكبر المؤسسات الاقتصادية المتخصصة في إدارة حملات التواصل والدعاية، إلى استقطابه للشركة سنة 2001. داخل هذه الشركة، تدرج كريم بوزيدة في مناصب المسؤولية إلى أن أصبح مديرا مركزيا في الشركة نفسها، وراكم بوزيدة تجربة متميزة في عالم التواصل طيلة 7 سنوات، قبل أن يحل موعد انتخابات 2007، التي شكلت محطة حاسمة في مساره.         
 
بوزيدة يلفت انتباه الهمة
 
الحظ واقتناص الفرصة التي لا تتكرر دائما، كانت أيضا عوامل مساعدة لهذا الشاب، القادم من "حي السلام" الموجود بالمدينة البيضاء. نحن هنا في سنة 2007 على بعد أشهر قليلة من الاستحقاقات التشريعية، بمقر وزارة الداخلية. شركة "كليم" التي يعمل بها، قررت أن يمثلها بوزيدة في تقديم الإستراتيجية التواصلية للحملة الانتخابية لاستحقاقات 2007، التي تمكنت الشركة من الحصول على صفقة إعدادها بناء على طلب عروض قدمته وزارة الداخلية. قدرته على تقديم المعطيات الواردة في العارض الآلي وثقته في نفسه كانت مثيرة للانتباه. فبينما كان بوزيدة يقدم الحملة الدعائية المقترحة من لدن شركته لانتخابات 2007، وإبراز مختلف الفئات المستهدفة منها والأهداف التواصلية الإجرائية، كان هناك شخص مسؤول في هرم الدولة يتابع كل ما يردده هذا الشاب وكيف كان يتحرك ويلاحظ مدى قدرته على إقناع الحاضرين. الحديث هنا عن فؤاد عالي الهمة، صديق دراسة الملك محمد السادس، والذي كان حينها لوزير المنتدب في الداخلية والذي كان يومها مرفوقا بالعديد من الشخصيات الكبيرة في هرم الدولة أبرزها زليخة نصري، المستشارة الملكية.
 
خلال هذه المرحلة، التي سبقت بمدة وجيزة، استقالة الهمة من وزارة الداخلية، وقراره الترشح للانتخابات التشريعية، كان صديق دراسة الملك، يخطط لإنشاء شركة كبيرة، تتخصص في كل ما يتعلق بالتواصل الخاص بأجهزة الدولة الأمنية ووزارة الداخلية وتدبير لوبيات الضغط وإنجاز دراسات إستراتيجية. لم تكن هذه هي الرغبة الوحيدة للهمة، بل أيضا كان يهدف إلى العمل من أجل المساهمة في تغيير الصورة التي رسمتها بعض وسائل الإعلام المكتوبة ذات النفس المعارض عن الدولة وأجهزتها. واقترح الهمة لهذا الغرض على الملياردير السعودي، عثمان العمير، مالك "ماروك سوار"، إنشاء شركة "مينا ميديا". ولم ينس الهمة الشاب الذي أثار اهتمامه خلال الحملة التواصلية لانتخابات 2007، واقترح على عثمان العمير اسم كريم بوزيدة من أجل الإشراف على الشركة الجديدة. وبالفعل هذا ما كان، حيث استقدم العمير، الشاب الأربعيني، من شركة "كليم" المملوكة للقادري، واقترح عليه ضعف الراتب الذي كان يتقاضاه، وهو الأمر الذي لم يرق للقادري.
 
بوزيدة في مفاوضات مانهاست
لما غادر الهمة وزارة الداخلية بشكل نهائي، وانغمس في عملية تأسيس "حركة لكل الديمقراطيين" وفيما بعد حزب "الأصالة والمعاصرة"، أصبح يملك النسبة الأكبر من أسهم شركة "مينا ميديا"، وبات بوزيدة هو الذراع الأيمن لصديق الملك ورجل ثقته، خصوصا أنه كلف على رأسها بوضع إستراتيجية إعلامية لمختلف المشاريع السياسية لمالكها الجديد، "كان الوحيد الذي يملك كل المعطيات المتعلقة بتحركات الهمة وأجندته اليومية، فقد كان عين الهمة وذراعه الأيمن بامتياز، في وقت كان يحرص فيه صديق دراسة الملك على توظيف شركة "مينا ميديا" من أجل مواكبة وتسويق نشاط ومشروعه السياسي إعلاميا، ومواكبة تأسيس مشروع الأصالة والمعاصرة”، يحكي لـ"كود"، أحد الأطر السابقة بشركة "مينا ميديا"، وأصبح بوزيدة، وفق المصدر نفسه، "يدلي برأيه فيما يخص كل تحركاته السياسية، كما كلف بالعمل على تنسيق الاجتماعات، وساعده في ذلك قدرته على التفاعل السريع مع مختلف التطورات الجارية وإن كان حينها غير ملم بالشكل الكافي بمختلف المعطيات السياسية، كما لم يكن يتخذ القرارات الحاسمة لوحده دون الرجوع إلى رئيسه من أجل التشاور بشأنها" يضيف مصدر "كود".
 
وفي ثالث خروج إعلامي لصديق الملك، بعد خرجته الإعلامية الأولى على قناة دوزيم والثانية في جريدة أسبوعية، حرص الهمة على أن يظهر بوزيدة في بعض الصور التي التقطت له بمناسبة حواره مع مجلتي "تيل كيل" و"نيشان" المتوقفة عن الصدور، وكان الهمة شديد الحرص على التنسيق معه في الأجوبة التي من المنتظر أن يقدمها في الحوار، كما كان يحاول دائما إبراز العمل الذي يقوم به ذراعه الأيمن. من جهته حرص بوزيدة على التعامل بذكاء مع الجسم الصحافي خصوصا مع العديد من الإعلاميين الفرنكفونيين بمن فيهم أولئك الذين لم يكونوا يتورعون في انتقاد تدبير أجهزة الدولة للعديد من الملفات، إذ فتح معهم جسور التواصل وتمكن من إقناعهم بتمرير العديد من الرسائل التي تصب في صالح العمل التواصلي الذي يقوم به لصالح الهمة.    
 
في هذه المرحلة التي اكتسب فيها بوزيدة ثقة الهمة بشكل كبير، كلف المدير العام لشركة "مينا ميديا"، بإدارة الحملة الانتخابية لـ"الأصالة والمعاصرة" خلال استحقاقات 2009 الجماعية، في الشق المتعلق بالحملة التواصلية للحزب عبر وسائل الإعلام. الحملة الانتخابية لـ"البام" أثارت إعجاب العديد من المتتبعين، خصوصا أنها اعتمدت وسائل عصرية وحديثة في الاتصال السياسي بالمغرب، لم تكن مسبوقة. خلال هذه الحملة، كان يدقق بوزيدة في كل ما يتعلق ببرمجة مختلف الأحداث والمهرجانات الخطابية وتصويرها، وحاول ما أمكن رسم إستراتيجية تقوم على الابتعاد على الملاسنات مع خصوم الحزب، الذي كان يتعرض لحملة قوية لم يكن أقلها سوى اتهامه بكونه "حزب الدولة". كان هذا امتحانا لبوزيدة جعله يحظى أكثر بثقة الهمة سيما بعد حصول "البام" على المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات الجماعية. طبعا كانت الحملة واجهة لحزب كان يعرف سلفا انه سيحتل الرتبة الاولى وهو ما انتقده حينها خصومه.
 
 
هذا الأمر أهله إلى أن يحضر مفاوضات مانهاست بين المغرب والبوليساريو، بحكم موقعه في الشركة التي أصبحت تلعب دورا بارزا في مجال تدبير استراتيجيات تواصل مؤسسات كبرى في الدولة. كان بوزيدة في هذه المحطة الحاسمة في مساره المهني، فيما يشبه التدريب وتهييئه لمسؤوليات ومهام أكبر من التي كانت ملقاة على عاتقه.  
 
 واجهته صعوبات كبيرة لما غادر الهمة الداخلية ففي احدى جولات مانهاست ظل بوزيدة وحيدا "سدو عليه كلشي خاصة الطيب الفاسي الفهري الي كان فالخارجية وما عندوش مع الهمة. تعاملو معاه بلا مبالاة وهمشوه بزاف حقاش كانو مقتنعين باللي الهمة انتهى" يحكي ل"كود" عضو كان حاضرا في المفاوضات.

هبت
نسائم رياح "الربيع الديمقراطي" على المغرب، المتمثلة في "حركة 20 فبراير" وجرت مياه تحت الجسر، ووقعت تغيرات كبرى غير منتظرة في البلاد.

في المرحلة ما بين حركة 20 فبراير ولحظة التصويت على دستور فاتح يوليوز، كانت السلطة في حاجة إلى إستراتيجية تواصلية لمواجهة مد شباب الحركة في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، وهي المهمة التي تكفل بجزء منها هذا الشاب البيضاوي الذي أقحمه الهمة في عوالم الرباط. وبعد أن مرت موجة "الربيع" هاته بردا وسلاما على المغرب فرض وصول الإسلاميين إلى السلطة تدبيرا جديدا للسياسة التواصلية وتسويق مغايرا لصورة الملك في وسائل الإعلام، وهي المهام التي كلف بها كريم بوزيدة، لكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهيه السفن فقد جاءت فضيحة الخطأ عن العفو الملكي عن مغتصب الأطفال دانيال كالفان ليجد بوزيدة وكل طاقم المكلفين بالتواصل في الديوان الملكي أمام امتحان صعب للغاية وأول أزمة حقيقية وصلت شظايا نيرانها إلى المساس بشكل غير مسبوق بصورة العاهل المغربي، وإن كان قد تم تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر إلا أن العديد من المراقبين والمتتبعين سجلوا أن التدبير التواصلي لهذه الأزمة لم تكن في المستوى ولم يتفاعلوا مع حجم الحدث في الوقت المناسب من أجل تطويقه بالشكل المطلوب.  بعدها لجأت الدولة الى تغيير سياسته عبر انشاء مواقع اخبارية وكانت اخبار تحدثت عن علاقة بوزيدة بموقع "360" لكن مقربون منه نفوا ذلك جملة وتفصيلا لكن هذا النفي لا يعني ان هناك توجيه لمواقع وصحف ولا حاجة لذكاء لمعرفة مدى هذا التأثير في مقالات تنشر بشكل دوري.

تغيرت طرق "تسويق" الملك القريب من شعبه بعد حادث فكان لقاؤه التاريخي اخراجا وديكورا مع عائلات ضحايا دانييل مغتصب الأطفال بالقصر الملكي بعدها صور الملك "غير الرسمية" التي طافت مواقع التواصل الاجتماعي وأخيرا صوره بالإمارات: لقد أظهرت هذه الصور ان هناك مخرجا وراء الستار يحركها ويوجهها.    

Ei kommentteja:

Lähetä kommentti